عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 12:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
( النوع الثامن عشر والتاسع عشر: ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً

هذان النوعان من زيادتي، والأول كثير لأنه غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} أول ما نزل منها إلى قوله: {ما لم يعلم}، والضحى، ففي الصحيحين أول ما نزل منها إلى قوله: {وما قلى}، وفي حديث أن: {وللآخرة خير لك من الأولى} نزلت وحدها.
وروى ابن جرير أن: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} نزلت وحدها، وكذلك سورة الليل غالب آياتها نزلت مفرقة.
وأما النوع الثاني: فمنه (الأنعام) إن صح الحديث السابق فيها. ومنه سورة (الصف) ففي المستدرك وغيره من حديث عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا:"لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عملناه فأنزل الله: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} إلى آخر السورة، فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا".
ومنه: (المرسلات) ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه: {والمرسلات عرفاً} فأخذتها من فيه، وإن فاه رطب بها، فلا أدري بأيها ختمت: {فبأي حديث بعده يؤمنون} أو {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}".
ومنه سورة العصر والكوثر والنصر وتبَّت والإخلاص، ومنه الفاتحة، خلافاً لما حكي عن أبي الليث أنها نزلت نصفين، ومن هذا النوع سورتان نزلتا معاً وهما: المعوذتان. والله سبحانه أعلم). [التحبير في علم التفسير:113-114]


قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( النوع الثالث عشر
ما نزل مفرقا وما نزل جمعا
الأول: غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار: اقرأ أول ما نزل منها إلى قوله: {ما لم يعلم}، والضحى أول ما نزل منها إلى قوله: {فترضى} كما في حديث الطبراني
ومن أمثلة الثاني سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبت ولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معا.
ومنه في السور الطوال المرسلات ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه والمرسلات عرفا فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فلا أدري بأيها ختم {فبأي حديث بعده يؤمنون} أو {إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}.
ومنه سورة الصف لحديثها السابق في النوع الأول.
ومنه سورة الأنعام فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك.
- وأخرج الطبراني من طريق يوسف بن عطية الصفار وهو متروك عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك.
- وأخرج البيهقي في الشعب بسند فيه من لا يعرف عن علي قال: أنزل القرآن خمسا خمسا إلا سورة الأنعام، فإنها نزلت جملة في ألف يشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى أدوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب مرفوعا: أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك.
- وأخرج عن مجاهد قال: نزلت الأنعام كلها جملة واحدة معها خمسمائة ملك.
- وأخرج عن عطاء قال: أنزلت الأنعام جميعا ومعها سبعون ألف ملك.
فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا.
- وقال ابن الصلاح في فتاويه الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبي بن كعب وفي إسناده ضعف، ولم نر له إسنادا صحيحا وقد روي ما يخالفه فروي أنها لم تنزل جملة واحدة بل نزلت آيات منها بالمدينة اختلفوا في عددها؛ فقيل: ثلاث. وقيل: ست. وقيل غير ذلك. انتهى والله أعلم). [الإتقان في علوم القرآن:1/244-246]


رد مع اقتباس