عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر * إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر * تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر * فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * كذبت ثمود بالنذر * فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر * أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر * سيعلمون غدا من الكذاب الأشر}
"عاد" قبيلة، وقد تقدم قصصها.
وقوله تعالى: {فكيف كان عذابي ونذر}، موضع "كيف" نصب، إما على خبر "كان" وإما على الحال، و"كان" بمعنى: وجد ووقع في هذا الوجه، و"نذر" جمع "نذير" وهو المصدر، وقرأ ورش وحده: "نذري" بالياء، وقرأ الباقون: "نذر" بغير ياء على خط المصحف).[المحرر الوجيز: 8/ 145]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(و"الصرصر" قال ابن عباس، وقتادة، والضحاك: معناه: الباردة، وهو من الصر، وقال جماعة من المفسرين: معناه: المصوتة نحو هذين الحرفين، مأخوذ من: صرت الريح إذا هبت دفعا كأنها تنطق هذين الحرفين: الصاد والراء، وضوعف الفعل كما قالوا: "كبكب وكفكف" من "كب وكف"، وهذا كثير، ولم يختلف القراء في سكون الحاء من "نحس" وإضافة اليوم إليه إلا ما روي عن الحسن أنه قرأ: "في يوم" بالتنوين "نحس" بكسر الحاء و"مستمر" معناه: متتابع، قال قتادة: استمر بهم ذلك النحس حتى بلغهم جهنم، قال الضحاك في كتاب الثعلبي: المعنى: كان مرا عليهم، وذكره النقاش عن الحسن، وروي أن ذلك اليوم الذي كان لهم فيه نحس مستمر كان يوم أربعاء، وورد في بعض الأحاديث في تفسير هذه الآية: يوم نحس مستمر يوم الأربعاء، فتأول بعض الناس في ذلك أنه مستصحب في الزمان كله، وهذا عندي ضعيف، وإن أبو بشر الدولابي ذكر حديثا رواه أبو جعفر المنصور عن أبيه علي عن أبيه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر"، ويوجد نحو هذا في كلام الفرس والأعاجم، وقد وجد ذكر الأربعاء التي لا تدور في بعض شعر الخراسانيين المولدين، وذكر الثعلبي عن زر بن حبيش في تفسير هذه الآية لعاد أنه كان في يوم أربعاء لا تدور، وذكره النقاش عن جعفر بن محمد وقال: كان القمر منحوسا في رجل، وهذه نزغة سوء عياذا بالله تعالى أن تصح عن جعفر بن محمد). [المحرر الوجيز: 8/ 146]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {تنزع الناس} معناه: تنقلهم من مواضعهم نزعا فتطرحهم، وروي عن مجاهد أنها كانت تلقي الرجل على رأسه فيتفتت رأسه وعنقه وما يلي ذلك من يديه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فلذلك حسن التشبيه بأعجاز النخل، لأنهم كانو يحفرون حفرا ليمتنعوا فيها من الريح، فكأنه شبه الحفر بعد النزع بحفر أعجاز النخل، والنخل تذكر وتؤنث فلذلك قال تعالى هنا: "منقعر"، وفي غير هذه السورة "خاوية"، والكاف في قوله تعالى: "كأنهم أعجاز" في موضع الحال، قاله الزجاج، وما روي من خبر الخلجان وغيره ضعيف كله). [المحرر الوجيز: 8/ 146-147]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفائدة قوله تعالى: {فكيف كان عذابي ونذر} التخويف وهز الأنفس. قال الرماني: لما كان الإنذار أنواعا كرر التذكير والتنبيه). [المحرر الوجيز: 8/ 147]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفائدة تكرار قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} التأكيد والتحريض وتنبيه الأنفس، وهذا موجود في تكرار الكلام، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟"، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "ألا وقول الزور، ألا وقول الزور، ألا وقول الزور، ألا وقول الزور"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم على قوم سلَّم عليهم ثلاثا، فهذا كله نحو واحد وإن تنوع). [المحرر الوجيز: 8/ 147]

رد مع اقتباس