عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 111 إلى آخر السورة]

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)}

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} [طه: 111] سعيدٌ، عن قتادة قال: ذلّت الوجوه للحيّ القيّوم.
قال قتادة: القائم على كلّ شيءٍ.
وقال الحسن: القائم على كلّ نفسٍ بما كسبت حتّى يجزيها بعملها.
قوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} [طه: 111] من حمل شركًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم...}

يقال نصبت له عملت له وذكر أيضاً أنه وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع وهو في معنى العربيّة أن يقول الرجل عنوت لك: خضعت لك وأطعتك.
ويقال الأرض لم تعن بشيء أي لم تنبت شيئاً، ويقال: لم تعن بشيء والمعنى واحد كما قيل حثوت عليه التراب وحثيت التراب.
والعنوة في قول العرب: أخذت هذا الشيء عنوة يكون غلبة ويكون عن تسليم وطاعة ممّن يؤخذ منه الشيء قال الشاعر:

فما أخذوها عن مودّةٍ =ولكن بضرب المشرفيّ استقالها
فهذا على معنى الطاعة والتسليم بلا قتال). [معاني القرآن: 2/193،192]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً}
وقال: {وعنت الوجوه} يقول: "عنت" "تعنو" "عنوّاً").[معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وعنت الوجوه}: أي خضعت يقال عنا لك وجهي يعنو عنوا أي خضع، والعاني الأسير والنساء عوان عند أزواجهن منه).
[غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وعنت الوجوه} أي ذلّت. وأصله من عنيته: أي حبسته.
ومنه قيل للأسير: عان). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلما}
معنى عنت في اللغة خضعت، يقال عنا يعنو إذا خضع، ومنه قيل أخذت البلاد عنوة، إذا أخذت غلبة، وأخذت بخضوع من أهلها). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وعنت الوجوه للحي القيوم} أي: خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ}: أي ذلت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَـتْ}: خضعـت). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} [طه: 112] لا يجزى بالعمل الصّالح في الآخرة إلا المؤمن، ويجزى به الكافر في الدّنيا.
قال: {فلا يخاف ظلمًا} [طه: 112] أن يزاد عليه سيّئاته في تفسير الحسن.
وقال قتادة: لا يخاف أن يحمل عليه من ذنب غيره.
{ولا هضمًا} [طه: 112] لا ينقص من حسناته.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: لا يخاف ظلمًا ولا نقصًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً...}

تقول العرب: هضمت لك من حقّي أي حططته، وجاء عن علي بن أبي طالب في يوم الجمل أنه قيل له أهضم أم قصاصٌ قال: ما عمل به فهو تحت قديّ هاتين فجعله هدراً وهو النقص). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن يعمل من الصّالحات} مجازه ومن يعمل الصالحات، و " من " من حروف الزوائد، وفي آية أخرى: " فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين،
وقال الشاعر:
جزيتك ضعف الحبّ لما استثبته=وما إن جزاك الضّعف من أحدٍ قبلي
زاد " من " لماكن النفي لا تزاد " من " في أمرٍ واجبٍ، يقال: ما عندي من شيء وما عندك من خيرٍ وهل عندك من طعام، فإذا كان واجباً لم يجز شيء من هذا فلا تقول: عندي من خير ولا عندي من درهم وأنت تريد: عندي درهم). [مجاز القرآن: 2/31]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا هضماً} أي ولا نقيصة،
قال لبيد:
ومقسّمٌ يعطي العشيرة حقّها=ومغذمرٌ لحقوقها هضّامها
يقال: هضمني فلان حقي ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه، طلعها هضيمٌ قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضاً، ويقال: هضمني طعامي، ألا ترى أنه قد ذهب ؛
وهو في قول أحسن: أكيلٌ هضومٌ مطعمٌ قد أمكن أن يؤكل). [مجاز القرآن: 2/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا هضما}: أي نقيصة ومنه هضمني حقي ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض ومنه: هضمي الطعام). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا هضماً} أي نقصة. يقال: تهضّمني حقّي وهضمني.
ومنه هضيم الكشحين: أي ضامر الجنبين، كأنهما هضما. وقوله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} أي منهضم).[تفسير غريب القرآن: 282،283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما}
الهضم: النّقص، يقال فلان يهضمني حقي أي ينقصني، كذلك هذا شيء يهضم الطعام، أي ينقص ثقلته). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا هضما} الهضم: النقص). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا هَضْمًا}: أي نقيصة. ومنه قوله: هضيم الكشحين، أي ضامر الجنبين كأنهما هضما.
وقوله تعالى: {ونخل طلعها هضيم}: أي منضم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَضْمـاً}: نقصـاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكذلك أنزلناه قرءانًا عربيًّا وصرّفنا فيه من الوعيد} [طه: 113] من يعمل كذا فله كذا، فذكره في هذه السّورة ثمّ في سورةٍ أخرى.
{لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرًا} [طه: 113] تفسير السّدّيّ: لعلّهم يتّقون ويحدث لهم ذكرًا، يعني القرون الأولى.
والألف هاهنا صلةٌ.
وهي تقرأ بالياء والتّاء.
فمن قرأها بالياء يقول: أو يحدث لهم القرآن ذكرًا أي جدًّا وورعًا في تفسير قتادة.
ومن قرأها بالتّاء يقول: أو تحدث لهم يا محمّد ذكرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو يحدث لهم ذكراً...}.

شرفاً وهو مثل قول الله {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} أي شرف ويقال {أو يحدث لهم ذكراً} عذاباً أي يتذكرون حلول العذاب الذي وعدوه). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وصرّفنا فيه من الوعيد} مجازه بيناً). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين=وربما كانت بمعنى واو النّسق.
كقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.
هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق). [تأويل مشكل القرآن: 544]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتعالى اللّه} [طه: 114] من باب العلوّ: ارتفع.
{الملك الحقّ} [طه: 114] والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
{ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] سعيدٌ، عن قتادة قال: بيانه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/282]
وقال الحسن: فرائضه، وحدوده، وأحكامه، وحلاله، وحرامه.
كان النّبيّ عليه السّلام إذا نزل عليه الوحي يقرأه ويدئب فيه نفسه مخافة أن ينسى، فأنزل اللّه: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16] نحن نحفظه عليك فلا تنسى.
قال اللّه: {إلا ما شاء اللّه} [الأنعام: 128]، وهو قوله: {سنقرئك فلا تنسى {6} إلا ما شاء اللّه} [الأعلى: 6-7]، وهو قوله: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [البقرة: 106] ينسها نبيّه.
قال: {فإذا قرأناه فاتّبع قرءانه} [القيامة: 18] فرائضه، وحدوده، والعمل به.
وقال السّدّيّ: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] يعني لا تعجل بالقرآن من قبل أن ينزل إليك جبريل بالوحي.
قال: {وقل ربّ زدني علمًا} [طه: 114] وقال مجاهدٌ: {ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114]...
لا تتله على أحدٍ حتّى نتمّه لك). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل إن يقضى إليك وحيه...}

كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بالوحي عجل بقراءته قبل أن يستتمّ جبريل تلاوته، فأمر ألاّ يعجل حتى يستتمّ جبريل تلاوته،
وقوله: {فنسي} ترك ما أمر به).[معاني القرآن: 2/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ من وحيه إليك.
وكان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- يبادر بقراءته قبل أن يتمم جبريل، خوفا من النسيان). [تفسير غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} [طه: 115] يعني: فتردّ العهد.
يقول: فترك ما أمر به: ألا يأكل من الشّجرة.
{ولم نجد له عزمًا} [طه: 115] سعيدٌ، عن قتادة قال: صبرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولم نجد له عزماً...}

صريمةً ولا حزما فيما فعل). [معاني القرآن: 2/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} أي ترك العهد.
{ولم نجد له عزماً} أي رأيا معزوما عليه). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والنسيان: الترك، كقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}، أي ترك.
وقوله: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}، أي بما تركتم الإيمان بلقاء هذا اليوم {إِنَّا نَسِينَاكُمْ}، أي تركناكم.
وقوله: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، أي لا تتركوا ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 500] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}
{فنسي} ههنا معناه فترك، لأن النّاسي لا يؤاخذ بنسيانه، وجاء في الحديث " لو وزن حلم بني آدم مذ كان آدم إلى أن تقوم السّاعة ما وفى حلم جميع من ولده وحزمهم بحلم آدم وحزمه - صلى الله عليه وسلم - وقال عزّ وجلّ: {ولم نجد له عزما} ). [معاني القرآن: 3/378]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} [طه: 116] أن يسجد). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقلنا يا آدم إنّ هذا عدوٌّ لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنّة فتشقى} [طه: 117] أي: إنّكما إذا عصيتما اللّه أخرجكما من الجنّة {فتشقى} [طه: 117] في الدّنيا، الكدّ فيها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/283]
وقال بعضهم: تأكل من عمل يديك وعرق جبينك). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يخرجنّكما من الجنّة فتشقى...}

ولم يقل: فتشقيا لأنّ آدم هو المخاطب، وفي فعله اكتفاء من فعل المرأة. ومثله قوله في ق {عن اليمين وعن الشّمال قعيد} اكتفى بالقعيد من صاحبه لأن المعنى معروف.
ومعنى {فتشقى} تأكل من كدّ يدك وعملك). [معاني القرآن: 2/193]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّ لك ألّا تجوع فيها} [طه: 118] في الجنّة.
{ولا تعرى} [طه: 118] كانا كسيا الظّفر). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ لك ألاّ تجوع فيها...}

أن فيها في موضع نصبٍ لأنّ إنّ وليت ولعلّ إذا ولين صفةً نصبت ما بعدها فأنّ من ذلك).[معاني القرآن: 2/194]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأنّك لا تظمأ فيها} [طه: 119] لا تعطش فيها.
{ولا تضحى} [طه: 119] قال قتادة: لا تصيبك فيها شمسٌ.....
{ولا تضحى} [طه: 119] يعني: لا يصيبك حرّ شمسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأنّك لا تظمأ فيها...}

نصب أيضاً. ومن قرأ {وإنّك لا تظمأ} جعله مردودا على قوله (إنّ) التي قبل (لك) ويجوز أن تستأنفها فتكسرها بغير عطف على شيء ولو جعلت {وأنّك لا تظمأ}
بالفتح مستأنفة تنوي بها الرفع على قولك ولك أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى كان صواباً.
وقوله: {ولا تضحى}: لا تصيبك شمس مؤذية وذكر في بعض التفسير {ولا تضحى}: لا تعرق والأول أشبه بالصواب،
قال الشاعر:
رأت رجلا أمّا إذا الشمس أعرضت=فيضحى وأمّا بالعشي فيخصر
فقد بيّن. ويقال: ضحيت). [معاني القرآن: 2/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا تظمأ فيها ولا تضحى} أي لا تعطش ولا تضحى للشمس فتجد الحر،
قال عمر بن أبي ربيعة.
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت=فيضحى وأمّا بالعشى فيحضر).
[مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا تظمأ فيها}: لا تعطش.
{ولا تضحى}: الضحى البروز إلى الشمس والمعنى لا يصيبك الحر). [غريب القرآن وتفسيره: 252،251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تضحى} أي لا يصيبك الضّحي وهو الشمس). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - سبحانه -: {وأنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
يجوز (وإنّك) بالكسر، (وأنّك) بالفتح، فإذا كسرت فعلى الاستئناف وعطف جملة كلام على جملة، وإذا فتحت فعلى معنى إن لك " أن لا " تظمأ فيها،
فتنسق بأنك على (ألّا تجوع).
ويكون أنك على هذا القول في موضع نصب.
ويجوز أن يكون في موضع رفع، والعطف على اسم إن وأنّ، لأن معنى إن زيدا قائم زيد قائم فالمعنى ذلك إنك لا تظمأ فيها.
ومعنى {لا تظمأ} لا تعطش، يقال ظمئ الرجل يظمأ ظمأ فهو ظمآن بمعنى عطشان.
ومعنى {لا تضحى} ولا تصيبك الشمس، ولا تبرز يقال ضحى الرجل يضحى إذا برز إلى الشمس.
قال الشاعر:
رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت=فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر
ومعنى - يخصر يصيبه الخصر وهو شدة البرد، وبلوغه الأطراف). [معاني القرآن: 3/378]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا} أي: لا تعطش. {ولا تضحى} أي: لا تصيبك الشمس، فتؤذيك). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا تَضْحَى}: أي لا يصيبك الضحى وهو الشمس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا تَظْمَـأُ}: تعطش.
{ولاَ تَضْحـى}: لا تبرز للشمس). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فوسوس إليه الشّيطان قال يا آدم هل أدلّك} [طه: 120] يقول: ألا أدلّك وهو تفسير السّدّيّ.
{على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى} [طه: 120] أي إنّك إن أكلت منها خلّدت في الجنّة، وهو قوله: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلا أن تكونا ملكين} [الأعراف: 20] يقول: أي لكيلا تكونا ملكين {أو تكونا من الخالدين} [الأعراف: 20] يقول: إذا أكلتما من الشّجرة تحوّلتما ملكين من ملائكة اللّه، أو كنتما من الخالدين.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي أيّوب، عن أبي هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب يسير في ظلّها مائة سنةٍ ما يقطعها.
قلت: يا أبا هريرة، أيّ شجرةٍ هي؟ قال: شجرة الخلد). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأكلا منها} [طه: 121] فبدأت حوّاء قبل آدم في تفسير الكلبيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/284]
{فبدت لهما سوءاتهما} [طه: 121] وقال الحسن: لو أنّ حوّاء بدأت قبل آدم فبدت سوأتها عند ذلك لكانت له عظةً ولكن لمّا أكل آدم بدت لهما سوآتهما.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " كان آدم رجلًا طوالًا كأنّه نخلةٌ سحوقٌ، جعد شعر الرّأس.
فلمّا وقع بما وقع به بدت له عورته، وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربًا في الجنّة فأخذت شجرةٌ من شجر الجنّة برأسه فقال لها: أرسليني.
فقالت: لست بمرسلتك.
فناداه ربّه: يا آدم، أمنّي تفرّ؟ قال: يا ربّ إنّي أستحييك ".
قوله: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة} [طه: 121] أي وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنّة، يرقّعانه كهيئة الثّوب في تفسير مجاهدٍ.
قال: {وعصى آدم ربّه فغوى} [طه: 121] يعني المعصية ولم تبلغ بالمعصية الضّلال). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وطفقا يخصفان...}

هو في العربية: أقبلا يخصفان وجعلاً يخصفان. وكذلك قوله: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق} (وقيل ها هنا): جعلا يلصقان عليهما ورق التين وهو يتهافت عنهما).
[معاني القرآن: 2/194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوبا، ويحملهم التنزيه لهم، صلوات الله عليهم،
على مخالفة كتاب الله جلّ ذكره، واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة التي لا تخيل عليهم، أو على من علم منهم-
أنّها ليست لتلك الألفاظ بشكل، ولا لتلك المعاني بلفق.
كتأوّلهم في قوله تعالى: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} أي: بشم من أكل الشجرة. وذهبوا إلى قول العرب: غوى الفصيل: إذا أكثر من اللبن حتى يبشم.
وذلك غوى- بفتح الواو- يغوي غيّا. وهو من البشم غوي- بكسر الواو- يغوى غوى. قال الشاعر يذكر قوسا:
معطَّفَةَ الأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا = برازِئها دَرًّا ولا مَيِّتٍ غَوَى
وأراد بالفصيل: السّهم. يقول: ليس يرزؤها درّا، ولا يموت بَشَمًا، ولو وجد أيضا في (عصى) مثل هذا السَّنَنِ لركبوه، وليس في (غوى) شيء إلا ما في (عصى) من معنى الذّنب،
لأن العاصي لله التّارك لأمره غاو في حاله تلك، والغاوي عاص. والغيّ ضدّ الرّشد، كما أن المعصية ضد الطاعة.
وقد أكل آدم، صلّى الله عليه وسلم، من الشجرة التي نهي عنها باستزلال إبليس وخدائعه إيّاه بالله والقسم به إنه لمن الناصحين، حتى دلّاه بغرور.
ولم يكن ذنبه عن إرصاد وعداوة وإرهاص كذنوب أعداء الله. فنحن نقول: (عصى وغوى)، كما قال الله تعالى، ولا نقول: آدم (عاص ولا غاو)،
لأن ذلك لم يكن عن اعتقاد متقدّم ولا نيّة صحيحة، كما تقول لرجل قطع ثوبا وخاطه: قد قطعه وخاطه، ولا تقل: خائط ولا خيّاط حتى يكون معاودا لذلك الفعل، معروفا به).
وكتأولهم في قوله سبحانه: ولقد همّت به وهمّ بها أنها همّت بالمعصية، وهمّ بالفرار منها! وقال (بعضهم): وهمّ بضربها! والله تعالى يقول: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}.
أفتراه أراد الفرار منها. أو الضرب لها، فلما رأى البرهان أقام عندها وأمسك عن ضربها ؟! هذا ما ليس به خفاء ولا يغلط متأوّله.
ولكنها همّت منه بالمعصية همّ نيّة واعتقاد، وهمّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم، همّا عارضا بعد طول المراودة، وعند حدوث الشهوة التي أتي أكثر الأنبياء في هفواتهم منها.
وقد روي في الحديث: أنه ليس من نبي إلا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا، عليهما السلام، لأنّه كان حصورا لا يأتي النساء ولا يريدهنّ. فهذا يدلّك على أنّ أكثر زلّات الأنبياء من هذه الجهة، وإن كانوا لم يأتوا في شيء منها فاحشة، بنعم الله عليهم ومنّه، فإن الصغير منهم كبير لما آتاهم الله من المعرفة، واصطفاهم له من الرسالة، وأقام عليهم من الحجّة. ولذلك قال يوسف، صلّى الله عليه وسلم: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، يريد ما أضمره وحدّث به نفسه عند حدوث الشّهوة.
وقد وضع الله تعالى الحرج عمّن همّ بخطيئة ولم يعملها). [تأويل مشكل القرآن:402-405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يخصفان}: أي: يلصقان). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عليهما من ورق الجنة} قال: أخذا من ورق تين الجنة، لأنه واسع). [ياقوتة الصراط: 354]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ اجتباه ربّه} [طه: 122] وهو قوله: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} [البقرة: 37] فقالا: {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23] قال: {فتاب عليه} [طه: 122] من ذلك الذّنب.
{وهدى} [طه: 122] مات على الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ اجتباه ربّه...}

اختاره {فتاب عليه وهدى} أي هداه للتوبة). [معاني القرآن: 2/194]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ} [طه: 123] وقد فسّرناه في سورة البقرة.
قوله: {فمن اتّبع هداي} [طه: 123] يعني: رسلي وكتبي.
تفسير السّدّيّ.
{فلا يضلّ} [طه: 123] في الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/285]
{ولا يشقى} [طه: 123] في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/286]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن أعرض عن ذكري} [طه: 124] فلم يبّتع هداي، لم يؤمن.
{فإنّ له معيشةً ضنكًا} [طه: 124]
- حدّثني عبد اللّه بن عرادة، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر ".
- وحدّثني المسعو....
، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر.
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي جارمٍ، عن النّعمان بن أبي عيّاشٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر، يلتئم على صاحبه حتّى تختلف أضلاعه.
- حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرٍو السّيبانيّ، عن شيخٍ من أهل دمشق، عن رجلٍ من قيسٍ قال: قدمت المدينة ومعي ابن أخٍ لي فلمّا غشينا الحرّة إذا قبرٌ يحفر، فقلت لابن أخي: هل لك أن نحضر هذه الجنازة؟ فملنا إلى القبر وهو يحفر، وعنده قومٌ جلوسٌ فقلت: اجلس بنا إلى الشّمط فإنّ الشّمط من أهلها أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال: فنظرنا إلى شيخٍ من أدنى القوم من الأنصار، فجلسنا إليه فأخذ ينظر إلينا مرّةً وإلى القبر مرّةً، ثمّ قال: ألا أحدّثكم ما حدّثني به خليلي أبو القاسم؟ قال: قلت: بلى.
قال: فإنّه حدّثنا أنّ الرّجل المؤمن إذا وضع في قبره فانصرف النّاس، أتاه صاحب القبر الّذي وكّل به، فأتاه من قبل جانبه الأيمن، فقالت الزّكاة الّتي كان يعطي: لا تفزّعه من قبلي اليوم.
ثمّ أتاه من قبل رأسه، فقال القرآن الّذي كان يقرأ: لا تفزّعه من قبلي اليوم.
ثمّ جاءه من قبل رجليه، فقالت الصّلاة الّتي كان يصلّي: لا تفزّعه
[تفسير القرآن العظيم: 1/286]
من قبلي اليوم.
ثمّ جاءه من جانبه الأيسر، فأيقظه إيقاظك الرّجل لا يحبّ أن تفزّعه فقال له: من ربّك؟ قال: اللّه وحده لا شريك له.
قال: من نبيّك؟ قال: محمّدٌ.
قال: فما كان دينك؟ قال: الإسلام.
قال: وعلى ذلك حييت، وعلى ذلك متّ؟ قال: نعم.
قال: وعلى ذلك تبعث؟ قال: نعم.
قال: صدقت.
قال: فيفتح له في جنب قبره، فيريه منزله من الجنّة وما أعدّ اللّه له من الكرامة، فيشرق وجهه، وتفرح نفسه، ثمّ يقال له: نم نوم العروس الّذي لا يوقظه إلا أعزّ أهله عليه.
ويؤتى بالكافر، فلا يجد شيئًا يحول دونه، لا صلاة، ولا قراءة، ولا زكاة.
فيوقظه إيقاظك الرّجل تحبّ أن تفزّعه فيقول: من ربّك؟ فيقول: أنت.
ومن نبيّك فيقول: أنت.
وما كان دينك؟ فيقول: أنت.
قال: فيقول: صدقت، لو كان لك إلهٌ تعبده لاهتديت له اليوم.
فيفتح له في جانب قبره بابٌ فيريه منزله من النّار وما أعدّ اللّه له من العذاب، فيظلم وجهه، وتخبث نفسه ويضربه ضربةً يتناصل منها كلّ عظمٍ من موضعه، فيسمعه الخلق إلا الثّقلين: الإنس والجنّ، ثمّ يقذف في مقلاةٍ ينفخه نافخان، لا يميل إلى هذا إلا ردّه إلى هذا، ولا يميل إلى هذه إلا ردّه إلى هذا، حتّى ينفخ في الصّور النّفخة الأولى، فيقال له: اخمد، فيخمد حتّى
ينفخ في الصّور النّفخة الثّانية.
فيبعث مع الخلق، فيقضى له كما يقضى لهم، لا راحة إلا ما بين النّفختين.
- وحدّثني أبو أميّة، عن يونس بن خبّابٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن زاذان، عن
[تفسير القرآن العظيم: 1/287]
البراء بن عازبٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم اتّبع جنازة رجلٍ من الأنصار، فلمّا انتهى إلى قبره وجده لمّا يلحد، فجلس وجلسنا حوله كأنّما على رءوسنا الطّير، وبيده عودٌ فهو ينكت به في الأرض، ثمّ رفع رأسه فقال: " اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر.
قالها ثلاثًا.
- إنّ المؤمن إذا كان في قبلٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدّنيا، أتته ملائكةٌ، وجوههم كالشّمس بحنوطه وكفنه، فجلسوا منه بالمكان الّذي يراهم منه، فإذا خرج روحه صلّى عليه كلّ ملكٍ بين السّماء والأرض، وكلّ ملكٍ في السّموات، وفتحت أبواب السّماء، كلّ بابٍ منها يعجبه أن يصعد روحه منه.
فينتهي الملك إلى ربّه فيقول: يا ربّ، هذا روح عبدك فلانٍ، فيصلّي اللّه عليه وملائكته ويقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الكرامة، فإنّي عهدت إلى عبادي أنّي منها خلقتكم وفيها أعيدكم.
فيردّ إليه روحه حتّى يوضع في قبره، فإنّه ليسمع قرع نعالهم حين ينصرفون عنه، قال: فيقال له: ما ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي، والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي.
فينتهر انتهارًا شديدًا ثمّ يقال له: ما دينك، ومن ربّك، ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي، والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي، فينادي منادٍ: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27].
ويأتيه عمله في صورةٍ حسنةٍ وريحٍ طيّبةٍ فيقول: أبشر بجنّاتٍ فيها نعيمٌ مقيمٌ، فقد كنت سريعًا في طاعة اللّه، بطيئًا عن معصية اللّه فيقول: وأنت فبشّرك اللّه بخيرٍ فمثل وجهك بشّر بالخير، ومن أنت؟ فيقول: أنا عملك الحسن.
ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار فيقال له: هذا كان منزلك فأبدلك اللّه به خيرًا منه.
ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنّة فيريه منزله في الجنّة، فينظر إلى ما أعدّ اللّه له من الكرامة فيقول: يا ربّ متى تقوم السّاعة كي أرجع إلى أهلي ومالي، فيوسّع له في قبره ويرقد.
[تفسير القرآن العظيم: 1/288]
وأمّا الكافر فإذا كان في قبلٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدّنيا، أتته ملائكةٌ بسرابيل من قطرانٍ، ومقطّعاتٍ من نارٍ، فجلسوا منه بالمكان الّذي يراهم منه وينتزع روحه كما ينتزع السّفّود الكثير شعبه من الصّوف المبتلّ، من عروقه وقلبه، فإذا خرج روحه لعنه كلّ ملكٍ بين السّماء والأرض، وكلّ ملكٍ في السّموات، وغلّقت أبواب السّماء دونه كلّ بابٍ يكره أن يصعد روحه منه.
فينتهي الملك إلى ربّه فيقول: يا ربّ هذا روح فلانٍ عندك، لا تقبله أرضٌ ولا سماءٌ، فيلعنه اللّه وملائكته ويقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الهوان، فإنّي عهدت إلى عبادي أنّي منها خلقتكم وفيها أعيدكم.
فيردّ إليه روحه حتّى يوضع في قبره، فإنّه يسمع قرع نعالهم حين ينصرفون عنه فيقال له: ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي.
فينتهر انتهارًا شديدًا.
ثمّ يقال له: ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت.
ويأتيه عمله في صورةٍ قبيحةٍ وريحٍ منتنةٍ فيقول: أبشر بعذابٍ مقيمٍ.
فيقول: وأنت فبشّرك اللّه بشرٍّ، فمثل وجهك بشّر بالشّرّ، ومن أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنّة فيقال له: هذا كان منزلك لو أطعت اللّه، ثمّ يفتح له منزله من النّار، فينظر إلى ما أعدّ اللّه له من الهوان، ويقيّض له أصمّ أعمى بيده مرزبّةٌ لو توضع على جبلٍ لصار رفاتًا، فيضربه ضربةً فيصير رفاتًا، ثمّ يعاد فيضربه بين عينيه
ضربةً يضجّ منها ضجّةً يسمعها من على الأرض إلى الثّقلين، وينادي منادٍ: أن افرشوه لوحين من نارٍ، فيفرش لوحين من نارٍ ويضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه ".
قوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه: 124] يعني عن حجّته كقوله:
[تفسير القرآن العظيم: 1/289]
{ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به} [المؤمنون: 117] لا حجّة له به). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {معيشةً ضنكاً...}

والضّنك: الضّيّقة الشديدة.
وقوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى} أعمى عن الحجّة، ويقال: إنه يخرج من قبره بصيراً فيعمى في حشره). [معاني القرآن: 2/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإنّ له معٍيشةً ضنكاً} مجازه معيشة ضيقة، والضّنك توصف به الأنثى، والمذكّر بغير الهاء وكل عيش أو منزلٍ أو مكان ضيق فهو ضنكٌ،
قال عنترة:
إن المنيّة لو تمثّل مثّلت=مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقال:
وإن نزلوا بضنكٍ أنزل). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {معيشة ضنكا}: ضيقة). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :( {معيشةً ضنكاً} أي ضيّقة). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}
الضّنك: أصله في اللغة الضيق والشدة، ومعناه - واللّه أعلم - أن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم.
وأكثر ما جاء في التفسير أنّه عذاب القبر.
وقوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى}.
مثل ونحشر المجرمين يومئذ زرقا، وقيل أعمى عن حجته، وتأويله أنه لا حجة له يهتدي إليها، لا أن له حجة، وأنه يعمى عنها.
ما للناس على اللّه حجة بعد الرسل، ولله الحجة البالغة وقد بشّر وأنذر، ووعد وأوعد.
وقوله عزّ وجلّ {لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرا}.
أي لعل الوعيد يحدث لهم تذكر العذاب، فيزجرهم عن المعاصي وقيل: {أو يحدث لهم ذكرا} أي: شرفا.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}.
أي من قبل أن يبيّن لك بيانه، ويقرأ من قبل أن نقضي إليك وحيه بالنون، ويجوز من قبل أن يقضي إليك وحيه، أي من قبل أن يقضي اللّه إليك وحيه،
ولم تقرأ " تقضي " وقرئت يقضى ونقضي - بالياء والنون).[معاني القرآن: 3/379،378]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {معيشة ضنكا} أي: معيشة ضيقة). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضَنكًا}: أي ضيقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضَنْـكا}: ضيّـقة). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ربّ لم حشرتني أعمى} [طه: 125] عن الحجّة في تفسير قتادة والسّدّيّ.
{وقد كنت بصيرًا} [طه: 125] في الدّنيا، عالمًا بحجّتي في الدّنيا، وإنّما علمه ذلك عند نفسه في الدّنيا.
كان يحاجّ في الدّنيا جاحدًا لما جاءه من اللّه.
وقال قتادة: عمي عن الحقّ، أي في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى: {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] أي: لأنّه أتتك آياتنا في الدّنيا.
{فنسيتها} [طه: 126] فتركتها، لم تؤمن بها.
{وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] تترك في النّار.
نا سفيان، عن جابرٍ، عن عكرمة قال: {وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] قال: في النّار.
وقال قتادة: نسي من الخير أي: ترك من الخير ولم ينس من الشّرّ، أي: ولم يترك من الشّرّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}

أي كذلك تترك في النار كما تركت آياتنا).[معاني القرآن: 3/379]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكذلك نجزي من أسرف} [طه: 127] من أشرك، أسرف على نفسه بالشّرك.
{ولم يؤمن بآيات ربّه ولعذاب الآخرة أشدّ} [طه: 127] من عذاب الدّنيا {وأبقى} [طه: 127] أي: لا ينقطع أبدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفلم يهد لهم} [طه: 128]
[تفسير القرآن العظيم: 1/290]
نا سعيدٌ، عن قتادة وهو تفسير السّدّيّ قالا: أفلم نبيّن لهم.
ومن قرأها بالياء يقول: {أفلم يهد لهم} [طه: 128] أفلم يبيّن اللّه لهم.
قال يحيى: ولا أعرف أيّ القرائتين قرأ قتادة.
{كم أهلكنا قبلهم من القرون} [طه: 128] قال الحسن: أي بيّنّا لهم، فقرأه على النّون، كيف أهلكنا القرون الأولى، نحذّرهم ونخوّفهم العذاب إن لم يؤمنوا.
قال: {يمشون في مساكنهم} [طه: 128] تمشي هذه الأمّة في مساكن من مضى، أي: يمرّون عليها وإن لم تكن الدّيار قائمةً ولكنّ المواضع كقوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك} [هود: 100] ثمّ قال: {منها قائمٌ} [هود: 100] تراه {وحصيدٌ} [هود: 100] لا تراه.
وقال السّدّيّ: {يمشون في مساكنهم} [طه: 128] يعني يمرّون، يعني ممرّ أهل مكّة على مساكنهم، يعني على قراهم.
قال: {إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى} [طه: 128] لأولي الورع في تفسير قتادة.
وقال الحسن: لأولي العقول، وهم المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 1/291]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أفلم يهد لهم...}

يبيّن لهم إذا نظروا {كم أهلكنا} و(كم) في موضع نصب لا يكون غيره. ومثله في الكلام: أو لم يبيّن لك من يعمل خيرا يجز به، فجملة الكلام فيها معنى رفع.
ومثله أن تقول: قد تبيّن لي أقام عبد الله أم زيد، في الاستفهام معنى رفع. وكذلك قوله: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} فيه شيء برفع {سواءٌ عليكم}،
لا يظهر مع الاستفهام.
ولو قلت: سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبيّن الرّفع الذي في الجملة.
وقوله: {يمشون في مساكنهم} يعني أهل مكّة. وكانوا يتّجرون ويسيرون في مساكن عاد وثمود، فيمرّون فيها. فالمشي لكفّار أهل مكّة (والمساكن) للمهلكين.
فقال: أفلم يخافوا أن يقع بهم ما وقع بالذين رأوا مساكنهم وآثار عذابهم).[معاني القرآن: 2/195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أفلم نهد لهم} أي نبين لهم ونوضح لهم). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أفلم نهد لهم}: نبين لهم ونوضح لهم). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفلم يهد لهم} أي يبيّن لهم). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}
قرئت بالنون والياء، فمن قرأ بالنّون فمعناه أفلم نبين لهم بيانا يهتدون به، ومن قرأ أفلم يهد - بالياء - فالمعنى أفلم يبيّن لهم الأمر بإهلاك من قبلهم من القرون.
و " كم " في موضع نصب بـ {أهلكنا}.
وكانت قريش تتجر وترى مساكن عاد وثمود وبها علامات الإهلاك، فذلك قوله: {يمشون في مساكنهم}
ويجوز {في مسكنهم} أي في موضع سكناهم ولم يقرأ بها.
ويقرأ: (يمشّون في مساكنهم) بالتشديد.
وقوله: {إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}.
أي لذوي العقول والمعرفة، يقال: فلان ذو نهية إذا كان له عقل ينتهي به عن المقابح).[معاني القرآن: 3/380،379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهْدِ لَهُمْ}: يوضح لهم).[العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك} [طه: 129] تفسير الحسن: ألا تعذّب هذه الأمّة بعذاب الاستئصال، إلا بالسّاعة، يعني: النّفخة الأولى.
{لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] {لكان لزامًا} [طه: 129] يعني أخذًا بالعذاب، يلزمون عقوبة كفرهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/291]
وليس هذا من تفسير الحسن.
وفي الآخرة النّار.
قال: {لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] وقال قتادة: {وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] السّاعة.
وهذا من تقديم الكلام.
يقول: ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك وأجلٌّ مسمًّى لكان لزامًا.
قال يحيى: ولذلك ارتفع الأجل والكلمة أي: إذًا لأهلكناهم بجحودهم جميعًا ما جاء به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد كان اللّزام خاصّةً فيمن أهلك اللّه يوم بدرٍ في قول عبد اللّه بن مسعودٍ.
- نا عثمان، عن سعيدٍ المقبريّ أنّ أبا هريرة قال لكعبٍ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «خير يومٍ طلعت فيه الشّمس وغابت يوم الجمعة».
فقال كعبٌ: نعم، إنّ اللّه خلق الخلق يوم الأحد، حتّى انتهى إلى الجمعة، فخلق آدم آخر ساعات النّهار يوم الجمعة.
فلمّا استوى عطس فقال: الحمد للّه، فقال اللّه له: يرحمك اللّه، فهي الآية: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: كان اللّزام يوم بدرٍ.
وقال الحسن في تفسير عمرٍو: وهو هلاك آخر كفّار هذه الأمّة بالنّفخة الأولى الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 1/292]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً وأجلٌ مّسمًّى...}

يريد: ولولا كلمة وأجلٌ مسمّى لكان لزاما (مقدّم ومؤخّر) وهو - فيما ذكروا - ما نزل بهم في وقعة بدر من القتل). [معاني القرآن: 2/195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لكان لزاماً} أي فيصلا يلزم كل إنسان طائره إن خيرا فخير وإن شراً فشر فلازمه.[مجاز القرآن: 2/32]
قال حجل بن نضلة الباهلي:
لا زلت محتملاً على ضغينةً=حتى الممات يكون منك لزاما
فأخرجه مخرج قطام ورقاش). [مجاز القرآن: 2/33]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً وأجلٌ مّسمًّى}
وقال: {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً} يريد: ولولا {أجلٌ مّسمًّى} لكان لزاما).[معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لزاما}: اللزام الأمر الذي قد وجب). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزاماً وأجلٌ مسمًّى} أي لولا أن اللّه جعل الجزاء يوم القيامة، وسبقت بذلك كلمته لكان العذاب لزاما، أي ملازما لا يفارق. مصدر لازمته. وفيه تقديم وتأخير. أراد: لولا كلمة سبقت وأجل مسمى - لكان العذاب لزاما. وفي تفسير أبي صالح:
لزاما: أخذا). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى}،
أي: ولولا كلمة سبقت وأجل مسمّى، لكان العذاب لزاما). [تأويل مشكل القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولولا كلمة سبقت من ربّك لكان لزاما وأجل مسمّى}
أي لكان القتل الذي نالهم لازما أبدا، ولكان العذاب لازما لهم.
{وأجل مسمّى} معطوف على {كلمة} المعنى لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان لزاما، يعنى بالأجل المسمى أن الله وعدهم العذاب يوم القيامة.
وذلك قوله: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} ). [معاني القرآن: 3/380]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لكان لزاما} أي: فصلا، ويقال: لكان لزاما، أي: ملازما، والأول عليه العمل). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اللِّـزام): الذي قد وجب). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاصبر على ما يقولون} [طه: 130] من قولهم لك: إنّك ساحرٌ، وإنّك شاعرٌ، وإنّك مجنونٌ، وإنّك كاذبٌ، وإنّك كاهنٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/292]
{وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس} [طه: 130] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: صلاة الصّبح.
{وقبل غروبها} [طه: 130] الظّهر والعصر.
{ومن آناء اللّيل} [طه: 130] يعني: المغرب والعشاء.
وقال قتادة والسّدّيّ: {ومن آناء اللّيل} [طه: 130] يعني: ومن ساعات اللّيل.
{فسبّح وأطراف النّهار} [طه: 130] في تفسير عمرٍو.
وعن الحسن يعني التّطوّع.
- نا سفيان، عن عاصمٍ، عن ابن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها: الصّلاة المكتوبة.
- نا عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة البدر فقال لنا: " أما إنّكم سترون ربّكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم لا تغلبوا على هاتين الصّلاتين، قال: وقرأ: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها} [طه: 130]
وحدّثني قرّة بن خالدٍ عن الحسن في قوله: {وأقم الصّلاة طرفي
[تفسير القرآن العظيم: 1/293]
النّهار} [هود: 114] قال: ما بين صلاة الصّبح وصلاة العصر.
{وزلفًا من اللّيل} [هود: 114] المغرب والعشاء.
قال: ونا سعيدٌ، عن قتادة قال: طرفا النّهار: صلاة الصّبح وصلاة العصر.
{وزلفًا من اللّيل} [هود: 114] : صلاة المغرب وصلاة العشاء.
قوله: {لعلّك ترضى} [طه: 130] لكي ترضى في الآخرة ثواب عملك.
وقال الحسن: لعلّك أي فإنّك سترضى ثواب عملك في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/294]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأطراف النّهار...}

وإنما للنهار طرفان فقال المفسّرون: {وأطراف النهار} صلاة الفجر والظهر والعصر (وهو) وجه: أن تجعل الظهر والعصر من طرف النهار الآخر، ثم يضمّ إليهما الفجر فتكون أطرافا. ويكون لصلاتين فيجوز ذلك: أن يكونا طرفين فيخرجا مخرج الجماع، كما قال {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} وهو أحبّ الوجهين إليّ، لأنه قال {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل} وتنصب الأطراف بالردّ على قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وإن شئت خفضت أطراف تريد وسبّحه من الليل ومن أطراف النهار، ولم أسمعها في القراءة، ولكنه مثل قوله: {ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود} {وإدبار السجود} وقرأ حمزة وإدبار السجود. ويجوز في الألف الفتح والكسر ولا يحسن كسر الألف إلاّ في القراءة.
وقوله: {لعلّك ترضى} و{ترضى} ومعناهما واحد لأنك إذا رضيت فقد أرضيت. وكان حمزة وأصحاب عبد الله يقرءونها ترضى. ... حدثني أبو بكر وأخوه الحسن بن عيّاش عن عاصم عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ لعلك (ترضى بضم التاء) ). [معاني القرآن: 2/196،195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن آناء الليّل} أي ساعات الليل واحدها إنيٌ تقديره حسنىٌ والجميع أحساء، وقال المتنخل الهذلي وهو أبو أثيلةٌ:
حلوٌ ومرٌّ كعطف القدح مرّته=في كل إنيٍ قضاه الليل ينتعل).
[مجاز القرآن: 2/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آناء اللّيل} ساعاته. واحدها إني). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها ومن آناء اللّيل فسبّح وأطراف النّهار لعلّك ترضى}
{وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها} وذلك وقت الغداة والعشي.
{ومن آناء اللّيل فسبّح وأطراف النّهار} الآناء الساعات، وواحد الآناء إني - وقد بيّنّاه فيما مضى.
{فسبّح وأطراف النّهار} وأطراف النهار الظهر والعصر.
{لعلّك ترضى}، ويقرأ ترضى). [معاني القرآن: 3/380]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَمِنْ آنَائِ اللَّيْلِ} أي: من ساعات الليل). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأطراف النهار} سألت المبرد عنه، فقال: معناه: وأطراف ساعات النهار، وسألت ثعلبا عنه،
فقال: أراد الطرفين بقوله: أطراف، لأن الاثنين جمع. وواحد الآناء: أني وأني وإني). [ياقوتة الصراط: 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَطْـرافَ}: أوله وآخره). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم} [طه: 131] تفسير مجاهدٍ يعني: الأغنياء.
{زهرة الحياة الدّنيا} [طه: 131] قال قتادة: زينة الحياة الدّنيا.
أمره أن يزهد في الدّنيا.
{لنفتنهم فيه} [طه: 131] قال قتادة: لنبتليهم.
قال يحيى: لنختبرهم فيه.
- حدّثني خالد بن حيّان، عن عبد الرّحمن بن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " خصلتان من كانتا فيه كتبه اللّه شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه اللّه شاكرًا ولا صابرًا: من نظر إلى من فوقه في الدّين
[تفسير القرآن العظيم: 1/294]
ومن دونه في الدّنيا، فاقتدى بهما، كتبه اللّه شاكرًا صابرًا.
ومن نظر إلى من فوقه في الدّنيا، ودونه في الدّين فاقتدى بهما، لم يكتبه اللّه شاكرًا ولا صابرًا ".
- نا الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خير الرّزق الكفاف، اللّهمّ اجعل رزق آل محمّدٍ كفافًا».
قوله: {ورزق ربّك} [طه: 131] في الجنّة.
{خيرٌ} [طه: 131] من الدّنيا.
{وأبقى} [طه: 131] لا نفاد لذلك الرّزق.
سعيدٌ عن قتادة قال: {ورزق ربّك خيرٌ وأبقى} [طه: 131] ممّا متّع به هؤلاء من زهرة الحياة الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/295]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً مّنهم...}

يريد: رجالاً منهم.
وقوله: {زهرة الحياة الدّنيا} نصبت الزهرة على الفعل متعناهم به زهرةً في الحياة وزينةً فيها. و(زهرةً) وإن كان معرفةً فإن العرب تقول: مررت به الشريف الكريم.
وأنشدني بعض بني فقعسٍ:
أبعد الذي بالسّفح سفح كواكبٍ =رهينة رمسٍ من تراب وجندل
فنصب الرهينة بالفعل، وإنما وقع على الاسم الذي هو الرهينة خافض فهذا أضعف من (متّعنا) وأشباهه). [معاني القرآن: 2/196]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زهرة الحياة الدّنيا} أي زينة الدنيا وجمالها). [مجاز القرآن: 2/30]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنفتنهم فيه} أي لنبلوهم فيه). [مجاز القرآن: 2/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زهرة الحياة الدنيا}: زينتها وجمالها.
{لنفتنهم فيه}: لنختبرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وزهرة الحياة} أي زينتها. وهو من زهرة النبات وحسنة.
{لنفتنهم} أي لنختبرهم). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى}
أي رجالا منهم.
{زهرة الحياة الدّنيا}.و(زهرة) جميعا - بفتح الهاء وتسكينها - و (زهرة) منصوب بمعنى متعنا لأن معناه جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة.
{لنفتنهم فيه}أي لنجعل ذلك فتنة لهم). [معاني القرآن: 3/381،380]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}: لنختبرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِنَفْتِنَهُمْ}: لنختبرهم). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأمر أهلك بالصّلاة} [طه: 132] وأهله في هذا الموضع: أمّته.
{واصطبر عليها لا نسألك رزقًا} [طه: 132] قال بعضهم: لا نسألك على ما أعطيناك من النّبوّة رزقًا.
وتفسير الحسن في الّتي في الذّاريات: {ما أريد منهم من رزقٍ} [الذاريات: 57] أن يرزقوا أنفسهم.
قال يحيى: فإن كانت هذه عند الحسن مثلها فهو: {لا نسألك رزقًا} [طه: 132] أن ترزق نفسك وهو أعجب إليّ.
قال يحيى: {نحن نرزقك والعاقبة للتّقوى} [طه: 132] أي: لأهل التّقوى.
والعاقبة: الجنّة كقوله: {والآخرة عند ربّك للمتّقين} [الزخرف: 35] قوله: {وقالوا لولا} [طه: 133] هلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/295]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا نسألك رزقاً...}

أجراً على ذلك. وكذلك قوله: {ورزق ربّك} يريد: وثواب ربك). [معاني القرآن: 2/196]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نّحن نرزقك والعاقبة للتّقوى}
وقال: {للتّقوى} لأهل التقوى وفي حرف ابن مسعود {وإن العاقبة للتّقوى} ). [معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا نسألك رزقاً} أي لا نسألك رزقا لخلقنا، ولا رزقا لنفسك). [تفسير غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يأتينا بآيةٍ من ربّه} [طه: 133] قال اللّه: {أولم تأتهم بيّنة ما في الصّحف الأولى} [طه: 133] التّوراة والإنجيل كقوله: {النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة
[تفسير القرآن العظيم: 1/295]
والإنجيل} [الأعراف: 157].
قال مجاهدٌ: التّوراة والإنجيل.
وقال قتادة: الكتب قبله.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وقالوا لولا يأتينا بآية من ربّه أولم تأتهم بيّنة ما في الصّحف الأولى}

معناه هلّا يأتينا بآية من ربّه، وقد أتتهم البينات والآيات ولكنهم طلبوا أن يقترحوا هم ما يؤيدون من الآيات). [معاني القرآن: 3/381]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو أنّا أهلكناهم بعذابٍ من قبله} [طه: 134] من قبل القرآن.
{لقالوا ربّنا لولا} [طه: 134] هلا.
{أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى} [طه: 134] في العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّا أهلكناهم بعذابٍ مّن قبله...}

من قبل الرسول (لقالوا) كيف أهلكنا من قبل أن أرسل إلينا رسولٌ. فالهاء لمحمّد صلى الله عليه وسلم. ويقال إن الهاء للتنزيل. وكلٌّ صوابٌ). [معاني القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولو أنّا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى}
{من قبل أن نذلّ ونخزى}يجوز فيها يذل ويخزى). [معاني القرآن: 3/381]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل كلٌّ متربّصٌ} [طه: 135] نحن وأنتم.
وكان المشركون يتربّصون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يموت، وكان النّبيّ عليه السّلام يتربّص بهم أن يجيئهم العذاب.
قال اللّه: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ} [طه: 135] الطّريق العدل المستقيم إلى الجنّة.
وقال السّدّيّ: {الصّراط السّويّ} [طه: 135] يعني: الدّين العدل، وهو الإسلام.
{ومن اهتدى} [طه: 135] أي: فستعلمون أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين كانوا على الصّراط السّويّ، وهو طريق الجنّة، وأنّهم ماتوا على الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ ومن اهتدى...}

من ومن في موضع رفع. وكلّ ما كان في القرآن مثله فهو مرفوع إذا كان بعده رافع. مثل قوله: {فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ} ومثله {لنعلم أي الحزبين أحصى}
ومثله {أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبين} ولو نصب كان صواباً، يكون بمنزلة قول الله {اللّه يعلم المفسد من المصلح} .
وقوله: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ} الذين لم يضلّوا {ومن اهتدى} ممّن كان ضالاً فهدى). [معاني القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ ومن اهتدى}
{فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ}
" من " في موضع رفع، ولا يجوز أن يعمل فيها {فستعلمون}، لأن معناه معنى التسوية، المعنى فستعلمون أصحاب الصراط السوي نحن أم هم،
فلم يعمل (فستعلمون) لأن لفظ الكلام لفظه لفظ الاستفهام.
ومعنى {أصحاب الصّراط السّويّ} أصحاب الطريق المستقيم، ويجوز من أصحاب الصراط السّوي ومن اهتدى.
{ومن اهتدى} أي فسيعلمون من أصحاب الطريقة السُّوءَى ومن المهتدي). [معاني القرآن: 3/381]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الصراط السوي} أي: المستوي المستقيم). [ياقوتة الصراط: 356]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ومن اهتدى} أي: ومن آمن). [ياقوتة الصراط: 356]


رد مع اقتباس