عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الجبّ}: الرّكيّة التي لم تطو بالحجارة. فإذا طويت: فليست بجبّ). [تفسير غريب القرآن: 213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله:
{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} والمعنى: قال لهم خزنتها.
وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} ). [تأويل مشكل القرآن: 253-252] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجبّ وأوحينا إليه لتنبّئنّهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
{وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجبّ}.
وقرئت غيابات الجبّ، وقد فسرنا الجبّ.
وجاء في التفسير أنها بئر بيت المقدس.
{وأوحينا إليه لتنبّئنّهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}.
هذا جائز أن يكون من صلة لتنبّئنّهم وهم لا يشعرون.
وجائز أن يكون من صلة " وأوحينا " المعنى: وأوحينا إليه وهم لا يشعرون - أي أنبأناه بالوحي وهم لا يشعرون أنه نبيّ قد أوحي إليه). [معاني القرآن: 3/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأوحينا إليه لتنبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
يجوز أن يكون المعنى وأوحينا إليه في الجب وهم لا يشعرون بذلك الوحي هذا قول قتادة
ويجوز أن يكون المعنى لتخبرنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون). [معاني القرآن: 3/403-402]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجاءوا أباهم عشاء يبكون}
{عشاء} منصوب على الظرف.
{إنا ذهبنا نستبق} وقيل ننتضل). [معاني القرآن: 3/95]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما أنت بمؤمنٍ لنا} أي بمصدق ولا مقرّ لنا أنه صدق). [مجاز القرآن: 1/303]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق، ولا مقر لنا أنه صدق.
{إنا ذهبنا نستبق} فكان ابن عباس يقول: نستبق: ننتضل). [معاني القرآن لقطرب: 740]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وما أنت بمؤمن}: بمصدق). [غريب القرآن وتفسيره: 181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا ذهبنا نستبق} أي ننتضل، يسابق بعضنا بعضا في الرمي. يقال: سابقته فسبقته سبقا.
والخطر هو: السّبق بفتح الباء.{وما أنت بمؤمنٍ لنا} أي بمصدّق لنا). [تفسير غريب القرآن: 213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذّئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنّا صادقين}
{فأكله الذّئب وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدّق لنا.
{ولو كنّا صادقين} ليس يريدون أنّ يعقوب - عليه السلام - لا يصدّق من يعلم أنه صادق، هذا محال، لا يوصف الأنبياء بذلك، ولكن المعنى: لو كنا عندك من أهل الثقة والصدق لاتهمتنا في يوسف لمحبّتك إيّاه، وظننت أنا قد كذبناك). [معاني القرآن: 3/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق} أي ننتضل
والمعنى نستبق في الرمي
وقوله جل وعز: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} أي قد اتهمتنا ووقع بقلبك أنا لا نصدق فأنت لا تصدقنا). [معاني القرآن: 3/403]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بمؤمن لنا} أي بمصدق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِمُؤْمِنٍ لِّنَا}: بمصدق لنا). [العمدة في غريب القرآن: 159]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ...}
معناه: مكذوب: والعرب تقول للكذب. مكذوب وللضعف: مضعوف، وليس له عقد رأى ومعقود رأىٍ؛ فيجعلون المصدر في كثير من الكلام مفعولاً. ويقولون: هذا أمر ليس له معني يريدون معنىً، ويقولون للجلد: مجلود؛
قال الشاعر:
* إن أخا المجلود من صبرا *
وقال الآخر:
حتّى إذا لم يتركوا لعظامه=لحماً ولا لفؤاده معقولا

وقال أبو ثروان: إنّ بني نمير ليس لحدّهم مكذوبة ومعنى قوله {بدمٍ كذبٍ} أنهم قالوا ليعقوب: أكله الذئب. وقد غمسوا قميصه في دم جدي. فقال: لقد كان هذا الذئب رفيقاً بابني، مزّق جلده ولم يمزق ثيابه.
قال: وقالوا: اللصوص قتلوه، قال: فلم تركوا قميصه! وإنما يريدون الثياب. فلذلك قيل (بدمٍ كذبٍ) ويجوز في العربيّة أن تقول: جاءوا على قميصه بدم كذباً؛ كما تقول: جاءوا بأمرٍ باطل وباطلا، وحق وحقاً.
وقوله: {فصبرٌ جميلٌ} مثل قوله: {فصيام ثلاثة أيّامٍ} {فإمساكٌ بمعروفٍ} ولو كان: فصبرا جميلاً يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز. وهي في قراءة أبيّ (فصبرا جميلاً) كذلك على النصب بالألف). [معاني القرآن: 2/39-38]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سوّلت لكم أنفسكم} أي زّينت وحسّنت، وتابعتكم على ذلك.
{فصبرٌ جميلٌ} مرفوعان لأن جميل صفة للصبر ولو كان الصبر وحده لنصبوه كقولك: صبراً، لأنه في موضع: اصبر، وغذا وصفوه رفعوه واستغنوا عن موضع: اصبر،
قال الراجز:
يشكو إلىّ جملى طول السّرى= صبرٌ جميلٌ فكلانا مبتلى
[مجاز القرآن: 1/303]
قال أبو الحسن الأثرم: سمعت من ينشد: صبراً جميل أرد نداء يا جميل). [مجاز القرآن: 1/304]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميلٌ واللّه المستعان على ما تصفون}
وقال: {بدمٍ كذبٍ} فجعل "الدّم" "كذباً" لأنه كذب فيه كما تقول "الليلة الهلال" فترفع وكما قال: {فما ربحت تّجارتهم} ). [معاني القرآن: 2/50]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {فصبر جميل} كأنه قال: فصبري صبر جميل؛ على الابتداء.
وقراءة أبي "فصبرا جميلا"؛ ولا بأس بها لولا مخالفة الكتاب؛ كأنه قال: فاصبر صبرا جميلا). [معاني القرآن لقطرب: 731]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {بل سولت} تسويلاً: وهي التزيين). [معاني القرآن لقطرب: 740]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سولت لكم}: زينت). [غريب القرآن وتفسيره: 181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ} أي مكذوب به.
{قال بل سوّلت} أي زينت. وكذلك «سور لهم الشيطان أعمالهم» أي زيّنها). [تفسير غريب القرآن: 213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون}
يروى أنهم - رحمة " اللّه عليهم - لمّا طرحوا يوسف عليه السلام في الجبّ أخذوا قميصه وذبحوا جديا فلطخوا القميص بدم الجدي.
وقيل سخلة.
والمعنى واحد، فلما رأى يعقوب - صلى الله عليه وسلم - القميص قال: كذبتم، لو أكله الذئب لخرق قميصه.
وقيل إنه قال إن كان هذا الذئب لحليما، أشفق على القميص فلم يمزقه، وأكل ابني فالدّم دم كذب، أي ذو كذب، والمعنى دم مكذوب
{قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمرا} أي بل زيّنت أنفسكم أمرا في قصة يوسف
{فصبر جميل} معناه صبر لا جزع فيه ولا شكوى إلى النّاس.
وصبر جميل مرفوع على ضربين:
المعنى فشأني صبر جميل، والذي أعتقده صبر جميل، ويجوز أن يكون على " فصبري صبر جميل "
وهذا لفظ قطرب: فصبري صبر جميل.
والأول مذهب الخليل وجميع أصحابه.
ويجوز في غير القرآن فصبرا جميلا.
وأنشدوا في الرفع:
شكا إليّ جملي طول السّرى= يا جملي ليس إليّ المشتكى
صبر جميل فكلانا مبتلى وصبرا جميلا منصوب على مثل {فاصبر صبرا جميلا} ). [معاني القرآن: 3/97-96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجاءوا على قميصه بدم كذب}
روى إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال كان دم سخلة
وروى سفيان عن سمأل عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نظر إليه قال كذبتم لو أكله الذئب لخرق القميص
وقال الحسن لما نظر إلى الدم ولم ير في القميص شقا ولا خرقا قال ما عهد بالذئب حليما
والمعنى بدم ذي كذب أي مكذوب فيه
ثم قال جل وعز: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا} أي زينت
ثم قال جل وعز: {فصبر جميل} ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الصبر الجميل فقال هو الذي لا شكوى معه
والمعنى عند أهل النظر الذي لا شكوى معه بغير رضى بقضاء الله فإذا كانت الشكوى إلى الله جل وعز كما قال: {إني مسني الضر} و:{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
أو كانت برضى فصاحبها صابر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في علته بل أنا وارأساه). [معاني القرآن: 3/405-403]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَوَّلَتْ}: زينت). [العمدة في غريب القرآن: 159]



رد مع اقتباس