عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وأمددناهم بفاكهةٍ ولحمٍ ممّا يشتهون} أي: وألحقناهم بفواكه ولحومٍ من أنواعٍ شتّى، ممّا يستطاب ويشتهى).[تفسير ابن كثير: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله {يتنازعون فيها كأسًا} أي: يتعاطون فيها كأسًا، أي: من الخمر. قاله الضّحّاك. {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} أي: لا يتكلّمون عنها بكلامٍ لاغٍ أي: هذيان ولا إثمٍ أي: فحش، كما تتكلّم به الشّربة من أهل الدّنيا.
وقال ابن عبّاسٍ: اللّغو: الباطل. والتّأثيم: الكذب.
وقال مجاهدٌ: لا يستبّون ولا يؤثّمون.
وقال قتادة: كان ذلك في الدّنيا مع الشّيطان.
فنزّه اللّه خمر الآخرة عن قاذورات خمر الدّنيا وأذاها، فنفى عنها -كما تقدّم-صداع الرّأس، ووجع البطن، وإزالة العقل بالكلّيّة، وأخبر أنّها لا تحملهم على الكلام السّيّئ الفارغ عن الفائدة المتضمّن هذيانا وفحشا، وأخبر بحسن منظرها، وطيب طعمها ومخبرها فقال: {بيضاء لذّةٍ للشّاربين لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون} [الصّافّات: 46، 47]، وقال {لا يصدّعون عنها ولا ينزفون} [الواقعة: 19]، وقال هاهنا: {يتنازعون فيها كأسًا لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ}).[تفسير ابن كثير: 7/ 434]

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنّهم لؤلؤٌ مكنونٌ}: إخبارٌ عن خدمهم وحشمهم في الجنّة كأنّهم اللّؤلؤ الرّطب، المكنون في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم، كما قال {يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من معينٍ} [الواقعة: 17، 18]). [تفسير ابن كثير: 7/ 435]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} أي: أقبلوا يتحادثون ويتساءلون عن أعمالهم وأحوالهم في الدّنيا، وهذا كما يتحادث أهل الشّراب على شرابهم إذا أخذ فيهم الشّراب بما كان من أمرهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 435]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({قالوا إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين} أي: قد كنّا في الدّار الدّنيا ونحن بين أهلنا خائفين من ربّنا مشفقين من عذابه وعقابه). [تفسير ابن كثير: 7/ 435]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمنّ اللّه علينا ووقانا عذاب السّموم} أي: فتصدّق علينا وأجارنا ممّا نخاف.
{إنّا كنّا من قبل ندعوه} أي: نتضرّع إليه فاستجاب [اللّه] لنا وأعطانا سؤلنا، {إنّه هو البرّ الرّحيم}
وقد ورد في هذا المقام حديثٌ، رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده فقال: حدّثنا سلمة بن شبيبٍ، حدّثنا سعيد بن دينارٍ، حدّثنا الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتّى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتّكئ هذا ويتّكئ هذا، فيتحدّثان بما كان في الدّنيا، فيقول أحدهما لصاحبه: يا فلان، تدري أيّ يومٍ غفر اللّه لنا؟ يوم كنّا في موضع كذا وكذا، فدعونا اللّه -عزّ وجلّ- فغفر لنا".
ثمّ قال البزّار: لا نعرفه يروى إلّا بهذا الإسناد.
قلت: وسعيد بن دينارٍ الدّمشقيّ قال أبو حاتمٍ: هو مجهولٌ، وشيخه الرّبيع بن صبيحٍ قد تكلّم فيه غير واحدٍ من جهة حفظه، وهو رجلٌ صالحٌ ثقةٌ في نفسه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروقٍ، عن عائشة؛ أنّها قرأت هذه الآية: {فمنّ اللّه علينا ووقانا عذاب السّموم إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرّحيم} فقالت: اللّهمّ منّ علينا وقنا عذاب السّموم، إنّك أنت البرّ الرّحيم. قيل للأعمش: في الصّلاة؟ قال: نعم). [تفسير ابن كثير: 7/ 435]

رد مع اقتباس