عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:10 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وفي قوله: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة على وجه الخبر: {قال كم لبثتم}.
وكذلك قوله: {قال إن لبثتم}. ووجّه هؤلاء تأويل الكلام إلى أنّ اللّه قال لهؤلاء الأشقياء من أهل النّار وهم في النّار: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وأنّهم أجابوا اللّه فقالوا: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ}، فنسي الأشقياء، لعظيم ما هم فيه من البلاء والعذاب، مدّة مكثهم الّتي كانت في الدّنيا، وقصر عندهم أمد مكثرهم الّذي كان فيها، لما حلّ بهم من نقمة اللّه، حتّى حسبوا أنّهم لم يكونوا مكثوا فيها إلاّ يومًا أو بعض يومٍ، ولعلّ بعضهم كان قد مكث فيها الزّمان الطّويل، والسّنين الكثيرة.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة على وجه الأمر لهم بالقول، كأنّه قال لهم؛ قولوا: كم لبثتم في الأرض؟ وأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد، والمعنيّ به الجماعة، إذ كان مفهومًا معناه. وإنّما اختار هذه القراءة من اختارها من أهل الكوفة لأنّ ذلك في مصاحفهم: (قل) بغير ألفٍ، وفي غير مصاحفهم بالألف.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب قراءة من قرأ ذلك: {قال كم لبثتم} على وجه الخبر، لأنّ وجه الكلام لو كان ذلك أمرًا، أن يكون قولوا على وجه الخطاب للجمع؛ لأنّ الخطاب فيما قبل ذلك وبعده جرى لجماعة أهل النّار، فالّذي هو أولى أن يكون كذلك قوله: قولوا؛ لو كان الكلام جاء على وجه الأمر، وإن كان الآخر جائزًا، أعني التّوحيد، لما بيّنت من العلّة لقارئ ذلك كذلك، فإذ كان ذلك كذلك وجاء الكلام بالتّوحيد في قراءة جميع القرّاء، كان معلومًا أنّ قراءة ذلك على وجه الخبر عن الواحد أشبه، إذ كان ذلك هو الفصيح المعروف من كلام العرب. فإذا كان ذلك ذلك، فتأويل الكلام: قال اللّه: كم لبثتم في الدّنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين، لأنّا لا ندري، قد نسينا ذلك.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالعادّين، فقال بعضهم: هم الملائكة الّذين يحفظون أعمال بني آدم، ويحصون عليهم ساعاتهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فاسأل العادّين} قال: الملائكة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هم الحسّاب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل الحسّاب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل أهل الحساب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {فاسأل العادّين} وهم الّذين يعدّون عدد الشّهور والسّنين وغير ذلك. وجائزٌ أن يكونوا الملائكة، وجائزٌ أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجّة بأيّ ذلك من أيٍّ ثبتت صحّتها فغير جائزٍ توجيه معنى ذلك إلى بعض العادّين دون بعضٍ). [جامع البيان: 17/129-132]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112)
قوله تعالى: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن الوزير، ثنا الوليد، ثنا صفوان، عن أيفع ابن عبدٍ الكلاعيّ أنّه سمعه يخطب النّاس فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
إنّ اللّه لمّا أدخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار وقال: يا أهل الجنّة كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. قال: لنعم ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، رحمتي ورضواني وجنّتي امكثوا فيها خالدين. ثمّ يقول: يا أهل النّار كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. فيقول: بئس ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين مخلّدين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين * قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون.
أخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال لأهل الجنة {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} قال: لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول: يا أهل النار {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} فيقول: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين). [الدر المنثور: 10/612-613]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فسئل العادين قال فاسأل الحساب). [تفسير عبد الرزاق: 2/49]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({فاسأل العادّين} [المؤمنون: 113] : «الملائكة»). [صحيح البخاري: 6/99]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فاسأل العادين الملائكة كذا لأبي ذرٍّ فأوهم أنّه من تفسير بن عبّاسٍ ولأبي ذرٍّ والنّسفي وقال مجاهدٌ فاسأل إلخ وهو أولى فقد أخرجه الفريابيّ من طريقه وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله العادّين قال الحسّاب أي بضمّ أوّله والتّشديد). [فتح الباري: 8/445]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 36 المؤمنون {هيهات هيهات} قال بعيد بعيد
وبه في قوله 113 المؤمنون {فاسأل العادين} قال الملائكة وفي قوله 74 المؤمنون {لناكبون} قال لعادلون
وبه في قوله 104 المؤمنون {كالحون} قال عابسون). [تغليق التعليق: 4/263] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فاسأل العادّين قال الملائكة
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين} (المؤمنون: 113) وفسّر العادين بقوله: (قال: الملائكة) وليس فاعل قال ابن عبّاس، كما يذهب إليه الوهم من حيث مجيء قال ابن عبّاس قبل هذا، بل الفاعل مجاهد لأنّه صرح بذلك في رواية أبي ذر والنسفي فقيل: قال مجاهد فاسأل العادين ... إلى آخره، وذكر الثّعلبيّ الملائكة إمّا الحفظة وإمّا الحساب، بضم الحاء وتشديد السّين، وروى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة في قوله: العادين، قال: الحساب). [عمدة القاري: 19/71]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فاسأل العادّين}) أي (الملائكة) يعني الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم وهذا قول عكرمة وقيل الملائكة الذي يعدّون أيام الدنيا وقيل المعنى سل من يعرف عدد ذلك فإنا نسيناه). [إرشاد الساري: 7/248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وفي قوله: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة على وجه الخبر: {قال كم لبثتم}.
وكذلك قوله: {قال إن لبثتم}. ووجّه هؤلاء تأويل الكلام إلى أنّ اللّه قال لهؤلاء الأشقياء من أهل النّار وهم في النّار: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وأنّهم أجابوا اللّه فقالوا: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ}، فنسي الأشقياء، لعظيم ما هم فيه من البلاء والعذاب، مدّة مكثهم الّتي كانت في الدّنيا، وقصر عندهم أمد مكثرهم الّذي كان فيها، لما حلّ بهم من نقمة اللّه، حتّى حسبوا أنّهم لم يكونوا مكثوا فيها إلاّ يومًا أو بعض يومٍ، ولعلّ بعضهم كان قد مكث فيها الزّمان الطّويل، والسّنين الكثيرة.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة على وجه الأمر لهم بالقول، كأنّه قال لهم؛ قولوا: كم لبثتم في الأرض؟ وأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد، والمعنيّ به الجماعة، إذ كان مفهومًا معناه. وإنّما اختار هذه القراءة من اختارها من أهل الكوفة لأنّ ذلك في مصاحفهم: (قل) بغير ألفٍ، وفي غير مصاحفهم بالألف.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب قراءة من قرأ ذلك: {قال كم لبثتم} على وجه الخبر، لأنّ وجه الكلام لو كان ذلك أمرًا، أن يكون قولوا على وجه الخطاب للجمع؛ لأنّ الخطاب فيما قبل ذلك وبعده جرى لجماعة أهل النّار، فالّذي هو أولى أن يكون كذلك قوله: قولوا؛ لو كان الكلام جاء على وجه الأمر، وإن كان الآخر جائزًا، أعني التّوحيد، لما بيّنت من العلّة لقارئ ذلك كذلك، فإذ كان ذلك كذلك وجاء الكلام بالتّوحيد في قراءة جميع القرّاء، كان معلومًا أنّ قراءة ذلك على وجه الخبر عن الواحد أشبه، إذ كان ذلك هو الفصيح المعروف من كلام العرب. فإذا كان ذلك ذلك، فتأويل الكلام: قال اللّه: كم لبثتم في الدّنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين، لأنّا لا ندري، قد نسينا ذلك.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالعادّين، فقال بعضهم: هم الملائكة الّذين يحفظون أعمال بني آدم، ويحصون عليهم ساعاتهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فاسأل العادّين} قال: الملائكة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هم الحسّاب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل الحسّاب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل أهل الحساب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {فاسأل العادّين} وهم الّذين يعدّون عدد الشّهور والسّنين وغير ذلك. وجائزٌ أن يكونوا الملائكة، وجائزٌ أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجّة بأيّ ذلك من أيٍّ ثبتت صحّتها فغير جائزٍ توجيه معنى ذلك إلى بعض العادّين دون بعضٍ). [جامع البيان: 17/129-132] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن الوزير الدّمشقيّ، ثنا الوليد، ثنا صفوان بن عمرٍو، عن أيفع بن عبد الكلاعيّ أنّه سمعه يخطب النّاس فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه إذا أدخل أهل النّار النّار. قال: يقول: يا أهل النّار كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. فيقول: لبئس ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين مخلّدين.
قوله تعالى: فسئل العادين
[الوجه الأول]
- حدّثنا عليّ بن حربٍ الموصليّ، ثنا زيد بن الحباب، ثنا الحسين بن زائد، عن، زيد النحوي، عن عكرمة فسئل العادّين قال: الّذين يحسبون.
- حدّثنا أبي ثنا سعد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن سعدٍ، عن معمر، عن قتادة فسئل العادين قال: [فسئل الحساب.]
الوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فسئل العادّين الملائكة.
وروي، عن الرّبيع بن أنسٍ مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2512]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فاسأل العادين قال العادون هم الملائكة). [تفسير مجاهد: 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين * قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون.
أخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال لأهل الجنة {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} قال: لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول: يا أهل النار {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} فيقول: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين). [الدر المنثور: 10/612-613] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فاسأل العادين} قال: الحساب). [الدر المنثور: 10/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فاسأل العادين} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 10/613]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال إن لبثتم إلاّ قليلاً لو أنّكم كنتم تعلمون (114) أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قال إن لبثتم إلاّ قليلاً} اختلافهم في قراءة قوله: {قال كم لبثتم}. والقول عندنا في ذلك في هذا الموضع نحو القول الّذي بيّنّاه قبل في قوله: {كم لبثتم} وتأويل الكلام على قراءتنا: قال اللّه لهم: ما لبثتم في الأرض إلاّ قليلاً يسيرًا لو أنّكم كنتم تعلمون قدر لبثكم فيها). [جامع البيان: 17/132]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إن لبثتم إلّا قليلًا لو أنّكم كنتم تعلمون (114)
قوله تعالى: إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فقال: كم لبثتم فقالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. وكلّ ذلك في أنفسهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إنّ لبثتم إلا قليلا أي في الدّنيا، تحاقرت الدّنيا في أنفسهم، وقلّت حين عاينوا يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2512]

تفسير قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} يقول تعالى ذكره: أفحسبتم أيّها الأشقياء أنّا إنّما خلقناكم إذ خلقناكم لعبًا وباطلاً، وأنّكم إلى ربّكم بعد مماتكم لا تصيرون أحياءً، فتجزون بما كنتم في الدّنيا تعملون؟.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: {لا ترجعون} بضمّ التّاء، بمعنى: لا تردّون، وقالوا: إنّما هو من مرجع الآخرة، لا من الرّجوع إلى الدّنيا.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (لا ترجعون) وقالوا: سواءٌ في ذلك مرجع الآخرة والرّجوع إلى الدّنيا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّهما قراءتان متقاربتا المعنى، لأنّ من ردّه اللّه إلى الآخرة من الدّنيا بعد فنائه فقد رجع إليها، وأنّ من رجع إليها فبردّ اللّه إيّاه إليها رجع. وهما مع ذلك قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} قال: باطلاً). [جامع البيان: 17/132-133]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا
- حدّثنا أبي ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا سليمان بن عامرٍ، عن الريع بن أنسٍ في قوله: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا قال: ما خلقتكم لعبًا، ولكن خلقتكم للعبادة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا لا واللّه ما خلق شيئًا عبثًا ولا ترك شيئًا سدًى.
قوله تعالى وأنّكم إلينا لا ترجعون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا إسحاق ابن سليمان شيخ أهل الطّرق، ثنا شعبة، عن صفوان، عن رجلٍ من آل سعيد بن العاص قال: إنّ آخر خطبةٍ خطب عمر بن عبد العزيز أن حمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد فإنّكم لم تخلقوا عبثًا ولن تتركوا سدًى وإنّ لكم معادًا ينزل اللّه فيه للحكم بينكم، ويفصل بينكم، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم جنته عرضها السماوات والأرض
ألم تعلموا أنّه لا يأمن غدًا إلا من حذر اليوم وخافه [وباع نافذًا بباقٍ] وقليلا بكثيرٍ، وخوفًا بأمانٍ إلا ترون أنّكم من أصلاب [الهالكين وسيكون من بعدكم الباقون] حين تردّون إلى خير الوارثين؟ ثمّ إنّكم في كلّ يومٍ تشيّعون غاديًا ورائحًا إلى اللّه قد قضى نحبه وانقضى أجله حتّى تغيّبوه في صدعٍ من الأرض، في بطن صدعٍ غير ممتدٍّ ولا موسّدٍ، قد فارق الأحباب، وباشر التّراب، وواجه الحساب، مرتهنٌ بعمله، غنيٌّ عن ما ترك، فقيرٌ إلى ما قدّم، فاتّقوا اللّه قبل انقضاء مواثيقه، ونزول الموت بكم. ثمّ رفع [جعل طرف] ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله). [تفسير القرآن العظيم: 8/2513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم.
أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى، وابن أبي حاتم، وابن السني في عمل يوم وليلة وأبو نعيم في الحلية، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ في أذن مصاب {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا قرأت في أذنه فاخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال). [الدر المنثور: 10/613-614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن السني، وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} فقرأناها فغنمنا وسلمنا والله أعلم). [الدر المنثور: 10/614]

تفسير قوله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلاّ هو ربّ العرش الكريم}.
يقول تعالى ذكره: فتعالى اللّه الملك الحقّ عمّا يصفه به هؤلاء المشركون من أنّ له شريكًا، وعمّا يضيفون إليه من اتّخاذ البنات. {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تنبغي له العبودة إلاّ اللّه الملك الحقّ {ربّ العرش الكريم} والرّبّ: مرفوعٌ بالرّدّ على الحقّ، ومعنى الكلام: فتعالى اللّه الملك الحقّ، ربّ العرش الكريم، لا إله إلاّ هو). [جامع البيان: 17/133]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلّا هو ربّ العرش الكريم (116)
قوله تعالى: فتعالى اللّه الملك الحقّ
- حدّثنا يحيى بن نصرٍ الخولانيّ، ثنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن حنش بن عبيد اللّه، أنّ رجلا مصابًا مرّ به على ابن مسعودٍ، فقرأ في أذنه أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم حتّى ختم السّورة فبرأ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بماذا قرأت في أذنه؟ فأخبره، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
والّذي نفسي بيده لو أنّ رجلا موقنًا قرأها على جبلٍ لزال.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ فتعالى الله قال: هو الانكفاف أنكف نفسه أنكفته الملائكة وما سبّح له.
قوله تعالى الملك
- حدّثنا إسحاق بن وهبٍ العلاف الواسطيّ، ثنا أبو المسيّب (سلمة) بن سلامٍ، ثنا أبو بكر بن خنيسٍ، عن نهشل بن سعيدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أمانٌ لأمّتي من الغرق إذا ركبوا في السّفن، بسم اللّه الملك

وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ
قوله تعالى: الحق
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن علي ابن صالحٍ قوله: الحقّ قال: الحقّ هو اللّه.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: الحقّ قال: العدل.
قوله تعالى لا إله إلا هو
- حدّثنا عليّ بن قيس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهبٍ، حدّثني عمر ابن محمّدٍ، عن سهيل بن صالحٍ، عن أبيه أخبرني السّلوليّ، عن كعبٍ قال: لا إله إلا اللّه كلمة الإخلاص.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قوله: لا إله إلا هو قال: إنّ النصارى أتو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وخاصموه في عيسى بن مريم، وقالوا له: من أبوه؟ وقالوا على اللّه الكذب والبهتان. لا إله إلا اللّه لم يتّخذ صاحبةً ولا ولدًا. فقال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: تعلمون أنّه لا يكون ولدٌ إلا وهو أباه. قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا حيٌّ لا يموت وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا قيّمٌ على كلّ شيءٍ يتولاه ويحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى. قال فهل يملك عيسى بن مريم من ذلك شيئًا؟ قالوا: لا. قال: أفلستم تعلمون أنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء؟ قالوا: بلى فإنّ ربّنا صوّر عيسى في الرّحم كيف يشاء.
قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا لا يأكل الطّعام ولا يشرب ولا يحدث الحدث؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ عيسى حملته أمّه كما تحمل المرأة، ثمّ وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثمّ غذّي كما يغذّى الصّبيّ، ثمّ كان يطعم الطّعام ويشرب الشّراب ويحدث الحدث؟ قالوا: بلى. قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فعرفوا، ثمّ أبوا إلا جحودًا، فأنزل اللّه عزّ وجلّ اللّه لا إله إلا هو
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان زنيجٌ، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق لا إله إلا هو أي ليس معه غيره شريكٌ في أمره.
قوله تعالى: ربّ العرش
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق يحدّث، عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمّد بن جبيرٍ، ثنا مطعمٌ، عن أبيه، عن جدّه قال: أتى أعرابيٌّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه تجمّدت الأنفس، وضاع العيال، وهلكت الأموال، وهلكت الأنعام فاستسق لنا فإنّا نستشفع بك على اللّه، ونستشفع باللّه عليك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ويحك أتدري ما تقول: فسبّح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما زال يسبّح حتّى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثمّ قال: ويحك إنّه لا يستشفع باللّه على أحدٍ من خلقه، شأن اللّه أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما اللّه؟ إنّ اللّه على عرشه، وعرشه على سماواته، وسماواته على أرضه، قال بإصبعيه مثل القبّة، وإنّه ليأط به أطيط الرّحل بالرّكب.
قوله تعالى: الكريم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا ابن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبير قوله: الكريم يعني الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 8/2513-2515]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون}.
يقول تعالى ذكره: ومن يدع مع المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له معبودًا آخر، لا حجّة له بما يقول ويعمل من ذلك ولا بيّنة.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {لا برهان له به} قال: بيّنةٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لا برهان له به} قال: حجّةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا برهان له به} قال: لا حجّة.
وقوله: {فإنّما حسابه عند ربّه} يقول: فإنّما حساب عمله السّيّئ عند ربّه، وهو موفّيه جزاءه إذا قدم عليه.
{إنّه لا يفلح الكافرون} يقول: إنّه لا ينجح أهل الكفر باللّه عنده، ولا يدركون الخلود والبقاء في النّعيم). [جامع البيان: 17/134]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا برهان له يقول لا بينة له به). [تفسير مجاهد: 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لا برهان له} قال: لا بينة له). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة {لا برهان له} قال: لا بينة له). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد {لا برهان له} قال: لا حجة). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن عاصم انه قرأ (انه لا يفلح الكافرون) بكسر الألف في إنه). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن أنه قرأ (انه لا يفلح الكافرون) بنصب الألف في انه). [الدر المنثور: 10/614-615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد، وابن أبي حاتم عن قتادة {فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} قال: ذاك حساب الكافر عند الله انه لا يفلح). [الدر المنثور: 10/615]

تفسير قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وقل يا محمّد: ربّ استر عليّ ذنوبي بعفوك عنها، وارحمني بقبول توبتك، وتركك عقابي على ما اجترمت.
{وأنت خير الرّاحمين} يقول: وقل: أنت يا ربّ خير من رحم ذا ذنبٍ فقبل توبته ولم يعاقبه على ذنبه). [جامع البيان: 17/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، وابن حبان والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم). [الدر المنثور: 10/615]


رد مع اقتباس