عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:12 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين لا يرجون لقاءنا} [الفرقان: 21] وهم المشركون لا يقرّون بالبعث.
{لولا} [الفرقان: 21] هلا.
{أنزل علينا الملائكة} [الفرقان: 21] فيشهدوا أنّك رسول اللّه يا محمّد.
{أو نرى ربّنا} [الفرقان: 21] معاينةً فيخبرنا أنّك رسوله.
قال اللّه: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرًا} [الفرقان: 21] وعصوا عصيانًا كبيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/475]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا يرجون لقاءنا...}

لا يخافون لقاءنا وهي لغة تهاميّة: يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحدٌ. من ذلك قوله: {ما لكم لا ترجون لله وقاراً} أي لا تخافون له عظمةً. وأنشدني بعضهم:
لا ترتجي حين تلاقي الذائدا=أسبعةً لاقت معاً أم واحداً
يريد: لا تخاف ولا تبالي. وقال لآخر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها =وحالفها في بيت نوب عوامل
يقال:نوب ونوب. ويقال: أوب وأوب من الرجوع ... والنوب ذكر النحل.
وقوله: {وعتوا عتوّاً كبيراً} جاء العتوّ بالواو لأنه مصدر مصرّح. وقال في مريم {أيّهم أشدّ على الرحمن عتيّاً} فمن جعله بالواو كان مصدراً محضا. ومن جعله بالياء قال: عات وعتي فلمّا جمعوا بنى جمعهم على واحدهم. وجاز أن يكون المصدر بالياء أيضاً لأن المصدر والأسماء تتّفق في هذا المعنى: ألا ترى أنهم يقولون: قاعد وقوم قعود، وقعدت قعوداً. فلمّا استويا ها هنا في القعود لم يبالوا أن يستويا في العتو والعتيّ). [معاني القرآن: 2/265]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وقال الذّين لا يرجون لقاءنا " مجازه لا يخافون ولا يخشون. وقال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها=وحالفها في بيت نوب عوامل
ويروى خالفها بالخاء). [مجاز القرآن: 2/73]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال الّذين لا يرجون لقاءنا} أي لا يخافون). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا كبيرا}
معنى {لولا} هلّا.
{أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا كبيرا}.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنّ الذين لا يوقنون بالبعث، ولا يرجون الثواب على الأعمال عند لقاء الله طلبوا من الآيات ما لم يأت أمة من الأمم.
فأعلم الله عزّ وجلّ أنهم قد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا كبيرا، ويجوز عتوا كثيرا بالثاء، والعتو في اللغة المجاوزة في القدر في الظلم.
وأعلم الله - عزّ وجلّ - أن الوقت الذي يرون فيه الملائكة هو يوم القيامة، وأن الله قد حرمهم البشرى في ذلك الوقت فقال:
{يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا}. [معاني القرآن: 4/63]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم خبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يقترحون من الآيات ما لم يعطه أحد فقال جل وعز: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا}
والعتو التجاوز فيما لا ينبغي). [معاني القرآن: 5/17-16]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا}: أي لا يخافون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {يوم يرون الملائكة} [الفرقان: 22] وهذا عند الموت.
{لا بشرى يومئذٍ للمجرمين} [الفرقان: 22] للمشركين، لا بشرى لهم يومئذٍ بالجنّة.
وذلك أنّ المؤمنين تبشّرهم الملائكة عند الموت بالجنّة.
قال: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة} [فصلت: 30] عند الموت {ألّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة الّتي كنتم توعدون} [فصلت: 30] وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {يوم يرون الملائكة} [الفرقان: 22] يوم القيامة.
قال: {ويقولون حجرًا محجورًا} [الفرقان: 22] سعيدٌ عن قتادة قال: حرامًا محرّمًا على الكافر البشرى يومئذٍ.
المعلّى بن هلالٍ، عن إدريس، عن عطيّة العوفيّ قال: {حجرًا محجورًا} [الفرقان: 22] قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/475]
حرامًا محرّمًا.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: هو كقوله للشّيء: معاذ اللّه، أي أن يكون لهم البشرى بالجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/476]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ...}

اليوم ليس بصلة للبشرى فيكون نصبه بها. ولكنك مضمر للفاء؛ كقيلك في الكلام: أمّا اليوم فلا مال. فإذا ألقيت الفاء فأنت مضمر لمثل اليوم بعد لا. ومثله في الكلام: عندنا لا مال إن أردت لا مال عندنا فقدّمت (عندنا) لم يجز. وإن أضمرت (عندنا) ثانية بعد (لا مال) صلح؛ ألا ترى أنّك لا تقول: زيدا لا ضارب (يا هذا) كما تقول: لا ضارب زيداً.
وقوله: {ويقولون حجراً مّحجوراً} حراماً محرّماً أن يكون لهم البشرى. والحجر: الحرام، كما تقول: حجر التاجر على غلامه، وحجر على أهله. وأنشدني بعضهم:
فهممت أن ألقى إليها محجراً =ولمثلها يلقى إليه المحجر
... ألقى وإلقى من لقيت أي مثلها يركب منه المحرّم). [معاني القرآن: 2/266]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويقولون حجراً محجوراً} أي حراما محرماً،
قال المتلمس:
حنّت إلى النّخلة القصوى فقلت لها=حجرٌ حرامٌ ألا تلك الدّهاريس
وفي آية أخرى " لذي حجرٍ " أي لذي عقل ولب، ومن الحرام سمي حجر الكعبة، والأنثى من الخيل يقال لها حجرٌ). [مجاز القرآن: 2/73]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ويقولون حجرا محجورا}: قالوا: تقول الملائكة: حراما محرما عليكم أن تدخلوا الجنة.
والحجر ها هنا الحرام، والحجر من الخيل الأنثى. والحجر ما حجرت عليه وبه سمي حجر البيت. والحجر أيضا العقل). [غريب القرآن وتفسيره: 276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويقولون حجراً محجوراً} أي: حراما محرّما أن تكون لهم بشرى.
وإنما قيل للحرام حجر: لأنه حجر عليه بالتحريم. يقال: حجرت حجرا. واسم ما حجرت عليه: حجر). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا}
{يوم يرون} منصوب على وجهين:
أحدهما على معنى لا بشرى تكون للمجرمين يوم يرون الملائكة.
و {يومئذ} هو مؤكد " ليوم يرون الملائكة "، ولا يجوز أن يكون منصوبا بقوله " لا بشرى " لأن ما اتصل بلا لا يعمل فيما قبلها.
ولكن لمّا قيل لا بشرى للمجرمين بيّن في أي يوم ذلك، فكأنه قيل يجمعون البشرى يوم يرون الملائكة، وهو يوم القيامة.
{ويقولون حجرا محجورا} وقرئت " حجرا " بضم الحاء " والمعنى وتقول الملائكة حجرا محجورا.
أي حراما محرما عليهم البشرى، وأصل الحجر في اللغة ما حجرت عليه أي ما منعت من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه،
وكذلك حجر القضاة على الأيتام إنما هو منع إياهم عن التصرف في أموالهم.
وكذلك الحجرة التي ينزلها الناس هو ما حوّطوا عليه.
ويجوز أن يكون " يوم " منصوبا على معنى اذكر يوم يرون الملائكة.
ثم أخبر فقال: (لا بشرى يومئذ للمجرمين) والمجرمون الذين اجترموا الذّنوب، وهم في هذا الموضع الذين اجترموا الكفر باللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 4/64-63]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا}
روى عطية عن أبي سعيد الخدري حجرا محجورا قال حراما محرما
قال الضحاك أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار
قال أبو جعفر والمعنى حراما عليكم البشرى ومن هذا حجر القاضي إنما هو منعه ومن هذا حجر الإنسان).[معاني القرآن: 5/17]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حجرا محجورا} أي: حراما محرما، أي: منعا منعا). [ياقوتة الصراط: 382]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حِجْرًا مَّحْجُورًا}: أي حراما محرما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حِجْرًا}: حراماً
{مَّحْجُورًا}: محرماً). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقدمنا} [الفرقان: 23] أي: وعمدنا في تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه.
{إلى ما عملوا من عملٍ} [الفرقان: 23] أي حسنٍ، يعني المشركين.
{فجعلناه} [الفرقان: 23] في الآخرة.
{هباءً منثورًا} [الفرقان: 23] وهو الّذي يتناثر من الغبار الّذي يكون من أثر حوافر الدّوابّ إذا سارت.
والآية الأخرى: {فكانت هباءً منبثًّا} [الواقعة: 6] وهو الّذي يدخل البيت من الكوّة من شعاع الشّمس.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {هباءً منثورًا} [الفرقان: 23] هو عنده هذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/476]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ...}

عمدنا بفتح العين: {فجعلناه هباء مّنثوراً} أي باطلا، والهباء ممدود غير مهموزٍ في الأصل يصغر هبيّ كما يصغر الكساء كسيّ. وجفاء الوادي مهموز في الأصل إن صغّرته قلت هذا جفيء. مثل جفيع ويقاس على هذين كلّ ممدود من الهمز ومن الياء ومن الواو). [معاني القرآن: 2/266]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ} مجازه وعمدنا إلى ما عملوا، قال:
فقدم الخوارج الضّلاّل=إلى عباد ربّهم فقالوا
إنّ دماءكم لنا حلال مثل الغبار إذا طلعت فيه الشمس وليس له مسٌ ولا يرى في الظل). [مجاز القرآن: 2/74-73]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل}: أي عمدنا.
{هباء منثورا}: قالوا شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة). [غريب القرآن وتفسيره: 277-276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ} أي عمدنا إليه، {فجعلناه هباءً منثوراً}. وأصل «الهباء المنثور»: ما رأيته في الكوة،
مثل الغبار، من الشمس. واحدها: هباءة و«الهباء المنبث»: وأسطع من سنابك الخيل وهو من «الهبوة» والهبوة: الغبار). [تفسير غريب القرآن: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قول الله عز وجل: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
والفتيل: ما يكون في شقّ النّواة.
والنّقير: النّقرة في ظهرها.
ولم يرد أنهم لا يظلمون ذلك بعينه، وإنما أراد أنهم إذا حوسبوا لم يظلموا في الحساب شيئا ولا مقدار هذين التّافهين الحقيرين.
والعرب تقول: ما رزأتُه زِبَالاً. (وَالزِّبَالُ) ما تحمله النَّمْلَةُ بفَمِهَا، يريدون ما رزأته شيئاً.
وقال النابغة الذّبياني:
يجمعُ الجيش ذا الألوفِ ويغزو = ثم لا يرزأُ العدوَّ فَتيلا
وكذلك قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} وهو (الفوقة) التي فيها النّواة. يريد ما يملكون شيئا.
ومنه قوله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} أي قصدنا لأعمالهم وعمدنا لها.
والأصلُ أنَّ مَن أرادَ القُدوم إلى موضع عَمَدَ له وَقَصَدَه.
والهباء المنثور: ما رأيته في شُعَاعِ الشَّمس الداخلِ من كُوَّةِ البيتِ.
والهباء المنبثُّ: ما سَطَعَ مِن سَنابكِ الخيلِ.
وإنما أراد أنّا أبطلناه كما أنَّ هذا مُبطَلُ لا يُلْمَسُ ولا يُنْتَفَعُ بهِ). [تأويل مشكل القرآن: 138] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}
معنى قدمنا عمدنا وقصدنا كما تقول: قام فلان يشتم فلانا، تريد قصد إلى شتم فلان، ولا تريد قام من القيام على الرجلين.
(فجعلناه هباء منثورا) " الهباء " ما يخرج من الكوّة مع ضوء الشمس شبيها بالغبار.
وتأويله أن اللّه عزّ وجلّ أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهباء المنثور). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل}
قال مجاهد وقدمنا أي عمدنا
قال أبو جعفر وأصل هذا أن القادم إلى الموضع يعمد له ويقصد إليه
ثم قال جل وعز: {فجعلناه هباء منثورا}
روى أبو إسحاق عن الحارث عن علي قال الهباء المنثور شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة
قال أبو جعفر وهباء جمع هباءة فيقال لما يكون من شعاع الشمس
وهو شبيه بالغبار هباء منثور ويقال لما يطير من تحت سنابك الخيل هباء منبث وأصله من أهبأ التراب إهباء إذا أثاره كما قيل منينا كأنه أهباء). [معاني القرآن: 5/19-18]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (وقدمنا) أي: وقصدنا). [ياقوتة الصراط: 383]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الهباء المنثور): ما رأيته في ضوء الكوة مثل الغبار في الشمس. والهباء المنبث: ما طلع في سنابك الخيل من الغبار).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَقَدِمْنَا}: عمدنا). [العمدة في غريب القرآن: 222]

تفسير قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أصحاب الجنّة} [الفرقان: 24] أهل الجنّة.
{يومئذٍ خيرٌ مستقرًّا} [الفرقان: 24] من مستقرّ المشركين.
{وأحسن مقيلا} [الفرقان: 24] منهم.
قوله: {خيرٌ مستقرًّا} [الفرقان: 24] منزلا، الجنّة يستقرّون فيها لا يخرجون منها.
ومستقرّ المشركين جهنّم لا يخرجون منها.
قال: {وأحسن مقيلا} [الفرقان: 24] قال قتادة: {خيرٌ مستقرًّا وأحسن مقيلا} [الفرقان: 24] قال: مأوًى ومنزلا.
حدّثني صفوان بن محرزٍ قال: يجاء يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكًا في الدّنيا، إلى الحمرة والبياض، فيحاسب، فإذا عبدٌ لم يعمل خيرًا فيؤمر به إلى النّار، والآخر كان مسكينًا، أو كما قال، في الدّنيا فيحاسب فيقول: يا ربّ، ما أعطيتني من شيءٍ فتحاسبني به، فيقول: صدق عبدي، فأرسلوه، فيؤمر به إلى الجنّة.
ثمّ يتركان ما شاء اللّه.
ثمّ يدعى بصاحب النّار فإذا هو مثل الحممة السّوداء.
فيقال له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: ربّ شرّ مقيلٍ.
فيقال له: عد.
ثمّ
[تفسير القرآن العظيم: 1/476]
يدعى صاحب الجنّة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر.
فيقال له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: ربّ خير مقيلٍ.
فيقال له: عد.
- الخليل بن مرّة، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه: " يخرج بعد ما يستقرّ أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النّار رجلٌ من النّار ورجلٌ من الجنّة فيستنطق اللّه الرّجل الّذي يخرج من الجنّة فيقول له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: يا ربّ خير مقيلٍ وخير مصيرٍ صار إليه العبد.
فيقول له ربّه: إنّ لك عندي الزّيادة والكرامة، فارجع.
ويسأل الّذي يخرج من النّار: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: يا ربّ شرّ مقيلٍ ومصيرٍ صار إليه العبد.
ثمّ يقول: يا ربّ يا ربّ.
فيقول له ربّه: ما تعطيني إن أخرجتك؟ فيقول: يا ربّ أعطيك ما سألتني.
فيقول: فإنّي أسألك ملء الأرض ذهبًا، فيقول: يا ربّ، لا أقدر عليه، لو قدرت عليه أعطيتك.
فيقول له: كذبت وعزّتي، قد سألتك ما هو أهون من ذلك فلم تعطنيه.
سألتك أن تسألني فأعطيك، وتدعوني فأستجيب لك، وتستغفرني فأغفر لك ".
- وحدّثني أبانٌ العطّار أنّ ابن عبّاسٍ قال: من لم يقل في الجنّة يومئذٍ فليس من أهلها.
قال يحيى: وبلغني أنّ ابن عبّاسٍ قال: إنّي لأعلم أيّ ساعةٍ يدخل أهل الجنّة الجنّة قبل نصف النّهار حين يشتهون الغداء). [تفسير القرآن العظيم: 1/477]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مّستقرّاً وأحسن مقيلاً...}

قال: بعض المحدّثين يرون أنه يفرغ من حساب الناس في نصف ذلك اليوم فيقيل أهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار. فذلك قوله: {خيرٌ مّستقرّاً وأحسن مقيلاً} وأهل الكلام إذا اجتمع لهم أحمق وعاقل لم يستجيزوا أن يقولوا: هذا أحمق الرّجلين ولا أعقل الرجلين، ويقولون لا نقول: هذا أعقل الرجلين إلا لعاقلين تفضّل أحدهما على صاحبه. وقد سمعت قول الله {خيرٌ مّستقرّاً} فجعل أهل الجنة خيراً مستقراً من أهل النار، وليس في مستقرّ أهل النار شيء من الخير فاعرف ذلك من خطائهم). [معاني القرآن: 2/267-266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه عزّ وجلّ فضل أهل الجنة على أهل النار فقال:
{أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرّا وأحسن مقيلا}
والمقيل المقام وقت القائلة، وقيل هو النوم نصف النهار، وجاء في التفسير أن أهل الجنّة يصيرون إلى أهليهم في الجنة وقت نصف النّهار). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}
قال أبو جعفر القول في هذا كالقول في قوله تعالى: {أذلك خير أم جنة الخلد}
والفراء يذهب إلى أنه ليس في هذا سؤال البتة
ثم قال جل وعز: {وأحسن مقيلا}
قال قتادة أي مأوى ومنزلا
قال أبو جعفر المقيل في اللغة هو المقام وقت القيلولة خاصة فقيل إن أهل الجنة ينصرفون إلى نسائهم مقدار وقت نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ذلك الوقت). [معاني القرآن: 5/20-19]

رد مع اقتباس