عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروجٍ (6) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ بهيجٍ (7) تبصرةً وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ (8) ونزّلنا من السّماء ماءً مباركًا فأنبتنا به جنّاتٍ وحبّ الحصيد (9) والنّخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ (10) رزقًا للعباد وأحيينا به بلدةً ميتًا كذلك الخروج (11) }
يقول تعالى منبّهًا للعباد على قدرته العظيمة الّتي أظهر بها ما هو أعظم ممّا تعجّبوا مستبعدين لوقوعه: {أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها}؟ أي: بالمصابيح، {وما لها من فروجٍ}. قال مجاهدٌ: يعني من شقوقٍ. وقال غيره: فتوقٌ. وقال غيره: من صدوعٍ. والمعنى متقاربٌ، كقوله تعالى: {الّذي خلق سبع سمواتٍ طباقًا ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ فارجع البصر هل ترى من فطورٍ. ثمّ ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسيرٌ} [الملك: 3، 4] أي: كليلٌ، أي: عن أن يرى عيبًا أو نقصًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {والأرض مددناها} أي: وسعناها وفرشناها، {وألقينا فيها رواسي} وهي: الجبال؛ لئلّا تميد بأهلها وتضطرب؛ فإنّها مقرة على تيّار الماء المحيط بها من جميع جوانبها، {وأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ بهيجٍ} أي: من جميع الزّروع والثّمار والنّبات والأنواع، {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون} [الذّاريات: 49]، وقوله: {بهيجٍ} أي: حسنٍ نضرٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({تبصرةً وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ} أي: ومشاهدة خلق السموات [والأرض] وما جعل [اللّه] فيهما من الآيات العظيمة تبصرةٌ ودلالةٌ وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ، أي: خاضعٍ خائفٍ وجلٍ رجّاع إلى اللّه عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {ونزلنا من السّماء ماءً مباركًا} أي: نافعًا، {فأنبتنا به جنّاتٍ} أي: حدائق من بساتين ونحوها، {وحبّ الحصيد} وهو: الزّرع الّذي يراد لحبّه وادّخاره). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({والنّخل باسقاتٍ} أي: طوالًا شاهقاتٍ. وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم: الباسقات الطّوال. {لها طلعٌ نضيدٌ} أي: منضودٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({رزقًا للعباد} أي: للخلق، {وأحيينا به بلدةً ميتًا} وهي: الأرض الّتي كانت هامدةً، فلمّا نزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيجٍ، من أزاهير وغير ذلك، ممّا يحار الطّرف في حسنها، وذلك بعد ما كانت لا نبات بها، فأصبحت تهتزّ خضراء، فهذا مثالٌ للبعث بعد الموت والهلاك، كذلك يحيي اللّه الموتى. وهذا المشاهد من عظيم قدرته بالحسّ أعظم ممّا أنكره الجاحدون للبعث كقوله تعالى: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} [غافرٍ: 57]، وقوله: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الأحقاف: 33]، وقال تعالى: {ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [فصلت: 39] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 396]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرّسّ وثمود (12) وعادٌ وفرعون وإخوان لوطٍ (13) وأصحاب الأيكة وقوم تبّعٍ كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد (14) أفعيينا بالخلق الأوّل بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ (15) }
يقول تعالى متهدّدًا لكفّار قريشٍ بما أحلّه بأشباههم ونظرائهم وأمثالهم من المكذّبين قبلهم، من النّقمات والعذاب الأليم في الدّنيا، كقوم نوحٍ وما عذّبهم اللّه به من الغرق العامّ لجميع أهل الأرض، وأصحاب الرّسّ وقد تقدّمت قصّتهم في سورة "الفرقان" {وثمود. وعادٌ وفرعون وإخوان لوطٍ}، وهم أمّته الّذين بعث إليهم من أهل سدوم ومعاملتها من الغور، وكيف خسف اللّه بهم الأرض، وأحال أرضهم بحيرةً منتنةً خبيثةً؛ بكفرهم وطغيانهم ومخالفتهم الحقّ.
{وأصحاب الأيكة} وهم قوم شعيبٍ عليه السّلام، {وقوم تبّعٍ} وهو اليمانيّ. وقد ذكرنا من شأنه في سورة الدّخان ما أغنى عن إعادته هاهنا وللّه الحمد.
{كلٌّ كذّب الرّسل} أي: كلٌّ من هذه الأمم وهؤلاء القرون كذّب رسوله، ومن كذّب رسولًا فكأنّما كذّب جميع الرّسل، كقوله: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين} [الشّعراء: 105]، وإنّما جاءهم رسولٌ واحدٌ، فهم في نفس الأمر لو جاءهم جميع الرّسل كذّبوهم، {فحقّ وعيد} أي: فحقّ عليهم ما أوعدهم اللّه، على التّكذيب من العذاب والنّكال فليحذر المخاطبون أن يصيبهم ما أصابهم فإنّهم قد كذّبوا رسولهم كما كذّب أولئك). [تفسير ابن كثير: 7/ 397]

تفسير قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أفعيينا بالخلق الأوّل} أي: أفأعجزنا ابتداء الخلق حتّى هم في شكٍّ من الإعادة، {بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ} والمعنى: أنّ ابتداء الخلق لم يعجزنا والإعادة أسهل منه، كما قال تعالى: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم: 27]، وقال اللّه تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميمٌ قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّةٍ وهو بكلّ خلقٍ عليمٌ} [يس: 78-79]، وقد تقدّم في الصّحيح: "يقول اللّه تعالى: يؤذيني ابن آدم، يقول: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوّل الخلق بأهون علي من إعادته"). [تفسير ابن كثير: 7/ 397]

رد مع اقتباس