عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد جاء آل فرعون النّذر (41) كذّبوا بآياتنا كلّها فأخذناهم أخذ عزيزٍ مقتدرٍ (42) أكفّاركم خيرٌ من أولئكم أم لكم براءةٌ في الزّبر (43) أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ (44) سيهزم الجمع ويولّون الدّبر (45) بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ (46)}.
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون وقومه إنّهم جاءهم رسول اللّه موسى وأخوه هارون بالبشارة إن آمنوا، والنّذارة إن كفروا، وأيّدهما بمعجزاتٍ عظيمةٍ وآياتٍ متعدّدةٍ، فكذّبوا بها كلّها، فأخذهم اللّه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ، أي: فأبادهم اللّه ولم يبق منهم مخبرًا ولا عينًا ولا أثرًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 481]

تفسير قوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أكفّاركم} أي: أيّها المشركون من كفّار قريشٍ {خيرٌ من أولئكم} يعني: من الّذين تقدّم ذكرهم ممّن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرّسل، وكفرهم بالكتب: أأنتم خيرٌ أم أولئك؟ {أم لكم براءةٌ في الزّبر} أي: أم معكم من اللّه براءةٌ ألّا ينالكم عذابٌ ولا نكالٌ؟).[تفسير ابن كثير: 7/ 481]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال مخبرًا عنهم: {أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ} أي: يعتقدون أنّهم مناصرون بعضهم بعضًا، وأنّ جمعهم يغني عنهم من أرادهم بسوءٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 481]

تفسير قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} أي: سيتفرّق شملهم ويغلبون.
قال البخاريّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا خالدٌ، عن خالدٍ -وقال أيضًا: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، عن وهيب، عن خالدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال -وهو في قبّةٍ له يوم بدرٍ-: "أنشدك عهدك ووعدك، اللّهمّ إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا". فأخذ أبو بكرٍ، رضي اللّه عنه، بيده وقال: حسبك يا رسول اللّه! ألححت على ربّك. فخرج وهو يثب في الدّرع وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر. بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}.
وكذا رواه البخاريّ والنّسائيّ في غير موضع، من حديث خالد -وهو مهران الحذّاء- به.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو الرّبيع الزّهراني، حدّثنا حمّادٌ عن أيّوب، عن عكرمة، قال: لـمّا نزلت {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} [قال] قال عمر: أيّ جمع يهزم؟ أيّ جمع يغلب؟ قال عمر: فلمّا كان يوم بدرٍ رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يثب في الدّرع، وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فعرفت تأويلها يومئذٍ.
وقال البخاريّ: حدّثنا إبراهيم بن موسى، حدّثنا هشام بن يوسف؛ أنّ ابن جريج أخبرهم: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إنّي عند عائشة أمّ المؤمنين، قالت: نزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة -وإنّي لجاريةٌ ألعب- {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} هكذا رواه ها هنا مختصرًا. ورواه في فضائل القرآن مطوّلًا، ولم يخرّجه مسلمٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 481-482]

رد مع اقتباس