عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"أمددت الشيء" إذا سيرت إليه شيئا آخر يكثره أو يكثر لديه، وقوله تعالى: {مما يشتهون} إشارة إلى ما روي من أن المنعم إذا اشتهى لحما نزل ذلك الحيوان بين يديه على الهيئة التي اشتهاه فيها، وليس يكون في الجنة لحم يختر، ولا يتكلف فيه الذبح والسلخ والطبخ، وبالجملة لا كلفة في الجنة). [المحرر الوجيز: 8/ 93]

تفسير قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(و"يتنازعون" معناه: يتعاطون، ومنه قول الأخطل:
نازعته طيب الراح الشمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
و"الكأس": الإناء وفيه الشراب، ولا يقال في فارغ "كأس"، قاله الزجاج، وقرأ الجمهور من السبعة وغيرهم: "لا لغو" بالرفع "ولا تأثيم" كذلك، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والحسن: "لا لغو فيها ولا تأثيم" بالنصب على التبرية، وعلى الوجهين، فقوله تعالى: "فيها" هو في موضع الخبر، وأغنى خبر الأول عن ذكر خبر الثاني، و"اللغو": السقط من القول، و"التأثيم" يلحق خمر الدنيا في نفس شربها وفي الأفعال التي تكون من شرابها، وذلك كله مرتفع في الآخرة). [المحرر الوجيز: 8/ 94]

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"اللؤلؤ المكنون" أجمل اللؤلؤ لأن الصون والكن يحسنه، وقال ابن جبير: أراد أنه الذي في الصدف لم تنله الأيدي، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان الغلمان كاللؤلؤ المكنون فكيف المخدومون؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "هم كالقمر ليلة البدر").[المحرر الوجيز: 8/ 94]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف تعالى عنهم أنهم في جملة تنعمهم يتساءلون، عن أحوالهم وما نال كل واحد منهم، وأنهم يتذكرون حال الدنيا وخشيتهم فيها عذاب الآخرة، وحكى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تساؤلهم إذا بعثوا في النفخة الثانية، و"الإشفاق" أشد الخشية ورقة القلب).[المحرر الوجيز: 8/ 94]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ أبو حيوة: "ووقانا" بشد القاف، وقرأ الجمهور بتخفيفها، وأمال عيسى الثقفي "وقانا" بتخفيف القاف، و"السموم": الحار، قال الرماني: هو الذي يبلغ مسام الإنسان، وهو النار في هذه الآية، وقد يقال في حر الشمس وفي الريح: سموم. وقال الحسن: السموم اسم من أسماء جهنم).[المحرر الوجيز: 8/ 94-95]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"ندعوه" يحتمل أن يريد: نعبده، ويحسن هذا على قراءة من قرأ: "أنه" بفتح الألف، وهي قراءة نافع -بخلاف- والكسائي، وأبي جعفر، والحسن، وأبي نوفل، أي: من أجل أنه، وقرأ باقي السبعة، والأعرج، وجماعة: "إنه" على القطع والاستئناف، ويحسن مع هذه القراءة أن يكون "ندعوه" بمعنى نعبده، أو بمعنى الدعاء نفسه، ومن رأى "ندعوه" بمعنى الدعاء نفسه فيحتمل أن يجعل قوله تعالى: "أنه" بالفتح هو نفس الدعاء الذي كان في الدنيا، و"البر" هو الذي يبر ويحسن، ومنه قول ذي الرمة:
جاءت من البيض زعرا لا لباس لها ... إلا الدهاس وأم برة وأب). [المحرر الوجيز: 8/ 95]

رد مع اقتباس