الموضوع: سورة الأنفال
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 صفر 1434هـ/14-12-2012م, 07:54 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى : {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}


قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ) عن همّام بن يحيى البصري قال: (وعن قوله : {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} فنسختها الآية التي في براءة {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/43]
قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم الزهري(124هـ) قال: (وقال تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله}.
وقال تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}.). [الناسخ والمنسوخ للزهري:27]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الرابعة: قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها...} الآية [61 مدنية / الأنفال / 8] منسوخة وناسخها {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر...} يعني اليهود [29 مدنية / التوبة / 9].). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 39]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (واختلفوا أيضًا في الآية الرّابعة
باب ذكر الآية الرّابعة
قال جلّ وعزّ {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها} [الأنفال: 61]
حدّثنا أبو جعفرٍ قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، {وإن جنحوا للسّلم} [الأنفال: 61] قال: " للصّلح {فاجنح لها} [الأنفال: 61] قال: نسخها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5]
وروي عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّاسخ لها فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم " قال أبو جعفرٍ: القول في أنّها منسوخةٌ لا يمتنع لأنّه أمرٌ بالإجابة إلى الصّلح والهدنة بغير شرطٍ فلمّا قال تعالى {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} [محمد: 35] حظر الصّلح والهدنة مع قوّة اليد والاستعلاء على المشركين والبيّن في باب النّظر أن لا تكون منسوخةً وأن تكون الثّانية مبيّنةٌ للأولى ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/377-381]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} إلى ههنا النّسخ
وباقي الآية محكم نزلت في اليهود ثمّ صارت منسوخة بقوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} إلى قوله {وهم صاغرون}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 94-95]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها}:
أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم إن مال المشركون إلى الصّلح أن يميل إلى ذلك.
قال قتادة: نسخها: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5].
وقيل: نسخها: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} [التوبة: 29] الآية.
وعن ابن عباس أنه قال: نسخها: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} [محمد: 35].
وقيل: الآية محكمةٌ غير منسوخة، وأن الله أمر نبيّه في الأنفال أن يميل إلى الصلح إن مالوا هم إليه وابتدؤوه بذلك، ونهاه في سورة محمد عليه السلام أن يبتدئ بطلب الصلح منهم قبل أن يطلبوا هم ذلك منه.
فالآيتان محكمتان في معنيين مختلفين لا ينسخ أحدهما الآخر). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 300-301]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثانية: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها} قال ابن عباس نسخها: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} وقال مجاهد آية السيف قلنا إنها نزلت في ترك محاربة أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية فهي محكمة0). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 37]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها}.
اختلف المفسّرون فيمن عني بهذه الآية على قولين:
أحدهما: أنّهم المشركون، وأنّها نسخت بآية السّيف. وبعضهم يقول: بقوله: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه}. وهذا مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، والحسن، وعكرمة، وقتادة في آخرين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد اللّه، قال: أبنا ابن بشران، قال أبنا إسحاق بن أحمد، قال: أبنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكّل على اللّه} فنسختها {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} الآية.
وأخبرنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا ابن أيّوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال (أبنا) أبو بكرٍ النّجّاد، قال: أبنا أبو داود السّجستانيّ، قال: أبنا أحمد ابن محمّد، قال: بنا عليّ بن الحسين عن أبيه عن يزيد النّحويّ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها} نسختها {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} قال أحمد بن محمد: وبنا موسى بن مسعودٍ عن شبلٍ عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها} نسختها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
والثّاني: أنّهم أهل الكتاب. وقال مجاهدٌ: "بنو قريظة".
أخبرنا عبد الوهاب، قال: بنا أبو ظاهر قال: بنا شاذان قال: أبنا عبد الرّحيم قال: أبنا إبراهيم تال: بنا آدم قال: بنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: {وإن جنحوا للسّلم} يعني: قريظة. فعلى هذا القول إن قلنا: إنّها نزلت في ترك حرب أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية
وقاموا بشرط الذّمّة فهي محكمةٌ، وإن قيل: نزلت في موادعتهم على غير جزيةٍ توجّه النّسخ لها بآية الجزية وهي قوله تعالى: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} الآية ). [نواسخ القرآن: 349-350]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الخامس: قوله عز وجل: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله}الآية [الأنفال: 61]، قيل: نزلت في اليهود، ثم نسخت بقوله عز وجل: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله...} إلى قوله عز وجل: {.. حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}الآية [التوبة: 29]، وليس هذا بنسخ؛ لأن إعطاء الجزية ميل إلى السلم.
وقال قتادة: نسخها: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ولا هذا أيضا؛ لأن هذا محمول على من لم يكن بيننا وبينهم صلح.
وعن ابن عباس رحمه الله: (نسخها: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون} الآية [محمد: 35])، وقيل في الجواب عنه: إنما أمره في سورة الأنفال بالصلح إن جنحوا إليه وابتدءوا بطلبه، وفي سورة القتال نهاه أن يكون هو المبتدئ بالصلح. فالآية محكمة، وليس ما في القتال بناسخ لها). [جمال القراء:1/312-313]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس