عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نّجّيناهم بسحرٍ...}.
سحر ههنا يجري؛ لأنه نكرة، كقولك: نجيناهم بليلٍ، فإذا ألقت منه العرب الباء لم يجروه، فقالوا: فعلت هذا سحر يا هذا، وكأنهم في تركهم إجراءه أنّ كلامهم كان فيه بالألف واللام، فجرى على ذلك، فلما حذفت الألف واللام، وفيه نيتهما لم يصرف.
كلام العرب أن يقولوا: ما زال عندنا مذ السحر، لا يكادون يقولون غيره). [معاني القرآن: 3/109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرّسلنا عليهم حاصباً} حجارة والحاصب أيضاً يكون من الجليد قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا = بحاصب كنديفٍ القطن منثور
على عمائمنا يلقى وأرحلنا = على زواحف تزجى مخّهارير). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إلّا آل لوط نجّيناهم بسحر}
(سحر) إذا كان نكرة يراد به سحرا من الأسحار انصرف، تقول: أتيت زيدا سحرا من الأسحار، فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته لسحر يا هذا وأتيته سحر يا هذا). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}
منصوب مفعول له، المعنى: نجيناهم للإنعام عليهم.
ولو قرئت " نعمة من عندنا " كان وجها، ويكون المعنى تلك نعمة من عندنا، وإنجاؤنا إياهم نعمة من عندنا.
قال أبو إسحاق: ولكني لا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلّا أن تثبت رواية صحيحة.
قال مشايخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متّبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت رواية صحيحة). [معاني القرآن: 5/90-91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتماروا بالنّذر...}. كذّبوا بما قال لهم). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتماروا بالنّذر} أي شكوا في الإنذار). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فتَمَارَوْا} أي شكوا في الإنذار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فطمسنا أعينهم} لا يرى شق العين والريح تطمس الأعلام). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}
راود قوم لوط لوطا عن ضيفه، وهم الملائكة، فأمر اللّه - عزّ وجلّ جبريل فسفق أعينهم بجناحيه سفقة، فأذهبها وطمسها، فبقوا في البيت عميا حيارى). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مّستقرٌّ...}:
العرب تجري: غدوة، وبكرة، ولا تجريمها، وأكثر الكلام في غدوة ترك الإجراء وأكثره في بكرة أن تجري.
قال: سمعت بعضهم يقول: أتيته بكرة باكرا، فمن لم يجرها جعلها معرفة؛ لأنها اسم تكون أبداً في وقت واحد بمنزلة أمس وغدٍ، وأكثر ما تجري العرب غدوة إذا قرنت بعشية، فيقولون: إني لآتيك غدوةً وعشيةً، وبعضهم غدوةً وعشية، ومنهم من لا يجري عشية لكثرة ما صحبت غدوة.
وقوله: {عذابٌ مّستقرٌّ...} يقول: عذابٌ حق). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقرّ}
بكرة وغدوة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فـ (بكرة) ههنا نكرة، ولو كانت قرئت بكرة عذاب مستقر، وقرئت " نجيناهم بسحر نعمة من عندنا " كانتا جائزتين في العربية.
يكون المعنى بكرة يومهم، وسحر يومهم، ولكن النكرة والصرف أجود في هذه الآية، ولم تثبت رواية في أنه كان في يوم كذا من شهر كذا). [معاني القرآن: 5/91]

رد مع اقتباس