عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 05:31 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ هذا القرءان يهدي} [الإسراء: 9]، يعني: يدعو.
وهو تفسير السّدّيّ.
{للّتي هي أقوم} [الإسراء: 9].
وقال: في المزّمّل: {وأقوم قيلا} [المزمل: 6] أصوب.
{ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرًا كبيرًا} [الإسراء: 9] الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/119]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم...}.

يقول لشهادة أن لا إله إلا الله.
{ويبشّر المؤمنين} أوقعت البشارة على قوله: {أنّ لهم أجراً كبيراً} ويجوز أن يكون المؤمنون بشروا أيضاً بقوله: {وأنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً...}
لأن الكلام يحتمل أن تقول: بشّرت عبد الله بأنه سيعطى وأن عدوّه سيمنع، ويكون. ويبشّر الذين لا يؤمنون بالآخرة أنا أعتدنا لهم عذاباً أليماً،
وإن لم يوقع التبشير عليهم كما أوقعه على المؤمنين قبل (أنّ) فيكون بمنزلة قولك في الكلام بشّرت أن الغيث آتٍ فيه معنى بشّرت الناس أن الغيث آتٍ وإن لم تذكرهم.
ولو استأنفت {وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة} صلح ذلك ولم أسمع أحداً قرأ به). [معاني القرآن: 2/117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرا كبيرا }
أي للحال التي هي أقوم الحالات، وهي توحيد اللّه - عزّ وجلّ – أي شهادة أن لا إله إلا اللّه والإيمان برسله، والعمل بطاعته، وهذه صفة الحال التي هي أقوم الحالات).
[معاني القرآن: 3/229]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} المعنى يهدي للحال التي هي أقوم والحال التي هي أقوم توحيد الله واتباع رسله والعمل بطاعته). [معاني القرآن: 4/127]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابًا أليمًا} [الإسراء: 10] موجعًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/119]

تفسير قوله تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويدع الإنسان بالشّرّ دعاءه بالخير} [الإسراء: 11] يدعو بالشّرّ على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير.
وقال في آية أخرى: {ولو يعجّل اللّه للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} [يونس: 11] لأمات الّذي يدعو عليه.
{وكان الإنسان عجولا} [الإسراء: 11] وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يدعو على ماله فيلعن ماله وولده، ولو استجاب اللّه له
[تفسير القرآن العظيم: 1/119]
لأهلكه.
الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، قال: ألا تعجب من النّاس كيف يغبنون عن جلال اللّه؟ يقول أحدهم لدابّته أو لشاته: غضب اللّه عليك.
ولو قيل له: اغضب على شاتك أو اغضب على دابّتك لغضب من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/120]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويدع الإنسان...}

حذفت الواو منها في اللفظ ولم تحذف في المعنى؛ لأنها في موضع رفع، فكان حذفها باستقبالها اللام السّاكنة. ومثلها {سندع الزّبانية} وكذلك {وسوف يؤت اللّه المؤمنين}
وقوله: {يوم يناد المناد} وقوله: {فما تغن النّذر} ولو كنّ بالياء والواو كان صواباً. وهذا من كلام العرب.
قال الشاعر:
كفاك كفٌّ ما تليق درهما = جوداً وأخرى تعط بالسيف الدّما
وقال بعض الأنصار:
ليس تخفي بشارتي قدر يومٍ =ولقد تخف شيمتي إعساري
وقوله: {ويدع الإنسان بالشّرّ دعاءه بالخير} يريد كدعائه بالخير في الرغبة إلى الله عزّ وجل فيما لا يحبّ الداعي إجابته، كدعائه على ولده فلا يستجاب له في الشرّ وقد دعا به.
فذلك أيضاً من نعم الله عزّ وجلّ عليه). [معاني القرآن: 2/118-117]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ويدع الإنسان بالشّرّ دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً}
وقال: {دعاءه بالخير} فنصب "الدعاء" على الفعل كما تقول: "إنّك منطلقٌ انطلاقاً"). [معاني القرآن: 2/69]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويدع الإنسان بالشّرّ دعاءه بالخير} أي يدعو على نفسه وعلى خادمه وعلى ماله، بما لو استجيب له فيه، هلك.
{وكان الإنسان عجولًا} أي يعجل عند الغضب. واللّه لا يعجل بإجابته). [تفسير غريب القرآن: 251]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويدع الإنسان بالشّرّ دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا }
المعنى أن الإنسان ربّما دعا على نفسه وولده وأهله بالشر غضبا كما يدعو لنفسه بالخير، وهذا لم يعرّ منه بشر.
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا، فأقبل يئن باللّيل، فقالت له: ما بالك تئن فشكا ألم القيد والأسر.
فأرخت من كتافه، فلما نامت أخرج يده وهرب، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا به فأعلم شأنه، فقال اللهم اقطع يديها، فرفعت سودة يديها تتوقع الاستجابة،
وأن يقطع الله يديها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - وإني سألت الله أن يجعل دعائي ولعنتي على من لا يستحق من أهلي رحمة، فقولوا لها لأني بشر أغضب كما يغضب البشر لتردد سودة يديها. فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن الإنسان خلق عجولا، فهذا يطلق عليه جملة البشر من آدم إلى آخر ولده.
والإنسان ههنا في معنى الناس). [معاني القرآن: 3/229]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}
روى معمر عن قتادة قال يدعو الإنسان على نفسه بما لو استجيب له لهلك ويدعو على ولده وماله ثم قال تعالى: {وكان الإنسان عجولا} قيل يعجل بالدعاء على نفسه ولا يعجل الله بالإجابة
وروي عن سلمان أنه قال أول ما خلق الله من آدم رأسه فأقبل ينظر إلى سائره يخلق فلما دنا المساء قال رب عجل قبل الليل فقال الله تعالى: {وكان الإنسان عجولا} ).
[معاني القرآن: 4/128-127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير} أي يدعو على نفسه بالشر عند غيظه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين} [الإسراء: 12] ابن مجاهدٍ، عن أبيه، قال: آيتين ليلا ونهارًا كذلك خلقهما اللّه.
قال: {فمحونا آية اللّيل} [الإسراء: 12] قال قتادة: وهو السّواد الّذي في القمر.
قال يحيى: ويقال محي من ضوء القمر من مائة جزءٍ تسعةٌ وتسعون جزءًا وبقي جزءٌ واحدٌ.
قال: {وجعلنا آية النّهار مبصرةً} [الإسراء: 12] قال قتادة: أي: منيرةٌ، يعني به: ضوء النّهار.
{لتبتغوا فضلا من ربّكم} [الإسراء: 12]، يعني: بالنّهار.
{ولتعلموا عدد السّنين والحساب} [الإسراء: 12] باللّيل والنّهار.
وقال السّدّيّ: يعني عدد الأيّام والشّهور والسّنين قال: {وكلّ شيءٍ فصّلناه تفصيلا} [الإسراء: 12] بيّنّاه تبيينًا في تفسير قتادة والسّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/120]
وتفسير الحسن: فصلنا اللّيل من النّهار، وفصلنا النّهار من اللّيل، والشّمس من القمر، والقمر من الشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 1/121]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فمحونا آية اللّيل...}

... حدثني مندل بن عليّ عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّيلي رفعه إلى عليّ بن أبي طالب رحمه الله قال:
هو اللّطخ الذي في القمر). [معاني القرآن: 2/118]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فمحونا آية اللّيل} يعني محو القمر.
{وجعلنا آية النّهار مبصرةً} أي مبصرا بها. وقد ذكرت هذا وأمثاله في «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل:
كقوله سبحانه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} أي لا معصوم من أمره.
وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أي مدفوق.
وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي مرضيّ بها.
وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا} أي مأمونا فيه.
وقوله: {وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} أي مبصرا بها.
والعرب تقول: ليل نائم، وسرّ كاتم، قال وعلة الجرميّ:
ولما رأيت الخيل تترى أثايجا = علمت بأنّ اليوم أحمس فاجر
أي يوم صعب مفجور فيه). [تأويل مشكل القرآن: 297-296] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النّهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربّكم ولتعلموا عدد السّنين والحساب وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا }
أي علامتين يدلان على أن خالقهما واحد ليس كمثله شيء وتدلان على عدد السنين والحساب.
{فمحونا آية اللّيل} أي جعلنا آية الليل دليلة عليه بظلمته.
{وجعلنا آية النّهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربّكم} أي جعلناها تضيء لكم لتبصروا كيف تصرّفون في أعمالكم
{ولتعلموا عدد السّنين والحساب}
ويروى أن القمر كان في ضياء الشمس فمحا اللّه ضياءه
بالسواد الذي جعل فيه.
{وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا} أي بيّناه تبيينا لا يلتبس معه بغيره، والاختيار النّصب في. " كلّ ".
المعنى في النصب: لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين، وفصلنا كل شيء تفصيلا.
و {كلّ} منصوب بفعل مضمر الذي ظهر يفسّره، وهو {فصلناه}
ويجوز {وكلّ شيء فصلناه تفصيلا}.
وكذلك النصب والرفع في قوله: {وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه} إلا إني لا أعلم أحدا قرأ بالرفع.
وجاء في التفسير: طائره، أي خيره وشرّه، وهو - واللّه أعلم - ما يتطيّر من مثله من شيء عمله كما قال {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة}، وكما يقال للإنسان إثمي في عنقك،
وإنما يقال للشيء اللازم له: هذا في عنق الإنسان، أي لزومه له كلزوم القلادة له من بين ما يلبس في العنق). [معاني القرآن: 3/230]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلنا الليل والنهار آيتين}
الآية في اللغة الدلالة والعلامة أي جعلناهما دالين على أن خالقهما ليس كمثله شيء ودالين على عدد السنين والحساب). [معاني القرآن: 4/128]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
روى هشيم عن حصين عن عكرمة عن ابن عباس فمحونا آية الليل قال هو السواد الذي ترونه في القمر
ويروي أن ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب عن السواد الذي في القمر فقال لو سألت عما ينفعك في دنياك وآخرتك ذاك أن الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين إلى آخر الآية
فآية النهار الشمس وآية الليل القمر وصحوه السواد الذي فيه). [معاني القرآن: 4/129-128]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ثناؤه: {وجعلنا آية النهار مبصرة} روى الحسن عن قتادة قال منيرة قال أبو جعفر وهذا مذهب الفراء فقد
قال مبصرة بمعنى مضيئة وقال غيره هذا على التشبيه أي ذات إبصار أي يبصرون بها). [معاني القرآن: 4/129]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فمحونا آية الليل} يعني محو القمر.
{مبصرة} أي مبصرا بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]

رد مع اقتباس