عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 176 إلى آخر السورة]

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّب أصحاب الأيكة المرسلين} [الشعراء: 176] بعث شعيبٌ إلى أمّتين، والأيكة: الغيضة). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أصحاب الأيكة} وجمعها أيكٌ وهي جماع من الشجر). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأيكة}: الشجرة والجماع الأيك). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الأيكة}: الغيضة. وجمعها: «أيك»). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين }
الأيكة الشجر الملتف، ويقال أيكة وأيك، مثل أجمة، وأجم والفصل بين واحده وجمعه الهاء. ويقال في التفسير إن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف،
ويقال إن شجرهم هو الدّوم.
والدّوم هو شجر المقل.
وأكثر القراء - على إثبات الألف واللام في الأيكة، وكذلك يقرأ أبو عمرو وأكثر القرّاء، وقرأ أهل المدينة أصحاب ليكة مفتوحة اللام، فإذا وقف - على أصحاب، قال ليكة المرسلين.
وكذلك هي في هذه السورة بغير ألف في المصحف، وكذلك أيضا في سورة (ص) بغير ألف وفي سائر القرآن بألف.
ويجوز وهو حسن جدّا:
" كذب أصحاب آلأيكة المرسلين " بغير ألف في الخط - على الكسر – على أن الأصل الأيكة فألقيت الهمزة فقيل ليكة، والعرب تقول الأحمر جاءني، وتقول إذا ألقت الهمزة لحمر جاء في بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، ويقولون أيضا: لاحمر جاءني يريدون الأحمر؛ وإثبات الألف واللام فيهما في سائر القرآن يدل على أنّ حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم لاحمر.
قال أبو إسحاق: - أعني إن القراءة بجر ليكة، وأنت تريد الأيكة واللام، أجود من أن تجعلها ليكة، وأنت لا تقدّر الألف واللام وتفتحها لأنها لا تنصرف، لأن ليكة لا تعرف و إنما هي أيكة للواحد وأيك للجمع، فأجود القراءة فيها الكسر، وإسقاط الهمزة لموافقة المصحف، وأهل المدينة يفتحون على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة التي كانت للذين أرسل إليهم شعيب عليه السلام (ليكة).
وكان أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل المدينة والفتح، لأن ليكة لا تنصرف، وذكر أنه اختار ذلك لموافقتها الكتاب مع ما جاء في التفسير، كأنّها تسمى المدينة الأيكة، وتسمّى الغيضة التي تضمّ هذا الشجر الأيكة.
والكسر جيّد على ما وصفنا، ولا أعلمه إلّا قد قرئ). [معاني القرآن: 4/97-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين}
الأيكة عند أهل اللغة الشجر الملتف والجمع أيك
ويروى أنهم كانوا أصحاب شجر ملتف
وقد قيل إن الأيكة اسم موضع ولا يصح ذلك ولا يعرف). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَيْكَةِ}: من الشجرة). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم شعيبٌ ألا تتّقون} [الشعراء: 177] اللّه ألا تخشون اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {إذ قال لهم شعيب ألا تتقون}

قرئ على أحمد بن شعيب عن عبد الحميد بن محمد قال حدثنا مخلد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وصالح وهود وشعيب وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومحمد صلى الله عليهم
وزعم الشرقي بن قطامي أن شعيبا هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم
وزعم ابن سمعان أن شعيبا بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليهم). [معاني القرآن: 5/101]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 178] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {179}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ} [الشعراء: 180] على ما جئتكم به.
{إن أجري} [الشعراء: 180] إن جزائي، أي: إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {180}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين {181}} [الشعراء: 181]، يعني: من المتنقّصين الّذين ينتقصون النّاس حقوقهم.
وقال السّدّيّ: من {المخسرين} [الشعراء: 181]، يعني: من النّاقصين في الكيل والميزان). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الشعراء: 182] قال قتادة: العدل.
وقال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: العدل بالرّوميّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وزنوا بالقسطاس المستقيم} أي: بالسواء والعدل). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القسطاس}: العدل). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزنوا بالقسطاس المستقيم}قال عبد الله بن عباس ومجاهد القسطاس العدل). [معاني القرآن: 5/101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْقِسْطَاسِ): العدل). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} [الشعراء: 183]، أي: ولا تنقصوا النّاس أشياءهم، يعني: الّذي لهم، وكانوا أصحاب تطفيفٍ ونقصٍ في الميزان.
قال: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [الشعراء: 183] لا تسيروا في الأرض مفسدين في تفسير قتادة.
وفي تفسير الحسن: ولا تكونوا في الأرض مفسدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} أي لا تنقصوهم يقال في المثل:

تحسبها حمقاء وهي باخسة). [مجاز القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تعثوا في الأرض} يقال عثيت تعثى عثواً وهي أشد الفساد والخراب ). [مجاز القرآن: 2/90]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم}
أي ولا تظلموا ومنه قول العرب تحسبها حمقاء وهي باخس). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين} [الشعراء: 184] والخليقة الأوّلين، هذا تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والجبلّة الأوّلين...}

قرأها عاصم والأعمش بكسر الجيم وتشديد اللام، ورفعها آخرون. واللام مشدّدة في القولين: {والجبلّة} ). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والجبلّة الأوّلين} أي: الخلق وجاء خبرها على المعنى الجماع وإذا نزعت الهاء من آخرها ضممت أوله،
كما هو في آية أخرى {ولقد أضلّ منكم جبلّاً} قال أبو ذؤيب:

منايا يقرّبن الحتوف لأهلها= جهاراً ويستمتعن بالأنس الجبل).
[مجاز القرآن: 2/91-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الجبلة الأولين}: الخلق وهو من جبل على كذا وكذا). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الجبلّة}: الخلق. يقال: جبل فلان على كذا وكذا، أي خلق. قال الشاعر:
والموت أعظم حادث مما يمر على الجبلّة).
[تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين}
{والجبلّة الأوّلين}عطف على الكاف والميم المعنى اتقوا الّذي خلقكم وخلق الجبلّة الأوّلين.
ويقرأ والجبلّة بضم الجيم والباء، ويجوز: والجبلة الأولين والجبلة الأولين.
فأمّا الأوليان فالقراءة بهما، وهاتان جائزتان.
قوله: (فأسقط علينا كسفا من السّماء)- وكسفا - يقرأ بهما جميعا.
فمن قرأ كسفا - بإسكان السين - فمعناه جانبا، ومن قرأ كسفا فتأويله قطعا من السماء جمع كسفة وكسف، مثل كسرة وكسر). [معاني القرآن: 4/101-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد الجبلة الخليقة
قال أبو جعفر يقال جبل فلان على كذا أي خلق
وقوله جبلة وجبلة وجبلة). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والجبلة الأولين)}أي: خلق الأولين). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْجِبِلَّةَ}: الخلق). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 185] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أنت إلا بشرٌ مثلنا وإن نظنّك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] فيما تدّعي من الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأسقط علينا كسفًا من السّماء} [الشعراء: 187] قال قتادة: قطعًا.
{إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 187] بما جئت به.
{قال ربّي أعلم بما تعملون} [الشعراء: 188] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فأسقط علينا كسفاً من السّماء} جمع كسفة بمنزلة سدرة والجميع سدر ومعناها قطعاً). [مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأسقط علينا كسفاً}، أي قطعة من السّماء.
يقال: كسف وكسفة،كما يقال: قطع وقطعة. و«كسف» جمع «كسفة»، كما يقال: قطع [جمع قطعة] ). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأسقط علينا كسفا من السماء}
روى علي بن الحكم عن الضحاك {فأسقط علينا كسفا} قال جانبا
قال أبو جعفر ويقرأ كسفا وهو جمع كسفة وهي القطعة). [معاني القرآن: 5/103-102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء}: أي قطعة من السماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ} [الشعراء: 189] عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان أصحاب الأيكة أهل غيضةٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/522]
وشجرٍ متكارسٍ، وكان أكثر شجرهم الدّوم، هذا المقلّ، فسلّط اللّه عليهم الحرّ سبعة أيّامٍ، فكان لا يكنّهم ظلٌّ، ولا ينفعهم منه شيءٌ، فبعث اللّه عليهم سحابةً، فلجئوا تحتها يلتمسون
الرّوح، فجعلها اللّه عليهم عذابًا، فجعل تلك السّحابة نارًا، فاضطرمت عليهم، فهلكوا فذلك قوله: {فأخذهم عذاب يوم الظّلّة} [الشعراء: 189]، يعني: تلك السّحابة). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يوم عظيم }

الظّلّة: سحابة أظلّتهم، فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من حرّ ذلك اليوم ثمّ أطبقت عليهم فكان من أعظم يوم في الدنيا عذابا.
{إنّه كان عذاب يوم عظيم} ولو كان في غير القرآن لجاز عظيما، والجر أجود كما جاء به القرآن.
وقوله: (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم).
وقرأ ابن مسعود " ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم "
يعنى به الفروج، وعلى ذلك التفسير.
وذلك أنّ قوم لوط كانوا يعدلون في النساء عن الفروج إلى الأدبار، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنّهم بفعلهم هذا عادون.
وعادون ظالمون غاية الظلم.
ويروى أن ابن عمر سئل عن التحميض، فقال: أو يفعل ذلك المسلمون والتحميض فعل قوم لوط بالنّساء والرجال.
ومن أجاز هذا في النساء فمخطئ خطأ عظيما). [معاني القرآن: 4/99-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة}
قال عبد الله بن عباس أصابهم حر شديد فدخلوا البيوت فأخذ بأنفاسهم فخرجوا إلى البرية لا يسترهم شيء فأرسل الله إليهم سحابة فهربوا إليها ليستظلوا بها،
ونادى بعضهم بعضا فلما اجتمعوا تحتها أهلكهم الله جل وعز
وقال مجاهد فلما اجتمعوا تحتها صيح بهم فهلكوا). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {190} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {191}} [الشعراء: 190-191] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين} [الشعراء: 192]، يعني: القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {نزل به} [الشعراء: 193]، يعني: القرآن.
{الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] قال قتادة: وهو في تفسير السّدّيّ جبريل، وهي تقرأ على وجهين بالرّفع والنّصب فمن قرأها بالرّفع قال: {نزل به} [الشعراء: 193] خفيفةً {الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] جبريل نزل به، ومن قرأها بالنّصب قال: {نزّل به} [الشعراء: 193] مثقّلةً، اللّه نزّل به الرّوح الأمين، اللّه نزّل جبريل بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نزل به الرّوح الأمين...}

كذا قرأها القراء. وقرأها الأعمش وعاصم والحسن (نزّل به) بالتشديد. ونصبوا (الروح الأمين) وهو جبريل {على قلبك} يتلوه عليك. ورفع أهل المدينة {الرّوح الأمين} وخفّفوا {نزل} وهما سواء في المعنى). [معاني القرآن: 2/283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما الرُّوح: فرُوحُ الأجسامِ الذي يقبضُه الله عند الممات.[تأويل مشكل القرآن: 485]
والرُّوح: جبريل عليه السلام. قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ}، يعني جبريل). [تأويل مشكل القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين *على قلبك لتكون من المنذرين }
ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 4/100] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نزل به الروح الأمين}
يعني جبريل صلى الله عليه
على قلبك أي يتلوه فيعيه قلبك). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {على قلبك} [الشعراء: 194] يا محمّد.
{لتكون من المنذرين {194} بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ {195}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين }

ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام.
وقوله: {على قلبك} معناه: نزل عليك فوعاه قلبك وثبت فلا تنساه أبدا ولا شيئا منه.
كما قال عزّ وجلّ: (سنقرئك فلا تنسى) ). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّه لفي زبر الأوّلين {196}} [الشعراء: 196] قال قتادة: أي: وإنّ القرآن لفي كتب الأوّلين، التّوراة والإنجيل.
وقال السّدّيّ: {وإنّه لفي زبر الأوّلين} [الشعراء: 196] يقول: نعت محمّدٍ وأمّته في زبر الأوّلين، يعني: في كتاب الأوّلين). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين...}

وإنّ هذا القرآن لفي بعض زبر الأولين وكتبهم. فقال: {في زبر} وإنما هو في بعضها، وذلك واسع؛ لأنك تقول: ذهب الناس وإنما ذهب بعضهم). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في زبر الأوّلين} أي كتب الأولين واحدها زبور). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين}
تأويله واللّه أعلم أن ذكر محمد عليه السلام وذكر القرآن في زبر الأولين، والزّبر الكتب، زبور وزبر مثل قولك رسول ورسل كما قال الله عزّ وجلّ:
{يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل} ). [معاني القرآن: 4/100]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنه لفي زبر الأولين} أي: إن إنزاله وذكره). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يكن لهم آيةً} [الشعراء: 197] وهي تقرأ على وجهين، بالتّاء والياء، فمن قرأها بالتّاء يقول: قد كانت لهم آيةً، ومن قرأها بالياء، فيجعلها عملا في باب كان يقول: قد كان لهم آيةٌ.
{أن يعلمه علماء بني إسرائيل} [الشعراء: 197]، يعني: من آمن منهم، أي: فقد كان لهم في إيمانهم به آيةً، هذا تفسير الحسن.
وقال قتادة: يعني: اليهود والنّصارى أنّهم يجدون محمّدًا في التّوراة والإنجيل أنّه رسول اللّه.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: منهم عبد اللّه بن سلامٍ، وغيره من علمائهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل...}

يقول: يعلمون علم محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبيّ في كتابهم. (الآية) منصوبة و(أن) في موضع رفع. ولو قلت: {أو لم يكن لّهم آيةٌ} بالرّفع (أن يعلمه) تجعل (أن) في موضع نصب لجاز ذلك). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وقال: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه} اسم في موضع رفع مثل {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} ولكن هذا لا يكون فيه إلا النصب في الأول {أن يعلمه} هو الذي يكون آية
وقد يجوز الرفع وهو ضعيف). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}؟! أي علامة). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }
إذا قلت (يكن) فالاختيار نصب (آية).
ويكون (أن يعلمه) اسم كان ويكون (آية) خبر كان، المعنى أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل أن النبي عليه السلام حق وأنّ نبوته حق آية؛ أي علامة موضّحة، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النبي عليه السلام مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، كما قال اللّه عزّ وجلّ.
ومن قرأ (أولم تكن لهم آية) - بالتاء - جعل " آية " هي الاسم.
و " أن يعلمه " خبر (يكن).
ويجوز أيضا " أولم تكن لهم آية " بالتاء ونصب آية كما قال عزّ وجلّ: (ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا).
ومثله قول لبيد:
فمضى وقدّمها وكانت عادة=منه إذا هي عرّدت إقدامها
فنصب (عادة) وقد أنث (كانت) وهي للإقدام، لأن الاسم والخبر في كان لشيء واحد وقد جاور الفعل لفظ التأنيث). [معاني القرآن: 4/102-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وفي قراءة عبد الله أو ليس لكم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل
قال مجاهد هو عبد الله بن سلام
وقال غيره هو عبد الله وغيره ممن أسلم). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولو نزّلناه} [الشعراء: 198]، يعني: القرآن.
{على بعض الأعجمين {198}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين...}

الأعجم في لسانه. والأعجميّ المنسوب إلى أصله إلى العجم وإن كان فصيحاً. ومن قال: أعجم قال للمرأة عجماء إذا لم تحسن العربيّة ويجوز أن تقول عجميّ تريد أعجميّ تنسبه إلى أصله). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين} يقال رجل أعجم إذا كانت في لسانه عجمة، ورجل عجمى أي من العجم وليس من اللسان، قال ذو الرمة:
أحبّ المكان القفر من أجل أنني= به أتغنّى بأسمها غير معجم
والدواب عجم لأنها لا تتكلم وجاء في الحديث العجماء جبارٌ لا تودي أي لا دية فيه). [مجاز القرآن: 2/91]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين}
وقال: {على بعض الأعجمين} واحدهم "الأعجم" وهو إضافة كالأشعرين). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأعجمين}: واحدهم أعجم والأنثى عجماء والجمع عجم إذا كان في لسان عجمة، والكلام الأعجمي ذو العجمة منسوب إلى نفسه كما قيل للأحمر أحمري فإذا نسبت الرجل إلى العجم قلت عجمي والجمع عجم، كما تقول عربي وعرب. وقوله {ولو جعلناه قرآنا أعجميا} فإنه منسوب إلى نفسه كما تقول للأحمر أحمري فنسبته إلى حمرته، فكذلك نسبته إلى عجميته. أعجمي وعربي ويتكلم بالأعجمي). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على بعض الأعجمين} يقال: رجل أعجم، إذا كانت في لسانه عجمة، ولو كان عربيّ النّسب،
ورجل أعجمي: إذا كان من العجم، وإن كان فصيح اللسان). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (ولو نزّلناه على بعض الأعجمين }
(الأعجمين) جمع أعجم، والأنثى عجماء، والأعجم الذي لا يفصح، وكذلك الأعجمي، فأمّا العجميّ فالذي من جنس العجم.
أفصح أو لم يفصح). [معاني القرآن: 4/102]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو نزلناه على بعض الأعجمين}
الأعجم الذي لا يفصح وإن كان عربيا
والعجمي الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا
وقد ذكرنا قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} في سورة الحج). [معاني القرآن: 5/105-104]

تفسير قوله تعالى: {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقرأه عليهم} [الشعراء: 199] محمّدٌ في تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه.
{ما كانوا به مؤمنين} [الشعراء: 199] يقول: لو أنزلناه بلسانٍ عجميٍّ لم تؤمن
[تفسير القرآن العظيم: 2/524]
به العرب كقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه} [إبراهيم: 4].
وقال قتادة: إذًا لكانوا شرّ النّاس فيه، لما فقهوه، ولا دروا ما هو). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذلك سلكناه} [الشعراء: 200] جعلناه.
{في قلوب المجرمين} [الشعراء: 200] المشركين، التّكذيب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كذلك سلكناه...}

يقول: سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين كي لا يؤمنوا به {حتى يروا العذاب الأليم} وإن كان موقع كي في مثل هذا (لا) وأن جميعاً صلح الجزم في (لا) والرفع.
والعرب تقول: ربطت الفرس لا يتفلّت جزماً ورفعاً. وأوثقت العبد لا يفرر جزماً ورفعاً. وإنما جزم لأن تأويله إن لم أربطه فرّ فجزم على التأويل.
أنشدني بعض بني عقيل:
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا=مساكتة لا يقرف الشرّ قارف
ينشد رفعاً وجزماً. وقال آخر:
لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا=أو جئتنا ماشياً لا يعرف الفرس
رفعاً وجزماً وقوله:
لطالما حلأنماها لا ترد=فخلّياها والسّجال تبترد
من ذلك). [معاني القرآن: 2/284-283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كذلك سلكناه} يعني: التكذيب، أدخلناه {في قلوب المجرمين} ). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين }
أي سلكنا تكذيبهم به في قلوبهم، جعل اللّه - عزّ وجل - مجازاتهم أن طبع على قلوبهم وسلك فيها الشرك). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا يؤمنون به} [الشعراء: 201] بالقرآن.
{حتّى يروا العذاب الأليم} [الشعراء: 201] الموجع، يعني: قيام السّاعة). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم }
أخبر عزّ وجلّ أنه لما سلك في قلوبهم الشرك منعهم من الإيمان). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيأتيهم بغتةً} [الشعراء: 202] فجأةً.
{وهم لا يشعرون {202}). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }
معنى (بغتة) فجاءة). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيقولوا} [الشعراء: 203] يومئذٍ عند ذلك.
{هل نحن منظرون} [الشعراء: 203] مؤخّرون، مردودون إلى الدّنيا فنؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أفبعذابنا يستعجلون} [الشعراء: 204] على الاستفهام، أي: قد استعجلوا به لقولهم: {ائتنا بعذاب اللّه} [العنكبوت: 29] وذلك منهم استهزاءٌ وتكذيبٌ بأنّه لا يأتيهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أفرأيت إن متّعناهم سنين {205} ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون {206}} [الشعراء: 205-206] العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أهلكنا} [الشعراء: 208]، يعني: وما عذّبنا، تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/525]
{من قريةٍ إلا لها منذرون} [الشعراء: 208] رسلٌ.
وقال قتادة: وما أهلك قريةً إلا من بعد الحجّة، والرّسل، والبيّنة، والعذر). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ لها منذرون...}
وفي موضع آخر: {إلا ولها كتابٌ معلوم} وقد فسّر هذا). [معاني القرآن: 2/284]

تفسير قوله تعالى: {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذكرى وما كنّا ظالمين} [الشعراء: 209].
قال قتادة: أي: ما كنّا لنعذّبهم إلا من بعد البيّنة والحجّة، كقوله: {وما كنّا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} [القصص: 59] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذكرى وما كنّا ظالمين...}

ذكرى في موضع نصب أي ينذرونهم تذكرة وذكرى. ولو قلت: (ذكرى) في موضع رفعٍ أصبت، أي: ذلك ذكرى، وتلك ذكرى). [معاني القرآن: 2/284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أهلكنا من قرية إلّا لها منذرون * ذكرى وما كنّا ظالمين}
(ذكرى) يكون نصبا ويكون رفعا إلا أن الإعراب لا يظهر فيها لأن آخرها ألف مقصورة، فمن نصب فعلى المصدر ودلّ عليه الإنذار؛ لأن قوله: {إلّا لها منذرون} معناه ألا لها مذكرون ذكرى.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى إنذارنا ذكرى، على خبر الابتداء، ويجوز ذكرا وما كنا ظالمين، منوّن ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلا أن تثبت بها رواية صحيحة،
يقال: ذكرته ذكرى بألف التأنيث وذكرته ذكرا وتذكيرا وتذكرة وذكرا، وهو منّي على ذكر لا غير). [معاني القرآن: 4/102-103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما تنزّلت به الشّياطين} [الشعراء: 210] قال قتادة: وما تنزّلت بكتاب اللّه، يعني: القرآن الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما تنزّلت به الشّياطين...}
ترفع النون).
... وجاء عن الحسن (الشياطون) وكأنه من غلط الشيخ ظنّ أنه بمنزلة المسلمين والمسلمون). [معاني القرآن: 2/285-285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وما تنزّلت به الشّياطين}
وقرأ الحسن الشياطون، وهو غلط عند النحويين، ومخالفة عند القراء للمصحف.
فليس يجوز في قراءة ولا عند النحويين، ولو كان يجوز في النحو، والمصحف على خلافه لم تجز عندي القراءة به). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما ينبغي لهم} [الشعراء: 211] أن يتنزّلوا به.
{وما يستطيعون} [الشعراء: 211] ذلك، تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {
وما ينبغي لهم} أي: ما يصلح لهم، وهذا مثل قوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} أي: وما يصلح له). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّهم عن السّمع} [الشعراء: 212] قال قتادة: عن سمع السّماء.
{لمعزولون} [الشعراء: 212] وكانوا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يستمعون أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد الّتي كانوا يستمعون فيها إلا ما يسترق أحدهم فيرمى بشهابٍ.
عن أبيه، قال: حدّثني عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ، يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/526]
يرمى به، فلمّا كان ذات ليلةٍ إذا النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إن هذا إلا أمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ: {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له
شهابًا رصدًا} [الجن: 9] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّهم عن السّمع لمعزولون...}

يعني الشياطين برجم الكواكب). [معاني القرآن: 2/285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّهم عن السّمع} مفتوح الأول لأنه مصدر " سمعت " " والمعنى الاستماع " يقال: سمعته سمعاً حسناً.
وأخفض جناحك " أي ألن جانبك وكلامك). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّهم عن السّمع لمعزولون} أي عن الاستماع بالرّجم). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّهم عن السّمع لمعزولون}
لمّا رموا بالنجوم منعوا من السّمع). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم عن السمع لمعزولون}
أي عن استماع الوحي لممنوعون بالرجم
وروى عروة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده كما يقولون فقال تلك الكلمة يخطفها أحدهم فيكذب معها مائة كذبة وذكر الحديث).
[معاني القرآن: 5/105]
تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلا تدع مع اللّه إلهًا آخر} [الشعراء: 213]، يعني: ولا تعبد مع اللّه إلهًا آخر، تفسير السّدّيّ.
قال: {فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقد عصمه اللّه من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] تفسير الكلبيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج حتّى قام على الصّفا، وقريشٌ في المسجد، ثمّ نادى: يا صباحاه، ففزع النّاس، فخرجوا، فقالوا: ما لك يابن عبد المطّلب؟ فقال: يا آل غالبٍ، قالوا: هذه غالبٌ عندك، ثمّ نادى: يا أهل لؤيٍّ، ثمّ نادى: يا آل كعبٍ، ثمّ نادى: يا آل مرّة، ثمّ نادى: يا آل كلابٍ، ثمّ نادى: يا آل قصيٍّ،
فقالت قريشٌ: أنذر الرّجل عشيرته الأقربين، انظروا ماذا يريد، فقال له أبو لهبٍ: هؤلاء عشيرتك قد حضروا، فما تريد؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أرأيتم لو أنذرتكم أنّ جيشًا يصبّحونكم أصدّقتموني؟ قالوا: نعم، قال فإنّي أنذركم النّار، وإنّي لا أملك لكم من الدّنيا منفعةً ولا من الآخرة نصيبًا إلا أن تقولوا: لا إله إلا اللّه، فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك، فأنزل
اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1]، فتفرّقت عنه قريشٌ، وقالوا:
[تفسير القرآن العظيم: 2/527]
مجنونٌ يهذي من أمّ رأسه.
- قال اللّه: {فإن عصوك فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] عن أبيه قال: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن أنّ هذه الآية لمّا نزلت دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشيرته بطنًا بطنًا حتّى انتهى إلى بني عبد المطّلب، فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي رسول اللّه إليكم، لي عملي ولكم أعمالكم، إنّي لا أملك لكم من اللّه شيئًا، إنّما أوليائي منكم المتّقون، ألا
لا أعرفنّكم تأتونني تحملون الدّنيا على رقابكم، ويأتيني النّاس يحملون الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ جل: (وأنذر عشيرتك الأقربين }

يروى في التفسير أنّه لما نزلت هذه الآية نادى النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف يا عباس عمّ النبي يا صفيّة عمّة رسول اللّه،
إني لا أملك لكم من اللّه شيئا، سلوني من مالي ما شئتم.
ويروى أيضا أنه لما نزلت هذه الآية صعد الصفا، ونادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأنذر عشيرتك الأقربين}
قال عبد الله بن عباس، لما نزلت صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصاح يا صباحاه فاجتمعوا إليه من بين رجل يجيء وبين رجل يبعث برسول فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن رجلا جاء من هذا الفج ليغير عليكم أصدقتموني قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فقال أبو لهب ألهذا دعوتنا تبا لك فأنزل الله جل وعز: {تبت يدا أبي لهب وتب}
وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة ابنة محمد يا بني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم). [معاني القرآن: 5/106-105]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215] كقوله: {بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ} [التوبة: 128] وكقوله: {فبما رحمةٍ من اللّه لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك} [آل عمران: 159] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين}

تأويله: ألن جناحك، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإلانة الجانب مع ما وصفه اللّه به من لين الخلق وتعظيم خلقه في اللّين وجميل الأخلاق.
فقال: {وإنّك لعلى خلق عظيم }صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإن عصوك} [الشعراء: 216] فإن عصاك المشركون.
{فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتوكّل على العزيز الرّحيم {217} الّذي يراك حين تقوم {218} وتقلّبك} [الشعراء: 217-219] قال قتادة: الّذي يراك قائمًا، وجالسًا، وفي حالاتك.
قال: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] قال قتادة: في الصّلاة.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة وحدك {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219]
[تفسير القرآن العظيم: 2/528]
في صلاة الجميع.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة قائمًا {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] في الرّكوع والسّجود.
قال يحيى: أحد هذين الوجهين تفسير الحسن وقتادة.
وقال بعضهم: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرى في الصّلاة من خلفه كما يرى من بين يديه.
- قال يحيى: وسمعت سعيدًا يذكر عن قتادة عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أحسنوا الرّكوع والسّجود إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من بعد ظهري كما أراكم من بين يديّ».
- حمّادٌ عن ثابتٍ البنانيّ عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «استووا، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من ورائي كما أراكم من بين يديّ».
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] أينما كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يراك حين تقوم...}

{وتقلّبك في السّاجدين...} يقول: يرى تقلبك في المصلّين. وتقلّبه قيامه وركوعه وسجوده). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذي يراك حين تقوم * وتقلّبك في السّاجدين} أي : المصلين). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} [آية: 218-219]
قال مجاهد وقتادة في الساجدين في المصلين
قال مجاهد وكان يرى من خلفه كما يرى من أمامه
قال عكرمة أي قائما وراكعا وساجدا
وروي عن ابن عباس أنه قال تقلبه في الظهور حتى أخرجه نبيا). [معاني القرآن: 5/107]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّه هو السّميع العليم} [الشعراء: 220] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين...}
كانت الشياطين قبل أن ترجم تأتي الكهنة مثل مسيلمة الكذّاب وطليحة وسجاح فيلقون إليهم بعض ما يسمعون ويكذبون. فذلك {يلقون} إلى كهنتهم {السّمع} الذي سمعوا {وأكثرهم كاذبون} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: {تنزّل على كلّ أفّاك أثيم}
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال {نزل به الرّوح الأمين}.. و{ما تنزلت به الشياطين} كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} أي كذاب بهات أثيم أي آثم بمنزلة عليم في موضع عالم).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: (تنزّل على كلّ أفّاك أثيم }
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال (نزل به الرّوح الأمين).. و (ما تنزلت به الشياطين) كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تنزل على كل أفاك أثيم}
قال مجاهد على كل أفاك على كل كذاب). [معاني القرآن: 5/107]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أفاك) أي: كذاب). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أثيم) أي: عاص). [ياقوتة الصراط: 390]

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( وقوله: {يلقون السّمع} أي يسترقونه).
[تفسير غريب القرآن: 321]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنّى
أنّي: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} أي كيف يحييها؟
وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي كيف شئتم) [تأويل مشكل القرآن: 525] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} [الشعراء: 224] تفسير مجاهدٍ وقتادة: الغاوون، الشّياطين الّذين يلقون الشّعر على الشّعراء الّذي لا يجوز في الدّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون...}

نزلت في ابن الزبعرى وأشباهه لأنهم كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وقوله: {يتّبعهم الغاوون} غواتهم الذين يرون سبّ النبي عليه السلام.
ثم استثنى شعراء المسلمين. فقال:{إلا الذين آمنوا} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعهم الغاوون}: قوم يتّبعونهم يتحفّظون سبّ النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم ويروونه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين،
لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته،
ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ولم يرد كل الشعراء.
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن: 282-281] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون}
ويجوز يتبعهم - بالتشديد والتخفيف -.
والغاوون الشياطين في التفسير، وقيل أيضا الغاوون من الناس، فإذا هجا الشاعر بما لا يجوز، هوي ذلك قوم وأحبّوه، وهم الغاوون، وكذلك إن مدح ممدوحا بما ليس فيه أحبّ ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والشعراء يتبعهم الغاوون}
قال ابن عباس الرواة
وقال الضحاك هما اثنان تهاجيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار وكان مع كل واحد منهما جماعة وهم الغواة أي السفهاء
وقال عكرمة هم الذين يتبعون الشاعر
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يتبعهم الغاوون قال الشياطين
وروى خصيف عن مجاهد قال هم الذين يتبعونهم ويروون شعرهم). [معاني القرآن: 5/107-108]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} [الشعراء: 225] يذهبون في كلّ وادٍ من أودية الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {في كلّ وادٍ يهيمون} الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يهيمون}: الهائم الذاهب المخالف للقصد). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} ؟! أي في كل واد من القول، وفي كل مذهب يهيمون: يذهبون كما يذهب الهائم على وجهه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون}
ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون } وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون}
قال مجاهد أي في كل فن يفتنون قال أبو جعفر والتقدير في اللغة في كل واد من القول يهيمون قال أبو عبيدة الهائم المخالف للقصد في كل شيء). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ}: أي في كل واد من القول يذهبون على وجوههم مثل البهائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهِيمُونَ}: يذهبون على غير قصد). [العمدة في غريب القرآن: 228]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227]). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون }

ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون}
وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227] قال قتادة: هذه ثنيا اللّه في الشّعراء وغيرهم، والشّعراء من المؤمنين الّذين استثنى اللّه: حسّان بن ثابتٍ، وعبد اللّه بن رواحة، وكعب بن مالكٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وذكروا اللّه كثيرًا} [الشعراء: 227] في غير وقتٍ، في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 2/530]
{وانتصروا من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وانتصروا بمثل ما ظلموا، نزلت في رهطٍ من الأنصار هاجوا، يعني: عن نبيّ اللّه عليه السّلام، منهم كعب بن مالكٍ، وعبد اللّه بن رواحة.
{من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] من بعد ما ظلمهم المشركون، أي: انتصروا بالكلام، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
قال: {وسيعلم الّذين ظلموا} [الشعراء: 227] قال قتادة: الّذين أشركوا من الشّعراء وغيرهم.
{أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشعراء: 227] من بين يدي اللّه إذا وقفوا بين يديه يوم القيامة، أي: أنّهم سيعلمون حينئذٍ أنّهم سينقلبون من بين يدي اللّه إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/531]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ الّذين آمنوا...}

لأنهم ردّوا عليهم: فذلك قوله: {وانتصروا من بعد ما ظلموا} وقد قرئت {يتّبعهم الغاوون} و{يتبعهم} وكل صواب). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم استثنى - عزّ وجلّ - الشعراء الذين مدحوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وردّوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}
أي لم يشغلهم الشّعر عن ذكر اللّه عز وجل ولم يجعلوه همّتهم.
إنّما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم وألسنتهم، فهجوا من يستحق الهجاء وأحق الخلق بالهجاء من كذّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه،
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
عبد اللّه بن رواحة الأنصاري وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت الأنصاري.
وقوله: {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلّدون فيها.
و " أيّ " منصوبة بقوله (ينقلبون) لا بقوله (وسيعلم) لأن " أيّا " وسائر الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها). [معاني القرآن: 4/105]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}
قال عبد الله بن عباس يعني عبد الله بن رواحة وحسانا
وفي غير هذا الحديث لما نزلت هذه الآية قال عبد الله قد علم الله جل وعز أنا نقول الشعر وأنزل هذا، فأنزل الله عز وجل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} أي ناضلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين من هجاهم
ثم قال جل وعز: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
روي في الحديث أنه يراد به من بين يدي الله جل وعز إلى النار). [معاني القرآن: 5/110-109]


رد مع اقتباس