عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:27 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويعبدون من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا وما ليس لهم به علمٌ وما للظّالمين من نصيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون باللّه من دونه ما لم ينزّل به جلّ ثناؤه لهم حجّةً من السّماء في كتابٍ من كتبه الّتي أنزلها إلى رسله، بأنّها آلهةٌ تصلح عبادتها فيعبدوها، بأنّ اللّه أذن لهم في عبادتها، وما ليس لهم به علمٌ يقول: ويعبدون من دون الله ما ليس لهم به علم أنّها آلهةٌ. {وما للظّالمين من نصيرٍ} يقول: وما للكافرين باللّه الّذين يعبدون هذه الأوثان من دون الله من ناصرٍ ينصرهم يوم القيامة، فينقذهم من عذاب اللّه، ويدفع عنهم عقابه إذا أراد عقابهم). [جامع البيان: 16/631-632]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال غيره: {يسطون} [الحج: 72] : «يفرطون، من السّطوة»، ويقال: {يسطون} [الحج: 72] : «يبطشون»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره يسطون يفرطون من السّطوة ويقال يسطون يبطشون قال أبو عبيدة في قوله يكادون يسطون أي يفرطون عليه من السّطوة وقال الفرّاء كان مشركو قريشٍ إذا سمعوا المسلم يتلو القرآن كادوا يبطشون به وتقدّم في تفسير طه وقال عبد بن حميدٍ أخبرني شبابة عن ورقاء عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله يكادون أي كفّار قريشٍ يسطون أي يبطشون بالّذين يتلون القرآن وروى بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله يسطون فقال يبطشون). [فتح الباري: 8/440-441]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره يسطون يفرطون من السّطوة ويقال يسطون يبطشون
أي: قال غير مجاهد في قوله عز وجل: {يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم} (الحج: 72) إن معنى قوله: (يسطون: يفرطون) وكذا فسره أبو عبيدة من فرط يفرط فرطا من باب نصر ينصر، أي: قصر وضيع حتّى مات وفرط عليه إذا عجل وعدا، وفرط إذا سبق. قوله: (من السطوة) أي: اشتقاقه من السطوة، يقال: سطا ععليه وسطا به إذا تناوله بالبطش والعنف والشدة، أي: يكادون يقعون بمحمد وأصحابه من شدّة الغيظ ويبسطون إليهم أيديهم بالسوء. قوله: (ويقال) ، هو قول الفراء فإنّه كان مشركو قريش إذا سمعوا المسلم يتلو القرآن كادوا يبطشون به، وكذا روى ابن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله: يسطون، فقال: يبطشون). [عمدة القاري: 19/67]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير مجاهد في قوله تعالى: {يكادون} ({يسطون}) أي (يفرطون) بفتح التحتية وسكون الفاء وضم الراء المهملة من باب نصر ينصر مشتق (من السطوة) وهي القهر والغلبة وقيل إظهار ما يهول للإخافة (ويقال) هو قول الفراء والزجاج (يسطون) أي (يبطشون) بكسر الطاء وضمها والأول لأبي ذر والمعنى أنهم يهمون بالبطش والوثوب تعظيمًا لإنكار ما خوطبوا به أي يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم آياتنا بمحمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأصحابه من شدّة الغيظ ويسطون ضمن معنى يبطشون فتعدى تعديته وإلاّ فهو متعد بعلى يقال سطا عليه). [إرشاد الساري: 7/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم النّار وعدها اللّه الّذين كفروا وبئس المصير}.
يقول تعالى ذكره: وإذا تتلى على مشركي قريشٍ العابدين من دون اللّه ما لم ينزّل به سلطانًا {آياتنا} يعني: آيات القرآن، {بيّناتٍ} يقول: واضحاتٍ حججها وأدلّتها فيما أنزلت فيه. {تعرف في وجوه الّذين كفروا المنكر} يقول: تتبيّن في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان باللّه من تغيّرها، لسماعهم القرآن.
وقوله: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} يقول: يكادون يبطشون بالّذين يتلون عليهم آيات كتاب اللّه من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، لشدّة تكرّههم أن يسمعوا القرآن، ويتلى عليهم.
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله {يسطون} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {يكادون يسطون} يقول: يبطشون ".
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يكادون يسطون} يقول: " يقعون بمن ذكّرهم ".
- حدّثنا محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} قال: " يكادون يقعون بهم ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يكادون يسطون} قال: " يبطشون كفّار قريشٍ ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يكادون يسطون بالّذين يتلون عليهم آياتنا} يقول: " يكادون يأخذونهم بأيديهم أخذًا ".
وقوله: {قل أفأنبّئكم بشرٍّ من ذلكم} يقول: أفأنبّئكم أيّها المشركون بأكره إليكم من هؤلاء الّذين تتكرّهون قراءتهم القرآن عليكم، هي {النّار} وعدها اللّه الّذين كفروا.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه كان يقول: إنّ المشركين قالوا: واللّه إنّ محمّدًا وأصحابه لشرّ خلق اللّه فقال اللّه لهم: قل أفأنبّئكم أيّها القائلون هذا القول بشرٍّ من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ وأصحابه أنتم أيّها المشركون الّذين وعدهم اللّه النّار.
ورفعت ( النّار ) على الابتداء، ولأنّها معرفةٌ، لا تصلح أن ينعت بها الشّرّ وهو نكرةٌ، كما يقال: مررت برجلين: أخوك وأبوك، ولو كانت مخفوضةً كان جائزًا؛ وكذلك لو كان نصبًا للعائد من ذكرها في {وعدها} وأنت تنوي بها الاتّصال بما قبلها. يقول تعالى ذكره: فهؤلاء هم شرار الخلق لا محمّدٌ وأصحابه.
وقوله: {وبئس المصير} يقول: وبئس المكان الّذي يصير إليه هؤلاء المشركون باللّه يوم القيامة). [جامع البيان: 16/632-634]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يكادون يسطون يعني يبطشون يعني به كفار قريش). [تفسير مجاهد: 428]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يكادون يسطون} قال: يبطشون). [الدر المنثور: 10/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {يكادون يسطون} قال: يبطشون، كفار قريش والله أعلم). [الدر المنثور: 10/524]


رد مع اقتباس