عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة وكنتم أزواجا ثلاثة قال منازل الناس يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/269]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عوفٍ عن عبد اللّه بن الحرث قال قرأ كعب: (ثم أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله) قال: في الجنة [الآية: 32].
سفيان [الثوري] عن جابرٍ عن مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ قال: هي بمنزلة الآية التي في الواقعة {وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون} [الآية: 7 - 11 من الواقعة]). [تفسير الثوري: 246-247] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً (7) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة (8) وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (9) والسّابقون السّابقون (10) أولئك المقرّبون (11) في جنّات النّعيم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وكنتم أيّها النّاس أنواعًا ثلاثةً وضروبًا.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وكنتم أزواجًا ثلاثةً}. قال: منازل النّاس يوم القيامة). [جامع البيان: 22/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والسّابقون السّابقون}. وهم الزّوج الثّالث وهم الّذين سبقوا إلى الإيمان باللّه ورسوله، وهم المهاجرون الأوّلون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه يعني العتكيّ، عن عثمان بن عبد اللّه بن سراقة، قوله: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً}. قال: اثنان في الجنّة وواحدٌ في النّار، يقول: الحور العين للسّابقين، والعرب الأتراب لأصحاب اليمين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وكنتم أزواجًا ثلاثةً}. قال: منازل النّاس يوم القيامة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا هوذة قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً (7) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة (8) وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (9) والسّابقون السّابقون (10) أولئك المقرّبون}. قال: {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وثلّةٌ من الآخرين}. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سوّى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية، وبين أصحاب اليمين من هذه الأمّة، وكان السّابقون من الأمم أكثر من سابقي هذه الأمّة.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}. أي ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}. أي ماذا لهم وماذا أعدّ لهم {والسّابقون السّابقون}. أي من كلّ أمّةٍ.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول: وجدت الهوى ثلاثة أثلاثٍ، فالمرء يجعل هواه علمه، فيدال هواه على علمه، ويقهر هواه علمه، حتّى إنّ العلم مع الهوى قبيحٌ ذليلٌ، والعلم ذليل الهوى غالبٌ قاهرٌ، فهذا الّذي قد جعل الهوى والعلم في قلبه، فهذا من أزواج النّار، وإذا كان ممّن يريد اللّه به خيرًا استفاق واستنبه، فإذا هو عونٌ للعلم على الهوى حتّى يديل اللّه العلم على الهوى، فإذا حسنت حال المؤمن، واستقامت طريقته كان الهوى ذليلاً، وكان العلم غالبًا قاهرًا، فإذا كان ممّن يريد اللّه به خيرًا، ختم عمله بإدالة العلم، فتوفّاه حين توفّاه، وعلمه هو القاهر، وهو العامل به، وهواه الذّليل القبيح، ليس له في ذلك نصيبٌ ولا فعلٌ، والثّالث: الّذي قبّح اللّه هواه بعلمه، فلا يطمع هواه أن يغلب العلم، ولا أن يكون له مع العلم نصفٌ ولا نصيبٌ، فهذا الثّالث، وهو خيرهم كلّهم، وهو الّذي قال اللّه عزّ وجلّ في سورة الواقعة: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً} قال: فزوجان في الجنّة، وزوجٌ في النّار قال: والسّابق الّذي يكون العلم غالبًا للهوى، والآخر: الّذي ختم اللّه بإدالة العلم على الهوى، فهذان زوجان في الجنّة، والآخر: هواه قاهرٌ لعلمه، فهذا زوج النّار.
واختلف أهل العربيّة في رفع أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة، فقال بعض نحويّي البصرة: خبر قوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة }. وخبر قوله: {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة }. قال: ويقول زيدٌ: ما زيدٌ، يريد: زيدٌ شديدٌ وقال غيره: قوله: {ما أصحاب الميمنة}. لا تكون الجملة خبره، ولكن الثّاني عائدٌ على الأوّل، وهو تعجّبٌ، فكأنّه قال: أصحاب الميمنة ما هم، والقارعة ما هي، والحاقّة ما هي؟ فكان الثّاني عائدٌ على الأوّل، وكان تعجّبًا، والتّعجّب بمعنى الخبر، ولو كان استفهامًا لم يجز أن يكون خبرًا للابتداء، لأنّ الاستفهام لا يكون خبرًا، والخبر لا يكون استفهامًا، والتّعجّب يكون خبرًا، فكان خبرًا الابتداء وقوله: زيدٌ وما زيدٌ، لا يكون إلاّ من كلامين، لأنّه لا تدخل الواو في خبر الابتداء، كأنّه قال: هذا زيدٌ وما هو: أي ما أشدّه وما أعلمه.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّين بقوله: {والسّابقون السّابقون}. فقال بعضهم: هم الّذين صلّوا القبلتين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خارجة، عن قرّة، عن ابن سيرين، {والسّابقون السّابقون}. الّذين صلّوا القبلتين.
وقال آخرون في ذلك ما:
- حدّثني به عبد الكريم بن أبي عميرٍ قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ قال: حدّثنا أبو عمرٍو قال: حدّثنا عثمان بن أبي سودة قال: {والسّابقون السّابقون}. أوّلهم رواحًا إلى المساجد، وأسرعهم خفوقًا في سبيل اللّه.
والرّفع في السّابقين من وجهين: أحدهما: أن يكون الأوّل مرفوعًا بالثّاني، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: والسّابقون الأوّلون، كما يقال: السّابق الأوّل، والثّاني أن يكون مرفوعًا بقوله {أولئك المقرّبون}. فيكون قوله: {السّابقون}. الثّانية توكيدًا للأوّل، تشديدًا له). [جامع البيان: 22/287-290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 7 - 20
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: أصنافا). [الدر المنثور: 14/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: هي التي في سورة الملائكة (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (سورة فاطر الآية 32) ). [الدر المنثور: 14/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: هذا حين تزايلت بهم المنازل هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والسابقون). [الدر المنثور: 14/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال: السابقون من كل أمة). [الدر المنثور: 14/177-178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير عن الحسن في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} إلى قوله: {وثلة من الآخرين} قال: سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}. وهذا بيانٌ من اللّه عن الأزواج الثّلاثة، يقول جلّ ثناؤه: وكنتم أزواجًا ثلاثةً: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة، والسّابقون، فجعل الخبر عنهم مغنيًا عن البيان عنهم، على الوجه الّذي ذكرنا، لدلالة الكلام على معناه قال: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}. يعجّب نبيّه منهم، وقال: {ما أصحاب اليمين}. الّذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنّة، أيّ شيءٍ أصحاب اليمين). [جامع البيان: 22/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال: السابقون من كل أمة). [الدر المنثور: 14/177-178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}. يقول تعالى ذكره: وأصحاب الشّمال الّذين يؤخذ بهم ذات الشّمال إلى النّار، والعرب تسمّي اليد اليسرى: الشّؤمى؛ ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
فأنحى على شؤمى يديه فذادها بأظمأ من فرغ الذّؤابة أسحما). [جامع البيان: 22/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال: السابقون من كل أمة). [الدر المنثور: 14/177-178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والسّابقون السّابقون}. وهم الزّوج الثّالث وهم الّذين سبقوا إلى الإيمان باللّه ورسوله، وهم المهاجرون الأوّلون.
.....
واختلف أهل التّأويل في المعنيّين بقوله: {والسّابقون السّابقون}. فقال بعضهم: هم الّذين صلّوا القبلتين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خارجة، عن قرّة، عن ابن سيرين، {والسّابقون السّابقون}. الّذين صلّوا القبلتين.
وقال آخرون في ذلك ما:
- حدّثني به عبد الكريم بن أبي عميرٍ قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ قال: حدّثنا أبو عمرٍو قال: حدّثنا عثمان بن أبي سودة قال: {والسّابقون السّابقون}. أوّلهم رواحًا إلى المساجد، وأسرعهم خفوقًا في سبيل اللّه.
والرّفع في السّابقين من وجهين: أحدهما: أن يكون الأوّل مرفوعًا بالثّاني، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: والسّابقون الأوّلون، كما يقال: السّابق الأوّل، والثّاني أن يكون مرفوعًا بقوله {أولئك المقرّبون}. فيكون قوله: {السّابقون}. الثّانية توكيدًا للأوّل، تشديدًا له). [جامع البيان: 22/287-290] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} قال: ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال: السابقون من كل أمة). [الدر المنثور: 14/177-178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والسابقون السابقون} قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 14/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السابقون يوم القيامة أربعة فأنا سابق العرب وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم). [الدر المنثور: 14/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم البيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والسابقون السابقون (10) أولئك المقربون} أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه). [الدر المنثور: 14/178-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت قال: بلغنا في هذه الآية {والسابقون السابقون} أنهم السابقون إلى المساجد والخروج في سبيل الله). [الدر المنثور: 14/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {والسابقون السابقون} قال: من كل أمة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 14/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {والسابقون السابقون} قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في يس وعلي بن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقا). [الدر المنثور: 14/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وإذا النفوس زوجت} قال: الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون بعمله وذلك بأن الله تعالى يقول: {وكنتم أزواجا ثلاثة (7) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة (8) وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (9) والسابقون السابقون} قال: هم الضرباء). [الدر المنثور: 14/179-180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {أولئك المقرّبون}. يقول جلّ ثناؤه: أولئك الّذين يقرّبهم اللّه منه يوم القيامة إذا أدخلهم الجنّة). [جامع البيان: 22/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّات النّعيم}. يقول: في بساتين النّعيم الدّائم). [جامع البيان: 22/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ثلّةٌ} [الواقعة: 13] : «أمّةٌ»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ثلّةٌ أمة وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ به وقال أبو عبيدة الثلّة الجماعة والثلة البقيّة وعند بن أبي حاتمٍ من طريق ميمون بن مهران في قوله ثلّةٌ قال كثيرٌ). [فتح الباري: 8/626]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 39 الواقعة {ثلة من الأوّلين} قال أمة). [تغليق التعليق: 4/335] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ثلةٌ أمةٌ
أي: معنى قوله تعالى: {ثلة من الأوّلين} (الواقعة: 93) أمة. وقيل: فرقة). [عمدة القاري: 19/218]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ثلة}) أي (أمة) {من الأولين} من الأمم الماضية من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة والسلام، {وقليل من الآخرين} [الواقعة: 14] ممن آمن بمحمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- جعلنا الله منهم بكرمه. قال في الأنوار ولا يخالف ذلك قوله عليه الصلاة والسلام أن أمتي يكثرون سائر الأمم لجواز أن يكون سابقو سائر الأمم أكثر من سابقي هذه الأمة وتابعو هذه أكثر من تابعيهم). [إرشاد الساري: 7/372]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ مّن الآخرين (14) على سررٍ موضونةٍ (15) متّكئين عليها متقابلين (16) يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون (17) بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من معينٍ (18) لا يصدّعون عنها ولا ينزفون (19) وفاكهةٍ ممّا يتخيّرون (20) ولحم طيرٍ ممّا يشتهون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: جماعةٌ من الأمم الماضية، وقليلٌ من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهم الآخرون وقيل لهم الآخرون: لأنّهم آخر الأمم). [جامع البيان: 22/291]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين} [الواقعة: 13].
- عن أبي هريرة قال: لمّا نزلت {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ من الآخرين} [الواقعة: 13] شقّ ذلك على المسلمين، فنزلت {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين} [الواقعة: 39].
رواه أحمد من حديث محمّدٍ بيّاع الملاء عن أبيه، ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله ثقاتٌ.
- وعن أبي بكرة «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله {ثلّةٌ من الأوّلين (39) وثلّةٌ من الآخرين} [الواقعة: 39 - 40] قال: " جميعهما من هذه الأمّة».
رواه الطّبرانيّ بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصّحيح غير عليّ بن زيدٍ وهو ثقةٌ سيّئ الحفظ). [مجمع الزوائد: 7/118-119]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال يونس: ثنا الطيالسي، وثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- "في قوله عزّ وجلّ: (ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين) قال: كلتاهما من هذه الأمة".
وروى هذا الحديث الحجاج، عن حماد بن سلمة ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- رواه مسدد: مرفوعاً وموقوفاً فقال: ثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "في قوله تعالى: (ثلة من الأولين) ... " فذكره.
- قال مسدّدٌ: وثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيد، سمعت عقبة بن صهبان يحدث عن أبي بكرة ... فذكره موقوفاً.
قلت: مدار هذه الأسانيد على عليّ بن زيدٍ وهو ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/282-283]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو داود ومسدّدٌ جميعًا: حدثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه في قوله عزّ وجلّ {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ من الآخرين} قال: كلتاهما من هذه الأمّة.
رواه الحجّاج، عن حمّاد بن سلمة، عن عليٍّ مرفوعًا.
- وقال مسدّدٌ: حدثنا خاقان بن عبد اللّه بن الأهتم، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم به). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير عن الحسن في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} إلى قوله: {وثلة من الآخرين} قال: سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ثلة} قال: أمة). [الدر المنثور: 14/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني). [الدر المنثور: 14/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر من طريق عروة بن رويم، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت {إذا وقعت الواقعة} ذكر فيها {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} قال عمر: يا رسول الله: {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر تعال فاستمع ما قد أنزل الله {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} ألا وإن آدم إلي ثلة وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين باسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلا). [الدر المنثور: 14/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين} حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إذا لا يكون من أمة محمد إلاقليل فنزلت نصف النهار {ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين} وتقابلون الناس فنسخت الآية {وقليل من الآخرين}). [الدر المنثور: 14/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ثلة من الأولين} قال: ممن سبق {وقليل من الآخرين} قال: من هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/181]

تفسير قوله تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ مّن الآخرين (14) على سررٍ موضونةٍ (15) متّكئين عليها متقابلين (16) يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون (17) بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من معينٍ (18) لا يصدّعون عنها ولا ينزفون (19) وفاكهةٍ ممّا يتخيّرون (20) ولحم طيرٍ ممّا يشتهون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: جماعةٌ من الأمم الماضية، وقليلٌ من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهم الآخرون وقيل لهم الآخرون: لأنّهم آخر الأمم). [جامع البيان: 22/291] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال يونس: ثنا الطيالسي، وثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- "في قوله عزّ وجلّ: (ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين) قال: كلتاهما من هذه الأمة".
وروى هذا الحديث الحجاج، عن حماد بن سلمة ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- رواه مسدد: مرفوعاً وموقوفاً فقال: ثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم "في قوله تعالى: (ثلة من الأولين) ... " فذكره.
- قال مسدّدٌ: وثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيد، سمعت عقبة بن صهبان يحدث عن أبي بكرة ... فذكره موقوفاً.
قلت: مدار هذه الأسانيد على عليّ بن زيدٍ وهو ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/282-283]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو داود ومسدّدٌ جميعًا: حدثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه في قوله عزّ وجلّ {ثلّةٌ من الأوّلين (13) وقليلٌ من الآخرين} قال: كلتاهما من هذه الأمّة.
رواه الحجّاج، عن حمّاد بن سلمة، عن عليٍّ مرفوعًا.
- وقال مسدّدٌ: حدثنا خاقان بن عبد اللّه بن الأهتم، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم به). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/317-318] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير عن الحسن في قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} إلى قوله: {وثلة من الآخرين} قال: سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/178] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ثلة من الأولين} قال: ممن سبق {وقليل من الآخرين} قال: من هذه الأمة). [الدر المنثور: 14/181] (م)

تفسير قوله تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في: السّرر الموضونة، قال: مرمولةٌ بالذهب؛ وقال: {على الأرائك}، قال: على السّرر في الحجال). [الجامع في علوم القرآن: 1/136]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة على سرر موضونة قال مرملة مشبكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({موضونةٍ} [الواقعة: 15] : " منسوجةٍ، ومنه: وضين النّاقة). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله موضونة منسوجةٍ ومنه وضين النّاقة سقط هنا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في صفة الجنّة أيضًا). [فتح الباري: 8/626]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (موضونةٍ: منسوجةٍ. ومنه وضين النّاقة
أشار به إلى قوله تعالى: {على سرر موضونة} (الواقعة: 15) أي: منسوجة ولم يثبت هذا إلاّ لأبي ذر، وقد تقدم في صفة الجنّة. قوله: (موضونة) ، مرمولة مشبكة بالذّهب وبالجواهر قد أدخل بعضها في بعض مضاعفة كما يوضن حلق الدرع. قوله: (ومنه) ، أي: ومن هذا الباب (وضين النّاقة) وهو بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرجل على البعير كالحزام للسرج). [عمدة القاري: 19/219]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({موضونة}) أي (منسوجة) أصله من وضنت الشيء أي ركبت بعضه على بعض (ومنه وضين الناقة) وهو حزامها لتراكب طاقاته، وقيل موضونة أي منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدرّ والياقوت). [إرشاد الساري: 7/373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({على سررٍ موضونةٍ}. يقول: فوق سررٍ منسوجةٍ، قد أدخل بعضها في بعضٍ، كما يوضن حلق الدّرع بعضها في بعضٍ مضاعفةً؛ ومنه قول الأعشى:
ومن نسج داود موضونةً تساق مع الحيّ عيرًا فعيرا.
ومنه وضين النّاقة، وهو البطان من السّيور إذا نسج بعضه على بعضٍ مضاعفًا كالحلق حلق الدّرع وقيل: وضينٌ، وإنّما هو موضونٌ، صرف من مفعولٍ إلى فعيلٍ، كما قيل: قتيلٌ لمقتولٍ، وحكي سماعًا من بعض العرب: فإذا الآجرّ موضونٌ بعضه على بعضٍ، يراد مشرّجٌ صفيفٌ.
وقيل: إنّما قيل لها سررٌ موضونةٌ، لأنّها مشبّكةٌ بالذّهب والجوهر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، {على سررٍ موضونةٍ}. قال: مرمولةٍ بالذّهب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهدٍ، {على سررٍ موضونةٍ} قال: مرمولةٍ بالذّهب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {على سررٍ موضونةٍ}. قال: يعني الأسرّة المرمّلة.
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن حصينٍ، عن مجاهدٍ قال: الموضونة: المرمّلة بالذّهب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين بن واقدٍ، عن يزيد، عن عكرمة، قوله {على سررٍ موضونةٍ}. قال: مشبّكةٍ بالدّرّ والياقوت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {موضونةٍ}. قال: مرمولةٍ بالذّهب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {على سررٍ موضونةٍ}. والموضونة: المرمولة، وهي أوثر السّرر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قوله: {موضونةٍ}. قال: مرمولةٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {على سررٍ موضونةٍ}. قال: مرمّلةٍ مشبّكةٍ.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {على سررٍ موضونةٍ}. الوضن: التّشبيك والنّسج، يقول: وسطها مشبّكٌ منسوجٌ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {على سررٍ موضونةٍ} الموضونة: المرمولة بالجلد ذاك الوضين منسوجةٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّها مصفوفةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {على سررٍ موضونةٍ}. يقول: مصفوفةٍ). [جامع البيان: 22/291-294]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد على سرر موضونة يعني مرمولة بالذهب). [تفسير مجاهد: 2/646]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن جابر عن عكرمة قال هي المرافق بين الفرش). [تفسير مجاهد: 2/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله: {على سرر موضونة} قال: مصفوفة). [الدر المنثور: 14/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {على سرر موضونة} قال: مرمولة بالذهب). [الدر المنثور: 14/181-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {موضونة} قال: مرمولة بالذهب.
وأخرج هناد عن سعيد بن جبير مثله). [الدر المنثور: 14/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: الموضونة المرملة وهو أوثق الأسرة). [الدر المنثور: 14/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {على سرر موضونة} قال: الموضونة ما توضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
أعددت للهيجاء موضونة * فضفاضة بالنهي بالباقع). [الدر المنثور: 14/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {متّكئين عليها متقابلين}. يقول تعالى ذكره متّكئين على السّرر الموضونة، متقابلين بوجوههم، لا ينظر بعضهم إلى قفا بعضٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على سررٍ متقابلين}. قال: لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه.
وذكر أنّ ذلك في قراءة ابن مسعودٍ: متّكئين عليها ناعمين.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، في قراءة عبد اللّه، يعني ابن مسعودٍ متّكئين عليها ناعمين.
وقد بيّنّا ذلك في غير هذا الموضع، وذكرنا ما فيه من الرّواية). [جامع البيان: 22/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد {متكئين عليها متقابلين} قال: لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه.
وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله: [ متكئين عليها ناعمين ] ). [الدر المنثور: 14/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا). [الدر المنثور: 14/247-248] (م)

تفسير قوله تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون}. يقول تعالى ذكره: يطوف على هؤلاء السّابقين الّذين قرّبهم اللّه في جنّات النّعيم ولدانٌ مخلّدون، ثمّ اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله {مخلّدون} عنى بذلك: ولدانٌ على سنٍّ واحدةٍ، لا يتغيّرون ولا يموتون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {مخلّدون}. قال: لا يموتون.
وقال آخرون: عنى بذلك أنّهم مقرّطون مسوّرون.
والّذي هو أولى بالصّواب في ذلك قول من قال معناه: إنّهم لا يتغيّرون، ولا يموتون، لأنّ ذلك أظهر معنييه، والعرب تقول للرّجل إذا كبر ولم يشمط: إنّه لمخلّدٌ، وإنّما هو مفعّلٌ من الخلد). [جامع البيان: 22/294-295]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يطوف عليهم ولدان مخلدون يقول لا يموتون ولا يكبرون). [تفسير مجاهد: 2/646]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله يطوف عليهم ولدان مخلدون قال لم يكن لهم حسنات فيجزون بها ولا سيئات فيعاقبون عليها فوضعوا بهذا الموضع). [تفسير مجاهد: 2/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لم يكن لهم حسنات يجزون بها ولا سيئات يعاقبون عليها فوضعوا في هذه المواضع). [الدر المنثور: 14/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لا يموتون وفيه قوله: {بأكواب وأباريق} قال: الأكواب ليس لها آذان والأباريق التي لها آذان وفي قوله: {وكأس من معين} قال: خمر بيضاء {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم). [الدر المنثور: 14/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله بأكواب قال الكوب الذي دون الإبريق ليس له عروة). [تفسير عبد الرزاق: 2/270]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا الحسن بن موسى، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة في قول الله تعالى: {وكأسٍ من معينٍ} قال: كأسٌ من خمرٍ جاريةٍ). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 506]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والكوب: لا آذان له ولا عروة. والأباريق: ذوات الآذان والعرى "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والكوب إلخ وكذا قوله مسكوبٍ جارٍ سقط كلّه لأبي ذرٍّ هنا وتقدّم في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8/626] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والكوب: لا آذان له ولا عروة. والأباريق: ذوات الآذان والعرى
أشار به إلى قوله تعالى: {بأكواب وأباريق} (الواقعة: 18) وتفسيره ظاهر، والأكواب جمع كوب، والأباريق جمع إبريق سمي بذلك لبريق لونه). [عمدة القاري: 19/219]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والكوب) في قوله تعالى: ({بأكواب وأباريق} [الوقعة: 18] إناء (لا آذان له ولا عروة) وقوله: بأكواب متعلق بيطوف (والأباريق ذوات الآذان والعرى) وهو جمع إبريق وهو من آنية الخمر سمي بذلك لبريق لونه من صفائه). [إرشاد الساري: 7/373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بأكوابٍ وأباريق}. والأكواب: جمع كوبٍ، وهو من الأباريق ما اتّسع رأسه، ولم يكن له خرطومٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بأكوابٍ} قال: الأكواب: الجرار من الفضّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {بأكوابٍ وأباريق}. قال: الأباريق: ما كان لها آذانٌ، والأكواب ما ليس لها آذانٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قال: الأكواب ليس لها آذانٌ.
- حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ قال: سئل الحسن عن الأكواب قال: هي الأباريق، الّتي يصبّ لهم منها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو السّائب قالا: حدّثنا ابن إدريس قال: سمعت أبي قال: مرّ أبو صالحٍ صاحب الكلبيّ قال: فقال أبي: قال لي الحسن وأنا جالسٌ: سله، فقلت: ما الأكواب؟ قال: جرار الفضّة المستديرة أفواهها، والأباريق ذوات الخراطيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {بأكوابٍ} قال: ليس لها عرًى ولا آذانٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {بأكوابٍ وأباريق} والأكواب الّتي يغترف بها ليس لها خراطيم، وهي أصغر من الأباريق.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {بأكوابٍ وأباريق}. قال: الأكواب الّتي دون الأباريق ليس لها عرًى.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول: الأكواب جرارٌ ليست لها عرًى، وهي بالنّبطيّة كوبا.
وإيّاها عنى الأعشى بقوله:
صريفيّةٌ طيّبٌ طعمها لها زبدٌ بين كوبٍ ودن.
وأمّا الأباريق: فهي الّتي لها عرًى.
وقوله: {وكأسٍ من معين}. وكأس خمرٍ من شراب معينٍ، ظاهر العيون، جارٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكأسٍ من معين}. قال: الخمر.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكأسٍ من معين}. أي: من خمرٍ جاريةٍ.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وكأسٍ من معين}. الكأس: الخمر الجارية.
- حدّثنا أبو سنانٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قوله: {وكأسٍ من معين}. قال: الخمر الجارية.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: قال الضّحّاك: كلّ كأسٍ في القرآن فهو خمرٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن نبيطٍ، عن الضّحّاك، مثله). [جامع البيان: 22/295-298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لا يموتون وفيه قوله: {بأكواب وأباريق} قال: الأكواب ليس لها آذان والأباريق التي لها آذان وفي قوله: {وكأس من معين} قال: خمر بيضاء {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم). [الدر المنثور: 14/183] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي رجاء قال: سألت الحسن عن الأكواب فقال: هي الأباريق التي يصب منها). [الدر المنثور: 14/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: الأكواب الأقداح). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله: {وكأس من معين} قال: يعني الخمر وهي هناك جارية المعين الجاري {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون}، قال: لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/151]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يصدّعون عنها}. يقول: لا تصدّع رءوسهم عن شربها فتسكر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسماعيل بن موسى السّدّيّ قال: أخبرنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ، قوله: {لا يصدّعون عنها}. قال: لا تصدّع رءوسهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {لا يصدّعون عنها}. ليس لها وجع رأسٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة: {لا يصدّعون عنها}. قال: لا تصدّع رءوسهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {لا يصدّعون عنها}. يقول: لا تصدّع رءوسهم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لا يصدّعون عنها}. يعني: وجع الرّأس.
وقوله: {ولا ينزفون} اختلفت القرّاء في قراءته، فقرأت عامّة قرأة المدينة والبصرة (ينزفون) بفتح الزّاي، ووجّهوا ذلك إلى أنّه لا تنزف عقولهم وقرأته عامّة قرأة الكوفة {ولا ينزفون} بكسر الزّاي بمعنى: ولا ينفد شرابهم.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ فيها الصّواب.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك على نحو اختلاف القرأة فيه، وقد ذكرنا اختلاف أقوالهم في ذلك، وبيّنّا الصّواب من القول فيه في سورة الصّافّات، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع، غير أنّا سنذكر قول بعضهم في هذا الموضع لئلاّ يظنّ ظانٌّ أنّ معناه في هذا الموضع مخالفٌ معناه هنالك.
ذكر قول من قال منهم: معناه لا تنزف عقولهم:
- حدّثنا إسماعيل بن موسى قال: أخبرنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ، {ولا ينزفون} قال: لا تنزف عقولهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {ولا ينزفون} قال: لا تنزف عقولهم.
- وحدّثنا ابن حميدٍ مرّةً أخرى فقال ولا تذهب عقولهم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولا ينزفون}. يقول: لا تنزف عقولهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {ولا ينزفون} قال: لا تغلبهم على عقولهم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، في قوله: {ولا ينزفون}. قال: لا يغلب أحدٌ على عقله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا سليمان قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة في قول اللّه: {ولا ينزفون}. قال: لا تغلب على عقولهم). [جامع البيان: 22/298-300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: لا يموتون وفيه قوله: {بأكواب وأباريق} قال: الأكواب ليس لها آذان والأباريق التي لها آذان وفي قوله: {وكأس من معين} قال: خمر بيضاء {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم). [الدر المنثور: 14/183] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله: {وكأس من معين} قال: يعني الخمر وهي هناك جارية المعين الجاري {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله). [الدر المنثور: 14/184] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لاتصدع رؤوسهم ولا تذهب عقولهم). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا، إذا أكثروا الطعام والشراب يقول: لا يملوا). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد بن عاصم أنه قرأ {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} برفع الياء وكسر الزاي). [الدر المنثور: 14/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم يلتفت إلى زوجته فيقول: قد ازددت في عيني سبعين ضعفا). [الدر المنثور: 14/184-185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وفاكهةٍ ممّا يتخيّرون}. يقول تعالى ذكره: ويطوف هؤلاء الولدان المخلّدون على هؤلاء السّابقين بفاكهةٍ من الفواكه الّتي يتخيّرونها من الجنّة لأنفسهم، وتشتهيها نفوسهم). [جامع البيان: 22/301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولحمٍ طيرٍ ممّا يشتهون} يقول: ويطوفون أيضًا عليهم بلحم طيرٍ من الطّير الّتي تشتهيها نفوسهم). [جامع البيان: 22/301]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21 - 33.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {ولحم طير مما يشتهون} قال: لا يشتهي منها شيئا إلا صار بين يديه فيصيب منه حاجته ثم يطير فيذهب). [الدر المنثور: 14/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار، وابن مردويه والبهيقي في البعث عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا). [الدر المنثور: 14/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة فقال أبو بكر: إنها لناعمة، قال: ومن يأكل منها أنعم منها وإني لأرجو أن تأكل منها). [الدر المنثور: 14/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الطيور لناعمة فقال: آكلها أنعم منها وإني لأرجو أن تكون ممن يأكلها). [الدر المنثور: 14/185-186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البهيقي في البعث عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة طيرا أمثال البخائي قال أبو بكر: إنها لناعمة يا رسول الله قال: أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكلها وأنت ممن يأكل منها). [الدر المنثور: 14/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة طيرا كأمثال البخت تأتي الرجل فيصيب منها ثم تذهب كأن لم ينقص منها شيء). [الدر المنثور: 14/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي أمامة قال: إن الجل ليشتهي الطير في الجنة من طيور الجنة فيقع في يده مقليا نضيجا). [الدر المنثور: 14/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ميمونة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير). [الدر المنثور: 14/186-187]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الجنة طيرا له سبعون ألف ريشة فإذا وضع الخوان قدام ولي الله جاء الطير فسقط عليه فانتفض فخرج من كل ريشة لون ألذ من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل ثم يطير). [الدر المنثور: 14/187]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيجيء فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم ينتفض فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه ثم يطير فيذهب). [الدر المنثور: 14/187]

تفسير قوله تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ (22) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن بعض أصحابه، عن مجاهدٍ {وحورٌ عينٌ} قال: يحار فيهنّ البصر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 434]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وحورٌ عينٌ (22) كأمثال اللّؤلؤ المكنون (23) جزاءً بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا (25) إلاّ قيلاً سلامًا سلامًا}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وحورٌ عينٌ}. فقرأته عامّة قرّاء الكوفة وبعض المدنيّين (وحورٍ عينٍ) بالخفض إتباعًا لإعرابها إعراب ما قبلها من الفاكهة واللّحم، وإن كان ذلك ممّا لا يطاف به، ولكن لمّا كان معروفًا معناه المراد أتبع الآخر الأوّل في الإعراب، كما قال بعض الشّعراء:
إذا ما الغانيات برزن يومًا وزجّجن الحواجب والعيونا.
فالعيون تكحّل، ولا تزجّج، فردّها في الإعراب على الحواجب، لمعرفة السّامع لمعنى ذلك، وكما قال الآخر:
تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأةً وبددا.
والجسأة: غلظٌ في اليد، وهي لا تسمع.
وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة ومكّة والكوفة وبعض أهل البصرة بالرّفع {وحورٌ عينٌ}. على الابتداء، وقالوا: الحور العين لا يطاف بهنّ، فيجوز العطف بهنّ في الإعراب على إعراب فاكهةٍ ولحمٍ، ولكنّه مرفوعٌ بمعنى: وعندهم حورٌ عينٌ، أو لهم حورٌ عينٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما جماعةٌ من القرّاء مع تقارب معنييهما، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ فمصيبٌ.
والحور جماعة حوراء: وهي النّقيّة بياض العين، الشّديدة سوادها والعين: جماعه عيناء، وهي النّجلاء العين في حسنٍ). [جامع البيان: 22/301-302]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {جزاءً بما كانوا يعملون}. يقول تعالى ذكره: ثوابًا لهم من اللّه بأعمالهم الّتي كانوا يعملونها في الدّنيا، وعوضًا من طاعتهم إيّاه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن ابن عيينة، عن عمرٍو، عن الحسن، {وحورٌ عينٌ}. قال: شديدة السّواد: سواد العين، شديدة البياض: بياض العين.
- قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الضّحّاك، {وحورٌ عينٌ}. قال: بيضٌ {عينٌ}. قال: عظام الأعين.
- حدّثنا ابن عبّاسٍ الدّوريّ قال: حدّثنا حجّاجٌ قال: قال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الحور: سود الحدق.
- حدّثنا الحسن بن عرفة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّدٍ الأسلميّ، عن عبّاد بن منصورٍ النّاجيّ، أنّه سمع الحسن البصريّ، يقول: الحور: صوالح نساء بني آدم.
- حدّثنا ابن عرفة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّدٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ قال: بلغني أنّ الحور العين، خلقن من الزّعفران.
- حدّثنا الحسن بن يزيد الطّحّان قال: حدّثتنا عائشة، امرأة ليثٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: خلق الحور العين من الزّعفران.
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ قال: سمعت ليثًا، ثني عن مجاهدٍ قال: حور العين خلقن من الزّعفران.
وقال آخرون: بل معنى قوله: {حورٌ} أنّهنّ يحار فيهنّ الطّرف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، {وحورٌ عينٌ} قال: يحار فيهنّ الطّرف). [جامع البيان: 22/302-304]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22].
«عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22] قال: " حورٌ: بيضٌ، عينٌ: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النّسور ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأمثال اللّؤلؤ المكنون} [الواقعة: 23] قال: " صفاؤهنّ صفاء الدّرّ الّذي في الأصداف الّذي لم تمسّه الأيدي ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - (فيهنّ خيراتٌ حسانٌ) قال: " خيرات الأخلاق حسان الوجوه ". قلت: يا رسول اللّه، فأخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} [الصافات: 49] قال: " رقّتهنّ كرقّة الجلد الّذي رأيت في داخل البيضة ممّا يلي القشر وهو الغرقئ ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {عربًا أترابًا} [الواقعة: 37] قال: " هنّ اللّواتي قبضن في دار الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر فجعلهنّ عذارى، عربًا متعشّقاتٍ متحبّباتٍ، أترابًا على ميلادٍ واحدٍ ". قلت: يا رسول اللّه، أنساء الدّنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: " بل نساء الدّنيا أفضل من الحور العين كفضل الظّهارة على البطانة ". قلت: يا رسول اللّه، وبما ذاك؟ قال: " بصلاتهنّ وصيامهنّ وعبادتهنّ اللّه، ألبس اللّه وجوههنّ النّور، وأجسادهنّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثّياب، صفر الحليّ، مجامرهنّ الدّرّ، وأمشاطهنّ الذّهب، يقلن: ألا ونحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن النّاعمات فلا نبؤس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الرّاضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنّ له وكان لنا ". قلت: يا رسول اللّه، المرأة منّا تتزوّج الزّوجين والثّلاثة والأربعة، ثمّ تموت فتدخل الجنّة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: " يا أمّ سلمة، إنّها تخيّر فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا ربّ إنّ هذا كان أحسنهم خلقًا في دار الدّنيا فزوّجنيه، يا أمّ سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتمٍ وابن عديٍّ.
- «وعن سلمة بن يزيد الجعفيّ قال: سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: {إنّا أنشأناهنّ إنشاءً (35) فجعلناهنّ أبكارًا (36) عربًا} [الواقعة: 35 - 37] قال: " من الثّيّب وغير الثّيّب» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه جابرٌ الجعفيّ وهو ضعيفٌ. وحديث عتبة بن عبدٍ في صفة الجنّة). [مجمع الزوائد: 7/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وحور عين} الآية
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن عاصم بن بهدلة قال: أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي {وحور عين} يعني بالجر). [الدر المنثور: 14/187]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {وحور عين} بالرفع فيهما وينون). [الدر المنثور: 14/187]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله: {وحور عين} قال: يحار فيهن البصر). [الدر المنثور: 14/188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كأمثال اللّؤلؤ المكنون}. يقول: هنّ في صفاء بياضهنّ وحسنهنّ، كاللّؤلؤ المكنون الّذي قد صين في كنٍّ). [جامع البيان: 22/302]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {كأمثال اللّؤلؤ} قال أهل التّأويل، وجاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصّدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة قالت: قلت يا رسول اللّه أخبرني عن قول اللّه: {كأمثال اللّؤلؤ المكنون} قال: صفاؤهنّ كصفاء الدّرّ الّذي في الأصداف الّذي لا تمسّه الأيدي). [جامع البيان: 22/302-304]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22].
«عن أمّ سلمة قالت: قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {وحورٌ عينٌ} [الواقعة: 22] قال: " حورٌ: بيضٌ، عينٌ: ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النّسور ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأمثال اللّؤلؤ المكنون} [الواقعة: 23] قال: " صفاؤهنّ صفاء الدّرّ الّذي في الأصداف الّذي لم تمسّه الأيدي ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - (فيهنّ خيراتٌ حسانٌ) قال: " خيرات الأخلاق حسان الوجوه ". قلت: يا رسول اللّه، فأخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} [الصافات: 49] قال: " رقّتهنّ كرقّة الجلد الّذي رأيت في داخل البيضة ممّا يلي القشر وهو الغرقئ ". قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن قول اللّه - عزّ وجلّ - {عربًا أترابًا} [الواقعة: 37] قال: " هنّ اللّواتي قبضن في دار الدّنيا عجائز رمصًا شمطًا، خلقهنّ اللّه بعد الكبر فجعلهنّ عذارى، عربًا متعشّقاتٍ متحبّباتٍ، أترابًا على ميلادٍ واحدٍ ". قلت: يا رسول اللّه، أنساء الدّنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: " بل نساء الدّنيا أفضل من الحور العين كفضل الظّهارة على البطانة ". قلت: يا رسول اللّه، وبما ذاك؟ قال: " بصلاتهنّ وصيامهنّ وعبادتهنّ اللّه، ألبس اللّه وجوههنّ النّور، وأجسادهنّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثّياب، صفر الحليّ، مجامرهنّ الدّرّ، وأمشاطهنّ الذّهب، يقلن: ألا ونحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن النّاعمات فلا نبؤس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الرّاضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنّ له وكان لنا ". قلت: يا رسول اللّه، المرأة منّا تتزوّج الزّوجين والثّلاثة والأربعة، ثمّ تموت فتدخل الجنّة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: " يا أمّ سلمة، إنّها تخيّر فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا ربّ إنّ هذا كان أحسنهم خلقًا في دار الدّنيا فزوّجنيه، يا أمّ سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتمٍ وابن عديٍّ). [مجمع الزوائد: 7/119] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال: الذي في الصدف لم يحور عليه الأيدي). [الدر المنثور: 14/188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السرى عن الضحاك في قوله: {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال: اللؤلؤ العظام الذي قد أكن من أن يمسه شيء). [الدر المنثور: 14/188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {جزاءً بما كانوا يعملون}. يقول تعالى ذكره: ثوابًا لهم من اللّه بأعمالهم الّتي كانوا يعملونها في الدّنيا، وعوضًا من طاعتهم إيّاه). [جامع البيان: 22/302-304] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لغوًا} [الواقعة: 25] : «باطلًا» ، {تأثيمًا} [الواقعة: 25] : «كذبًا»). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لغوًا باطلا تأثيما كذبا وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله لغوًا باطلًا وفي قوله ولا تأثيما قال كذبا). [فتح الباري: 8/627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لغوا: باطلا تأثيما: كذبا
أشار به إلى قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما} (الواقعة: 25) فيها أي: في جنّات النّعيم، وروي عن ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهما، هكذا رواه عليّ بن أبي طلحة عنه، ورواه ابن أبي حاتم من طريقه). [عمدة القاري: 19/221]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لغوًا}) أي (باطلًا) ولا ({تأثيمًا}) أي (كذبًا) رواه ابن عباس فيما ذكره ابن أبي حاتم وسقط قوله تورون إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا}. يقول: لا يسمعون فيها باطلاً من القول ولا تأثيمًا، يقول: ليس فيها ما يؤثّمهم.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا} والتّأثيم لا يسمع، وإنّما يسمع اللّغو، كما قيل: أكلت خبزًا ولبنًا، واللّبن لا يؤكل، فجازت إذ كان معه شيءٌ يؤكل). [جامع البيان: 22/305]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا يسمعون فيها لغوا قال لا يستبون). [تفسير مجاهد: 2/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا} الآية
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا يسمعون فيها لغوا} قال: باطل ا {ولا تأثيما} قال: كذبا). [الدر المنثور: 14/188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن الضحاك {لا يسمعون فيها لغوا} قال: الهدر من القول والتأثيم الكذب). [الدر المنثور: 14/188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ قيلاً سلامًا سلامًا}. يقول: لا يسمعون فيها من القول إلاّ قيلاً سلامًا: أي اسلم ممّا تكره وفي نصب قوله: {سلامًا سلامًا}. وجهان: إن شئت جعلته تابعًا للقيل، ويكون السّلام حينئذٍ هو القيل، فكأنّه قيل: لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا، إلاّ سلامًا سلامًا، ولكنّهم يسمعون سلامًا سلامًا.
والثّاني: أن يكون نصبه بوقوع القيل عليه، فيكون معناه حينئذٍ: إلاّ قيل سلامٍ سلامٍ، فإن نوّن القيل نصب قوله: {سلامًا سلامًا}. بوقوع قيل عليه). [جامع البيان: 22/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون). [الدر المنثور: 14/247-249] (م)


رد مع اقتباس