عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:43 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ اتّق اللّه ولا تطع الكافرين والمنافقين إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا (1) واتّبع ما يوحى إليك من رّبّك إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {يا أيّها النّبيّ اتّق اللّه} بطاعته، وأداء فرائضه، وواجب حقوقه عليك والانتهاء عن محارمه وانتهاك حدوده {ولا تطع الكافرين} الّذين يقولون لك: اطرد عنك أتباعك من ضعفاء المؤمنين بك حتّى نجالسك {والمنافقين} الّذين يظهرون لك الإيمان باللّه والنّصيحة لك، وهم لا يألونك وأصحابك ودينك خبالاً، فلا تقبل منهم رأيًا، ولا تستشرهم مستنصحًا بهم فإنّهم لك أعداء {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} يقول: إنّ اللّه ذو علمٍ بما تضمره نفوسهم، وما الّذي يقصدون في إظهارهم لك النّصيحة، مع الّذي ينطوون لك عليه، حكيمٌ في تدبير أمرك وأمر أصحابك ودينك وغير ذلك من تدبير جميع خلقه). [جامع البيان: 19/5]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (يا أيها النّبيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: ان أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أن يرجع عن قوله على أن يعطوه شطرا أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فانزل الله {يا أيها النّبيّ اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} ). [الدر المنثور: 11/713]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ولا تطع الكافرين} ابي بن خلف {والمنافقين} أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبي بن سلول والحد بن قيس). [الدر المنثور: 11/713]

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {واتّبع ما يوحى إليك من ربّك} يقول: واعمل بما ينزّل اللّه عليك من وحيه، وآي كتابه {إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا} يقول: إنّ اللّه بما تعمل به أنت وأصحابك من هذا القرآن وغير ذلك من أموركم وأمور عباده خبيرٌ أي ذا خبرةٍ، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ، وهو مجازيكم على ذلك بما وعدكم من الجزاء.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {واتّبع ما يوحى إليك من ربّك} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واتّبع ما يوحى إليك من ربّك} أي هذا القرآن {إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا} ). [جامع البيان: 19/5-6]

تفسير قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره: وفوّض إلى اللّه أمرك يا محمّد وثق به {وكفى باللّه وكيلاً} يقول: وحسبك باللّه فيما يأمرك وكيلاً، وحفيظًا بك). [جامع البيان: 19/6]


رد مع اقتباس