عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا}
هذه الآيات فيها تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وتكريم لجميعهم، وقوله: "شاهدا" معناه: على أمتك بالتبليغ إليهم، وعلى سائر الأمم في تبليغ أنبيائهم، ونحو ذلك. وقوله: "مبشرا" معناه: للمؤمنين برحمة الله تعالى وبالجنة. "ونذيرا" معناه: للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ومعاذا رضي الله عنهما فبعثهما إلى اليمن، وقال: "اذهبا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، فإنه قد أنزل علي: وقرأ الآية").[المحرر الوجيز: 7/ 127-128]

تفسير قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الدعاء إلى الله" هو تبليغ التوحيد والأخذ به، ومكافحة الكفرة. "وبإذنه" معناه هنا: بأمره إياك وتقديره ذلك في وقته وأوانه. و"سراجا منيرا" استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه، فكأن المهتدين به والمؤمنين يخرجون به من ظلمة الكفر). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وبشر"، الواو عاطفة جملة على جملة، والمعنى منقطع من الذي قبله، أمره تعالى بأن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
قال لنا أبي رضي الله عنه: هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى: لأن الله تعالى أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا، وقد بين الله تعالى الفضل الكبير ما هو في قوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير}، فالآية التي في هذه السورة خبر، والتي في "حم، عسق" تفسير لها). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تطع الكافرين والمنافقين} نهي له عن السماع منهم في أشياء كانوا يطلبونها مما لا يجب، وفي أشياء كانوا يدخلونها مدخل النصائح وهي غش، إلى نحو هذا المعنى. وقوله: {ودع أذاهم} يحتمل معنيين: أحدهما أن يأمره بترك أن يؤذيهم هو ويعاقبهم، فكأن المعنى: فاصفح عن زللهم ولا تؤذهم، فالمصدر - على هذا - مضاف إلى المفعول، ونسخ من الآية - على هذا التأويل - ما يخص الكافرين، وناسخه آية السيف، والمعنى الثاني أن يكون قوله: {ودع أذاهم} بمعنى: أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك، فالمصدر - على هذا التأويل - مضاف إلى الفاعل، وهذا تأويل مجاهد، ثم أمره تعالى بالتوكل عليه، وآنسه بقوله: {وكفى بالله وكيلا}، ففي قوة الكلام وعد بنصر. وتقدم القول في "كفى بالله". و"الوكيل": الحافظ القائم على الأمر). [المحرر الوجيز: 7/ 128]

رد مع اقتباس