الموضوع: دراسة التنازع
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 12:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لا بد من الارتباط بين المتنازعين

لا بد من الارتباط بين المتنازعين

1- {فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} [2: 259].
في [الكشاف: 1/ 308]: «فاعل {تبين} مضمر تقديره: فلما تبين له أن الله على كل شيء قدير قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، كما في قولهم: ضربني وضربت زيدا، ويجوز: فلما تبين له ما أشكل عليه، يعنى أمر أحياء الموتى ».
الظاهر أن {تبين} فعل لازم، والفاعل مضمر يدل عليه المعنى، وقدره الزمخشري...
وينبغي أن يحمل على أنه تفسير معنى، لا تفسير إعراب، وتفسير الإعراب: أن يقدر مضمر يعود على كيفية الإحياء التي استغربها بعد الموت.
وهذا ليس من باب الإعمال، لأنهم نصوا على العاملين في هذا الباب لا بد أن يشتركا، وأدنى ذلك بحرف العطف، حتى لا يكون الفصل معتبرا، أو يكون العامل الثاني معمولا للأول، وذلك نحو قولك: جاءني بضحك زيد، فجعل في {جاءني} ضمير، أو في {يضحك} حتى لا يكون هذا الفعل فاصلا.
ولا يرد على هذا جعلهم {آتوني أفرغ عليه قطرا} ولا {هاؤم اقرءوا كتابيه} ولا {تعالوا يستغفر لكم رسول الله} ولا {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} من الإعمال لأن هذه العوامل مشتركة بوجه ما من وجوه الاشتراك ولم يحصر الاشتراك في العطف ولا العمل.
فإذا كان على ما نصوا فليس العامل الثاني مشركا بينه وبين {تبين} الذي هو العامل الأول بحرف عطف ولا بغيره، ولا هو معمول لتبين، بل هو معمول لقال، و{قال} جواب {لما} إن قلنا إنها حرف عطف وعامل في {لما} إن قلنا إنها ظرف، و{تبين} على هذا القول في موضع خفض بالظرف، ولم يذكر النحويون في مثل هذا الباب: لو جاء قتلت زيدا، ولا: لما جاء ضربت زيدا، ولا: من جاء قتلت زيدا: ولا: إذا جاء ضربت خالدا، ولذلك حكى النحويون أن العرب لا تقول أكرمت أهنت زيدا.
وقد ناقض الزمخشري في قوله فإنه قال: وفاعل {تبين} مضمر، ثم قدره...
والحذف ينافي الإضمار للفاعل، وهذا عند البصريين إضمار لا حذف: ولا يجيز البصريون في مثل هذا الباب حذف الفاعل أصلا، فإن كان أراد بالإضمار الحذف فقد خرج إلى مذهب الكسائي. [البحر: 2/ 296].
وفي [المغني: 563]: «ولهذه القاعدة أيضا قول بعضهم في {فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}إن فاعل {تبين} ضمير راجع إلى المصدر المفهوم من {أن} وصلتها، بناء على أن {تبين} و{أعلم} قد تنازعه، كما في ضربني وضربت زيدا، إذ لارتباك بين {تبين} و{أعلم} على أنه لو صح لم يحسن حمل التنزيل عليه، لضعف الإضمار قبل الذكر في باب التنازع، حتى إن الكوفيين لا يجيزونه البتة».


رد مع اقتباس