عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الجوار" جمع جارية، وهي السفن، وقرأ الحسن، والنخعي: "الجواري" بإثبات الياء، وقرأ أبو جعفر، وشيبة بحذفها، وقرأ ابن كثر، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي: "المنشآت" بفتح الشين، أي: أنشأها الله تعالى أو الناس، وقرأ حمزة، وأبو بكر بخلاف عنه-: "المنشئات" بكسر الشين، أي: تنشئ هي السير إقبالا وإدبارا، و"الأعلام" الجبال وما جرى مجراها من الظراب والآكام، وقال مجاهد: ما له شراع فهو من المنشآت وما لم يرفع له شراع فليس من المنشآت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
قوله تعالى: "كالأعلام" هو الذي يقتضي هذا الفرق، وأما لفظة "المنشآت" فتعم الكبير والصغير). [المحرر الوجيز: 8/ 169]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) }

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: {كل من عليها فان} للأرض، وكنى تعالى عنها ولم يتقدم لها ذكر لوضوح المعنى، كما قال تعالى: {حتى توارت بالحجاب} إلى غير ذلك من الشواهد، والإشارة بالفناء إلى جميع الموجودات على الأرض من حيوان وغيره، فغلبت عبارة من يعقل فلذلك قال: "من"). [المحرر الوجيز: 8/ 169-170]

تفسير قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الوجه" عبارة عن الذات لأن الجارحة منفية في حق الله تعالى، وهذا كما تقول: هذا وجه القول والأمر، أي: حقيقته وذاته، وقرأ جمهور الناس: "ذو الجلال" على صفة لفظة الوجه، وقرأ عبد الله بن مسعود، وأبي رضي الله عنهما: "ذي الجلال" على صفة الرب تبارك وتعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 170]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) }

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن * فبأي آلاء ربكما تكذبان * سنفرغ لكم أيه الثقلان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * فبأي آلاء ربكما تكذبان}
قوله تعالى: "يسأله" يحتمل أن يكون في موضع الحال من "الوجه" والعامل فيه "يبقى"، أي: هو دائم في هذه الحال، ويحتمل أن يكون فعلا مستأنفا إخبارا مجردا، والمعنى: أن كل مخلوق من الأشياء فهو في قوامه وتمسكه ورزقه إن كان مما يرزق بحال حاجة إلى الله تعالى، فمن كان يسأل بنطق فالأمر فيه بين، ومن كان من غير ذلك فحاله تقتضي السؤال فأسند فعل السؤال إليه.
وقوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} أي: يظهر شأن من قدرته التي سبقت في الأزل في ميقاته من الزمن، من إحياء وإماتة ورفع وخفض وغير ذلك من الأمور التي لا يعلم نهايتها إلا هو تعالى وجل، و"الشأن" اسم جنس للأمور، قال الحسين بن الفضل: معنى الآية سوق المقادير إلى المواقيت، وقد ورد في بعض الأخبار أن الله تعالى له كل يوم في اللوح المحفوظ ثلاثمائة وستون نظرة، يعز فيها ويذل، ويحيي ويميت، ويغني ويعدم، إلى غير ذلك من الأشياء، لا إله إلا هو. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقيل: ما هذا الشأن يا رسول الله؟ قال: "يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع ويضع"، وذكر النقاش أن سبب هذه الآية قول اليهود: إن الله استراح يوم السبت فلا ينفذ فيه شيئا تعالى عن قولهم). [المحرر الوجيز: 8/ 170-171]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) }

رد مع اقتباس