عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11 ذو القعدة 1431هـ/18-10-2010م, 07:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 54 إلى آخر السورة]

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ} [الروم: 54]، يعني: ضعف نطفة الرّجل.
[تفسير القرآن العظيم: 2/666]
{ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً} [الروم: 54]، يعني: شبابه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: شبابه، وهذا قول مجاهدٍ.
{ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفًا وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} [الروم: 54] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({خلقكم من ضعفٍ}: أي : صغاراً أطفالاً, {ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفاً وشيبةً}: أي: الكبر بعد القوة).
[مجاز القرآن: 2/125]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خلقكم من ضعفٍ}: أي : من مني.). [تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير (54)}
تأويله : أنه خلقكم من النطف في حال ضعف , ثم قوّاكم في حال الشبيبة , ثم جعل بعد الشبيبة ضعفاً,وشيبة.
وروي في الحديث: أن ابن عمر قال: (قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم) : {اللّه الّذي خلقكم من ضعف}, قال : (فأقرأني): من ضعف.
وقرأ عطية على ابن عمر : (من ضعف) , فأقرأه : (من ضعف)، وقال له: (قرأتها على النبي صلى الله عليه وسلم) : من ضعف , (فاقرأني) : من ضعف.
فالذي روى عطية , عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : {من ضعف} بالضّم، وقد قرئت بفتح الضاد، والاختيار الضم، للرواية). [معاني القرآن: 4/191]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة}
{خلقكم من ضعف} : أي : من المني , أي : خلقكم في حال ضعف .
{ثم جعل من بعد ضعف قوة} : أي: الشباب.). [معاني القرآن: 5/271]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِّن ضَعْفٍ}: أي : من مني.) . [تفسير المشكل من غريب القرآن: 188]

تفسير قوله تعالى: {َيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون} [الروم: 55] يحلف المشركون {ما لبثوا} [الروم: 55] في الدّنيا وفي قبورهم.
{غير ساعةٍ} [الروم: 55] قال تبارك وتعالى: {كذلك كانوا يؤفكون} [الروم: 55] يصدّون في الدّنيا عن الإيمان بالبعث). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ...}

يحلفون حين يخرجون: ما لبثوا في قبورهم إلاّ ساعةً.
قال الله: كذبوا في هذا كما كذبوا في الدنيا , وجحدوا, ولو كانت: ما لبثنا غير ساعةٍ كان وجهاً؛ لأنه من قولهم؛ كقولك في الكلام: حلفوا ما قاموا، وحلفوا : ما قمنا).). [معاني القرآن: 2/326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لبثوا غير ساعةٍ} يحلفون -إذا خرجوا من قبورهم -: أنهم ما لبثوا فيها غير ساعة, {كذلك كانوا يؤفكون} في الدنيا, أي: كذبوا في هذا الوقت، كما كانوا يكذبون من قبل, ويقال: أفك الرجل، إذا عدل به عن الصدق، وعن الخير, وأرض مأفوكة، أي : محرومة المطر.). [تفسير غريب القرآن: 343]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون (55)}
يعني : يوم القيامة، والسّاعة في القرآن على معنى الساعة التي تقوم فيها القيامة , فلذلك ترك ذكر أن يعرّف أي ساعة هي.
{يقسم المجرمون}: يحلف المجرمون.
{ما لبثوا غير ساعة}:أي: ما لبثوا في قبورهم إلا ساعة واحدة.
{كذلك كانوا يؤفكون}: أي : مثل هذا الكذب كذبهم ؛ لأنهم أقسموا على غير تحقيق.). [معاني القرآن: 4/191-192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}
أي : يحلفون ما لبثوا في القبور إلا ساعة واحدة.
ثم قال تعالى: {كذلك كانوا يؤفكون}
أي : كذلك كانوا يكذبون في الدنيا .
يقال : إفك الرجل إذا صرف عن الصدق , والخير , وأرض مأفوكة : ممنوعة من المطر.). [معاني القرآن: 5/272]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث} [الروم: 56] وهذا من مقاديم الكلام.
قال سعيدٌ، عن قتادة، يقول: وقال الّذين أوتوا العلم في كتاب اللّه والإيمان: لقد لبثتم إلى يوم البعث، لبثهم الّذي كان في الدّنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا.
قال: {فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون} [الروم: 56] في الدّنيا أنّ البعث حقٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث} : أي : لبثتم في القبور - في خبر الكتاب - إلى يوم القيامة.).
[تفسير غريب القرآن: 343]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون (56)}
أي: في علم اللّه المثبت في اللوح المحفوظ.). [معاني القرآن: 4/192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث}
قيل : المعنى في خبر كتاب الله : أنكم لبثتم في قبوركم إلى يوم القيامة , وقيل : في الكلام تقديم وتأخير
والمعنى : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله : لقد لبثتم إلى يوم البعث.). [معاني القرآن: 5/272-273]

تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فيومئذٍ لا ينفع الّذين ظلموا} [الروم: 57]، يعني: أشركوا.
{معذرتهم} [الروم: 57] وإن اعتذروا.
{ولا هم يستعتبون} [الروم: 57] لا يردّون إلى الدّنيا ليعتبوا، أي: ليؤمنوا، وذلك أنّهم يسألون الرّجعة إلى الدّنيا ليؤمنوا فلا يردّون إلى الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/667]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرءان من كلّ مثلٍ} [الروم: 58]، أي: ليذّكّروا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/667]
{ولئن جئتهم بآيةٍ ليقولنّ الّذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون} [الروم: 58] وذلك أنّهم كانوا يسألون النّبيّ عليه السّلام أن يأتيهم بآيةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]

تفسير قوله تعالى:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك يطبع اللّه على قلوب الّذين لا يعلمون} [الروم: 59]، يعني: الّذين يلقون اللّه بشركهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({كذلك يطبع اللّه }, يقال للسيف إذا جرب , وصديء: قد طبع السيف , وهو أشد الصدأ.).
[مجاز القرآن: 2/125]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ} [الروم: 60] الّذي وعدك أنّه سينصرك على المشركين ويظهر دينك.
{ولا يستخفّنّك} [الروم: 60]، أي: ولا يستفزّنّك.
{الّذين لا يوقنون} [الروم: 60] وهم المشركون، لا تتابع المشركين إلى ما يدعونك إليه من ترك دينك). [تفسير القرآن العظيم: 2/668]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{فاصبر إنّ وعد اللّه حقّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون (60)}

أي: إن ما وعدك اللّه من النصر على عدوك حقّ، وإظهار دين الإسلام حقّ.
{ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}: أي : لا يستفزنّك عن دينك الذين لا يوقنون، أي: هم ضلّال شاكّون.). [معاني القرآن: 4/192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}
{ولا يستخفنك} : أي : لا يستفزنك الذين لا يوقنون , أي : الشاكون.). [معاني القرآن: 5/273]


رد مع اقتباس