عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 05:15 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّ اللّه يسبّح له من في السّموات والأرض والطّير صافّاتٍ} [النور: 41] قال قتادة: صافّاتٌ بأجنحتها.
{كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه} [النور: 41] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه} [النور: 41] الصّلاة للإنسان يعني المؤمن، {وتسبيحه} [النور: 41] التّسبيح لما سوى ذلك من خلقه.
{واللّه عليمٌ بما يفعلون} [النور: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/454]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والطّير صافّاتٍ كلٌّ قد علم صلاته...}

وتسبيحه ترفع كلاًّ بما عاد إليه من ذكره وهي الهاء في (صلاته وتسبيحه) وإن شئت جعلت العلم لكل، أي كل قد عاد صلاته وتسبيحه فإن شئت جعلت الهاء صلاة نفسه وتسبيحها. وإن شئت: تسبيح الله وصلاته التي نصلّيها له وتسبيحها، وفي القول الأوّل: كلّ قد علم الله صلاته وتسبيحه، ولو أتت كلاًّ قد علم بالنصب على قولك: علم الله صلاة كلٍّ وتسبيحه فتنصب لوقوع الفعل على راجع ذكرهم، أنشدني بعض العرب:
كلاً قرعنا في الحروب صفاته=ففررتم وأطلتم الخذلانا

ولا يجوز أن تقول: زيداً ضربته. وإنما جاز في كلّ لأنها لا تأتي إلاّ وقبلها كلام، كأنها متّصلةٌ به؛ كما تقول: مررت بالقوم كلّهم ورأيت القوم كلاّ يقول ذلك، فلمّا كانت نعتاً مستقصىً به كانت مسبوقةً بأسمائها وليس ذلك لزيدٍ ولا لعبد الله ونحوهما؛ لأنها أسماء مبتدآتٌ.
وقد قال بعض النحويين: زيداً ضربته، فنصبه بالفعل كما تنصبه إذا كان قبله كلامٌ. ولا يجوز ذلك إلا أن تنوي التكرير، كأنه نوى أن يوقع ب: يقع الضرب على زيد قبل: أن يقع على الهاء، فلمّا تأخّر الفعل أدخل الهاء على التكرير، ومثله مّما يوضحه.
قولك: بزيدٍ مررت به. ويدخل على من قال زيدا ضربته على كلمة أن يقول: زيداً مررت به وليس ذلك بشيء لأنه ليس قبله شيء يكون طرفاً للفعل). [معاني القرآن: 2/256-255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والطّير صافّاتٍ}: قد صفّت أجنحتها في الطيران). [تفسير غريب القرآن: 306]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّ اللّه يسبّح له من في السّماوات والأرض والطّير صافّات كلّ قد علم صلاته وتسبيحه واللّه عليم بما يفعلون}
ويجوز {والطير} على معنى: {يسبح له الخلق مع الطير} ولم يقرأ بها.
وقوله: {كلّ قد علم صلاته وتسبيحه}.
معناه كل قد علم اللّه صلاته وتسبيحه، والصلاة للناس، والتسبيح لغير الناس، ويجوز أن يكون (كلّ قد علم صلاته وتسبيحه) كل شيء قد علم صلاة نفسه وتسبيحها، ويجوز أن يكون كل إنسان قد علم صلاة الله، وكل شيء قد علم تسبيح اللّه.
والأجود أن يكون كل قد علم اللّه صلاته وتسبيحه.
ودليل ذلك قوله - {واللّه عليم بما يفعلون} ). [معاني القرآن: 4/49-48]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه}
حدثنا الفريابي قال أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} الصلاة للإنسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه). [معاني القرآن: 4/542-543]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وللّه ملك السّموات والأرض وإلى اللّه المصير} [النور: 42] البعث). [تفسير القرآن العظيم: 1/454]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّ اللّه يزجي سحابًا} [النور: 43] ينشئ سحابًا.
{ثمّ يؤلّف بينه} [النور: 43] يجمع بعضه إلى بعضٍ.
{ثمّ يجعله ركامًا} [النور: 43] بعضه على بعضٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/454]
{فترى الودق} [النور: 43] المطر.
{يخرج من خلاله} [النور: 43] من خلل السّحاب.
{وينزّل من السّماء من جبالٍ فيها من بردٍ} [النور: 43] ينزّل من تلك الجبال الّتي هي من بردٍ.
إنّ في السّماء جبالًا من بردٍ.
{فيصيب به من يشاء} [النور: 43] فيهلك الزّرع كقوله: {ريحٍ فيها صرٌّ} [آل عمران: 117] بردٌ.
وقال بعضهم: ريحٌ باردةٌ {أصابت} [آل عمران: 117] الرّيح {حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته} [آل عمران: 117] وما أصاب العباد من مصيبةٍ فبذنوبهم، وما يعفو اللّه عنه أكثر كقوله: {وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ} [الشورى: 30] نصر بن طريفٍ أنّ رجلًا قال لابن عبّاسٍ: بتنا اللّيلة نمطر الضّفادع.
فقال ابن عبّاسٍ: صدق، إنّ في السّماء بحارًا.
قوله: {ويصرفه عن من يشاء} [النور: 43] يصرف ذلك البرد عمّن يشاء.
{يكاد سنا برقه} [النور: 43] قال قتادة: أي ضوء برقه.
{يذهب بالأبصار} [النور: 43]
- حدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن سليمان بن عويمرٍ، عن عروة بن الزّبير قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشر إليه ولينعت».
- وحدّثني إبراهيم، عن عبد العزيز بن عمر، عن مكحولٍ قال: قال رسول اللّه: «اطلبوا استجابة الدّعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصّلاة، وعند نزول الغيث»). [تفسير القرآن العظيم: 1/455]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يزجي سحاباً...}

يسوقه حيث يريد. والعرب تقول: نحن نزجي المطي أي نسوقه.
وقوله: {يؤلّف بينه} يقول القائل: بين لا تصلح إلاّ مضافة إلى اثنين فما زاد، فكيف قال {ثمّ يؤلّف بينه} وإنما هو واحدٌ؟ قلنا: هو واحد في اللفظ ومعناه جميع؛ ألا ترى قوله: {ينشئ السّحاب الثقال} ألا ترى أن واحدته سحابة، فإذا ألقيت الهاء كان بمنزلة نخلةٍ ونخلٍ وشجرة وشجر، وأنت قائل: فلان بين الشجرة وبين النخل، فصلحت (بين) مع النخل واحده لأنه جمع في المعنى. والذي لا يصلح من ذلك قولك: المال بين زيد، فهذا خطأ حتى تقول: بين زيد وعمرو وإن نويت بزيد أنه اسم لقبيلة جاز ذلك؛ كما تقول: المال بين تميم تريد: المال بين بني تميم وقد قال الأشهب بن رميلة:
قفا نسأل منازل آل ليلى=بتوضح بين حومل أو عرادا
أراد بحومل منزلاً جامعاً فصلحت (بين) فيه لأنه أراد بين أهل حومل أو بين أهل عراد.
وقوله: {فترى الودق} الودق: المطر.
وقوله: {فيصيب به من يشاء} يعذّب به من يشاء.
قوله: {من جبالٍ فيها من بردٍ} والمعنى - والله أعلم - أن الجبال في السّماء من برد خلقةً مخلوقة. كما تقول في الكلام. الآدميّ من لحمٍ ودم فـ (من) ها هنا تسقط فتقول: الآدميّ لحمٌ ودمٌ، والجبال برد، وكذا سمعت تفسيره. وقد يكون في العربيّة أمثال الجبال ومقاديرها من البرد، كما تقول: عندي بيتان تبناً، والبيتان ليسا من التبن، إنما تريد: عندي قدر بيتين من التبن، فمن في هذا الموضع إذا أسقطت نصبت ما بعدها، كما قال {أو عدل ذلك صياماً} وكما قال {ملء الأرض ذهباً}.
وقوله: {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} وقد قرأها أبو جعفر (يذهب بالأبصار) ). [معاني القرآن: 2/257-256]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ألم تر أنّ الله يزجي سحاباً} أي يسوق). [مجاز القرآن: 2/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ يجعله ركاماً} أي متراكما بعضه على بعض). [مجاز القرآن: 2/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فترى الودق} أي القطر والمطر، قال عامر بن جوبن الطائي:
فلا مزنة ودقت ودقها=ولا أرض أبقل إبقالها).
[مجاز القرآن: 2/67]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يخرج من خلاله} أي من بين السحاب، يقال: من خلاله ومن خلله، قال زيد الخيل:
ضربن بغمرة فخرجن منها=خروج الودق من خلل السّحاب).
[مجاز القرآن: 2/68]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سنا برقه} منقوص أي ضوء البرق " وسناء " الشرف ممدود). [مجاز القرآن: 2/68]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يزجي سحابا}: يسوق.
{ركاما}: بعضه على بعض.
{الودق}: القطر.
{سنا برقه}: ضياؤه والإثنان سنوان). [غريب القرآن وتفسيره: 274-273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يزجي سحاباً} أي يسوقه، {ثمّ يجعله ركاماً}: بعضه فوق بعض.
{فترى الودق} يعني المطر، {يخرج من خلاله} أي من خلله.
{سنا برقه}: ضوءه). [تفسير غريب القرآن: 306]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ( ألم تر أنّ اللّه يزجي سحابا ثمّ يؤلّف بينه ثمّ يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}
معنى: (يزجي) يسوق، (ثمّ يؤلّف بينه) أي يجعل القطع المتفرّقة من السحاب قطعة واحدة (ثمّ يجعله ركاما)، أي يجعل بعض السحاب يركب بعضا.
(فترى الودق يخرج من خلاله) الودق المطر، ويقرأ من خلله، وخلاله أعم وأجود في القراءة، وخلال جمع خلل وخلال، مثل جبل وجبال، ويجوز أن يكون السحاب جمع سحابة،
ويكون " بينه " أي بين جميعه، ويجوز أن يكون السحاب واحدا إلا أنه قال بينه لكثرته، ولا يجوز أن تقول جلست بين زيد حتى تقول وعمرو.
وتقول ما زلت أدور بين الكوفة، لأن الكوفة اسم يتضمّن أمكنة كثيرة، فكأنك تقول ما زلت أدور بين طرق الكوفة.
وقوله تعالى: {وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد}.
ويجوز وينزل بالتخفيف، ومعنى {من السّماء من جبال فيها من برد} من جبال برد فيها كما تقول هذا خاتم في يدي من حديد.
المعنى هذا خاتم حديد في يدي.
ويجوز - واللّه أعلم - أن يكون معنى " من جبال " من مقدار جبال من برد كما تقول عند فلان جبال مال تريد مقدار جبال من كثرته.
قوله: {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}.
وقرأ أبو جعفر المدني: يذهب بالأبصار، ولم يقرأ بها غيره، ووجهها في العربيّة ضعيف، لأن كلام العرب: ذهبت به وأذهبته.
وتلك جائزة أيضا - أعني الضم في الياء في يذهب.
ومعنى {سنا برقه} ضوء برقه، وقرئت {سنا برقه يذهب بالأبصار}
على جمع برقة وبرق، والفرق بين برقه - بالضم -وبرقه بالفتح أن البرق المقدار من البرق، والبرقة أن يبرق الشيء مرة واحدة، كما تقول: غرفت غرفة واحدة تريد مرة واحدة.
والغرفة مقدار ما يغرف، وكذلك اللّقمة واللّقمة). [معاني القرآن: 4/49-50]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أن الله يزجي سحابا}
أي يسوقه ثم يؤلف بينه أي يجمع القطع المتفرقة حتى تتألف ثم يجعله ركاما أي بعضه فوق بعض فترى الودق يخرج من خلاله
الودق المطر يقال ودقت سرته تدق ودقا ودقة وكل خارج وادق كما قال:
فلا مزنة ودقت ودقها = ولا أرض أبقل إبقالها

وخلال جمع خلل يقال جبل وجبال). [معاني القرآن: 4/544-543]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد}
قيل المعنى من جبال برد فيها كما تقول هذا خاتم في يدي من حديد أي هذا خاتم حديد في يدي
كما يقال جبال من طين وجبال طين
وقيل إن المعنى من مقدار جبال ثم حذف كما تقول عند فلان جبال مال
والأخفش يذهب إلى أن من فيهما زائدة أي جبالا فيها برد
قال وقال بعضهم الجبال من برد فيها في السماء وتجعل الإنزال منها). [معاني القرآن: 4/544]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}
أي ضوء برقه وروى ربيعة بن أبيض عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال البرق مخاريق الملائكة
وقال عبد الله بن عمرو هو ما يكون من جبال البرد
حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة بن مصرف أنه قرأ يكاد سنا برقه
قال أحمد بن يحيى وهو جمع برقة
قال أبو جعفر البرقة المقدار من البرق والبرقة المرة الواحدة مثل غرفة وغرفة). [معاني القرآن: 4/545]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثم يجعله ركاما} أي: ويجعل بعضه على بعض، ليثخن ويغلظ). [ياقوتة الصراط: 379-378]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{الودق}: المطر. والسنا: الضوء، مقصور). [ياقوتة الصراط: 379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُزْجِي سحابا}: أي: يسوقه ويسيره.
{ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا}: أي يسوق بعضه فوق بعض.
{الْوَدْقَ}: المطر.
{سَنَا بَرْقِهِ}: ضوء برقه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 169]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُزْجِي}: يسوق
{رُكَامًا}: بعضه على بعض
{الْوَدْقَ}: المطر كبار القطر
(السَنَا): لمع البرق). [العمدة في غريب القرآن: 221-220]

تفسير قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يقلّب اللّه اللّيل والنّهار} [النور: 44] هو أخذ كلّ واحدٍ منهما من صاحبه كقوله: {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل} [الحديد: 6]
[تفسير القرآن العظيم: 1/455]
قال: {إنّ في ذلك لعبرةً} [النور: 44] لآيةً.
وقال السّدّيّ: لمعرفةً.
{لأولي} [النور: 44] لذوي.
{الأبصار} [النور: 44] وهم المؤمنون أبصروا الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/456]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه خلق كلّ دابّةٍ من ماءٍ} [النور: 45] يعني النّطفة، تفسير السّدّيّ.
- وحدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ شيءٍ خلق من الماء».
أراه يعني الحيوان.
نحو قول السّدّيّ.
قوله: {فمنهم من يمشي على بطنه} [النور: 45] الحيّة.
{ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربعٍ} [النور: 45] أي: ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك.
وإنّما قال: فمنهم من يمشي على كذا، ومنهم من يمشي على كذا، ومنهم يمشي على كذا، خلق اللّه كثيرٌ.
قال: {ويخلق ما لا تعلمون} [النحل: 8] قوله: {يخلق اللّه ما يشاء إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [النور: 45] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/456]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واللّه خلق كلّ دآبّةٍ...}

و (خلق) وأصحاب عبد الله قرأوا (خالق) ذكر من أبي إسحاق السّبيعيّ - ... وهو الهمداني - أنه قال: صليت إلى جنب عبد الله بن معقل فسمعته يقول (واللّه خالق كلّ دابّة) والعوامّ بعد {خلق كلّ}.
وقوله: {كلّ دآبّةٍ مّن مّاء فمنهم مّن يمشي على بطنه} يقال: كيف قال {مّن يمشي} وإنما تكون (من) للناس وقد جعلها ها هنا للبهائم؟
قلت: لمّا قال {خالق كل دابّة} فدخل فيهم الناس كنى عنهم فقال (منهم) لمخالطتهم الناس، ثم فسّرهم بمن لمّا كنى عنهم كناية الناس خاصّة، وأنت قائل في الكلام: من هذان المقبلان لرجل ودابّته، أو رجلٍ وبعيره. فتقوله بمن وبما لاختلاطهما، ألا ترى أنك تقول: الرجل وأباعره مقبلون فكأنهم ناس إذا قلت: مقبلون). [معاني القرآن: 2/257]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فمنهم مّن يمشي على بطنه} فهذا من التشبيه لأن المشي لا يكون على البطن إنما يكون لمن له قوائم فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له جاز ذلك كما يقولون: أكلت خبزاً ولبناً ولا يقال: أكلت لبناً، ولكن يقال: أكلت الخبز قال الشاعر:
[مجاز القرآن: 2/68]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (واللّه خلق كلّ دابّة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق اللّه ما يشاء إنّ اللّه على كلّ شيء قدير}
{واللّه خالق كلّ دابّة من ماء}
ويقرأ، {واللّه خلق كلّ دابّة من ماء}، فدابّة اسم لكل حيوان مميز وغيره: فلما كان لما يعقل ولما لا يعقل قال (فمنهم)، ولوكان لما لا يعقل لقيل فمنها أو منهنّ.
ثم قال: {من يمشي على بطنه فقال (من) - وأصل من لما يعقل- لأنه لمّا خلط الجماعة فقيل فمنهم جعلت العبارة بمن، وقيل يمشي على بطنه، لأن كل سائر كان له رجلان أو أربع أو لم تكن له قوائم، يقال له ماش وقد مشى، ويقال لكل مستمر ماش، وإن لم يكن من الحيوان حتى يقال قد مشى. هذا الأمر.
(من ماء)، وإنما قيل من ماء كما قال اللّه سبحانه: {وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ} ). [معاني القرآن: 4/50]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والله خلق كل دابة من ماء}
يقال لكل شيء من الحيوان مميزا كان أو غير مميز دابة). [معاني القرآن: 4/546]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فمنهم من يمشي على بطنه}
ولم يقل فمنها ولا فمنهن لأنه غلب ما يميز، فلما وقعت الكناية على ما يكون لما يميز جاء ب من ولم يأت ب ما ألا ترى أنه قد خلط في أول الكلام ما يميز مع ما لا يميز).
[معاني القرآن: 4/546]
تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لقد أنزلنا آياتٍ مبيّناتٍ} [النور: 46] القرآن، ما يبيّن اللّه فيه.
{واللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} [النور: 46] إلى دينٍ مستقيمٍ.
والصّراط: الطّريق المستقيم إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/456]

رد مع اقتباس