عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:55 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال ناسٌ كثير من العرب قد حيي الرجل وحييت المرأة فبين ولم يجعلوها بمنزلة المضاعف من غير الياء وأخبرنا بهذه اللغة يونس.
وسمعنا بعض العرب يقول أعيياء وأحييةٌ فيبين وأحسن ذلك أن تخفيها وتكون بمنزلتها متحركة وإذا قلت يحيي أو معي ثم أدركه النصب فقلت رأيت معيياً ويريد أن يحييه لم تدغم لأن الحركة غير لازمة ولكنك تخفي وتجعلها بمنزلة المتحركة فهو أحسن وأكثر وإن شئت بينت كما بينت حيي.
والدليل على أن هذا لا يدغم قوله عز وجل: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}.
ومثل ذلك معييةٌ لأنك قد تخرج الهاء فتذهب الحركة وليست بلازمة لهذا الحرف وكذلك محييان ومعييان وحييان إلا أنك إن شئت أخفيت والتبيين فيه أحسن مما في يائه كسرة لأن الكسرة من الياء فكأنهن ثلاث ياءات.
فأما تحيةٌ فبمنزلة أحييةٍ وهي تفعلةٌ.
والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاماً فإذا كان قبلها ياءٌ كان أثقل لها). [الكتاب: 4/397]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن افعاللت من رميت بمنزلة أحييت في الإدغام والبيان والخفاء وهي متحركة وكذلك افعللت وذلك قولك في افعاللت ارماييت وهو يرمايي وأحب أن يرمايي بمنزلة «أن يُحْيَى الموتى» وتقول ارماييا فتجريها مجرى أحييا ويحييان وتقول قد ارموي في هذا المكان كما قلت قد حي فيه وأحي فيه لأن الفتحة لازمة ولا تقلب الواو ياءً لأنها كواو سوير لا تلزم وهي في موضع مد وتقول قد ارمايوا كما تقول قد أحيوا وتقول ارمييت في افعللت يرميي كما تقول يحيي وتقول ارمييا كما تقول قد أحييا ومن قال يحييان فأخفى قال ارمييا فأخفى وتقول قد ارمي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة ومن قال حيي قال إرميي وقد ارموي في هذا المكان لأن الفتحة لازمة ومن قال أحيي فيها قال ارمويي فيها إذا أرادها من ارماييت ولا يقلب الواو لأنها مدة وتقول مرماييةٌ ومرمييةٌ فتخفى كما تقول معييةٌ وإن شئت بينت على بيان معييةٌ والمصدر ارمياءً وارمياءً واحيياءً واحيياءً). [الكتاب: 4/402]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنه قد تدخل الألف واللام في التوكيد في هذه المصادر المتمكنة التي تكون بدلاً من اللفظ بالفعل كدخولها في الأمر والنهى والخبر والاستفهام فأجرها في هذا الباب مجراها هناك.
وكذلك الإضافة بمنزلة الألف واللام.
فأمّا المضاف فقول الله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله} وقال الله تبارك وتعالى: {ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده}. وقال جلّ وعزّ: {الذي أحسن كل شيء خلقه}. وقال جل ثناؤه: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}. ومن ذلك الله أكبر دعوة الحق. لأنّه لمّا قال جلّ وعزّ: {مر السحاب} وقال: {أحسن كلّ شيء} علم أنّه خلقٌ وصنعٌ ولكنّه وكّد وثّبت للعباد. ولما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} حتّى انقضى الكلام علم المخاطبون أنّ هذا مكتوبٌ عليهم مثّبت عليهم وقال كتاب الله توكيداً كما قال صنع الله وكذلك وعد الله لأنّ الكلام الذي قبله وعدٌ
وصنعٌ فكأنّه قال جلّ وعزّ وعداً وصنعا وخلقا وكتابا. وكذلك دعوة الحق لأنّه قد علم أنّ قولك الله أكبر دعاء الحق ولكنّه توكيدٌ كأنّه قال دعاءً حقًّا.
قال رؤبة:
إنّ نزاراً أصبحت نزارا = دعوة أبرارٍ دعوا أبرارا
لأنّ قولك أصبحت نزاراً بمنزلة هم على دعوةٍ بارّةٍ.
وقد زعم بعضهم أنّ كتاب الله نصب على قوله عليكم كتاب الله.
وقال قومٌ: {صبغة الله} منصوبةٌ على الأمر. وقال بعضهم لا بل توكيداً. والصبغة الدين.
وقد يجوز الرفع فيما ذكرنا أجمع على أن يضمر شيئاً هو المظهر كأنّك قلت ذاك وعد الله وصبغة الله أو هو دعوة الحقّ. على هذا ونحوه رفعه.
ومن ذلك قوله جلّ وعزّ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ} كأنه قال ذاك بلاغٌ). [الكتاب: 1/381-382] (م)

رد مع اقتباس