عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:13 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد أوزعه يوزعه إيزاعا إذا أغراه وقد أوزعه إذا ألهمه قال الله جل ثناؤه: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك} أي ألهمني ويقال وزعته أزعه وزعا إذا كففته وقال الأصمعي وجاء في الحديث من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن ويقال لا بد للناس من وزعة أي من كففة ويقال زعته أزوعه إذا عطفته قال ذو الرمة:
(وخافق الرأس مثل السيف قلت له = زع بالزمام وجوز الليل مركوم) ).
[إصلاح المنطق: 256]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وأشد حرف من الأضداد، يقال: بلغ فلان أشده، إذا بلغ ثماني عشرة سنة، وبلغ أشده إذا بلغ أربعين سنة، قال الله عز وجل: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة}.
قال الفراء: ويقال: الأشد أربعون سنة. قال: وحكى لي بعض المشيخة بإسناد ذكره أن الأشد ثلاث وثلاثون سنة، والاستواء أربعون سنة. قال: وحكى لي أن الأشد ثماني عشرة سنة.
وقول من قال ثلاث وثلاثون سنة، أشبه بالآية؛ لأنه عطف (الأربعين) عليه، والأربعون أقرب إلى ثلاث وثلاثين منها إلى ثماني عشرة سنة، فكان ذلك أولى، ألا ترى أن قولك: قد أخذت عامة المال أو كله، أحسن من قولك: قد أخذت أقل المال أو كله!
قال: وقول من قال: الأشد ثماني عشرة سنة ليس بخطأ.
قال الفراء: وفي قراءة عبد الله: (حتى إذا استوى وبلغ أشده وبلغ أربعين سنة) قال: فهذا موافق لمعنى قراءتنا، ألا ترى أنك تقول في الكلام للرجل: لما ولد لك وأدركت مدرك الرجال عققت وفعلت! فالإدراك قبل أن يولد له، فقدم المؤخر ثم، كما قدم هاهنا.
وقال بعض النحويين: الأشد اسم واحد لا واحد له، وهو بمنزلك الآنك، والآنك: الرصاص والأسرب.
وقال الفراء: واحد الأشد شد وشد، وأشد كقولهم: فلس وأفلس، وبحر وأبحر، قال عنترة:
عهدي به شد النهار كأنما = خضب البنان ورأسه بالعظلم
العظلم: صبغ أحمر، ويقال: هو البقم، وقال الآخر:
تطيف به شد النهار ظعينة = طويلة أنقاء اليدين سحوق
وقال يونس بن حبيب: واحد الأشد شد، فاعلم. وقال: هو كقولهم: فلان ودي، والقوى أودي، واحتج بقول النابغة:

إني كأني لدى النعمان خبره = بعض الأود حديثا غير مكذوب
بأن حصنا وحيا من بني أسد = قاموا فقالوا حمانا غير مقروب
ويروى عن الأخفش أنه قال: واحد الأشد شدة، قال: وهو كقولهم: نعمة وأنعم.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا ابن إدريس، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله عز وجل: {حتى إذا بلغ أشده}، قال: ثلاثا وثلاثين سنة). [كتاب الأضداد:222- 224]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) }

رد مع اقتباس