عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 05:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره تبارك وتعالى بالذهاب إلى فرعون، وهو مصعب بن الريان في بعض ما قيل، وقيل غير هذا، ولا صحة لشيء من ذلك. و"طغى" معناه: تجاوز الحد في فساد). [المحرر الوجيز: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري} الآية، لما أمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون علم أنها الرسالة، وفهم قدر التكليف، فدعا الله في المعونة إذ لا حول له إلا به، وقوله: {اشرح لي صدري} معناه: لفهم ما يرد علي من الأمور). [المحرر الوجيز: 6/91]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"العقدة" التي دعا في حلها هي التي اعترته بالجمرة التي جعلها في فمه حين جربه فرعون، وروي في ذلك أن فرعون أراد قتله وهو طفل حين مد يده إلى لحية فرعون، فقالت له امرأته: إنه لا يعقل، فقال: بلى، هو يعقل وهو عدو لي، فقالت له: نجربه، قال: أفعل، فدعت بجمرات من نار وبطبق فيه ياقوت، فقال: إن أخذ الياقوت علمنا أنه يعقل، وإن أخذ النار عذرناه، فمد موسى يده إلى جمرة فأخذها فلم تعد على يده فجعلها في فيه فأحرقته وأورثت لسانه عقدة في كبره، أي حبسة ملبسة في بعض الحروف. قال ابن الجوهري رحمه الله: كف الله النار عن يده لئلا تقول النار: طبعي، وأحرقت لسانه لئلا يقول موسى: مكانتي، وموسى عليه السلام إنما طلب من حل العقدة قدر أن يفقه قوله، فجائزا أن يكون ذلك كله زال، وجائزا أن يكون بقي منه القليل، فيجتمع أن يؤتى هو سؤله وأن يقول فرعون: ولا يكاد يبين، ولو فرضناه زال جملة لكان قول فرعون سبا لموسى عليه السلام لحالته القديمة). [المحرر الوجيز: 6/91]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الوزير": المعين القائم بوزر الأمور، وهو ثقلها، ويحتمل الكلام أن طلب الوزير من أهله على الجملة، ثم أبدل هارون من الوزير المطلوب، ويحتمل أن يريد: واجعل هارون وزيرا، فإنما ابتدأ الطلب فيه، فيكون - على هذا - مفعولا أولا بـ "اجعل". وكان هارون عليه السلام أكبر من موسى بأربعة أعوام). [المحرر الوجيز: 6/91]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفتح أبو عمرو وابن كثير الياء من "أخي" وسكنها الباقون). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن عامر وحده: "أشدد" بفتح الهمزة و"أشركه" بضمها على أن موسى عليه السلام أسند هذه الأفعال إلى نفسه، ويكون الأمر هنا لا يريد به النبوة بل يريد تدبيره ومساعيه؛ لأن النبوة لا يكون لموسى عليه السلام أن يشرك فيها بشرا، وقرأ الباقون: "اشدد" بضم الهمزة "وأشرك" على معنى الدعاء في شد الأزر وتشريك هارون عليه السلام في النبوة، وهذه هي الوجه لأنها تناسب ما تقدم من الدعاء، وتعضدها آيات غير هذه تقتضي بطلبه تصديق هارون إياه. و"الأزر" بمعنى الظهر، قاله أبو عبيدة، كأنه قال: شد به عوني، واجعله مقاومي فيما أحاوله من الأمور، وقال امرؤ القيس:
[المحرر الوجيز: 6/91]
بمحنية قد آزر الضال نبتها ... مجر جيوش غانمين وخيب
أي: قاومه وصار في طوله). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وروي عن نافع "وأشركهو" بزيادة واو في اللفظ بعد الهاء). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم جعل موسى عليه السلام ما طلب من نعم الله تعالى سببا يلزم كثير العبادة والاجتهاد في أمر الله. وقوله: "كثيرا" نعت لمصدر محذوف، تقديره: تسبيحا كثيرا). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني}
المعنى: قال الله تعالى: قد أعطيت يا موسى طلبتك في شرح الصدر وتيسير الأمر وحل العقدة، إما بالكل وإما على قدر الحاجة في الأفعال). [المحرر الوجيز: 6/92]

رد مع اقتباس