عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:32 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ مّنهم مّن كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم مّن بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم مّن آمن ومنهم مّن كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
قال: {مّنهم مّن كلّم اللّه} أي: كلمه الله [فلفظ الجلالة] في ذا الموضع رفعٌ.
وقال: {ورفع بعضهم درجاتٍ} أي: رفع الله بعضهم درجات). [معاني القرآن: 1/148]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
{الرّسل} صفة لتلك كقولك أولئك الرسل فضلنا بعضهم على بعض إلا أنه قيل تلك للجماعة، وخبر الابتداء (فضلنا بعضهم على بعض).
ومعنى: {منهم من كلّم اللّه} أي: من كلّمه اللّه.
{تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء اللّه ما اقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل ما يريد}
والهاء حذقت من الصلة لطول الاسم، وهو موسى - صلى الله عليه وسلم - أسمعه الله كلامه من غير وحي أتاه به عن اللّه ملك.
وقوله عزّ وجلّ: {وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات}أي: أعطيناه والبينات الحجج التي تدل على إثبات نبوته - صلى الله عليه وسلم - من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والإنباء بما غاب عنه.
وقوله عزّ وجلّ: {ورفع بعضهم درجات}.
جاء في التفسير: أنه يعنى به محمد - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى الناس كافة، وليس شيء من الآيات التي أعطيها الأنبياء إلا والذي أعطى محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر منه، لأنه - صلى الله عليه وسلم -
كلمته الشجرة،
وأطعم " من كفّ التمر خلقا كثيرا،
وأمرّ يده على شاة أم معبد فدرت، وحلبت بعد جفاف،
ومنها انشقاق القمر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الآيات في الأرض ورآها في السماء، والذي جاء في آيات النبي كثير.

فأما انشقاق القمر وصحته فقد روينا فيه أحاديث:
حدثني إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال حدثنا يزيد ابن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: سأل أهل مكة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين.
وحدثني مسدّد يرفعه إلى أنس أيضا مثل ذلك.
ونحن نذكر جميع ما روى في هذا الباب في مكانه إن شاء الله، ولكنا ذكرنا ههنا جملة من الآيات لنبين بها فضل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيما أتى به من الآيات.
ومن أعظم الآيات القرآن الذي أتى به العرب وهم أعلم قوم بالكلام.
لهم الأشعار ولهم السجع والخطابة، وكل ذلك معروف في كلامها، فقيل لهم ائتوا بعشر سور فعجزوا عن ذلك، وقيل لهم ائتوا بسورة ولم يشترط عليهم فيها أن تكون كالبقرة وآل عمران وإنما قيل لهم ائتوا بسورة فعجزوا عن ذلك.
فهذا معنى {ورفع بعضهم درجات}.
وقوله عزّ وجلّ: {ولو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم} يعني: من بعد الرسل: {من بعد ما جاءتهم البيّنات} أي: من بعد ما وضحت لهم البراهين، فلو شاء الله ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة،
ويجوز أن يكون {ولو شاء اللّه ما اقتتلوا} أي: لو شاء اللّه أن يضطرهم أن يكونوا مؤمنين غير مختلفين لفعل ذلك كما قال: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى}).
[معاني القرآن: 1/333-335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله}
قال مجاهد: يقول كلم موسى.
ثم قال جل وعز: {ورفع بعضهم درجات}
قال مجاهد: أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة.
ثم قال تعالى: {وآتينا عيسى ابن مريم البينات}أي: الحجج الواضحة {وأيدناه} أي: قويناه بروح القدس.
قال الضحاك: جبريل صلى الله عليه وسلم).
[معاني القرآن: 1/256-258]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات}
فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى لو شاء الله ما أمرنا بالقتال بعد وضوح الحجة وإظهار البراهين

2- وقيل لو شاء الله أن يضطرهم إلى الإيمان لفعل كما قال ولو شاء الله لجمعهم على الهدى). [معاني القرآن: 1/258-259]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {خلّةٌ}: مصدر الخليل، وتقول: فلان خلّتى: أي خليلي، قال أوفى بن مطر المازنيّ:
ألا أبلغا خلني جابراً... بأن خليلك لم يقتل
يقال: فلان خلّتي: أي خليلي). [مجاز القرآن: 1/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} على النفي.
[معاني القرآن لقطرب: 273]
الأعرج يرفعها كلها بنون، كأنه: ليس بيع فيه؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 274]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله جل ثناؤه {لا بيع فيه ولا خلة} قال الكلبي: {لا بيع فيه} لا فداء فيه؛ وقالوأ: في الخلة خاللته مخالة، وقالوا: من الخلة والخلال والخلولة والخلالة والخلالة.
[معاني القرآن لقطرب: 372]
وقالوا في هذا اللفظ: اختل الرجل اختلالاً: افتقر؛ والخل: الطريق في الرمل؛ والخلالة مثل الحسافة.
[وفي كتاب محمد بن صالح]: مثل الخشافة.
والخل: الفصيل الضعيف). [معاني القرآن لقطرب: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} والخلة: المودة والمحبة والخليل مشتق من ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولا خلّةٌ} أي: ولا صداقة تنفع يومئذ. ومنه الخليل). [تفسير غريب القرآن: 93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظّالمون}
أي: أنفقوا في الجهاد وليعن بعضكم بعضا عليه.
وقوله عزّ وجلّ: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلّة} يعني: يوم القيامة " والخلّة " الصداقة،
ويجوز {لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة}، {لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة}، على الرفع بتنوين والنصب (بغير تنوين)،
ويجوز {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} بنصب الأول بغير تنوين وعطف الثاني على موضع الأول، لأن موضعه نصب، إلا أن التنوين حذف لعلة قد ذكرناها، ويكون دخول " لا " مع حروف العطف مؤكدا، لأنك إذا عطفت على موضع ما بعد " لا " عطفته بتنوين.

تقول: لا رجل وغلاما لك.
قال الشاعر:
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه... إذا هو بالمجد ارتدى أو تأزّرا.
ومعنى {والكافرون هم الظّالمون} أي: هم الذين وضعوا الأمر غير موضعه وهذا أصل الظلم في اللغة). [معاني القرآن: 1/335-336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة}
قوله: {أنفقوا} تصدقوا والخلة الصداقة). [معاني القرآن: 1/259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({ولا خلة} أي: لا صداقة تنفع يومئذ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({الخُلَّـــةٌ}: المــــودة). [العمدة في غريب القرآن: 92]


رد مع اقتباس