عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال إبراهيم عليه السلام للملائكة: "فما خطبكم" والخطب: الأمر المبهم، وقيل إنما يعبر به عن الشدائد والمكاره غالبا حتى قالوا: "خطوب الزمان" وغير ذلك وكأنه يقول: ما هذه الطامة التي جئتم لها؟
فأخبروه حينئذ أنهم أرسلوا إلى سدوم قرية لوط عليه السلام بإهلاك أهلها الكفرة العاصين المجرمين، و"المجرم": فاعل الجرائم وهي صفات المعاصي من كفر ونحوه، واحدتها جريمة). [المحرر الوجيز: 8/ 75]

تفسير قوله تعالى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقولهم: "لنرسل عليهم" أي: لنهلكهم بهذه الحجارة، ومتى اتصلت "أرسل" بـ "على": فهي في معنى المبالغة في المباشرة والعذاب. ومتى اتصلت بـ "إلى" فهي أخف، وانظر ذلك تجده مطردا، وقوله تعالى: {حجارة من طين} بيان تخرج عن معتاد حجارة البرد التي هي من ماء، ويروى أنه طين طبخ في نار جهنم حتى صار حجارة كالآجر،
و"مسومة" نعت لـ "حجارة"، وقيل: معناه: متروكة.
وسومها من الإهلاك والإصابة، وقيل: معناه; معلمة بعلامتها من السماء، والسومى: العلامة، أي: إنها ليست من حجارة الدنيا، وقال الزهراوي والرماني: قيل: معناه على كل حجر اسم المضروب به، قال الرماني: وقيل: كان عليها أمثال الخواتيم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تسويمها إن كان في الحجارة السود نقط بيض، وفي البيض سود، ويحتمل أن يكون المعنى أنها بجملتها معلومة عند ربك لهذا المعنى معلمة له، علامة خاصة به و"المسرف": الذي يتعدى الطور، فإذا جاء مطابقا فهو لأبعد غايات الكفر فما دونه). [المحرر الوجيز: 8/ 75-76]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر الله تعالى أنه أخرج بأمره من كان في قرية لوط من المؤمنين منجيا لهم، وأعاد الضمير على القرية ولم يصرح لها قبل ذلك بذكر لشهرة أمرها، ولأن القوم المجرمين معلوم أنهم في قرية ولا بد، قال المفسرون: ولا فرق بين تقدم ذكر المؤمنين وتأخره، وإنما هما وصفان، ذكرهم أولا بأحدهما ثم آخرا بالثاني، قال الرماني: الآية دالة على أن الإيمان هو الإسلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويظهر إلي أن في المعنى زيادة تحسن التقديم للإيمان، وذلك أنه ذكره مع الإخراج من القرية كأنه تعالى يقول: لقد أمرنا بإخراج كل مؤمن، ولا يشترط فيه أن يكون عاملا بالطاعات بل التصديق بالله تعالى فقط، ثم لما ذكر حال الموحدين ذكرهم بالصفة التي كانوا عليها وهي الكاملة التصديق والأعمال.
والبيت من المسلمين هو بيت لوط عليه السلام وكان هو وابنتاه، وقيل: وبنته، وفي كتاب الثعلبي: وقيل لوط وأهل بيته ثلاثة عشر، وهلكت امرأته فيمن هلك. وهذه القصة بجملتها ذكرت على جهة المثال لقريش، أي أنهم إذا كفروا أصابهم مثل ما أصاب هؤلاء المذكورين). [المحرر الوجيز: 8/ 76]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم * وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين * فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم * وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم * وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون}
المعنى: وتركنا في القرية المذكورة -وهي سدوم- أثرا من العذاب باقيا مؤرخا لا يفنى ذكره، فهو آية -أي: علامة- على قدرة الله تبارك وتعالى وانتقامه من الكفرة، ويحتمل أن يكون المعنى: وتركنا في أمرها، كما قال: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} وقال ابن جريج: ترك فيها حجرا منضودا كثيرا جدا، و(الذين يخافون العذاب) هم العارفون بالله تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 76-77]

رد مع اقتباس