عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:22 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه...}
المعنى الاستئناف. ولم يقولوا هم ذاك، فيكون حكاية. فأمّا قوله: {وقولهم إنا قتلنا المسيح} فإنها كسرت لأنها جاءت بعد القول، وما كان بعد القول من {إن}
فهو مكسور على الحكاية في قال ويقولون وما صرّف من القول. وأمّا قوله: {ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا اللّه ربّي} فإنك فتحت (أن) لأنها مفسّرة لـ (ما)، (وما) قد وقع عليها القول فنصبها وموضعها نصب. ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاما حسنا: أن أباك شريف وأنك عاقل، فتحت (أنّ) لأنها فسّرت الكلام، والكلام منصوب. ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها. وقد تكون (أنّ) مفتوحة بعد القول إذا كان القول رافعا لها أو رافعة له؛ من ذلك أن تقول: قولك مذ اليوم أن الناس خارجون؛ كما تقول: قولك مذ اليوم كلام لا يفهم. وقوله: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} المعنى: لا تقولنّ لشيء: إني فاعل ذلك غدا إلا بالاستثناء: إلا أن تقول: إن شاء الله. ولو أردت: لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك: لا تقل إلا أن يشاء الله كان كأنه أمر أن يقول إن شاء الله وحدها، فلا بدّ من أن مفتوحة بالاستثناء خاصة؛ ألا ترى أنك قد تأمره إذا خلف فتقول: قل إن شاء الله، فلمّا أريدت الكلمة وحدها لم تكن إلا مكسورة). [معاني القرآن: 1/471-472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله {ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه جميعا هو السّميع العليم}
أي لا يحزنك إيعادهم وتكذيبهم وتظاهرهم عليك.
{إنّ العزّة للّه}.إن الغلبة للّه فهو ناصرك وناصر دينه). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يحزنك قولهم}
أي لا يحزنك إيعادهم وتكذيبهم واستطالتهم عليك
وقوله جل وعز: {إن العزة لله جميعا} أي إن الغلبة لله). [معاني القرآن: 3/304]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإن هم إلّا يخرصون} أي يحدسون ويحزرون). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألا إنّ للّه من في السّماوات ومن في الأرض وما يتّبع الّذين يدعون من دون اللّه شركاء إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإن هم إلّا يخرصون}
يفعل فيهم ما يشاء). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون}
أي يحدسون ويحزرون). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يخرصون} أي: يكذبون). [ياقوتة الصراط: 256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} أي يحدسون ويحزرون ويكذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: رهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والنّهار مبصراً} له مجازان أحدهما: أن العرب وضعوا أشياء من كلامهم في موضع الفاعل، والمعنى: أنه مفعول، لأنه ظرف يفعل فيه غيره لأن النهار لا يبصر ولكنه يبصر فيه الذي ينظر، وفي القرآن: {في عيشةٍ راضيةٍ } [61: 21] وإنما يرضى بها الذي يعيش فيها، قال جرير:
لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى= ونمت وما ليل المطيّ بنائم
والليل لا ينام وإنما ينام فيه،
وقال رؤبة:
فنام ليلى وتجلّى همّي). [مجاز القرآن: 1/279]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {والنهار مبصرا} أي مضيئَا؛ وهو كقوله {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} كأنه يقول: مبنية واضحة.
ويجوز على أن يكون: والنهار مبصر فيه، والناقة على: مبصر أهلها؛ وقد فسرنا هذا ومثله مع {بل مكر الليل والنهار} ). [معاني القرآن لقطرب: 665]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {النهار مبصرا}: يبصر فيه). [غريب القرآن وتفسيره: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} [الفرقان: 47]: أي سترا وحجابا لأبصاركم.
قال ذو الرّمة:

وَدَوِّيَّةٍ مثل السّماء اعتسفتها = وقد صبغ اللّيل الحصى بسواد
أي لمّا ألبسه الليل سواده وظلمته، كان كأنّه صبغه.
وقد يكنون باللباس والثوب عما ستر ووقى، لأنّ اللباس والثوب واقيان ساتران.
وقال الشاعر:

كثوب ابن بِيضٍ وَقَاهُم بهِ = فَسَدَّ على السَّالِكِينَ السَّبيلا
قال الأصمعي: (ابن بيض) رجل نحر بعيرا له على ثنيّة فسدّها فلم يقدر أحد أن يجوز، فضرب به المثل فقيل: سدّ ابن بيض الطريق.
وقال غير الأصمعي: (ابن بيض) رجل كانت عليه إتاوة فهرب بها فاتّبعه مطالبه، فلما خشي لحاقه وضع ما يطالبه به على الطريق ومضى، فلما أخذ الإتاوة رجع
وقال: (سدّ ابن بيض الطريق) أي منعنا من اتباعه حين وفى بما عليه، فكأنه سدّ الطريق.
فكنَى الشاعر عن البعير- إن كان التفسير على ما ذكر الأصمعي.
أو عن الإِتَاوَةِ- إن كان التفسير ما ذكر غيره- بالثوب، لأنهما وقيا كما يقي الثوب.
وكان بعض المفسرين يقول في قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سكنا، وفي قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} أي سكن لكم.
وإنما اعتبر ذلك من قوله: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ} ومن قوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 144-145] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا}
أي مبصرا فيه على النسب كما قال في عيشة راضية أي ذات رضى أي يرضى بها). [معاني القرآن: 3/304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُبْصِرًا}: ينظر فيه). [العمدة في غريب القرآن: 153]


رد مع اقتباس