عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 01:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم}
قوله تعالى: "ألم تر" تنبيه وبعده خبر أن الله أنزل من السماء ماء فظلت الأرض تخضر عنه. وقوله: "فتصبح" بمنزلة قوله: فتضحي أو فتصير، عبارة عن استعجالها إثر نزول الماء واستمرارها كذلك عادة، ورفع قوله: "فتصبح" من حيث
[المحرر الوجيز: 6/268]
الآية خبر، والفاء عاطفة وليست بجواب لأن كونها جوابا لقوله: "ألم تر" فاسد المعنى، وروي عن عكرمة أنه قال: هذا لا يكون إلا بمكة أو تهامة.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله:
ومعنى هذا أنه أخذ قوله: "فتصبح" مقصودا به صباح ليلة المطر، وذهب إلى أن ذلك الاخضرار في سائر البلاد يتأخر.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله-:
وقد شاهدت هذا في السوس الأقصى، نزل المطر بعد قحط وأصبحت تلك الأرض الرملة التي نسفتها الرياح؛ قد اخضرت بنبات ضعيف دقيق. وقرأ الجمهور: "مخضرة"، وقرأت فرقة: "مخضرة". و"اللطيف": المحكم للأمور برفق). [المحرر الوجيز: 6/268]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واللام في "له" لام الملك، و"الغني" الذي لا حاجة به إلى شيء، هكذا هو على الإطلاق). [المحرر الوجيز: 6/269]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {سخر لكم ما في الأرض} يريد: من الحيوان والمعادن وسائر المرافق، وقرأ الجمهور: "والفلك" بالنصب، وذلك يحتمل وجهين من الإعراب: أحدهما: أن يكون عطفا على "ما" بتقدير: وسخر الفلك، والآخر أن يكون عطفا على المكتوبة، بتقدير: وأن الفلك، وقوله: "تجري" على الإعراب الأول في موضع
[المحرر الوجيز: 6/269]
الحال، وعلى الإعراب الثاني في موضع الخبر. وقرأت فرقة: "والفلك" بالرفع، فـ"تجري" خبر على هذه القراءة.
وقوله تعالى: "إلا بإذنه" يحتمل أن يريد يوم القيامة، كأن طي السماء ونقص هذه الهيئة كوقوعها، ويحتمل أن يريد بذلك الوعيد لهم في أنه إن أذن في سقوط السماء عليكم سقطت، ويحتمل أن يعود قوله: "إلا بإذنه" على "الإمساك"؛ لأن الكلام يقتضي: بغير عمد ونحوه فكأنه أراد: إلا بإذنه فبه نمسكها. وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/270]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}
الإحياء والإماتة في هذه الآية ثلاث مراتب، وسقط منها الموت الأول الذي نص عليه في غيرها، إلا أنه بالمعنى في هذه). [المحرر الوجيز: 6/270]

رد مع اقتباس