عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 ربيع الثاني 1437هـ/20-01-2016م, 08:13 PM
عبدالرحمن بن إبراهيم عبدالرحمن بن إبراهيم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 1
افتراضي [شرح منظومة إيصال السالك في أصول فقه مالك] (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

تقع المنظومة في ثلاثين بيتا والناظم هو الشيخ أحمد بن محمد بن أبي كف المحجوبي الولاتي وليس له ترجمة معروفة فيما أحسب سوى أنه عاش في ولاية "ولاتة" في طرف اقليم الحوض من بلاد شنقيط وأهل ولاتة اشتهروا منذ القديم بحفظ القرآن والتفقه في الدين .

o---------------------------------o
قال الناظم الشيخ أحمد بن محمد بن أبي كف رحمه الله:

1 - الحَمدُ للّهِ الذي قد فَهَّما .. دلائلَ الشرعِ العزيزِ العُلما
2 - ثُمّ الصلاةُ والسلامُ أبَدا .. على النّبي الهاشميِّ أحمَدا
3 - وآلهِ الغُرّ وصحبهِ الكرامْ .. والتابعينَ لهمُ على الدوامْ
4 - وبعدُ فالقصدُ بذا النَّظمِ الوجيزْ .. ذِكرُ مباني الفقهِ في الشرعِ العزيزْ
5 - فَقُلْتُ واللّهَ المعينَ أستعين .. وأستمدّ منه فتحَهُ المُبينْ
6 - أدلّةُ المذهبِ مَذهبِ الأغَرْ .. مالكٍ الإمامِ ستةَ عشرْ
o----------------------o

* الحمد: هو وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيما والحمد نوعان حمد لله على ما يستحقه بنفسه وحمد له جل ثناؤه على إحسانه لعبده فالله تعالى هو المحمود على كل حال محمود على السراء والضراء و له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلا المقتضية للحمد لما انفرد به من صفات الكمال مطلقا وعظيم الجبروت، و"أل" في "الحمد لله" للاستغراق " أي كل الحمد لله تعالى".

* المذهب في اللغة: مصدر ميمي على وزن مفعل من ذهب يذهب ذهابا يطلق على الذهاب ومكانه وزمانه، وفي الإصطلاح:
هي الأحكام التي ذهب إليها إمام مجتهد والتي يستخرجها أتباعه من قواعده -ولو خالفوه في الفروع المبنية على تلك الأصول إذ المعتبر تقيد اجتهادهم بأصوله - قال الامام العدوي:"المراد بمذهبه: ما قاله هو وأصحابه على طريقته ونسب إليه مذهبا لكونه يجري على قواعده وأصله الذي بنى عليه مذهبه."

* بنى الإمام مالك أقواله وجملة مذهبه واجتهاداته على أصول مهدت الطريق لمن جاء بعده وانتسب الى مذهبه وقد اتفق أكثر أهل العلم على أنها ستة عشر أصلا وان وجد من خالفهم فزاد أو أنقص منها (1) على أننا سنمشي في تيسيرنا لهذه المنظومة على ما ذكره الناظم وهو أن أدلة مذهب الامام مالك "الإجمالية" (2) المعمول بها في الأحكام والإفتاء والقضاء هي ستة عشر دليلا فالقرآن دليل اجمالي والسنة والاجماع والقياس وسد الذرائع وفتحها والمصلحة المرسلة والاستقراء هي ادلة اجمالية ويطلق عليها احيانا مصادر التشريع وهي باعتبار حجيتها قسمان أصول متفق عليها وأصول مختلف فيها ولما كانت هذه الأدلة ليست على درجة واحدة من الأهمية فليس الدليل المختلف فيه بقوة الدليل المتفق عليه ولا ريب، فإن لكل دليل مرتبته الخاصة ومنزلته تأتي على قدر أهميته ومما يترتب على ذلك أن الاستدلال بها يجري وفق منهج صارم مضبوط.
o---------------------------------o
(1) أصول المذهب المالكي استقرائية أي أن الإمام لم ينص عليها بل استخرجها تلاميذه بتتبع فروع إمامهم مما ورد في موطئه من فتاوى وأحكام وإجاباته عن السؤلات التي وردته فاستخلصوا منها الأصول التي بنى عليها مالك مذهبه.
(2) قلنا "اجمالية" تمييزا لها عن النصوص التفصيلية والجزئية التي يستخرج منها الفقيه حكم مسألة ما -أملى الامام مالك في مذهبه نحوا من مائة وخمسين مجلدا في الأحكام الشرعية فلا يكاد يقع فرع إلا وله فيه فتيا- اما الأصولي فلا يبحث في الأدلة الجزئية التفصيلية انما ينظر في الادلة الاجمالية والقواعد العامة والكلية.
o---------------------------------o
والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس