عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:48 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد آتينا موسى الكتاب} يا محمّد، يعني التّوراة، كما آتيناك الفرقان {فاختلف فيه} يقول: فاختلف في العمل بما فيه الّذين أوتوه من اليهود {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم} يقول: ولولا ما سبق من قضاء اللّه وحكمه فيهم أنّه أخّر عذابهم إلى قيام السّاعة {لقضي بينهم} يقول: لعجّل الفصل بينهم فيما اختلفوا فيه بإهلاكه المبطلين منهم.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك} قال: أخّروا إلى يوم القيامة.
وقوله: {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ} يقول: وإنّ الفريق المبطل منهم لفي شكٍّ ممّا قالوا فيه {مريبٍ} يقول: يريبهم قولهم فيه ما قالوا، لأنّهم قالوه بغير ثبتٍ، وإنّما قالوه ظنًّا). [جامع البيان: 20/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 45 - 46
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولولا كلمة سبقت من ربك} قال: سبق لهم من الله حين وأجلهم بالغرة). [الدر المنثور: 13/125]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد}.
يقول تعالى ذكره: من عمل بطاعة اللّه في هذه الدّنيا، فائتمر لأمره، وانتهى عمّا نهاه عنه {فلنفسه} يقول: فلنفسه عمل ذلك الصّالح من العمل، لأنّه يجازى عليه جزاءه، فيستوجب في المعاد من اللّه الجنّة والنّجاة من النّار {ومن أساء فعليها} يقول: ومن عمل بمعاصي اللّه فيها، فعلى نفسه جنى، لأنّه أكسبها بذلك سخط اللّه، والعقاب الأليم {وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد} يقول تعالى ذكره: وما ربّك يا محمّد بحامل عقوبة ذنب مذنبٍ على غير مكتسبه، بل لا يعاقب أحدًا إلاّ على جرمه الّذي اكتسبه في الدّنيا، أو على سببٍ استحقّه به منه، واللّه أعلم). [جامع البيان: 20/454]

تفسير قوله تعالى: (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من أكمامها} [فصلت: 47] : «حين تطلع» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اهتزّت بالنّبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع كذا لأبي ذرٍّ والنّسفيّ وفي رواية غيرهما إلى قوله ارتفعت وهذا هو الصّواب وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ إلى قوله ارتفعت وزاد قبل أن تنبت). [فتح الباري: 8/560] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 47 فصلت {من أكمامها} قال حين تطلع). [تغليق التعليق: 4/303] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره من أكمامها حين تطلع
أي: وقال غير مجاهد: معنى وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع، والأكمام جمع كم بالكسر، وهو وعاء الطّلع، وإنّما قلنا غير مجاهد لأن ما قبله من قوله: قال مجاهد ... إلى هنا كله عن مجاهد، ولم يعمل الشّرّاح ههنا شيئا يجدي). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (من أكمامها) بفتح الهمزة جمع كم بالكسر (حين تطلع) بسكون الطاء وضم اللام). [إرشاد الساري: 7/327]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من أكمامها} [فصلت: 47] : قشر الكفرّى هي الكمّ " وقال غيره: " ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافورٌ وكفرّى). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من أكمامها قشر الكفرّى الكمّ كذا لأبي ذرٍّ ولغيره هي الكمّ زاد الأصيليّ واحدها هو قول الفرّاء بلفظه وقال أبو عبيدة في قوله من أكمامها أي أوعيتها واحدها كمّةٌ وهو ما كانت فيه وكمٌّ وكمّةٌ واحدٌ والجمع أكمامٌ وأكمّةٌ تنبيهٌ كاف الكمّ مضمومةٌ ككمّ القميص وعليه يدلّ كلام أبي عبيدة وبه جزم الرّاغب ووقع في الكشّاف بكسر الكاف فإن ثبت فلعلّها لغةٌ فيه دون كمّ القميص قوله وقال غيره ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافورٌ وكفرّى ثبت هذا في رواية المستمليّ وحده والكفرّى بضمّ الكاف وفتح الفاء وبضمّها أيضًا والرّاء مثقّلةٌ مقصورٌ وهو وعاء الطّلع وقشره الأعلى قاله الأصمعيّ وغيره قالوا ووعاء كلّ شيءٍ كافوره وقال الخطّابيّ قول الأكثرين الكفرّى الطّلع بما فيه وعن الخليل أنّه الطّلع). [فتح الباري: 8/560-561]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من أكمامها قشر الكفرّى هي الكمّ
أشار به إلى قوله تعالى: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} (فصلت: 47) وفسّر أكمامها بقوله: (قشر الكفرى) بضم الكاف وفتح الفاء وضمّها أيضا وتشديد الرّاء مقصور، وفسره بقوله: (هي الكمّ) قد ذكرنا أنه بكسر الكاف، وقال بعضهم: كاف الكمّ مضمومة ككم القميص وعليه يدل كلام أبي عبيدة وبه جزم الرّاغب، ووقع في (الكشّاف) بكسر الكاف، فإن ثبت فلعلها لغة فيه دون كم القميص. انتهى. قلت: لا اعتبار لأحد في هذا الباب مع الزّمخشريّ فإنّه فرق بين كم القميص وكم الثّمرة بالضّمّ في الأول والكسر في الثّاني، وكذلك فرق بينهما الجوهري وغيره، وفي رواية أبي ذر: قشر الكفرى الكمّ بدون لفظ: هي، وفي رواية الأصيليّ: واحدها، يعني: الكمّ واحد الأكمام، وعن أبي عبيدة: من أكمامها، أي: أوعيتها، وقال الثّعلبيّ: أكمامها أوعيتها واحدها كمة وهي كل ظرف لمال وغيره، ولذلك سمى قشر الطّلع أي الكفراة الّتي تنشق عن الثّمرة كمة، وعن ابن عبّاس: يعني الكفرى قبل أن تنشق فإذا انشقت فليست بأكمام.
ويقال للعنب إذا خرج أيضاً كافورٌ وكفرّى
هذا لم يثبت إلاّ في رواية المستملي وحده، وفي بعض النّسخ: وقال غيره ويقال ... إلى آخره، وقال الأصمعي وغيره: قالوا: وعاء كل شيء كافورة). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من أكمامها}) في قوله تعالى: {إليه يردّ علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها} [فصلت: 47] هو (قشر الكفرّى) بضم الكاف وضم الفاء وفتحها وتشديد الراء وعاء الطلع قال ابن عباس قبل أن ينشق (هي الكم) بضم الكاف. وقال الراغب: الكم ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه أكمام وهذا يدل على أنه مضموم الكاف إذ جعله مشتركًا بين كم القميص وبين كم الثمرة ولا خلاف في كم القميص أنه بالضم وضبط الزمخشري كم الثمرة بكسر الكاف فيجوز أن يكون فيه لغتان دون كم القميص جمعًا بين القولين (وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافور وكفرى) قاله الأصمعي وهذا ساقط لغير المستملي ووعاء كل شيء كافوره). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إليه يردّ علم السّاعة وما تخرج من ثمراتٍ مّن أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيدٍ}.
يقول تعالى ذكره: إلى اللّه يردّ العالمون به علم السّاعة، فإنّه لا يعلم متى قيامها غيره {وما تخرج من ثمراتٍ مّن أكمامها} يقول: وما تظهر من ثمرة شجرةٍ من أكمامها الّتي هي متغيّبةٌ فيها فتخرج منها بارزةً {وما تحمل من أنثى} يقول: وما تحمل من أنثى من حملٍ حين تحمله ولا تضع ولدها إلاّ بعلمٍ من اللّه لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من أكمامها} قال: حين تطلع.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها} قال: من طلعها، والأكمام جمع كمّةٍ، وهو كلّ ظرفٍ لماءٍ أو غيره، والعرب تدعو قشر الكفرّاة كمًّا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {من ثمراتٍ} فقرأت ذلك قرّاء المدينة: {من ثمراتٍ} على الجماع، وقرأت قرّاء الكوفة: (من ثمرةٍ) على لفظ الواحدة، وبأيّ القراءتين قرئ ذلك فهو عندنا صوابٌ؛ لتقارب معنييهما مع شهرتهما في القراءة.
وقوله: {ويوم يناديهم أين شركائي} يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي اللّه هؤلاء المشركين به في الدّنيا الأوثان والأصنام: أين شركائي الّذين كنتم تشركونهم في عبادتكم إيّاي؟ {قالوا آذنّاك} يقول: أعلمناك {ما منّا من شهيدٍ} يقول: قال هؤلاء المشركون لربّهم يومئذٍ: ما منّا من شهيدٍ يشهد أنّ لك شريكًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {آذنّاك} يقول: أعلمناك.
- حدّثني محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {آذنّاك ما منّا من شهيدٍ} قالوا: أطعناك ما منّا من شهيدٍ على أنّ لك شريكًا). [جامع البيان: 20/454-456]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وما تخرج من ثمرات من أكمامها يعني حين تطلع). [تفسير مجاهد: 572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 47 - 54.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} قال: حين تطلع). [الدر المنثور: 13/125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {آذناك} أعلمناك). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {من محيصٍ} [فصلت: 48] : حاص عنه أي حاد). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله من محيصٍ حاص عنه حاد عنه قال أبو عبيدة في قوله مالنا من محيص يقال حاص عنه أي عدل وحاد وقال في موضعٍ آخر من محيصٍ أي من معدلٍ). [فتح الباري: 8/561]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (من محيصٍ حاص عنه حاد
أشار به إلى قوله تعالى: {وظنوا ما لهم من محيص} (فصلت: 48) وفسره من فعله، وهو حاص يحيص، وفسّر حاص بقوله: حاد، ويروى: حاص عنه حاد عنه، حاصل المعنى: ما لهم من مهرب، وكلمة: ما، حرف وليست باسم فلذلك لم يعمل فيه، قوله: ظنّوا، وجعل الفعل ملغًى). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({من محيص}) في قوله تعالى: {وظنوا ما لهم من محيص} [فصلت: 48] يقال (حاص عنه حاد) والأصيلي أي حاد وزاد أبو ذر عنه والمعنى أنهم أيقنوا أن لا مهرب لهم من النار). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من مّحيصٍ (48) لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مّسّه الشّرّ فيئوسٌ قنوطٌ}.
يقول تعالى ذكره: وضلّ عن هؤلاء المشركين يوم القيامة آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها في الدّنيا، فأخذتها طريقٌ غير طريقهم، فلم تنفعهم، ولم تدفع عنهم شيئًا من عذاب اللّه الّذي حلّ بهم.
وقوله: {وظنّوا ما لهم من محيص} يقول: وأيقنوا حينئذٍ ما لهم من ملجأٍ: أي ليس لهم ملجأٌ يلجأون إليه من عذاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وظنّوا ما لهم من محيص} استيقنوا أنّه ليس لهم ملجأٌ.
واختلف أهل العربيّة في المعنى الّذي من أجله أبطل عمل الظّنّ في هذا الموضع، فقال بعض أهل البصرة فعل ذلك لأنّ معنى قوله: {وظنّوا} استيقنوا قال: و{ما} هاهنا حرفٌ وليس باسمٍ، والفعل لا يعمل في مثل هذا، فلذلك جعل الفعل ملغًى وقال بعضهم: ليس يلغى الفعل وهو عاملٌ في المعنى إلاّ لعلّةٍ قال: والعلّة أنّه حكايةٌ، فإذا وقع على ما لم يعمل فيه كان حكايةً وتمنّيًا، وإذا عمل فهو على أصله). [جامع البيان: 20/456-457]


رد مع اقتباس