الموضوع: سورة الأنعام
عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 02:28 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا...} الآية [159 مكية / الأنعام / 6] نسخت بآية السيف).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 38]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الخامسة عشرة قوله تعالى {إن الّذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى الله} نسخ آية السّيف
وقد اختلف النّاس في قوله تعالى {فذرهم وما يفترون} قالت ظائفة هي على طريق التهديد وقال آخرون نسخت بآية السّيف وآية السّيف نسخت في القرآن مائة آية وأربعا وعشرين آية). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 89]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّامنة عشرة: قوله تعالى: {لست منهم في شيءٍ}.
للمفسّرين في معناه ثلاثة أقوالٍ:
أحدها: لست من قتالهم في شيءٍ، ثمّ نسخ بآية السّيف، قاله السّدّيّ.
والثّاني: ليس إليك شيءٌ من أمرهم، قاله ابن قتيبة.
والثّالث: أنت بريءٌ منهم وهم منك براءٌ إنّما أمرهم إلى اللّه سبحانه في الجزاء فعلى هذين القولين الآية محكمة). [نواسخ القرآن: 338]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (السادسة عشرة: {لست منهم في شيءٍ} قال السدي لست من قتالهم في شيء ثم نسخت بآية السيف وقال غيره ليس إليك من أمرهم شيء وإنما أمرهم في الجزاء إلى الله تعالى فعلى هذا تكون محكمة).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 35]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (السادس عشر: قوله عز وجل: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كان يفعلون} [الأنعام: 159]، قال السدي: نسختها آية السيف، وليست آية السيف والأمر بالقتال معارضا لما في هذه الآية ومعنى: {لست منهم في شيء}: أي من السؤال عن تفرقتهم، ومعنى تفرقة الدين: اختلافهم فيه، وقيل: إنما أمرهم في المجازاة إلى الله عز وجل، فعلى هذا هي محكمة، وقيل: إنما هو خبر من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم عمن يحدث في دينه من بعده من أمته ويكفر.
وقد جعلوا آية السيف ناسخة لمائة وأربع وعشرين آية، وليس ذلك عن يقين منهم، وإنما يظنون إذا سمعوا أمر الله سبحانه وتعالى لنبيه وللمؤمنين بالصبر وترك الاستعجال – ظنوا أن ذلك منسوخ بآية القتال، وإنما يكون منسوخا بآية القتال النهي عن القتال.
وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إلى الله عز وجل ما يلاقيه من أذى المشركين فيأمره بالصبر، ويعده بالنصر، ويقص عليه أنباء الرسل وما صبروا عليه من الأذى في ذات الله عز وجل: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك} الآية [هود: 120]، ولم ينسخ بآية السيف شيء من ذلك، ولا يحل أن يقال بالظن: هذا ناسخ لكذا، ولا هذا منسوخ بكذا.
ولو كان هذا الناسخ والمنسوخ مقطوعا به لم يقع فيه اختلاف، كيف وهذا يقول في الآية منسوخة، ويقول الآخر بل هي محكمة.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قادرا على القتال فكيف ينهى عنه، وكيف نقول للعاجز عن القيام: لا تقم، وإنما هذا كالفقير يؤمر بالصبر على الفقر فإذا استغنى وجبت عليه الزكاة، فوجوب الزكاة لم يعارض الصبر فيكون ناسخا له.
والنسخ إنما هو رفع حكم الخطاب الثابت بخطاب آت بعده لولاه لكان ثابتا، وهذا واضح.
فإن قيل: فما تصنع فيما يروى عن السلف رضي الله عنهم كابن عباس وغيره، فقد أطلقوا على ذلك النسخ؟ قلت: لم يريدوا بالنسخ ما حددناه به، إنما كانوا يسمون ما يغير الأحوال نسخا). [جمال القراء:1/303-308]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس