عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1431هـ/24-10-2010م, 11:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى 38]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }


تفسير قوله تعالى:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاستفتهم} [الصافات: 11]، يعني: المشركين، أي: فاسألهم في ما حدّثني سعيدٌ، عن قتادة.
وقال الحسن: فحاجّهم.
{أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا} [الصافات: 11]، يعني: السّماء في قول سفيان ومجاهدٍ.
وقال الحسن: أم السّماء والأرض، وقال في آيةٍ أخرى: {أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها {27} رفع سمكها فسوّاها {28}} [النازعات: 27-28] إلى قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30].
وقال {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} [غافر: 57] يقول: فاسألهم على الاستفهام، يحاجّهم بذلك: أهم {أشدّ خلقًا أم السّماء} [النازعات: 27] في قول مجاهدٍ، وفي قول الحسن أم السّماء والأرض؟، أي: أنّهما أشدّ خلقًا منهم.
وقال السّدّيّ: {أهم أشدّ خلقًا} [الصافات: 11]، يعني: بعثًا في الآخرة {أم من خلقنا} [الصافات: 11].
قال: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] واللّازب الّذي يلصق باليد في تفسير قتادة.
قال يحيى: يلصق ويلزق واحدٌ، هي لغةٌ، وهي تقال بالسّين يلسق أيضًا.
وقال مجاهدٌ: {لازبٍ} [الصافات: 11] لازمٌ، وهو واحدٌ، وهو الطّين الحرّ في تفسير الحسن.
، يعني: خلق آدم، كان أوّل خلقه ترابًا، ثمّ كان طينًا، قال: من ترابٍ.
وقال: {من صلصالٍ كالفخّار} [الرحمن: 14] وهو التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ
[تفسير القرآن العظيم: 2/825]
في ما حدّثني عثمان عن قتادة، وقال: {من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] وقال: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26]، يعني: الطّين المنتن). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {مّن طينٍ لاّزبٍ...}

اللازب: اللاصق, وقيس تقول: طين لاتب, أنشدني بعضهم:
صداعٌ وتوصيم العظام وفترة = وغثيٌ مع الإشراق في الجوف لاتب
والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميماً؛ لتقارب المخرج). [معاني القرآن: 2/384]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاستفتهم }: أي: فسلهم.
{من طينٍ لازب} : مجازها مجاز " لازم " , قال نابغة بني ذبيان:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده= ولا يحسبون الشرّ ضربة لازب
وقال النجاشي:
بنى اللوم بيتاً فاستقرت عماده= عليكم بني النّجّار ضربة لازب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لازب}: بمعنى لازم، لزب يلزب لزوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فاستفتهم} : أي : سلهم.
{من طينٍ لازبٍ} :أي :لاصق لازم, والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما). [تفسير غريب القرآن: 369]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طين لازب (11)}

أي : سلهم سؤال تقرير.
{أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا}: من الأمم السالفة قبلهم , وغيرهم من السماوات والأرضين.
{من طين لازب}: ولازم ومعناهما واحد، أي: لازق.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا}
قال مجاهد , والضحاك : (يعني : السموات , والأرض , والبحار) .
قال أبو جعفر : يجب أن يكون داخلا في هذا الملائكة , وغيرها مع السموات , والأرض , والبحار ؛ لأن من لا يقع لما لا يعقل مفردا .
ثم قال جل وعز: {إنا خلقناهم من طين لازب}
قال مجاهد : (أي: لازم) .
وقال قتادة : (أي: لازق).
والفراء : يذهب إلى أن الباء بدل من الميم , وحكي : أنه يقال: لاتب بمعناه, وقال النابغة:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده = ولا تحسبون الشر ضربة لازب). [معاني القرآن: 6/13-14-15]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من طين لازب}: ولا زق واحد). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَّازِبٍ}: لاصق لازم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَّازِبٍ}: لازم.). [العمدة في غريب القرآن: 254]





تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {بل عجبت} [الصافات: 12] لقد عجبت، تفسير السّدّيّ.
قال: {ويسخرون} [الصافات: 12] سعيدٌ، عن قتادة، قال: بل عجبت يا محمّد أن أعطيت هذا القرآن.
{ويسخرون} [الصافات: 12] هم، يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {بل عجبت ويسخرون}

قرأها الناس بنصب التاء , ورفعها , والرفع أحبّ إليّ لأنها قراءة عليّ , وابن مسعودٍ , وعبد الله بن عبّاسٍ...
- حدثني مندل بن عليّ العنزيّ , عن الأعمش قال: قال شقيق: قرأت عند شريحٍ :{بل عجبت ويسخرون}, فقال: (إن الله لا يعجب من شيء، إنها يعجب من لا يعلم).
قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعيّ فقال: (إن شريحاً شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم بذلك منه, قرأها: {بل عجبت ويسخرون}).
قال أبو زكريّا: والعجب , وإن أسند إلى الله , فليس معناه من الله ؛ كمعناه من العباد، ألا ترى أنه قال: {فيسخرون منهم سخر الله منهم}, وليس السخري من الله كمعناه :{من العباد} , وكذلك قوله: {الله يستهزئ بهم}: ليس ذلك من الله , كمعناه من العباد, ففي ذابيان لكسر قول شريح، وإن كان جائزاً لأنّ المفسرين قالوا: بل عجبت يا محمد , ويسخرون هم, فهذا وجه النصب.). [معاني القرآن: 2/384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({بل عجبت ويسخرون} , قال قتادة: بل عجبت من وحي اللّه وكتابه، وهم يسخرون بما جئت به.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {بل عجبت ويسخرون (12)}
وتقرأ (عجبت) بضم التاء , ومعناه في الفتح : بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك , ويسخرون.
ويجوز أن يكون معناه بل عجبت من إنكارهم البعث.
ومن قرأ (عجبت) : فهو إخبار عن اللّه., وقد أنكر قوم هذه القراءة.
وقالوا: اللّه عزّ وجلّ لا يعجب، وإنكارهم هذا غلط؛ لأن القراءة , والرواية كثيرة .
والعجب من اللّه عزّ وجلّ خلافه من الآدميين , كما قال: {ويمكر اللّه}, و{سخر اللّه منهم}, {وهو خادعهم}: والمكر من اللّه , والخداع خلافه من الآدميين.
وأصل العجب في اللغة : أن الإنسان إذا رأى ما ينكره , ويقل مثله قال: عجبت من كذا وكذا، وكذا إذا فعل الآدميون ما ينكره اللّه , جاز أن يقول فيه عجبت .
واللّه قد علم الشيء قبل كونه، ولكن الإنكار إنما يقع , والعجب الذي يلزم به الحجة عند وقوع الشيء.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز:{بل عجبت ويسخرون}
قال قتادة : (بل عجبت من الكتاب والوحي , ويسخرون مما جئت به) .
و قيل المعنى : بل عجبت من إنكارهم البعث .
وأنكر شريح أن تقرأ بل عجبت بضم التاء , وقال: إن الله لا يعجب, إنما يعجب من لا يعلم .
قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله لا يلزم , وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب , وابن مسعود , وابن عباس .
ومعنى التعجب في اللغة: أن ينكر الشيء , ويقل في , فيتعجب منه , فالله جل وعز العالم بالأشياء , وبما يكون , ولكنا لا يقع التعجب إلا بعد الكون .
فهو منه جل وعلا خلافة من الآدميين ؛ لأنه قد علمه قبل وبعد , وهو يشبه علم الشهادة , كما قال سبحانه: {لنعلم أي الحزبين}.
ويجوز أن يكون المعنى : قل بل عجبت.). [معاني القرآن: 6/16]





تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا ذكّروا} [الصافات: 13] بالقرآن.
{لا يذكرون {13} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا رأوا آيةً} [الصافات: 14] إذا تليت عليهم آيةٌ.
{يستسخرون} [الصافات: 14] من السّخرية). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({ يستسخرون }, ويسخرون سواء.).
[مجاز القرآن: 2/167]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يستسخرون}: ويسخرون واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا آيةً يستسخرون} : أي: يسخرون.



يقال: سخر , واستسخر، كما يقال: قر , واستقر. ومثله: عجب , واستعجب.

قال أوس بن حجر:

ومستعجب مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم - من المشركين - أن يسخروا من النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم, كما تقول: استعتبته: سألته العتبى.
واستوهبته: سألته الهبة, واستعفيته: سألته العفو.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا رأوا آية يستسخرون (14)}
أي : إذا رأوا آية معجزة , استسخروا , واستهزأوا.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا رأوا آية يستسخرون}
قال قتادة : (أي : يسخرون) .
وقال مجاهد : (أي: يسخرون , ويستهزئون).
وقيل : (يستسخرون: يستدعون السخري من غيرهم) , وهو قول مجاهد , وقتادة.
ونظيره من كلام العرب : قد وأستقر , وعجب , واستعجب بمعنى واحد.
وقرأ الكوفة : {كأنهم حمر مستنفرة } : أي: نافرة.). [معاني القرآن: 6/17-18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْتَسْخِرُونَ}: يهزؤون). [العمدة في غريب القرآن: 254]





تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا إن هذا} [الصافات: 15] يعنون القرآن.
{إلا سحرٌ مبينٌ} [الصافات: 15] بيّنٌ أنّه سحرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({وقالوا إن هذا إلّا سحر مبين (15)}

فجعلوا : ما يدل على التوحيد مما يعجزون عنه سحرا, نحو: انشقاق القمر , وما أشبهه.). [معاني القرآن: 4/300]





تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ( {أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون}: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم ").
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أإذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أإنّا لمبعوثون (16)}
ويجوز (إنّا)، فمن قرأ (إنّا) : اجتزأ - بألف الاستفهام.
والمعنى في الوجهين : أنبعث إذا كنا ترابا وعظاما، وتفسيره :لمبعوثون,). [معاني القرآن: 4/300]





تفسير قوله تعالى:{أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826] (م)

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون }: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم "). [مجاز القرآن: 2/168] (م)





تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل نعم} [الصافات: 18] تبعثون جميعًا.
{وأنتم داخرون} [الصافات: 18] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: صاغرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({وأنتم داخرون}: صاغرون أشد الصغر، صاغر: داخر.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({داخرون}: صاغرون). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل نعم وأنتم داخرون (18)}


المعنى : قل : نعم تبعثون , وأنتم صاغرون.). [معاني القرآن: 4/300-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل نعم وأنتم داخرون}
المعنى : قل نعم تبعثون , وأنتم داخرون .
قال قتادة : (أي: صاغرون).). [معاني القرآن: 6/18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَاخِرُونَ}: صاغرون). [العمدة في غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} [الصافات: 19] النّفخة الآخرة.
{فإذا هم ينظرون} [الصافات: 19] قد خرجوا من قبورهم ينظرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (ثم فسر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة بقوله: {فإنّما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون (19)}

أي: يحيون , ويبعثون بصراء ينظرون). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أخبر أن ذلك يكون زجرة واحدة فقال جل وعز: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون}
أي: قد حيوا ينظرون.). [معاني القرآن: 6/18]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين} [الصافات: 20] يوم الا...
تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/826]
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم.
وتفسير السّدّيّ: يوم الحساب). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ( {هذا يوم الدّين }: الثواب والحساب، تقول العرب: كما تدين تدان.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20)}
والويل: كلمة يقولها القائل : وقت الهلكة.
ومعنى: {هذا يوم الدّين}: يوم الجزاء، أي : يوم نجازى فيه بأعمالنا.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين}
قال قتادة : (أي : يوم يدين الله جل وعز العباد بأعمالهم).). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} [الصافات: 21] يوم القضاء، يقضى فيه بين المؤمنين والمشركين، فيدخل المؤمنون الجنّة، ويدخل المشركون النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ({هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون }:الفصل قطع القضاء , ثم خرجت { احشروا الّذين }: مخرج المختصر.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (فلما قالوا : هذا يوم الدين , قيل لهم : نعم, {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون (21)}
أي : هذا يوم يفصل فيه بين المحسن والمسيء، ويجازى كل بعمله، وبما يتفضل اللّه به على المسلم.). [معاني القرآن: 4/301]
أي : يقال لهم : نعم , هذا يوم الفصل , أي: يوم الفصل بين المحسن والمسيء .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون}
وقال أبو عبيدة : يوم الفصل : يوم القضاء.). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {احشروا} [الصافات: 22] سوقوا.
{الّذين ظلموا} أشركوا.
وقال السّدّيّ: سوقوا الّذين كفروا وشركاءهم من الشّياطين إلى الحساب.
قال: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، أي: وأشكالهم.
وقال السّدّيّ: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، يعني: وقرناءهم من الشّياطين.
{وما كانوا يعبدون {22} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الكلبيّ: {احشروا الّذين ظلموا} [الصافات: 22] الشّياطين {وأزواجهم} [الصافات: 22] من عمل بأعمالهم من بني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ( {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}: أي : أشكالهم.

تقول العرب: زوجت إبلي، إذا قرنت واحدا بآخر.
ويقال: قرناؤهم من الشياطين.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
السائق هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا؛ لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
والشّهيد: الملك الشاهد عليها بما عملت.
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره.
{قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر.
ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} أي: قرنّاهم بهن.
ثم قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 422-423] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والزّوج: القرين، قال الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ، وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أي قرناءهم). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22)}

معناه : ونظراءهم , وضرباءهم، تقول: عندي من هذا أزواج، أي: أمثال، وكذلك زوجان من الخفاف، أي : كل واحد نظير صاحبه.
وكذلك الزوج : المرأة , والزوج: الرجل، وقد تناسبا بعقد النكاح.
وكذلك قوله: {وآخر من شكله أزواج (58) }.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَأَزْوَاجَهُم}: أي: وأشكالهم.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَزْوَاجَهُمْ}: أشكالهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]



تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من دون اللّه فاهدوهم} [الصافات: 23] فادعوهم.
{إلى صراط} إلى طريق.
{الجحيم}
- حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاهدوهم} [الصافات: 23] تفسير السّدّيّ: فادعوهم.
{إلى صراط الجحيم} [الصافات: 23] إلى طريق الجحيم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/827]
والجحيم اسمٌ من أسماء جهنّم، وهو الباب الخامس، وأسماء أبوابها السّبعة: جهنّم هو الباب الأعلى، ثمّ لظًى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعير، ثمّ الجحيم، ثمّ سقرٌ، ثمّ الهاوية وهي الدّرك الأسفل من النّار، وهي جميعًا النّار وجهنّم اسمٌ جامعٌ لتلك الأبواب.
قال: {فادخلوا أبواب جهنّم} [النحل: 29] وكلّ بابٍ منها هو النّار: الأعلى جهنّم، ثمّ لظى، والنّار كلّها لظى، قال: {فأنذرتكم نارًا تلظّى} [الليل: 14] تأجّج، ثمّ الحطمة، والنّار كلّها حطمةٌ، تحطم عظامهم وتأكل كلّ شيءٍ إلا الفؤاد قال: {كلّا لينبذنّ في الحطمة} [الهمزة: 4] ثمّ السّعير، والنّار كلّها سعيرٌ سعر بهم قال: {وسيصلون سعيرًا} [النساء: 10] ثمّ الجحيم، والنّار كلّها جحيمٌ، قال: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97] في النّار، ثمّ سقرٌ، والنّار كلّها سقرٌ قال: {لا تبقي ولا تذر} [المدثر: 28] فكذلك تفعل تلك الأبواب كلّها بهم، لا تبقي أجسادهم حين يدخلونها، ولا تذر حين يجدّد خلقهم حتّى تأكل أجسادهم، وهو قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56] ثمّ الهاوية والنّار كلّها هاويةٌ، يهوون فيها: قال: {فأمّه هاويةٌ} [القارعة: 9] غير أنّ هذه الأنواع الّتي وصف بها النّار لكلّ بابٍ من أبوابها اسمٌ من تلك الأنواع سمّيت به ولكلّ قومٍ من أهل النّار منزلٌ من تلك الأبواب الّتي سمّيت بهذه الأسماء). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم }, تقول العرب: هديت المرأة إلى زوجها, أي: دللتها , ومنهم من يقول: أهديتها، جعلها من الهدية إله.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فاهدوهم}: يقال هديت المرأة إلى زوجها أي دللتها). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23)}
يقال: هديت الرجل إذا دللته، وهديت العروس إلى زوجها.
وأهديت الهديّة، وكذلك تقول في العروس: أهديتها إذا جعلتها كالهديّة). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم}
أي :يقال هذا .
قال عبد الله بن عباس , والنعمان بن بشير , عن عمر : (وأزواجهم, أي : وأشباههم) .
قال أبو جعفر :يقال :زوجت الناقة بالناقة , أي: قرنتهما , ومنه قيل : للرجل زوج , وللمرأة زوج .
ويقال هديته الطريق أي: دللته عليه.). [معاني القرآن: 6/19-20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاهْدُوهُمْ}: دلوهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]



تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقفوهم} [الصافات: 24]، أي: احبسوهم، وهذا قبل أن يدخلوا النّار.
{إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] عن لا إله إلا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: (وقوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24)}: أي: احبسوهم.).
[معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] يقال لهم: {ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] لا ينصر بعضكم بعضًا.
وقال السّدّيّ: لا يمنع بعضكم بعضًا من دخول النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ( {ما لكم لا تناصرون (25)}

قوله: {لا تناصرون}:في موضع نصب على الحال، المعنى : ما لكم غير متناصرين.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى:{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل هم اليوم مستسلمون} [الصافات: 26] استسلموا). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ({مستسلمون}: المستسلم الذي يعطى بيديه.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مستسلمون}: ملقون بأيديهم).[غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون}
روى سعيد , عن قتادة : {ما لكم لا تناصرون }: (أي: لا يدفع بعضكم عن بعض) ,{بل هم اليوم مستسلمون }, قال: (أي: مستسلمون في العذاب).). [معاني القرآن: 6/20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَسْلِمُونَ}: ألقوا بأيديهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]



تفسير قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} [الصافات: 27] الإنس والشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ( {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (27)}

أي: يسائل بعضهم بعضًا.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الإنس للشّياطين.
{قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار بقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] وقال مجاهدٌ: الكفّار تقوله للشّياطين.
{إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الدّين فصددتمونا عنه، وزيّنتم لنا الضّلالة في تفسير الكلبيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {عن اليمين} [الصافات: 28] من قبل الخير فتثبّطوننا عنه.
وتفسيرهما واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين}

يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه, واليمين: القدرة والقوّة.
وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي: بالقوّة , والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة.
وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين} , يقول: ضربهم بيمينه التي قالها {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}). [معاني القرآن: 2/384-385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كنتم تأتوننا عن اليمين} أي : تخدعوننا , وتفتنوننا عن طاعة اللّه, وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
يقول هذا المشركون يوم القيامة لقرنائهم من الشياطين: إنكم كنتم تأتوننا عن أيماننا، لأن إبليس قال: {لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} فشياطينهم تأتيهم من كل جهة من هذه الجهات بمعنى من الكيد والإضلال.
وقال المفسرون: فمن أتاه الشيطان من جهة اليمين: أتاه من قبل الدّين فلبّس عليه الحق.
ومن أتاه من جهة الشمال: أتاه من قبل الشّهوات.
ومن أتاه من بين يديه: أتاه من قبل التّكذيب بيوم القيامة والثواب والعقاب.
ومن أتاه من خلفه: خوّفه الفقر على نفسه وعلى من يخلّف بعده، فلم يصل رحما، ولم يؤدّ زكاة. فقال المشركون لقرنائهم: إنكم كنتم تأتوننا في الدنيا من جهة الدّين، فتشبّهون علينا فيه حتى أضللتمونا. فقال لهم قرناؤهم: {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({قالوا إنّكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28)}:هذا قول الكفار للذين أضلوهم, كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، أي: كنتم تأتوننا من قبل الدّين ؛ فتروننا أن الدّين والحقّ ما تضلوننا به , وتزيّنون لنا ضلالتنا.). [معاني القرآن: 4/302]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (هذا قول الكفار للشياطين) .
وروى سعيد , عن قتادة قال : (هذا قول الإنس للجن , قالوا لهم : إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين, أي: من طريق الجنة تثبطوننا عنها , وتصدوننا).
وقيل : هذا قول التابعين للمتبعين
قال أبو جعفر : وهذا يشبه قوله تعالى: {وعن أيمانهم} .
روى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله تعالى: {وعن أيمانهم} , قال: (أشبه عليهم أمر دينهم) .
قال أبو جعفر : وحقيقة معنى :{إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين }, والله أعلم : إنكم كنتم تأتوننا من الجهة التي هي أقوى الجهات , وهي جهة الدين , فتشككوننا فيه .
وقد قيل هذا في قوله جل وعز: {والسموات مطويات بيمينه} , وهو معروف في كلام العرب , والله أعلم بما أراد .
قال الشاعر:
=تلقاها عرابة باليمين
فردوا عليهم بأنهم كانوا ضالين , فقالوا : بل لم تكونوا مؤمنين , وما كان لنا عليكم من سلطان .
قال السدي: (أي من حجة).). [معاني القرآن: 6/21-23]



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا} قالت الشّياطين للمشركين من الإنس.
{بل لم تكونوا مؤمنين {29} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنشبّهه عليكم
ونزيلكم عنه إلى باطل). [تأويل مشكل القرآن: 348-349] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29)}

أي: إنما الكفر من قبلكم.). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] كقوله {فإنّكم} [الصافات: 161] يا بني إبليس {وما تعبدون {161} ما أنتم عليه بفاتنين {162}} [الصافات: 161-162] ليس لكم سلطانٌ {إلا} على {من هو صال الجحيم} [الصافات: 163].
{بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30]، يعني: ضالّين، تفسير السّدّيّ، تقوله الشّياطين للمشركين من الإنس.
وقال السّدّيّ: {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30] من ملكٍ فنقهركم به على الشّرك {بل كنتم قومًا طاغين} [الصافات: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}، أي: قدرة فنقهركم ونجبركم {بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ} ). [تأويل مشكل القرآن: 349]



تفسير قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) }


قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فحقّ علينا قول ربّنا} [الصافات: 31] هذا قول الشّياطين، والقول هاهنا هو قوله: {ولكن حقّ القول منّي} [السجدة: 13] صدق القول منّي {لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [السجدة: 13].
قال: {فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون} [الصافات: 31]، أي: العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} نحن وأنتم العذاب).
[تأويل مشكل القرآن: 349]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 423] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({فحقّ علينا قول ربّنا إنّا لذائقون (31)}: حقت علينا كلمة العذاب.

{إنّا لذائقون}: أي: إن الجماعة، المضل والضال في النار). [معاني القرآن: 4/302]



تفسير قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأغويناكم} [الصافات: 32] تقوله الشّياطين للمشركين، أي: فأضللناكم.
{إنّا كنّا غاوين} [الصافات: 32] ضالّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/829]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):


({فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} يعني بالدعاء والوسوسة.

ومثل هذا قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}). [تأويل مشكل القرآن: 349]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({فأغويناكم إنّا كنّا غاوين (32)}

أي : أضللناكم , إنا كنا غاوين , ضالين.). [معاني القرآن: 4/302-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بل كنتم قوما طاغين أي ضالين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون أي كلنا في العذاب فأغوينا كم إنا كنا غاوين}
أي: بالوسوسة والاستدعاء.). [معاني القرآن: 6/23]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} [الصافات: 33] يقرن كلّ واحدٍ منهم هو وشيطانه
[تفسير القرآن العظيم: 2/829]
في سلسلةٍ واحدةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]



تفسير قوله تعالى:{إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّا كذلك نفعل بالمجرمين} [الصافات: 34] بالمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)


: ({إنّا كذلك نفعل بالمجرمين (34)}

المجرمون: المشركون خاصة.). [معاني القرآن: 4/303]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللّه يستكبرون} [الصافات: 35] عنها.
ويقولون، يعني: المشركين إذا دعاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)


: ( {إذا قيل لهم لا إله إلاّ اللّه}: مجازها: إذا قيل لهم: قولوا : لا إله إلا الله.).
[مجاز القرآن: 2/168]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلّا اللّه يستكبرون (35)}
يعني : عن توحيد اللّه عزّ وجلّ، وألّا يجعلوا الأصنام آلهة.). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}
أي : عن توحيد الله جل وعز.). [معاني القرآن: 6/23]


تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعرٍ مجنونٍ} [الصافات: 36] يعنون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أي: لا نفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]


تفسير قوله تعالى: {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل جاء بالحقّ} [الصافات: 37]، يعني: بالتّوحيد، تفسير السّدّيّ.
{وصدّق المرسلين} [الصافات: 37] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّكم لذائقو العذاب الأليم} [الصافات: 38] الموجع، يقوله للمشركين، يعني: عذاب جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/830]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({إنّكم لذائقو العذاب الأليم، إلاّ عباد اللّه المخلصين }: تقول العرب: إنكم لذاهبون إلا زيداً.).
[مجاز القرآن: 2/168]




تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) }


رد مع اقتباس