عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 ذو القعدة 1431هـ/13-10-2010م, 10:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى 32]

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) }


تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا داود وسليمان علمًا وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين} [النمل: 15] يعنيان: أهل زمانهم من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]

تفسير قوله تعالى:{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: عزّ وجلّ: {وورث سليمان داود} [النمل: 16] قال قتادة: نبوّته وملكه.
{وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ} [النمل: 16]، يعني: كلّ شيءٍ أوتي منه.
{إنّ هذا لهو الفضل المبين} [النمل: 16] البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وورث سليمان داوود...}

كان لداود - فيما ذكروا - تسعة عشر ولداً ذكراً، وإنما خصّ سليمان بالوراثة؛ لأنها وراثة الملك.
وقوله: {علّمنا منطق الطّير}: معنى كلام الطير، فجعله كمنطق الرجل إذ فهم، وقد قال الشاعر:

عجبت لها أنّي يكون غناؤها = رفيعاً ولم تفتح بمنطقها فما
فجعله الشاعر كالكلام ؛ لمّا ذهب به إلى أنها تبكي.). [معاني القرآن: 228-289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وورث سليمان داوود وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ إنّ هذا لهو الفضل المبين}
وقال: {علّمنا منطق الطّير} : لأنها لما كانت تكلمهم صار كالمنطق، وقال الشاعر:
صدّها منطق الدجاج عن القصد = فصبّحت والطير لم تكلّم ).
[معاني القرآن: 3/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({منطق الطّير}، قال قتادة: النمل من الطير.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ جل: {وورث سليمان داوود وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيء إنّ هذا لهو الفضل المبين}
جاء في التفسير : أنه ورثه نبوته ، وملكه، وروي : أنه كان لداود تسعة عشر ولداً ، فورثه سليمان من بينهم النبوة والملك.
وقوله: {وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير}: وجاء في التفسير أنه البله منها.
وأحسبه - والله أعلم - ما ألهم اللّه الطير مما يسبّحه به، كما قال: {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}
وقوله: {وأوتينا من كلّ شيء}
المعنى : أوتينا من كل شيء يجوز أن يؤتاه الأنبياء والنّاس ، وكذلك قوله: {وأوتيت من كلّ شيء}: أي: من كل شيء يؤتاه مثلها ، وعلى هذا جرى كلام النّاس، يقول القائل: قد قصد فلاناً كل أحد في حاجته.
المعنى : قصده كثير من الناس.). [معاني القرآن: 4/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وورث سليمان داود}
سبيل الولد : أن يرث أباه ، فالفائدة في هذا أنه من وراثة العلم ، والقيام بأمر الناس ، ومن هذا :(( العلماء ورثة الأنبياء .)).
ويروى : أنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولداً، فورثه سليمان في النبوة ، والملك دونهم ، وقال:{يا أيها الناس علمنا منطق الطير}
ثم قال جل وعز: {وأوتينا من كل شيء}
أي: من كل شيء يؤتاه الأنبياء والناس ، وهذا على التكثير ، كما يقال : ما بقيت أحداً حتى كلمته في أمرك). [معاني القرآن: 5/119-120]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وورث سليمان داود}، قال ابن عباس: ورثه الحبورة، والحبورة: العلم والحكمة.). [ياقوتة الصراط: 391]

تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وحشر} [النمل: 17]، أي: وجمع.
{لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون} [النمل: 17] قال قتادة: على كلّ صنفٍ منهم وزعةٌ، يرد أولاهم على أخراهم.
وقال الحسن: {فهم يوزعون} [النمل: 17] فهم يدفعون لا يتقدّمه منهم أحدٌ.
وقال السّدّيّ: يوزعون، يعني: يساقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون...}

كانت هذه الأصناف مع سليمان إذا ركب، {فهم يوزعون} يردّ أوّلهم على آخرهم حتّى يجتمعوا، وهي من وزعت الرجل، تقول: لأزعنّكم عن الظلم ، فهذا من ذلك) ).
[معاني القرآن: 2/289]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):({فهم يوزعون}:أي : يدفعون فيستحث آخرهم ، ويحبس أولهم، وفي آية أخرى: {أوزعني أن أشكر نعمتك }، مجازه: شددني إليه ، ومنه قولهم:
وزعني الحلم من السفاه ، أي : منعني، ومنه قوله:
على حين عاقبت المشيب على الصّبا= فقلت ألمّا تصح والشّيب وازع
ومنه الوزعة : الذين يدفعون الخصوم، والناس عن القضاة والأمراء.). [مجاز القرآن: 2/92-93]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يوزعون}: يدفع أخراهم ويحبس أولاهم. يقال وزعته أزعه وزعا إذا دفعته عني). [غريب القرآن وتفسيره: 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فهم يوزعون}: أي: يدفعون، وأصل «الوزع»: الكفّ والمنع، يقال: وزعت الرجل، إذا كففته، و«وازع الجيش» هو الذي يكفّهم عن التفرّق، ويردّ من شذّ منهم.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون}
في اللغة : يوزعون : يكفّون، وجاء في التفسير : يكف أولهم ، ويحبس أولهم على آخرهم.). [معاني القرآن: 4/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فهم يوزعون}
روى معمر ، عن قتادة قال: يرد أولهم على آخرهم.
قال أبو جعفر : أصل وزعته : كففته ، ومنه لا بد للناس من وزعة، ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن .
روى عطاء الخراساني ، عن ابن عباس:{ فهم يوزعون}، قال : على كل صنف منهم وزعة ، يرد أولاها على أخراها ، لئلا يتقدموا في المسير كما يصنع الملوك .
فهذا قول بين ، ومنه وزع فلان فلانًا عن الظلم ؛ إذا كفه عنه، كما قال النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت ألما يصح والشيب وازع ).
[معاني القرآن: 5/120-121]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (وأما قوله تعالى : {فهم يوزعون}: أي: يحبسن أولهم، حتى يأتي آخرهم بسلطان مبين، أي: بحجة مبينة).
[ياقوتة الصراط: 392]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُوزَعُونَ}: أي: يدعون ، وأصل الوزع: الكف والمنع ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {تُوزَعُونَ}: على آخرهم يجلس أولهم.). [العمدة في غريب القرآن: 229]

تفسير قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى إذا أتوا على وادي النّمل} [النمل: 18] قال قتادة: وادٍ بالشّام.
{قالت نملةٌ يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده} [النمل: 18] قال اللّه: {وهم لا يشعرون} [النمل: 18]، أي: والنّمل لا يشعرن أنّ سليمان يفهم كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {قالت نملةٌ يأيّها النّمل ادخلوا مساكنكم }: هذا من الحيوان الذي خرج مخرج الآدميين، العرب قد تفعل ذلك ،

قال: شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه= إذا ما بنوا نعشٍ دنوا فتصوّبوا.). [مجاز القرآن: 2/93]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وهذا سليمان عليه السلام يفهم منطق الطّير وقول النّمل، والنمل من الحكل، والحكل ما لا يسمع له صوت.
قال رؤبة:
لو كنتُ قَدْ أوتيت عِلْمَ الحُكْلِ = عِلْمَ سُليمانَ كَلامَ النَّمْلِ
وقال العمانيّ يمدح رجلا:
ويفهمُ قولَ الحُكْلِ لَو أنَّ ذَرَّةً = تُسَاوِدُ أُخْرَى لَمْ يَفْتْهُ سَوادُهَا
والسّواد: السِّرار، جعل قولها سراراً، لأنَّها لا تُصَوِّت.
وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تخبره الذّراع المسمومة
ويخبره البعير أنّ أهله يجيعونه ويدئبونه.
في أشباه لهذا كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 114]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا أتوا على واد النّمل قالت نملة يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}
يروى : أن وادي النمل هذا كان بالشام، وأن نمل سليمان عليه السلام كان مثال الذّباب.
{قالت نملة يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}: جاء لفظ ادخلوا كلفظ ما يعقل، يقال للناس: ادخلوا ، وكذلك للملائكة والجنّ، وكذلك دخلوا، فإذا ذكرت النمل قلت: قد دخلن ودخلت، وكذلك سائر ما لا يعقل، إلا أنّ النمل ههنا أجري مجرى الآدميين حين نطق كما ينطق الآدميون.
{لا يحطمنّكم سليمان وجنوده}: و {لا تحطمنّكم}
ويقرأ :{لا يحطمنّكم سليمان}،لا تحطمنّكم سليمان، ولا يحطّمنّكم جائزة.). [معاني القرآن: 4/112]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {حتى إذا أتوا على واد النمل}
يروى: أنه واد كان بالشام نمله على قدر الذباب ، وقرأ سليمان التيمي :{يا أيها النمل ادخلوا مساكنكن لا يحطمنكن سليمان بجنوده} ). [معاني القرآن: 5/121]

تفسير قوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي برَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فتبسّم} [النمل: 19] سليمان.
{ضاحكًا من قولها وقال ربّ أوزعني} [النمل: 19] يقول: ألهمني.
{أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين} [النمل: 19]، يعني: مع عبادك.
{الصّالحين} [النمل: 19]، يعني: المؤمنين، وهو تفسير السّدّيّ، وهم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/537]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وأمّا وقوله: {أوزعني...}: فمعناه: ألهمني).
[معاني القرآن: 2/289]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أوزعني أن أشكر نعمتك}: ألهمني والشيب وازع أي مانع والوزعة الشرط). [غريب القرآن وتفسيره: 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وقوله: {ربّ أوزعني} : أي: ألهمني، وأصل «الإيزاع»: الإغراء بالشيء، يقال: أوزعته بكذا، أي: أغريته به، وهو موزع بكذا، ومولع بكذا. ومنه قول أبي ذؤيب في الكلاب.
= أولي سوابقها قريبا توزع
أي :تفرى بالصيد.). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فتبسّم ضاحكا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين}: لأن أكثر ضحك الأنبياء عليهم السلام : التبسم.
و{ضاحكاً}: منصوب، حال مؤكدة، لأن تبسّم بمعنى : ضحك.
وقال:{ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك}: معنى {أوزعني}: ألهمني، وتأويله في اللغة : كفّني عن الأشياء إلّا عن شكر نعمتك، أي: كفني عما يباعد منك،{وأن أعمل صالحا ترضاه} ). [معاني القرآن: 4/112-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فتبسم ضاحكا من قولها}
ويقرأ : {فتبسم ضحكا من قولها}، ويقال : كذلك ضحك الأنبياء
وقوله جل وعز: {وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك}
قال أهل التفسير :{أوزعني }: أي: ألهمني ، وهو مأخوذ من الأول ، أي: كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك ، أي: كفني عما يباعد منك). [معاني القرآن: 5/122]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أوزعني}:ألهمني). [ياقوتة الصراط: 392]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وأَوْزِعْنِي}: أي: ألهمني، وأصل الإيزاع: الإغراء بالشيء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {أَوْزِعْنِي}: ألهمني). [العمدة في غريب القرآن: 230]


تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} [النمل: 20] أم هو غائبٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ سليمان أراد أن يأخذ مفازةً، فدعا بالهدهد، وكان سيّد الهداهد، ليعلم له مسافة الماء، وكان قد أعطي من البصر بذلك شيئًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/537]
لم يعطه غيره من الطّير.
وقال الكلبيّ: كان يدلّه على الماء إذا نزل النّاس وكان ينقر بمنقاره في الأرض فيخبر سليمان كم بينه وبين الماء من قامةٍ.
- قال يحيى: وحدّثني محمّد بن راشدٍ التّيميّ، أنّ نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاسٍ: لم تفقّد سليمان الهدهد؟ قال: إنّهم كانوا إذا سافروا نقر لهم الهدهد عن أقرب الماء في الأرض، فقال نافع بن الأزرق: وكيف يعلم أقرب الماء في الأرض، ولا يعلم بالفخّ حتّى يأخذ بعنقه؟ قال ابن عبّاسٍ: أما علمت أنّ الحذر لا يغني مع القدر شيئًا؟.
وقال الحسن: كان سليمان إذا أراد أن يركب جاءت الرّيح، فوضع سرير مملكته عليها، ووضعت الكراسيّ والمجالس على الرّيح، وجلس سليمان على سريره، وجلس وجوه أصحابه على منازلهم في الدّين عنده من الجنّ والإنس، والجنّ يومئذٍ ظاهرةٌ للإنس، رجالٌ أمثال الإنس إلا أنّهم أدمٌ، يحجّون جميعًا ويصلّون جميعًا، ويعتمرون جميعًا، والطّير ترفرف على رأسه ورءوسهم، والشّياطين
حرسه لا يتركون أحدًا يتقدّم بين يديه وهو قوله: {فهم يوزعون} [النمل: 17] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}

بفتح الياء ، وإسكانها في مالي، والفتح أجود، وقد فسرنا ذلك.
وقوله {أم كان من الغائبين}: معناه: بل كان من الغائبين.
وجاء في التفسير : أن سليمان صلى الله عليه وسلم تفقد الهدهد ؛ لأنه كان مهندس الماء، وكان سليمان عليه السلام، إذا نزل بفلاة من الأرض ، عرف مقدار مسافة الماء من الهدهد.
وقيل : إنّ الهدهد يرى الماء في الأرض ، كما يرى الماء في الزّجاجة.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد}
قال أبو مجلز : قال ابن عباس لعبد الله بن سلام : أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل ؟.
قال : أتسألني ، وأنت تقرأ القرآن ؟!.
قال : نعم ، ثلاث مرات
قال : لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير؟.
قال:أحتاج إلى الماء ، ولم يعرف عمقه ، أو قال: مسافته ، وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير ، فتفقده .
وفي غير هذا عن ابن عباس ،’ أن نافع بن الأزرق قال له:كيف هذا ، والصبي يصيده ؟!، فقال له ابن عباس : إذا وقع القضاء عمي البصر .
وقال عطاء : حدثنا مجاهد ، عن ابن عباس قال: كان سليمان يجلس ، وتجعل السرر بين يديه ، ويأمر الإنس فيجلسون عليها ، ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ، ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ، ثم يظلهم الطير ، وتقلهم الريح مسيرة شهر ، ورواحها شهر ، فتفقد الهدهد من الطير فقال: {لأعذبنه عذابا شديدا} ). [معاني القرآن: 5/122-124]

تفسير قوله تعالى:{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه} [النمل: 21] قال قتادة: وعذابه أن ينتف ريشه وأن يذره في المنزل حتّى تأكله الدّود والنّمل.
قوله عزّ وجلّ: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} [النمل: 21]، أي: بعذرٍ بيّنٍ، في تفسير قتادة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قال: وحدّثني قباث بن رزينٍ اللّخميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: بحجّةٍ بيّنةٍ.
وقال السّدّيّ: بحجّةٍ بيّنةٍ أعذره بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {لأعذّبنّه عذاباً شديداً} ، يقال: نتف الرّيش، {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ}: أي: بعذر بين).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابا شديدا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطان مبين}
روي : أن عذاب سليمان - كان للطير - : أن ينتف ريش جناح الطائر ، ويلقى في الشمس.
{أو ليأتينّي بسلطان مبين}:أي : ليأتيني بحجة في غيبته.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {فتفقد الهدهد من الطير فقال: لأعذبنه عذابا شديدا}
وكان تعذيبه إياه : نتفه ، وإلقاءه إياه في الأرض ، لا يمتنع من نملة ، ولا هامة.
قال عبد الله بن شداد : كان تعذيبه إياه : أن ينتفه ، ويلقيه في الشمس .
ثم قال جل وعز: {أو ليأتيني بسلطان مبين} : أي: بحجة بينة.). [معاني القرآن: 5/124]


تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فمكث غير بعيدٍ} [النمل: 22] رجع من ساعته.
{فقال أحطت بما لم تحط به} [النمل: 22]، أي: بلغت ما لم تبلغ أنت ولا جنودك في تفسير قتادة.
وقال الحسن: علمت ما لم تعلم.
{وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} [النمل: 22] قال قتادة: أي: بخبرٍ حقٍّ يقينٍ.
وسبأٌ في تفسير الحسن وقتادة، أرضٌ.
وقال قتادة: أرضٌ باليمن يقال لها مأربٌ، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليالٍ.
- قال: وحدّثني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن علقمة بن وعلة، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن سبإٍ، أرجلٌ أم امرأةٌ، أم أرضٌ؟ فقال: بل هو رجلٌ ولد عشرةً، فباليمن منهم ستّةٌ، وبالشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذحجٌ، وحمير، وكندة، وأنمارٌ، والأزد، والأشعريّون، وبالشّام: لخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فمكث غير بعيدٍ...}

قرأها الناس بالضمّ، وقرأها عاصم بالفتح: فمكث، وهي في قراءة عبد الله :{فتمكّث} ، ومعنى {غير بعيدٍ} غير طويل من الإقامة، والبعيد ، والطويل مقاربان.
وقوله: {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك} ، قال بعض العرب: أحطّ ، فأدخل الطاء مكان التاء، والعرب إذا لقيت الطاء التاء ، فسكنت الطاء قبلها ، صيّروا الطاء تاء، فيقولون: أحتّ، كما يحوّلون الظاء تاءً في قوله: {أوعتّ أم لم تكن من الواعظين} ، والذال والدال تاء مثل : {أختّم} ، ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله : {وأختّم}، ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاءً ، فيقول: أحط.
وقوله: {وجئتك من سبأ بنبإٍ يقينٍ} : القراء على إجراء {سبأ} ؛ لأنه فيما ذكروا رجل ، وكذلك فأجره إن كان اسماً لجبل، ولم يجره أبو عمرو بن العلاء، وزعم الرؤاسيّ : أنه سأل أبا عمرو عنه فقال: ليس أدري ما هو، وقد ذهب مذهباً إذ لم يدر ما هو؛ لأنّ العرب إذا سمّت بالاسم المجهول تركوا إجراءه ، كما قال الأعشى:
وتدفن منه الصّالحات وإن يسئ = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
فكأنه جهل الكبكب، وسمعت أبا السفّاح السّلولي يقول: هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم في التسمية.
... الصعرور شبيه بالصمغ.
وقال الشاعر في إجرائه:
الواردون وتيم في ذرا سبأٍ = قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
ولو جعلته اسماً للقبيلة أن كان رجلاً ، أو جعلته اسماً لما حوله إن كان جبلاً لم تجره أيضاً). [معاني القرآن: 2/290]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فمكث غير بعيدٍ " أي غير طويل، كاف " مكث " مفتوحة، وبعضهم يضمها). [مجاز القرآن: 2/93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين)
ويقرأ فمكث بضم الكاف وفتحها، أي غير وقت بعيد.
وقوله: (فقال أحطت بما لم تحط به).
المعنى فجاء الهدهد فسأله سليمان عن غيبته، فقال أحطت بما لم تحط به، وحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه، ومعنى أحطت علمت شيئا من جميع جهاته، تقول: أحطت بهذا علما، أي علمته كلّه لم يبق عليّ منه شيء.
وقوله: (وجئتك من سبإ بنبإ يقين).
يقرأ بالصرف والتنوين، ويقرأ من سبأ - بفتح سبأ وحذف التنوين، فأمّا من لم يصرف فيجعله اسم مدينة، وأما من صرف، فذكر قوم من النحويين أنه اسم رجل واحد، وذكر آخرون أن الاسم إذا لم يدر ما هو لم يصرف، وأحد هذين القولين خطأ لأن " الأسماء حقها الصرف، فإذا لم يعلم الاسم للمذكر هو أو للمؤنث فحقه الصرف حتّى يعلم أنه لا ينصرف، لأن أصل الأسماء الصرف، وكل ما لا ينصرف فهو يصرف في الشعر.
وأما الذين قالوا إن سبأ اسم رجل فغلط أيضا لأن سبأ هي مدينة تعرف بمأرب من اليمن بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام.
قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ= يبنون من دون سيلها العرما
فمن لم يصرف لأنه اسم مدينة، ومن صرفه - والصرف فيه أكثر في القراءة - فلأنه يكون اسما للبلد فيكون مذكرا سمّي به مذكّر فإن صحت فيه رواية، فإنما هو أن المدينة سميت باسم رجل). [معاني القرآن: 4/114-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فمكث غير بعيد}
أي غير وقت بعيد
والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال؛ أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به
في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته {فقال أحطت بما لم تحط به}
ومعنى أحطت بالشيء علمته من جميع جهاته.
وقوله جل وعز: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين}
قيل سبأ اسم رجل
وقيل هي مدينة قرب اليمن). [معاني القرآن: 5/124-125]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23]، أي: من كلّ شيءٍ أوتيت منه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/539]
{ولها عرشٌ عظيمٌ} [النمل: 23] قال قتادة: وعرشها سريرها، وكان سريرًا حسنًا، كان من ذهبٍ وقوائمه لؤلؤٌ وجوهرٌ، وكان مسترًا بالدّيباج والحرير، وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبياتٍ بالبيت الّذي هو فيه، مغلّقةٌ مقفلةٌ، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ولها عرشٌ عظيمٌ} أي سرير).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا للكبير: (جلل)، وللصغير: (جلل)، لأنّ الصغير قد يكون كبيرا عند ما هو أصغر منه، والكبير يكون صغيرا عند ما هو أكبر منه، فكلّ واحد منهما صغير كبير.
ولهذا جعلت (بعض) بمعنى (كلّ)، لأنّ الشيء يكون كلّه بعضا لشيء، فهو بعض وكلّ.
وقال عز وجل: {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} (وكلّ) بمعنى (بعض)، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ، و{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}،
وقال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 189-190] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّي وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كلّ شيء ولها عرش عظيم )
معناه وأوتيت من كل شيء تعطاه الملوك ويؤتاه الناس، والعرش سرير عظيم). [معاني القرآن: 4/115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني وجدت امرأة تملكهم}
قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار
ثم قال جل وعز: {وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}
أي من كل شيء يؤتاه مثلها
ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر). [معاني القرآن: 5/125]

تفسير قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه} [النمل: 24] قال الحسن: كانوا قومًا مجوسًا.
{وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا.
قوله عزّ وجلّ: {الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض} [النمل: 25] قال قتادة: أي: يعلم السّرّ في السّماوات والأرض، والخبء من الخبيئة.
وقال مجاهدٌ: الخبء، والغيب.
قال يحيى: وهو واحدٌ.
ويعلم ما يخفون في صدورهم.
وما يعلنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ يسجدوا للّه...}

تقرأ {ألاّ يسجدوا} ويكون {يسجدوا} في موضع نصب، كذلك قرأها حمزة. وقرأها أبو عبد الرحمن السّلمي والحسن وحميد الأعرج مخفّفة (ألا يسجدوا) على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا فيضمر هؤلاء، ويكتفى منها بقوله (يا) قال: وسمعت بعض العرب يقول: ألا يا ارحمانا، ألا يا تصدّقا علينا قال: يعنيني وزميلي.
وقال الشاعر - وهو الأخطل -
ألا يا اسلمى يا هند هند بني بدر=وإن كان حيّانا عديً آخر الدهر
... حدثني بعض المشيخة - وهو الكسائي - عن عيسى الهمداني قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرءونها إلاّ بالتخفيف على نيّة الأمر. وهي في قراءة عبد الله (هلاّ تسجدون لله) بالتاء فهذه حجّة لمن خفّف. وفي قراءة أبيّ (ألا تسجدون لله الذي يعلم سرّكم وما تعلنون) وهو وجه الكلام لأنها سجدة ومن قرأ {ألاّ يسجدوا} فشدّد فلا ينبغي لها أن تكون سجدة؛ لأن المعنى: زين لهم الشيطان ألاّ يسجدوا والله أعلم بذلك.
وقوله: {يخرج الخبء} مهموز. وهو الغيب غيب السّموات وغيب الأرض. ويقال: هو الماء الذي ينزل من السّماء والنبت من الأرض وهي في قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السّموات) وصلحت (في) مكان (من) لأنك تقول: لأستخرجنّ العلم الذي فيكم منكم، ثم تحذف أيّهما شئت أعني (من) و(في) فيكون المعنى قائماً على حاله). [معاني القرآن: 2/291]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألا يسجدوا لله " مجازه الأمر، وهذه الياء التي قبل الألف " اسجدوا " تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك: اضرب يا فتى، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجاج:
يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمى
فالياء زائدة في قوله: " يا سلمى "، وقال ذو الرمة:
ألا يا سلمى يا دار مّيٍ على البلى=ولا زال منهلاً بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا سلمى يا هند بني بدر= وإن كان حيّاناً عدى آخر الدهر
" الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض " ما خبأت في نفسك أي ما أسررت). [مجاز القرآن: 2/94-93]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألاّ يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون}
وقال: {ألاّ يسجدوا} يقول {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم} لـ"أن لاّ يسجدوا". وقال بعضهم {ألا يسجدوا} فجعله أمراً كأنه قال لهم "ألا اسجدوا" وزاد بينهما "يا" التي تكون للتنبيه ثم اذهب ألف الوصل التي في "اسجدوا" وأذهب الألف التي في "يا" لأنها "ساكنة لقيت السين فصارت {ألا يسجدوا}. وفي الشعر:
ألا يا سلمى يا دارمّيٍ على البلى = [ولا زال منهلاً بجرعائك القطر]
وإنّما هي: ألا يا اسلمى). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الخبء}: ما خبأته). [غريب القرآن وتفسيره: 287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض} أي المستتر فيهما.
وهو من «خبأت الشيء»: إذا أخفيته. وقالوا: «خبء السماء: المطر وخبء الأرض: النبات»). [تفسير غريب القرآن:323-324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
وقال الشاعر:
يا دار سلمى يا اسلَمِي ثم اسلَمِي). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك يحذفون من الكلمة الحرف والشّطر والأكثر، ويبقون البعض والشطر والحرف، يوحون به ويومئون.
يقولون: «لم يك»، فيحذفون النون مع حذفهم الواو لاجتماع الساكنين. ويقولون: «لم أبل» يريدون: لم أبال. ويقولون: ولاك افعل كذا، يريدون: ولكن، قال الشاعر:
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
ويحذفون في الترخيم، فيقولون: يا صاح، يريدون: يا صاحب، ويا حار، يريدون: يا حارث.
وقرأ بعض المتقدمين: (وَنَادَوْا يَا مَالِ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)، أي يا مالك.
وقال الله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ}، أي ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
ويقولون: عِمْ صباحا، أي أَنْعِمْ). [تأويل مشكل القرآن: 306-305] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ألّا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
ويقرأ ألا يسجدوا، فمن قرأ بالتشديد، فالمعنى وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم ألّا يسجدوا، أي فصدهم لئلا يسجدوا لله.
وموضع (أن) نصب بقوله فصدهم، ويجوز أن يكون موضعها جرّا وإن حذفت اللام.
ومن قرأ بالتخفيف فـ ألا لابتداء الكلام والتنبيه، والوقوف عليه ألا يا - ثم يستأنف فيقول: اسجدوا للّه، ومن قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة من القرآن ومن قرأ آلّا يسجدوا - بالتشديد – فليس بموضع سجدة، ومثل قوله ألا ياسجدوا بالتخفيف قول ذي الرّمّة.
ألا يا أسلمي يا دار ميّ على البلى=ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر=تحيّة من صلّى فؤادك بالجمر
وقال العجاج:
يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي =بسمسم أو عن يمين سمسم
وإنما أكثرنا الشاهد في هذا الحرف كما فعل من قبلنا، وإنما فعلوا ذلك لقلة اعتياد العامّة لدخول " يا " إلّا في النداء، لا تكاد العامة تقول: يا قد قدم زيد، ولا يا اذهب بسلام.
وقوله: (للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض).
كل ما خبأته فهو خبء، وجاء في التفسير أن الخبء ههنا القطر من السماء، والنبات من الأرض.
ويجوز وهو الوجه أن يكون الخبء كل ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيب في السّماوات والأرض.
ودليل هذا قوله تعالى: (ويعلم ما تخفون وما تعلنون) ). [معاني القرآن: 4/116-115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألا يسجدوا لله}
هي أن دخلت عليها لا
والمعنى لئلا يسجدوا لله
ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم
وقرأ ابن عباس وعبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج ألا يا اسجدوا لله
والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا لله كما قال الشاعر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم =والصالحين على سمعان من جار
فالمعنى يا هؤلاء لعنة الله وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله
والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شيء ليس منه
ثم قال جل وعز: {الذي يخرج الخبء في السموات والأرض}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال الخبء ما غاب
وروى معمر عن قتادة قال الخبء السر
وقيل الخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله: {ويعلم ما يخفون وما يعلنون}
وفي قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السموات والأرض)). [معاني القرآن: 5/126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ}: أي: المستتر فيها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {الْخَبْءَ}: ماء السماء ونبات الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 230]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({اللّه لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم} [النمل: 26]
[تفسير القرآن العظيم: 2/540]
- المعلّى بن هلالٍ، عن عمّارٍ الذّهنيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا يعلم قدر العرش إلا الّذي خلقه.
- قال: وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من حملة العرش، رجلاه في الأرض السّفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطّير مسيرة سبع مائة سنةٍ يقول: سبحانك حيث كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/541]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين} [النمل: 27] قال الحسن: فابتلي، أي: فاختبر منه ذلك، فوجده صادقًا}). [تفسير القرآن العظيم: 2/541]

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم} [النمل: 28] يقول: ثمّ انصرف عنهم.
{فانظر ماذا يرجعون} [النمل: 28] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّها امرأةٌ من أهل اليمن كانت في بيت مملكةٍ، يقال لها بلقيس ابنة شرحبيل، فهلك قومها، فملكت.
- قال يحيى: وحدّثني المبارك، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لن يفلح قومٌ تملكهم امرأةٌ».
سعيدٌ، قال قتادة: وأنّها كانت إذا رقدت غلّقت الأبواب، وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها، فلمّا غلّقت الأبواب وآوت إلى فراشها أتاها الهدهد حتّى دخل من كوّة بيتها، فقذف الصّحيفة على بطنها أو بين ثدييها، فأخذت الصّحيفة فقرأتها فـ {قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ} [النمل: 29] أي:
[تفسير القرآن العظيم: 2/541]
حسنٌ، حسنٌ ما فيه، تفسير السّدّيّ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ تولّ عنهم فانظر...}

يقول القائل: كيف أمره أن يتولّى عنهم وقد قال {فانظر ماذا يرجعون} وذلك في العربيّة بيّن أنه استحثّه فقال: اذهب بكتابي هذا وعجّل ثم أخّر {فانظر ماذا يرجعون} ومعناها التقديم. ويقال: إنه أمر الهدهد أن يلقى الكتاب ثم يتوارى عنها ففعل: ألقى الكتاب وطار إلى كوّة في مجلسها. والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 2/291]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اذهب بّكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون}
قال: {ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} فـ{ثمّ تولّ عنهم} مؤخرة لأن المعنى "فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثمّ تولّ عنهم"). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وفي قوله تعالى: (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون)
(ألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم) - خمسة أوجه:
فالقهي إليهم بإثبات الياء - وهو أكثر القراءة، ويجوز فألقه - إليهم بحذف الياء وإثبات الكسرة، لأن أصله فألقيه إليهم.
فحذفت الياء للجزم، أعني ياء ألقيه، ويجوز فالقهو إليهم بإثبات الواو.
ويجوز فألقه إليهم بالضمّ، وحذفت الواو، وقد قرئ فألقه إليهم بإسكان الهاء، فأمّا إثبات الياء فهو أجودها فألقهي، فإن الياء التي تسقط للجزم قد سقطت قبل الهاء، لأن الأصل فألقيه إليهم، ومن حذف الياء وترك الكسرة بعد الهاء فلأنّه كان إذا أثبت الياء في قولك أنا ألقيه إليهم كان الاختيار حذف الياء التي بعد الهاء.
وقد شرحنا ذلك في قوله (يؤدّه إليك) شرحا كافيا.
ومن قرأ (فألقهو إليهم) ردّه إلى أصله، والأصل إثبات الواو مع هاء الإضمار. تقول ألقيتهو إليك.
ومعنى قولنا إثبات الواو والياء أعني في اللفظ ووصل الكلام، فإذا وقفت وقفت بهاء، وإذا كتبت كتبت بهاء. ومن قرأ بحذف الواو وإثبات الضمة فذلك مثل حذف الياء وإثبات الكسرة، ومن أسكن الهاء فغالط، لأن الهاء ليست بمجزومة ولها وجه من القياس، وهو أنه يجري الهاء في الوصل على حالها في الوقف، وأكثر ما يقع هذا في الشعر أن تحذف هذه الهاء وتبقي كسرة.
قال الشاعر:
فإن يك غثا أو سمينا فإنني=سأجعل عينيه لنفسه مقنعا
وقوله تعالى: (ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون)
فيه قولان:
قال بعضهم: كل معناه التقديم والتأخير، معناه اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم،
وقال هذا لأنّ رجوعه من عندهم والتولي عنهم بعد أن ينظر ما الجواب.
وهذا حسن، والتقديم والتأخير كثير في الكلام، وقالوا معنى (ثمّ تولّ عنهم) تول عنهم مستترا من حيث لا يرونك، فانظر ماذا يردون من الجواب). [معاني القرآن: 4/117-116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}
قيل المعنى فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم
وقيل إنما أدبه بأدب الملوك أي فألقه إليهم ولا تقف منتظرا ولكن تول ثم ارجع). [معاني القرآن: 5/128]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ...}
جعلته كريماً ؛ لأنه كان مختوما، كذلك حدّثت، ويقال: وصفت الكتاب بالكرم لقومها ؛ لأنها رأت كتاب ملكٍ عندها ، فجعلته كريماً لكرم صاحبه،
ويقال: إنها قالت{كريم} قبل أن تعلم أنه من سليمان، وما يعجبني ذلك لأنها كانت قارئةً ، قد قرأت الكتاب قبل أن تخرج إلى ملئها.). [معاني القرآن: 2/291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ} : أي: شريف: بشرف صاحبه، ويقال: بالخاتم). [تفسير غريب القرآن: 324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل، وقال:{إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ}أي شريف لشرف كاتبه، ويقال: شريف بالختم)
[تأويل مشكل القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتاب كريم}
فمضى الهدهد ، فألقى الكتاب إليهم ، فسمعها تقول: {يا أيها الملأ}، فحذف، هذا لأن في الكلام دليلاً عليه.
ومعنى : {كتاب كريم}: حسن ما فيه ). [معاني القرآن: 4/117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالت يا أيها الملأ}
في الكلام حذف ، والمعنى : فذهب، فألقاه إليهم ، فسمعها تقول :{يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم }
قيل : قالت كريم ؛ لكرم صاحبه ، وشرفه ، وقيل: لأنه كان مختوماً.
وقيل : قالت كريم من أجل ما فيه ، وكان فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان إلى بلقيس :{ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين }، وكانت كتب الأنبياء مختصرة ، واحتذى الناس عليه : من عبد الله .
قال عاصم ، عن الشعبي قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كتب ، كان يكتب باسمك اللهم ، فلما نزلت :{بسم الله مجريها ومرساها }، كتب بسم الله ،
فلما نزلت :{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن }، كتب بسم الله الرحمن ، فلما نزلت :{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم }، كتب بسم الله الرحمن الرحيم .
قال عاصم : قلت للشعبي : أنا رأيت كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال: ذاك الكتاب الثالث.). [معاني القرآن: 5/127-129]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {كتاب كريم }، قال: كان مختوماً.). [ياقوتة الصراط: 392]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم...}
مكسورتان أعني إنّ وإنّ. ولو فتحتا جميعاً كان جائزاً، على قولك: ألقي إليّ أنه من سليمان وأنّه بسم الله الرحمن الرحيم فموضعهما رفع على التكرير على الكتاب: ألقي إليّ أنه من سليمان وإن شئت كانتا في موضع نصب لسقوط الخافض منهما. وهي في قراءة أبيّ (وأن بسم الله الرحمن الرحيم) ففي ذلك حجّة لمن فتحهما؛ لأنّ (أن) إذا فتحت ألفها مع الفعل أو ما يحكى لم تكن إلاّ مخفّفة النون.
وقوله: {ألاّ تعلوا...}
فألفها مفتوحة لا يجوز كسرها. وهي في موضع رفع إذا كررتها على {ألقي} ونصب على: ألقي إليّ الكتاب بذا، وألقيت الباء فنصبت. وهي في قراءة عبد الله (وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فهذا يدلّ على الكسر؛ لأنها معطوفة على: إني ألقي إليّ وإنه من سليمان. ويكون في قراءة أبيّ أن تجعل (أن) التي في بسم الله الرحمن الرحيم هي (أن) التي في قوله: {أن لا تعلوا عليّ} كأنها في المعنى. ألقي إليّ أن لا تعلوا عليّ. فلمّا وضعت في (بسم الله) كرّرت على موضعها في {أن لا تعلوا} كما قال الله {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم} فأنكم مكررة ومعناها واحد والله أعلم. ألا ترى أن المعنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا كنتم تراباً وعظاماً). [معاني القرآن: 2/292-291]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرحمن الرّحيم}
وقال: {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرحمن الرّحيم} على {إنّي ألقي إليّ كتابٌ} {إنّه من سليمان} و{وإنّه بسم اللّه} و"بسم الله" مقدمة في المعنى). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى (كتاب كريم) حسن ما فيه، ثم بيّنت ما فيه فقالت:
(إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم (30) ألّا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين (31)
فهذا ما كان في الكتاب، وكتب الأنبياء صلوات اللّه عليهم جارية على الإيجاز والاختصار، وقد روي أن الكتاب كان من عبد اللّه سليمان إلى بلقيس بنت سراحيل، وإنما كتب الناس من عبد اللّه احتذاء بسليمان). [معاني القرآن: 4/117-118]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ألّا تعلوا عليّ} [النمل: 31]، أي: لا تمتنعوا عليّ.
{وأتوني مسلمين} [النمل: 31] وقال بعضهم في الأمر: ألا تخلّفوا عنّي {وأتوني مسلمين} [النمل: 31].
قال: وكذلك كانت تكتب الأنبياء جملا لا يطنبون ولا يكثرون.
قوله عزّ وجلّ: {وأتوني مسلمين} [النمل: 31] تفسير قتادة، يعني: الإسلام.
وتفسير الكلبيّ: وأتوني مقرّين بالطّاعة، أي: مستسلمين ليس، يعني: الإسلام}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ تعلوا...}

فألفها مفتوحة لا يجوز كسرها. وهي في موضع رفع إذا كررتها على {ألقي} ونصب على: ألقي إليّ الكتاب بذا، وألقيت الباء فنصبت. وهي في قراءة عبد الله (وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فهذا يدلّ على الكسر؛ لأنها معطوفة على: إني ألقي إليّ وإنه من سليمان. ويكون في قراءة أبيّ أن تجعل (أن) التي في بسم الله الرحمن الرحيم هي (أن) التي في قوله: {أن لا تعلوا عليّ} كأنها في المعنى. ألقي إليّ أن لا تعلوا عليّ. فلمّا وضعت في (بسم الله) كرّرت على موضعها في {أن لا تعلوا} كما قال الله {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم} فأنكم مكررة ومعناها واحد والله أعلم. ألا ترى أن المعنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا كنتم تراباً وعظاماً). [معاني القرآن: 2/292-291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألّا تعلوا عليّ} من «العلو» أي: لا تتكبروا). [تفسير غريب القرآن: 324]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى (ألّا تعلوا عليّ) ألا تترفعوا عليّ وإن كنتم ملوكا). [معاني القرآن: 4/118] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: (أَوْ لا أَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) بزيادة ألف.
وكذلك (وَلا أَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ) بزيادة ألف بعد لام ألف.
وهذا أكثر في المصحف من أن نستقصيه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين}
أي أن لا تتكبروا
ويجوز أن يكون المعنى بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو
ويجوز على مذهب الخليل وسيبويه أن تكون أن بمعنى أي مفسرة كما قال وانطلق الملأ منهم أن امشوا
ويجوز أن يكون المعنى إني ألقي إلي أن لا تعلوا علي). [معاني القرآن: 5/130]

تفسير قوله تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالت يا أيّها الملأ أفتوني في أمري} [النمل: 32] استشارتهم.
{ما كنت قاطعةً أمرًا حتّى تشهدون {32}}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يا أيّها الملأ أفتوني...}

جعلت المشورة فتيا. وذلك جائز لسعة العربية.
وقوله: {ما كنت قاطعةً أمراً} وفي قراءة عبد الله (ما كنت قاضيةً أمراً) والمعنى واحد تقول لا أقطع أمراً دونك، ولا أقضي أمراً دونك). [معاني القرآن: 2/292]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (قالت يا أيّها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتّى تشهدون)
أي بيّنوا لي ما أعمل، والملأ وجوه القوم، الذين هم ملاء بما يحتاج إليه). [معاني القرآن: 4/118]


رد مع اقتباس