عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 07:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هو الّذي أنزل من السّماء ماءً لكم منه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه تسيمون (10) ينبت لكم به الزّرع والزّيتون والنّخيل والأعناب ومن كلّ الثّمرات إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكّرون (11)}
لـمّا ذكر سبحانه ما أنعم به عليهم من الأنعام والدّوابّ، شرع في ذكر نعمته عليهم، في إنزال المطر من السّماء -وهو العلوّ -ممّا لهم فيه بلغة ومتاعٌ لهم ولأنعامهم، فقال: {لكم منه شرابٌ} أي: جعله عذبًا زلالًا يسوغ لكم شرابه، ولم يجعله ملحًا أجاجًا.
{ومنه شجرٌ فيه تسيمون} أي: وأخرج لكم به شجرًا ترعون فيه أنعامكم. كما قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة والضّحّاك، وقتادة وابن زيدٍ، في قوله: {فيه تسيمون} أي: ترعون.
ومنه الإبل السّائمة، والسّوم: الرّعي.
وروى ابن ماجه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن السّوم قبل طلوع الشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 560-561]

تفسير قوله تعالى: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ينبت لكم به الزّرع والزّيتون والنّخيل والأعناب ومن كلّ الثّمرات} أي: يخرجها من الأرض بهذا الماء الواحد، على اختلاف صنوفها وطعومها وألوانها وروائحها وأشكالها؛ ولهذا قال: {إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكّرون} أي: دلالةً وحجّةً على أنّه لا إله إلّا اللّه، كما قال تعالى: {أمّن خلق السّماوات والأرض وأنزل لكم من السّماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجةٍ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإلهٌ مع اللّه بل هم قومٌ يعدلون} [النّمل: 60]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 561]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وسخّر لكم اللّيل والنّهار والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٌ بأمره إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون (12) وما ذرأ لكم في الأرض مختلفًا ألوانه إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يذّكّرون (13)}
ينبّه تعالى عباده على آياته العظام، ومننه الجسام، في تسخيره اللّيل والنّهار يتعاقبان، والشّمس والقمر يدوران، والنّجوم الثّوابت والسّيّارات، في أرجاء السّموات نورًا وضياءً لمهتدين بها في الظّلمات، وكلٌّ منها يسير في فلكه الّذي جعله اللّه تعالى فيه، يسير بحركةٍ مقدرة، لا يزيد عليها ولا ينقص منها، والجميع تحت قهره وسلطانه وتسخيره وتقديره وتسييره، كما قال: {إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش يغشي اللّيل النّهار يطلبه حثيثًا والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين} [الأعراف: 54]؛ ولهذا قال: {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون} أي: لدلالاتٍ على قدرته الباهرة وسلطانه العظيم، لقومٍ يعقلون عن اللّه ويفهمون حججه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 561]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما ذرأ لكم في الأرض مختلفًا ألوانه} لما نبه سبحان على معالم السماوات، نبه على ما خلق في الأرض من الأمور العجيبة والأشياء المختلفة، من الحيوانات والمعادن والنّباتات [والجمادات] على اختلاف ألوانها وأشكالها، وما فيها من المنافع والخواصّ {إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يذّكّرون} أي: آلاء اللّه ونعمه فيشكرونها). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 561-562]

رد مع اقتباس