عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 77 إلى 110]

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} [طه: 77] أي ليلًا.
{فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا} [طه: 77] قال الحسن: أتاه جبريل على فرسٍ فأمره أن يضرب البحر بعصاه، فصار طريقًا يبسًا.
قال يحيى: بلغني أنّه صار اثني عشر طريقًا، لكلّ سبطٍ طريقٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/268]
قوله: {لا تخاف دركًا ولا تخشى} [طه: 77] سعيدٌ، عن قتادة قال: لا تخاف دركًا أن يدركك فرعون من بعدك، {ولا تخشى} [طه: 77] الغرق أمامك). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لاّ تخاف دركاً ولا تخشى...}

رفع على الاستئناف بلا؛ كما قال {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا} وأكثر ما جاء في جواب الأمر بالرفع مع لا. وقد قرأ حمزة (لا تخف دركاً) فجزم على الجزاء ورفع (ولا تخشى) على الاستئناف، كما قال {يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون} فاستأنف بثمّ، فهذا مثله. ولو نوى حمزة بقوله: {ولا تخشى} الجزم وإن كانت فيه الياء كان صوابا؛ كما قال الشاعر:

* هزّي إليك الجذع يجنيك الجنى *
ولم يقل: يجنك الجنى.
وقال الآخر:
هجوت زبّان ثمّ جئت معتذراً =من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع
وقال الآخر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
فأثبت في (يأتيك) الياء وهي في موضع جزم لسكونها فجاز ذلك). [معاني القرآن: 2/188،187]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن أسر بعبادي} وقومٌ يجعلونه بغير ألف فيقولون: سريت وهو سري الليل أي سير الليل). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {طريقاً في البحر يبساً} متحرك الحروف بالفتحة والمعنى يابساً، ويقال: شاة يبسٌ بفتح الباء أي يابسة ليس لها لبنٌ،
وبعضهم يسكن الباء،
قال علقمة بن عبدة:
تخشخش أبدان الحديد عليهم=كما خشخشت يبس الحصاد جنوب).
[مجاز القرآن: 2/24]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لاّ تخاف دركاً ولا تخشى}
وقال: {لاّ تخاف دركاً} أي {اضرب لهم طريقا} {لاّ تخاف} فيه {دركاً} وحذف "فيه" كما تقول: "زيدٌ أكرمت" تريد: "أكرمته"،
وكما قال: {واتّقوا يوماً لاّ تجزي نفسٌ عن نّفسٍ شيئاً} أي لا تجزى فيه). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبسا}: يابسا. يقال شاة يبس وناقة يبس إذا لم يكن لها لبن). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يبساً}: يابسا. يقال لليابس: يبس ويبس.
{لا تخاف دركاً} أي لحاقا). [تفسير غريب القرآن: 281،280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى}
{فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا}.
ويجوز يابسا ويبسا، بتسكين الباء، فمن قال يابسا جعله نعتا للطريق.
ومن قال يبسا فإنه نعته بالمصدر المعنى طريقا ذا يبس، يقال يبس الشيء وييبس يبسا، ويبسا ويبسا، ثلاث لغات في المصدر.
وقوله: {لا تخاف دركا ولا تخشى}.
ويجوز: لا تخف دركا ولا تخشى، فمن قرأ {لا تخاف} فالمعنى لست تخاف دركا، ومن قال لا تخف دركا فهو نهي عن أن يخاف، ومعناه لا تخف أن يدركك فرعون ولا تخشى الغرق). [معاني القرآن: 3/370،369]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأتبعهم فرعون بجنوده} [طه: 78] وكان جميع جنوده أربعين ألف ألفٍ.
{فغشيهم من اليمّ ما غشيهم} [طه: 78] واليمّ البحر.
فغرقوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فأتبعهم فرعون} أي لحقهم).
[تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليمّ ما غشيهم }
ويقرأ فاتبعهم فرعون بجنوده، فمن قرأ {فأتبعهم} ففيه دليل أنه أتبعهم ومعه الجنود، ومن قرأ (فاتّبعهم) فرعون بجنوده فمعناه ألحق جنوده بهم. وجائز أن يكون معهم على ذا اللفظ وجائز ألا يكون إلّا أنه قد كان معهم.
{فغشيهم من اليمّ ما غشيهم}.اليم: البحر، والمعنى فغشيهم من اليم ما غرقهم). [معاني القرآن: 3/370]

تفسير قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأضلّ فرعون قومه وما هدى} [طه: 79] ما هداهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]

تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم} [طه: 80] من فرعون وقومه.
{وواعدناكم جانب الطّور الأيمن} [طه: 80] أيمن الجبل، والطّور هو الجبل يعني مواعدته لموسى.
قوله: {ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى} [طه: 80] سعيدٌ، عن قتادة قال: المنّ كان ينزّل عليهم في محلّتهم مثل العسل، من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، والسّلوى هو الطّير الّذي يقال له السّمانى.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: السّلوى السّمانى.
قرّة بن خالدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ قال: السّلوى السّمانى). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( و{الطّور}: الجبل).
[تفسير غريب القرآن: 281]


تفسير قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم} [طه: 81] المنّ والسّلوى.
وقال السّدّيّ: {من طيّبات ما رزقناكم} [طه: 81] يعني من الحلال، المنّ والسّلوى.
{ولا تطغوا فيه} [طه: 81] تفسير السّدّيّ يعني: لا تعصوا اللّه في رفع المنّ والسّلوى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/269]
سعيدٌ، عن قتادة قال: كانوا لا يأخذون منه لغدٍ، لأنّه كان يفسد عندهم ولا يبقى إلا يوم الجمعة فإنّهم كانوا يأخذون ليوم الجمعة والسّبت، لأنّهم كانوا يتفرّغون في السّبت للعبادة ولا يعلمون شيئًا.
- حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لولا بنو إسرائيل ما خنز لحمٌ، ولا أنتن طعامٌ، إنّهم لمّا أمروا أن يأخذوا ليومهم ادّخروا من يومهم لغدهم.
- خداشٌ عن، محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لولا بنو إسرائيل ما خنز لحمٌ، ولم...
الطّعام، ولولا حوّاء لم تخن أنثى زوجها».
قوله: {فيحلّ عليكم غضبي} [طه: 81] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعني فيجب عليكم غضبي.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: فيحلّ عليكم غضبي أي: فينزل عليكم غضبي.
{ومن يحلل عليه غضبي} [طه: 81] هو مثل الحرف الأوّل، إلا أنّ قتادة قال: ومن ينزل عليه غضبي.
قوله: {فقد هوى} [طه: 81] في النّار.
وقال السّدّيّ: يعني فقد هلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/270]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فيحلّ عليكم غضبي...}

الكسر فيه أحبّ إليّ من الضم لأن الحلول ما وقع من يحلّ، ويحلّ: يجب، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع. وكلّ صواب إن شاء الله. والكسائيّ جعله على الوقوع وهي في قراءة الفرّاء بالضمّ مثل الكسائيّ سئل عنه فقاله، وفي قراءة عبد الله أو أبيّ {إن شاء الله} {ولا يحلّنّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه} مضمومة. وأمّا قوله: {أم أردتم أن يحلّ عليكم} فهي مكسورة. وهي مثل الماضيتين، ولو ضمّت كان صواباً فإذا قلت حلّ بهم العذاب كانت يحلّ بالضم لا غير، فإذا قلت: على أو قلت يحلّ لك كذا وكذا فهو بالكسر).
[معاني القرآن: 2/188]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}
وقال: {فيحلّ} وفسره على "يجب" وقال بعضهم {يحلّ} على "النزول" فضم. وقال: {يصدّون} على"يضجّون" ولا أراها إلا لغة مثل "يعكف" "ويعكف" في معنى "يصدّ").
[معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيحل عليكم غضبي}: يجب عليكم. ومن قرأ.{يحل} فالمعنى ينزل عليكم من الحلول). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فقد هوى} أي هلك. يقال: هوت أمّه. أي هلكت). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى }
ويقرأ (فيحلّ عليكم غضبي، ومن يحلل عليه غضبي.
فمن قرأ (فيحلّ عليكم) فمعناه فيجب عليكم، ومن قرأ (فيحلّ عليكم) فمعناه فينزل عليكم.
والقراءة: ومن يحلل بكسر اللام أكثر.
{فقد هوى}أي هلك وصار إلى الهاوية، وهي قعر نار جهنّم). [معاني القرآن: 3/370]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَحِلَّ}: يجب). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} [طه: 82] من الشّرك.
{وآمن} [طه: 82] أي: أخلص الإيمان للّه.
{وعمل صالحًا} [طه: 82] في إيمانه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/270]
{ثمّ اهتدى} [طه: 82] ثمّ مضى على العمل الصّالح حتّى يموت.
تفسير الحسن بن دينارٍ عن الحسن.
وقال بعضهم: {ثمّ اهتدى} [طه: 82] ثمّ عرف الثّواب). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ اهتدى...}:

علم أن لذلك ثواباً وعقاباً). [معاني القرآن: 2/188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى}
أي تاب من ذنبه، وآمن بربّه وعمل بطاعته، ثم اهتدى، أي ثم أقام على إيمانه). [معاني القرآن: 3/370]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أعجلك عن قومك يا موسى {83} قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربّ لترضى {84}} [طه: 83-84] قال: هم أولاء ينتظرونني من بعدي بالّذي آتيهم به، وليس يعني أنّهم يتّبعونه.
وقال بعضهم: يعني السّبعين الّذي اختاروا فذهبوا معه للميعاد). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال هم أولاء على أثري...}

وقد قرأ بعض القراء (أولاي على أثري) يترك الهمز، وشبّهت بالإضافة إذا ترك الهمز، كما قرأ يحيى بن وثاب {ملّة آباي إبراهيم} {وتقبّل دعاي ربّنا}). [معاني القرآن: 2/189،188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: (قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربّ لترضى }
(أولاء) مبني على الكسر، (على أثري) من صلة (أولاء)، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر، كأنّه قال: هم على أثري هؤلاء، والأجود أن يكون صلة.
ورويت أولاي على أثري ولا وجه لها، لأن الياء لا تكون بعد الألف آخرة إلا للإضافة نحو هداي، ولا أعلم أحدا من القراء المشهورين قرأ بها وذكرها الفراء، ولا وجه لها).
[معاني القرآن: 3/371،370]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلّهم السّامريّ} [طه: 85] يقول: إنّ السّامريّ قد أضلّهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {قال فإنّا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلّهم السّامريّ}

أي ألقيناهم في فتنة ومحنة، واختبرناهم.
{وأضلّهم السّامريّ}.قال بعض أهل التفسير: السّامريّ علج من أهل كرمان، والأكثر في التفسير أنّه كان عظيما من عظماء بني إسرائيل من قبيلة تعرف بالسّامرة.
وهم إلى هذه الغاية في الشام يعرفون بالسامريين). [معاني القرآن: 3/371]

تفسير قوله تعالى:{فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا} [طه: 86] سعيدٌ، عن قتادة قال: أي حزينًا على ما صنع قومه من بعده.
وقال الحسن: شديد الغضب.
{قال يا قوم ألم يعدكم ربّكم وعدًا حسنًا} [طه: 86] في الآخرة على التّمسّك بدينه.
وقال السّدّيّ: {حسنًا} [طه: 86] يعني حقًّا.
{أفطال عليكم العهد} [طه: 86] قال مجاهدٌ: الوعد.
{أم أردتم أن يحلّ عليكم غضبٌ من ربّكم} [طه: 86]
[تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قال قتادة: أن ينزل عليكم غضبٌ من ربّكم.
وهو مثل الحرف الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 1/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أسفاً} أي شديد الغضب).
[تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربّكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحلّ عليكم غضب من ربّكم فأخلفتم موعدي}
{غضبان أسفا}.أسف: شديد الحزن مع غضبه.
وقوله: {أن يحلّ عليكم غضب من ربّكم}.
القراءة فيها بالكسر في حاء يحل، على معنى أنه يجب عليكم، فالضم يجوز فيها على معنى أن ينزل عليكم غضب من ربكم). [معاني القرآن: 3/371]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأخلفتم موعدي {86} قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا} [طه: 86-87] سعيدٌ، عن قتادة قال: بطاقتنا.
{ولكنّا حمّلنا} [طه: 87] وهي تقرأ أيضًا: حملنا، خفيفةً.
{أوزارًا} [طه: 87] قال الحسن: آثامًا.
وقال مجاهدٌ: أثقالًا.
وهو واحدٌ، ذلك الثّقل الإثم.
{من زينة القوم} [طه: 87] يعني قوم فرعون.
{فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ} [طه: 87] وذلك أنّ موسى كان واعدهم أربعين ليلةً، فعدّوا عشرين يومًا وعشرين ليلةً فقالوا: هذه أربعون، قد أخلف موسى الوعد.
وكانوا استعاروا من آل فرعون حليًّا لهم، كان نساء بني إسرائيل استعاروا من نساء آل فرعون ليوم الزّينة، يعني يوم العيد الّذي واعدهم موسى.
وكان اللّه أمر موسى أن يسري بهم ليلًا، فكره القوم أن يردّوا العواري على آل فرعون فيفطن بهم آل فرعون، فأسروا من اللّيل والعواري معهم.
فقال لهم السّامريّ بعد ما مضت عشرون يومًا وعشرون ليلةً في غيبة موسى في تفسير الكلبيّ، وقال قتادة بعد ما مضى الثّلاثون: إنّما ابتليتم بهذا الحليّ فهاتوه.
وألقى ما معه من الحليّ، وألقى القوم ما معهم وهو قوله: {فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ} [طه: 87] ما معه كما ألقينا ما معنا.
فصاغه عجلًا، ثمّ ألقى في فيه التّراب الّذي كان أخذه من تحت حافر فرس جبريل.
سعيدٌ، عن قتادة قال: كان اللّه تبارك وتعالى وقّت لموسى ثلاثين ليلةً
[تفسير القرآن العظيم: 1/272]
ثمّ أتمّها بعشرٍ، فلمّا مضت الثّلاثون قال السّامريّ: إنّما أصابكم الّذي أصابكم عقوبةً للحليّ الّذي معكم فهابوه.
وهو الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون.
فدفعوا إليه الحليّ، فصوّر لهم منها صورة بقرةٍ.
وقد كان صرّ في عمامته قبضةً من أثر فرس جبريل يوم جاز بنو إسرائيل البحر، فقذفها فيها). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما أخلفنا موعدك بملكنا...}

برفع الميم. (هذا قراءة القراء) ولو قرئت بملكنا (وملكنا) كان صواباً. ومعنى (ملكنا) في التفسير أنا لم نملك الصّواب إنما أخطأنا.
وقوله: {ولكنّا حمّلنا أوزاراً مّن زينة القوم} يعني ما أخذوا من قوم فرعون حين قذفهم البحر من الذهب والفضّة والحديد، فألقيناه في النار. فكذلك فعل السّامريّ فاتّبعناه. فلما خلصت فضّة ما ألقوا وذهبه صوّره السّامريّ عجلاً وكان قد أخذ قبضة من أثر فرس كانت تحت جبريل (قال السّامريّ لموسى: قذف في نفسي أني إن ألقيت تلك القبضة على ميّت حيى، فألقى تلك القبضة في أنف الثور وفي دبره فحيى وخار) ... وفي تفسير الكلبيّ أن الفرس كانت الحياة فذاك قوله: {وكذلك سوّلت لي نفسي} يقول زيّنته لي نفسي.
ومن قرأ بملكنا بكسر الميم فهو الملك يملكه الرجل تقول لكل شيء ملكته: هذا ملك يميني للمملوك وغيره مما ملك والملك مصدر ملكته ملكاً وملكة: مثل غلبته غلبا وغلبةً.
والملك السّلطان وبعض بني أسدٍ يقول مالي ملك، يقول: مالي شيء أملكه وملك الطريق وملكه: وجهه قال الشاعر:
أقامت على ملك الطريق =لها ولمنكوب المطايا جوانبه
ويقال مع ملك الطريق: فملكه. أقامت على عظم الطريق وعلى سجح الطريق وعلى سننه وسننه). [معاني القرآن: 2/190،189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بملكنا}: بما ملكت أيدينا. ومن قرأ {بملكنا} فالمعنى بسلطاننا). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما أخلفنا موعدك بملكنا} أي بقدر طاقتنا.
{ولكنّا حمّلنا أوزاراً من زينة القوم} أي أحمالا من حليّهم.
{فقذفناها} يعنون في النّار). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله عز وجل: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} أي إثمك. وأصل الوزر: ما حمله الإنسان على ظهره.
قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي أحمالا من حليّهم. فشبه الإثم بالحمل، فجعل مكانه، وقال في موضع آخر: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} يريد آثامهم). [تأويل مشكل القرآن: 140] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنّا حمّلنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ }
يجوز الضم والكسر والفتح في الميم. بملكنا، وبملكنا، وبملكنا.
فأصل الملك السلطان والقدرة، والملك ما حوته اليد، والملك المصدر.
تقول: ملكت الشيء أملكه ملكا.
وقيل في بعض التفسير: ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا الصواب.
وجائز أن يكون ما أخلفنا موعدك بسلطان كان لنا ولا قدرة، ثم أخبروا سبب تأخرهم عنه فقالوا: (ولكنّا [حملنا] أوزارا من زينة القوم).
ويقرأ (حمّلنا أوزارا)، بتشديد الميم وكسرها، يعنون بالأوزار حليا كانوا أخذوها من آل فرعون حين قذفهم البحر فألقاهم على ساحله، فأخذوا الذهب والفضة، وسميت أوزارا لأن معناها الآثام، وجائز أن يكون سمّيت أوزارا يعنون بها أثقالا، لأن الوزر في اللغة الحمل، وسمّي الإثم وزرا لأن صاحبه قد حمّل بها ثقلا، قال اللّه تعالى: {ووضعنا عنك وزرك * الّذي أنقض ظهرك}.
فقالوا: حملنا حليّا فقذفناها في النار، وكذلك فعل السامريّ، أي ألقى حليّا كان معه). [معاني القرآن: 3/372،371]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِمُلْكِنـا}: بما ملكت أيدينا.
{بِمِلْكِنا}: بسلطاننـا). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فأخرج لهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [طه: 88]، جعل يخور خوار البقرة.
فقال عدوّ اللّه: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} [طه: 88] قال قتادة: وكان السّامريّ من عظماء بني إسرائيل، من قبيلةٍ يقال لها: سامرة، ولكن نافق بعدما قطع البحر مع موسى.
قال: {فأخرج لهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [طه: 88] يخور خوار البقرة.
وقال مجاهدٌ: {له خوارٌ} [طه: 88] حفيف الرّيح فيه بخواره.
فقال: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} [طه: 88] سعيدٌ، عن قتادة قال: {فنسي} [طه: 88] أي: فنسي موسى.
يقول: إنّ موسى إنّما طلب هذا ولكن نسيه وخالفه في طريقٍ آخر). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فنسي...}

يعني أن موسى نسي: أخطأ الطريق فأبطأ عنهم فاتّخذوا العجل فعيّرهم الله فقال. أفلا يرون أن العجل لا يتكلّم ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً). [معاني القرآن: 2/190]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي}
واختلف في تفسير خواره، فقيل إنه كان يخور كما يخور الثور من الحيوان، فإذا خار سجدوا له، وإذا عاد الخوار رفعوا من السجود، وقال بعضهم: إنما خار خورة واحدة،
ودليله: {أفلا يرون ألّا يرجع إليهم قولا}.
وقال مجاهد: خواره حفيف الريح إذا دخلت جوفه.
ويروى أن هارون عليه السلام مر بالسّامريّ وهو يصنع العجل فقال له: ما تصنع؟
قال أصنع ما لا ينفع ولا يضر، وقال: أدع، فقال هارون اللّهمّ أعطه ما يسأل كما يحبّ.
فسأل اللّه عزّ وجلّ أن يجعل للعجل خوارا، والذي قاله مجاهد من أن خواره حفيف الريح فيه، أسرع إلى القبول لأنه شيء ممكن.
والتفسير الآخر وهو أنه خوار ممكن في محنة اللّه عزّ وجلّ - أن امتحن القوم بذلك، وليس في خوار صفر ما يوجب عبادته لأنهم قد رأوه معمولا مصنوعا، فعبادتهم إياه لو خار وتكلّم كما يتكلّم الآدمي لم تجب به عبادته.
فقالوا: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي}.
قيل إن السّامريّ نسي ما كان عليه من الإيمان، لأنه نافق لما عبر البحر، المعنى فترك ما كان عليه من الإيمان، وقيل إن السّامريّ قال لهم إن موسى عليه السلام أراد هذا العجل فنسي وترك الطريق الذي يصل إليه). [معاني القرآن: 3/373،372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فنسي} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي - قال: فنسي، أي: فترك ما أمره موسى به من الإيمان، وضل). [ياقوتة الصراط: 349]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أفلا يرون} [طه: 89] أنّ ذلك العجل لا {يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرًّا ولا نفعًا {89} } [طه: 89]). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فنسي أفلا يرون ألاّ يرجع إليهم قولاً} مجازه أنه لا يرجع إليهم قولاً ومن لم يضمر الهاء نصب " أن لا يرجع ").

[مجاز القرآن: 2/24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {أفلا يرون ألّا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرّا ولا نفعا}
كما قال: {ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا}.
ويجوز أن لا يرجع بنصب بأن، والاختيار مع رأيت وعلمت وظننت أن لا يفعل، في معنى قد علمت أنه لا يفعل). [معاني القرآن: 3/373]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولقد قال لهم هارون من قبل} [طه: 90] أن يرجع إليهم موسى حين اتّخذوا العجل.
{يا قوم إنّما فتنتم به} [طه: 90] يعني بالعجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري {90} قالوا لن نبرح} [طه: 90-91]
[تفسير القرآن العظيم: 1/273]
لن نزال.
{عليه عاكفين} [طه: 91] نعبده). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لن نبرح عليه عاكفين} مجازه لن نزال، قال أوس بن حجر:

فما برحت خيلٌ تثوب وتدّعي=ويلحق منها لاحقٌ وتقّطع
أي فما زالت). [مجاز القرآن: 2/25]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى يرجع إلينا موسى {91} قال} [طه: 91-92] موسى لهارون لمّا رجع ورأى أنّهم اتّخذوا العجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا {92} ألّا تتّبعن أفعصيت أمري {93} قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: 92-94] وقد قال في الآية الأخرى: و....
{إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} [طه: 94] قال: أي ولم....
يعني الميعاد لرجوعه، ولكن تركتهم وجئت وقد استخلفتك فيهم.
يقول: لو اتّبعتك وتركتهم لخشيت أن تقول لي هذا القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({يا بن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} فتح بعضهم الميم لأنهم جعلوه إسمين بمنزلة خمسة عشر لأنهما إسمان فأجروهما مجرى إسمٍ واحدٍ كقولهم: هو جاري بيت بيتً ولقيته كفة كفة، وكسر بعضهم الميم فقال يا بن أم بغير ياء ولا تنوين كما فعلوا ذلك بقولهم: يا زيد، بغير تنوين،

وقال زهير:
تبصّر خليلي هل ترى من ظغائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم
وأطلق بعضهم ياء الاضافة لأنه جعل النداء في ابن فقال يا ابن أمي، لأنه يجعل النداء في ابن كما جعله في زيد ثم أظهر في الاسم الثاني ياء الاضافة كما قال:
يا بن أمّي ويا شقّيق نفسي=أنت خلّيتني لدهرٍ شديد
وكذلك قال:
يا بنت عمي لاحني الهواجر فأطلق الياء وقال:
رجالٌ ونسوانٌ يودّون أنني=وإياك نخزى يابن عمّ ونفضح
فلم يطلق ياء الإضافة وجرها بعضهم وفتحها آخرون). [مجاز القرآن: 2/26،25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولم ترقب قولي} مجازه لم تسمع قولي ولم تنتظر.وفي آية أخرى {لا يرقبون في مؤمنٍ إلاّ ولا ذمّةً} أي لا يراقبون).
[مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {قال يبنؤمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}
(يا ابن أمّ) بفتح الميم، وإن شئت (يا ابن أمّ) - بكسر الميم - وفتحت أم والموضع موضع جر لأن (ابن) و (أم) جعلا اسما واحدا فبنى ابن وأم على الفتح، ومن قال (يا ابن أمّ) أضافه إلى نفسه.
وفيها وجه ثالث " يا ابن أمّي لا تأخذ " ولكنه لا يقرأ بها. ليست ثابتة الياء في المصحف.
ومثل هذا من الشعر:
يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي=أنت خلّيتني لأمر شديد
ولم يجئ هذا إلا في ابن أم، وابن عم، وذلك أنه يقال لمن ليس بأخ لأمّ. ولا بأخ ألبتّة: يا ابن أم، وكذلك يقال للأجنبي: يا ابن عم، فلما أزيل عن بابه بني على الفتح، وإن كان قد يقول القائل لأخيه من أمه أيضا يا ابن أمّ، فإنما أدخل أخاه في جملة من يقول له يا ابن أمّ.
وقد قيل في هارون إنّه لم يكن أخا موسى لأمّه - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/373]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ أقبل موسى على السّامريّ، قال له: {فما خطبك يا سامريّ} [طه: 95] أي: ما حجّتك؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما خطبك} أي ما بالك وشأنك وأمرك واحد،

قال رؤبة:
والعبد حيّان بن ذات القنب=يا عجبا ما خطبه وخطبي).
[مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ما خطبك}: ما أمرك). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قال فما خطبك يا سامريّ} أي ما أمرك وما شأنك؟). [تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قال فما خطبك يا سامريّ}
معنى ما خطبك ما أمرك الذي تخاطب به). [معاني القرآن: 3/374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ما خَطْبُـك}: شأنُـك). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقبضت قبضةً من أثر الرّسول} [طه: 96] يعني بني إسرائيل.
قال قتادة: يعني فرس جبريل.
{قال بصرت بما لم يبصروا به} [طه: 96] من أثر فرس جبريل من تحت حافر فرس جبريل.
{فنبذتها} [طه: 96] أي: ألقيتها في العجل، يعني حين صاغه، وكان صائغًا،
[تفسير القرآن العظيم: 1/274]
فخار العجل.
وهي في قراءة ابن مسعودٍ: من أثر الفرس، كان أخذها من أثر فرس جبريل، فصرّها في عمامته ثمّ قطع البحر فكانت معه.
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ هارون أتى على السّامريّ وهو يصنع العجل فقال: ما تصنع؟ قال: أصنع ما يضرّ ولا ينفع.
فقال هارون: اللّهمّ أعطه الّذي سألك على ما في نفسه.
فلمّا صنعه قال هارون: اللّهمّ إنّي أسألك أن يخور، فخار العجل وذلك بدعوة هارون.
قوله: {وكذلك سوّلت لي نفسي} [طه: 96] وكذلك زيّنت لي نفسي.
وقع في نفسي إذا ألقيتها في في العجل خار). [تفسير القرآن العظيم: 1/275]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فقبضت قبضةً...}

القبضة بالكف كلّها. والقبصة بأطراف الأصابع. وقرأ الحسن قبصة بالصاد والقبصة والقبضة جميعاً: اسم التراب بعينه فلو قرئتا كان وجهاً: ومثله ممّا قد قرئ به {إلاّ من اغترف غرفة بيده} و{غرفةً}. والغرفة: المغروف، والغرفة: الفعلة. وكذلك الحسوة والحسوة والخطوة والخطوة والأكلة والأكلة. والأكلة المأكول والأكلة المرّة. والخطوة ما بين القدمين في المشي، والخطوة: المرّة. وما كان مكسورا فهو مصدر مثل إنه لحسن المشية والجلسة والقعدة). [معاني القرآن: 2/190]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال بصرت بما لم تبصروا به} أي علمت ما لم تعلموه وبصرت فعلت في البصيرة فصرت بها عالماً بصيراً ولها موضع آخر قوم يقولون بصرت وأبصرت سواء بمنزلةٍ سرعت وأسرعت ماشيت). [مجاز القرآن: 2/26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فقبضت قبضةً} أي أخذت ملء جمع كفي وقبضت قبضةً أي تناولت بأطراف أصابعي: {سوّلت لي نفسي} أي زينت له وأغوته، يقال: إنك لتسول لفلانٍ سوء عمله، أي تزين له). [مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بصرت بما لم يبصروا به}: علمت بما لم يعملوا به. يقال إنه لبصير أي عالم.
{فقبضت قبضة}: أخذت ملء جمع كفي ومن قرأ (قبصت) القبص التناول بأطراف الأصابع.
{سولت لي نفسي}: أي زينت). [غريب القرآن وتفسيره: 249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فقبضت قبضةً من أثر الرّسول} يقال: إنها قبضة من تراب موطئ فرس جبريل، صلى اللّه عليه وسلم.
{فنبذتها} أي قذفتها في العجل.
{وكذلك سوّلت لي نفسي} أي زيّنت لي). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي}
يقال: قد بصر الرجل يبصر إذا كان عليما بالشيء، وأبصر يبصر إذا نظر.
والتأويل علمت بما لم يعلموا به، وكان رأى فرس جبريل عليه السلام فقبض قبضة من تراب حافر الفرس، يقال: قبضت قبضة، وقبصت قبصة - بالصاد غير معجمة -
فالقبضة بجملة الكف، والقبصة بأطراف الأصابع. ويقرأ بالصاد والضاد، وفيه وجه آخر لم يقرأ به فيما علمت، يجوز فقبصت قبصة وقبصة، ولكن لا يجوز القراءة بها -
إن كان لم يقرأ بها -فالقبضة قبض الشيء مرة واحدة، والقبصة مقدار ما يقبص، ونظير هذا قوله عزّ وجلّ: {إلّا من اغترف غرفة بيده}، و {غرفة بيده}.
{فنبذتها}ألقيتها في العجل لتخور.
{وكذلك سوّلت لي نفسي}أي زيّنت لي نفسي، ومثله: {الشّيطان سوّل لهم وأملى لهم} ). [معاني القرآن: 3/374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قال بَصُرْتُ}: علمت.
{فَقَبَضْتُ}: بملء كفي.
{سَوَّلَتْ}: زيّنت). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 97] له موسى.
{فاذهب فإنّ لك في الحياة} [طه: 97] يعني حياة الدّنيا.
{أن تقول لا مساس} [طه: 97] لا تماسّ النّاس ولا يماسّونك، فهذه عقوبتك في الدّنيا ومن كان على دينك إلى يوم القيامة.
والسّامرة صنفٌ من اليهود.
وقال قتادة: بقايا السّامرة حتّى الآن بأرض الشّام يقولون: لا مساس.
قال: {وإنّ لك موعدًا لن تخلفه} [طه: 97] يعني يوم القيامة {لن تخلفه} [طه: 97]، أي: توافيه فيجزيك اللّه فيه بأسوأ عملك.
وقال قتادة: {لن تخلفه} [طه: 97] أي: لن تغيب عنه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/275]
قوله: {وانظر إلى إلهك الّذي ظلت} [طه: 97] صرت.
{عليه عاكفًا} [طه: 97] عابدًا.
وقال السّدّيّ: {ظلت عليه عاكفًا} [طه: 97] يعني أقمت عليه عابدًا.
قال: {لنحرّقنّه} [طه: 97] قال يحيى: سمعت بعض الكوفيّين يقول: لنبرّدنّه.
{ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفًا} [طه: 97] وقال الكلبيّ: ذبحه موسى، ثمّ أحرقه بالنّار، ثمّ ذراه في البحر.
وهو في قول من قال هذا أنّه تحوّل لحمًا ودمًا.
وقوله: {لننسفنّه} [طه: 97] هو حين ذراه في البحر). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس...}

أي لا أمسّ ولا أمس، أوّل ذلك أن موسى أمرهم ألاّ يؤاكلوه ولا يخالطوه ولا يبايعوه. وتقرأ (لا مساس) وهي لغة فاشية: لا مساس لا مساس مثل نزال ونظار من الانتظار.
وقوله: {الذي ظلت عليه عاكفاً} و{ظلت} و{فظلتم تفكّهون} و{فظلتم} إنما جاز الفتح والكسر لأن معناهما ظللتم، فحذفت اللام الأولى: فمن كسر الظاء جعل كسرة اللام الساقطة في الظاء. ومن فتح الظاء قال: كانت مفتوحة فتركتها على فتحها.
ومثله مسست ومسست تقول العرب قد مست ذلك ومسته، وهممت بذلك وهمت، ووددت ووددت كذا في أنك فعلت ذاك، وهل أحسست صاحبك وهل أحست.
وقوله: {لّنحرّقنّه} بالنار و{لنحرقنّه} لنبردنّه بالحديد بردا من حرقت أحرقة وأحرقه لغتان.
وأنشدني المفضل:

بذي فرقين يوم بنو حبيبٍ=نيوبهم علينا يحرقونا
... حدثني حبّان بن عليّ عن الكلبيّ عن أبي صالح أن عليّ بن أبي طالب قال (لنحرقنّه) لنبردنّه).
[معاني القرآن: 2/191،190]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا مساس} إذا كسرت الميم دخلها النصب والجر والرفع بالتنوين في مواضعهن وهي هاهنا منفية فلذلك نصبتها بغير تنوين قال الجعدي:
فأصبح من ذاك كالسامريّ=إذ قال موسى له لا مساسا
وقال القلاخ بن حزن المنقري:
ووتّر الأساور القياسا=صغديّةً تنتزع الأنفاسا
حتى يقول الأزد لا مساسا.
وهو المماسة والمخالطة، ومن فتح الميم جعله إسماً منه فلم يدخلها نصبٌ ولا رفعٌ وكسر آخرها بغير تنوين، كقوله:
تميمٌ كرهط السامريّش وقوله=ألا لا يريد السامري مساس
جر بغير تنوين وهو في موضع نصب لأنه أجرى مجرى " قطام " وحذام. ونزال إذا فتحوا أوله،
وقال زهير:
ولنعم حشر الدّرع أنت إذا=دعيت نزال ولجّ في الذّعر
وإن كسروا أوله دخله الرفع والنصب والجر والتنوين في مواضعها وهو المنازلة). [مجاز القرآن: 2/27،26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الّذي ظلت عليه عاكفاً} يفتح أوله قوم إذا ألقوا منه إحدى اللامين ويجزمون اللام الباقية لأنهم يدعونها على حالها في التضعيف قبل التخفيف كقولك: ظلت، وقوم يكسرون الظاء إذا حذفوا اللام المكسروة فيحولون عليها كسرة اللام فيقولون: ظلت عليه، وقد تحذف العرب التضعيف قال:
خلا أنّ العتاق من المطايا=أحسن به فهن إليه شوس
أراد أحسن به). [مجاز القرآن: 2/28]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لننسفنهّ في اليمّ نسفاً} مجازه: لنقذفنه ولنذرينه وكل شيء وضعته في منسفٍ، ثم طيرت عنه غباره بيديك أو قشوره فقد نسفته أيضاً، وما زلنا ننسف منذ اليوم أن نمشي، وفي آية آخرى {فقل ينسفها ربّي نسفاً} ). [مجاز القرآن: 2/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا مساس}: أي لا مماسة ولا مخالطة.
{لنحرقنه}:من حرقت ومن قرأ {لنحرقنه} فالمعنى لنبردنه بردا.
{لننسفه}: أي لنذرينه). [غريب القرآن وتفسيره: 250،249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أن تقول لا مساس} أي لا تخالط أحدا.
{وإنّ لك موعداً} أي يوم القيامة.
{ظلت عليه} عاكفاً أي مقيما.
{لنحرّقنّه} بالنار. ومن قرأ: (لنحرقنّه)، أراد لنبردنّه.
{ثمّ لننسفنّه في اليمّ} أي لنطيّرنّ تلك البرادة أو ذلك الرّماد في البحر). [تفسير غريب القرآن: 282،281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنّ لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الّذي ظلت عليه عاكفا لنحرّقنّه ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفا}
وأنّ لك، ويجوز لا مساس، وأنّ لك - بفتح الميم وكسر السين الآخرة على وزن دراك وتراك، والتأويل أن موسى عليه السلام حرّم مخالطة السامريّ، فالمعنى إنك في الدنيا لا تخالط جزاء لفعلك.
فمن قرأ لا مساس - بفتح السين الأخيرة فهو منصوب على البدء به، ومن قال: لا مساس فهو مبني على الكسر، وهو نفي وقولك مساس، أي مساس القوم تأمر بذلك، فإذا قلت لا مساس فهو نفي ذلك، وبنيت مساس على الكسر وأصلها الفتح لمكان الألف، ولكن مساس ودراك مؤنث، فاختير الكسر لالتقاء السّاكنين لأنك تقول في المؤنث فعلت يا امرأة، وأعطيتك يا امرأة.
{وإنّ لك موعدا لن تخلفه}.
و{لن تخلفه}، فمن قرأ (لن تخلفه) فالمعنى يكافئك الله على ما فعلت في القيامة واللّه لا يخلف الميعاد، ومن قرأ (لن تخلفه) فالمعنى إنك تبعث وتوافي يوم القيامة، لا تقدر على غير ذلك، ولن تخلفه.
وقوله عزّ وجلّ: {وانظر إلى إلهك الّذي ظلت عليه عاكفا}.
وظلت بفتح الظاء وكسرها، فمن فتح فالأصل فيها ظللت، ولكن اللام حذفت لثقل التضعيف والكسر، وبقيت الظاء على فتحها.
ومن قرأ ظلت - بالكسر - حوّل كسرة اللام على الظاء، وقد يجوز في غير المكسور نحو أحست تريد أحسست، وقد حكيت همت بذلك، تريد هممت ومعنى عاكف مقيم، وعاكف منصوب خبر ظلت، ليس بمنصوب على الحال.
وقوله: {لنحرّقنّه}.
ويقرأ (لنحرقنّه). أي لنحرقنه بالنار، فإذا شدّد فالمعنى نحرقه مرة بعد مرة.
وقرئت لنحرقنّه، وتأويله لنبردنّه بالمبرد، يقال حرقت أحرق وأحرق إذا بردت الشيء.
ولم يقرأ لنحرقنّه، ولو قرئت كانت جائزة.
وقوله عزّ وجلّ : {ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفا}.
اليم: البحر، والنسف التذرية). [معاني القرآن: 3/376-374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا مِسَاسَ}: لا تخالط أحداً.
{لَّنُحَرِّقَنَّهُ}: أي بالنار. ومن قرأ (لَّنُحْرُقَنَّهُ): أراد لنبردنه. وقد يكون الأول من هذا (على) معنى التكرير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا مَسـاسَ}: لا مماسسـة.
{لَنُحَرِّقَنَّه}: بالنار.
{لَنَنْسِـفَنَّهُ}: لنذرينّـه). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلا هو وسع كلّ شيءٍ علمًا} [طه: 98] سعيدٌ، عن قتادة قال: ملأ كلّ شيءٍ علمًا.
قال يحيى: أي لا يكون شيءٌ إلا بعلم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وسع كلّ شيءٍ علماً} مجازه: أحاط به علماً وعلمه، ويقال: لا أسع لهذا الذي تدعوني إليه، أي لا أقوم به ولا أقوى له،

قال أبو زبيد:
حمّال أثقال أهل الودّ آونةً=أعطيهم الجهد مني بله ما أسع
يقول: أعطيهم على الجهد مني بله، يقول: فدع ما أسع له وأحيط به وأقدر عليه فأناله حينئذٍ أعطي). [مجاز القرآن: 2/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وسع كل شيء علما}: أي أحاط). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وسع كلّ شيءٍ علماً} أي وسع علمه كل شيء). [تفسير غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كذلك نقصّ عليك من أنباء ما قد سبق} [طه: 99] من أخبار ما قد مضى.
{وقد آتيناك} [طه: 99] أي: وقد أعطيناك.
{من لدنّا} [طه: 99] من عندنا.
{ذكرًا} [طه: 99] القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كذلك نقصّ عليك} مجازه نأثره).
[مجاز القرآن: 2/28]


تفسير قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {من أعرض عنه} [طه: 100] عن القرآن ولم يؤمن به.
{فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا} [طه: 100]
[تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قال مجاهدٌ: إثمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/277]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فإنّه يحمل يوم القيامة وزراً} أي ثقلاً وحملاً وإثماً).
[مجاز القرآن: 2/29]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يحمل يوم القيامة وزراً} أي إثما). [تفسير غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خالدين فيه} [طه: 101] قال الحسن: في ثواب ذلك الوزر، وهي النّار.
{وساء لهم} [طه: 101] أي: وبئس لهم.
{يوم القيامة حملا} [طه: 101] ما يحملون على ظهورهم من الوزر وهو قوله: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} [الأنعام: 31]
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن إسماعيل بن رافعٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " إذا بعث اللّه الخلق يوم القيامة، بعث مع كلّ امرئٍ عمله، بعث مع المؤمن عمله في أحسن صورةٍ رآها قطّ، أحسنه حسنًا، وأجمله جمالًا، وأطيبه ريحًا، لا يرى شيئًا يخافه ولا شيئًا يروعه إلا قال: لا تخف وأبشر بالّذي يسرّك، لا واللّه ما
أنت الّذي تراد ولا أنت الّذي تعنى، فإذا قال له ذلك مرارًا قال له: من أنت أصلحك اللّه؟ واللّه ما رأيت أحدًا أحسن منك وجهًا، ولا أطيب منك ريحًا، ولا أحسن منك لفظًا، فيقول له: أتعجب من حسني؟ فيقول: نعم، فيقول: أنا واللّه عملك، إنّ عملك واللّه كان حسنًا، إنّك كنت تحملني في الدّنيا على ثقلٍ وإنّي واللّه لأحملنّك اليوم فيحمله، وهو قوله عزّ وجلّ: {وينجّي اللّه
الّذين اتّقوا بمفازتهم لا يمسّهم السّوء ولا هم يحزنون} [الزمر: 61] قال: ويبعث مع الآخر الكافر عمله في أقبح صورةٍ، أقبحه وجهًا، وأنتنه ريحًا، وأسوأه لفظًا، لا يرى شيئًا يروعه ولا يخافه إلا قال له: يا خبيث، أبشر بالّذي يسوءك، فأنت
[تفسير القرآن العظيم: 1/277]
واللّه الّذي تراد والّذي تعنى.
فإذا قال له ذلك مرارًا قال له: من أنت، أعوذ باللّه منك؟ واللّه ما رأيت أحدًا قطّ أسوأ منك لفظًا ولا أقبح منك وجهًا ولا أنتن منك ريحًا.
فيقول له: أتعجب من قبحي؟ فيقول له: نعم.
فيقول: أنا واللّه عملك الخبيث، إنّ عملك واللّه كان قبيحًا إنّك كنت تركبني في الدّنيا، وإنّي واللّه لأركبنّك اليوم وهو قوله عزّ وجلّ: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} [الأنعام: 31). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {خالدين فيه وساء لهم} ذلك الوزر {يوم القيامة حملاً} ).
[مجاز القرآن: 2/29]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خالدين فيه} أي في عذاب ذلك الإثم). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
المعنى ساء الوزر لهم يوم القيامة، و {حملا} منصوب على التمييز). [معاني القرآن: 3/376]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم ينفخ في الصّور} [طه: 102] والصّور: قرنٌ ينفخ فيه صاحب الصّور، فينطلق كلّ روحٍ إلى جسده، تجعل الأرواح كلّها في الصّور، فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح مثل النّحل، كلّ روحٍ إلى جسده.
قال: {ونحشر المجرمين} [طه: 102] يعني المشركين.
هذا حشرٌ إلى النّار.
{يومئذٍ زرقًا} [طه: 102] وقال السّدّيّ: {ونحشر المجرمين} [طه: 102] يعني بعد الحساب، نسوق المشركين إلى النّار زرقًا.
قال: مسودّةٌ وجوههم، كالحةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يومئذٍ زرقاً...}

يقال نحشرهم عطاشاً ويقال نحشرهم عمياً). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقاً} أي بيض العيون من العمى:
قد ذهب السّواد والنّاظر). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}
قد جرى تفسيره فيما مضى.
وأكثر ما يذهب إليه أهل اللغة أن الصور جمع صورة.
وقوله عزّ وجلّ: {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}.
قيل عطاشا وقيل عميا، يخرجون من قبورهم بصراء كما خلقوا أول مرة ويعمون في المحشر، وإنما قيل زرقا لأن السواد يزرق إذا ذهبت نواظرهم.
ومن قال عطاشا فجيّد أيضا، لأنهم من شدة العطش يتغير سواد أعينهم حتى يزرق). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {زرقا} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب عن ابن الأعرابي - قال: يقال في قول الله - عز وجل: نحشرهم زرقا،
أي: عميانا، ويقال: نحشرهم زرقا، أي: عطاشا، ويقال: نحشرهم زرقا، أي: طامعين فيما لا ينالونه). [ياقوتة الصراط: 350،349]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُرْقًا}: أي بيض العيون من العمى، قد ذهب السواد والناظر وقيل: {زُرْقًا}: أي عطاشاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يتخافتون بينهم} [طه: 103] قال قتادة: أي يتسارّون بينهم، يسارّ بعضهم بعضًا.
{إن لبثتم} [طه: 103] في الدّنيا.
{إلا عشرًا} [طه: 103] يقلّلون لبثهم في الدّنيا.
تصاغرت الدّنيا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتخافتون بينهم...}

التخافت: الكلام المخفي). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يتخافتون بينهم} يتسارّون ويهمس بعضهم إلى بعض بالكلام وفي آية أخرى: {ولا تخافت بها} ). [مجاز القرآن: 2/29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتخافتون بينهم} أي يسار بعضهم بعضا. يقال: خفت الدعاء وخفت الكلام: إذا سكن). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {يتخافتون بينهم إن لبثتم إلّا عشرا}
أصل الخفوت في اللغة السكون، والتخافت ههنا السّرار، فالمعنى أنهم يتسارّون بينهم). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ}: أي يسار بعضهم بعضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً} [طه: 104] وقال في آيةٍ أخرى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} [طه: 63]
[تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قال قتادة: كانوا أكثر عددًا وأموالًا.
وقال بعضهم: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً} [طه: 104] : أعقلهم.
{إن لبثتم إلا يومًا} [طه: 104] قال قتادة: في الدّنيا وهي مواطن، قالوا: {إلا يومًا} [طه: 104]، و {إلا عشرًا} [طه: 103]، و {قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} [الكهف: 19]، وقال: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النازعات: 46]، وقال: {كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهارٍ} [الأحقاف: 35].
وقال: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون} [الروم: 55] يحلف المجرمون، المشركون {ما لبثوا غير ساعةٍ} [الروم: 55] أي في الدّنيا، وذلك لتصاغر الدّنيا عندهم وقلّتها في طول الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أمثلهم طريقةً...}

أجودهم قولاً في نفسه وعندهم {إن لّبثتم إلاّ يوماً} وكذب). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ يقول أمثلهم طريقةً} أي رأيا). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلّا يوما}
{أمثلهم طريقة} أي أعلمهم عند نفسه بما يقول {إن لبثتم إلّا يوما}، معناه ما لبثتم إلا يوما). [معاني القرآن: 3/376]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويسألونك عن الجبال} [طه: 105] سأل المشركون النّبيّ فقالوا: يا محمّد كيف هذه الجبال في ذلك اليوم الّذي تذكر؟ فقال اللّه: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا} [طه: 105] من أصولها). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ينسفها ربّي نسفاً...}
يقلعها). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً} مجازها: يطيرها فيستأصلها. {فيذرها قاعاً صفصفاً} أي مستوياً أملس). [مجاز القرآن: 2/29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا}: يستأصلها). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفا}
النسف التذرية تصير الجبال كالهباء المنثور، تذرّى تذرية). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا} أي: يقلعها قلعا من أصولها، ثم يذرها رملا: تسيل سيلا، ثم يصيرها كالصوف المنقوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا. قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ). [ياقوتة الصراط: 350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {يَنسِفُهَا}: أي يذيبها ويطيرها غباراً متفرقاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيذرها} [طه: 106] فيذر الأرض.
{قاعًا صفصفًا} [طه: 106] القاع الّذي لا ثرى عليه، وهي القرقرة.
والصّفصف، الّذي ليس عليه نباتٌ، كلّها مستويةٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قاعاً صفصفاً...}

القاع مستنقع الماء والصفصف الأملس الذي لا نبات فيه). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيذرها قاعا}: القاع الذي يعلوه الماء.
الصفصف: المستوي من الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيذرها قاعاً صفصفاً} والقاع من الأرض: المستوي الذي يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي. يريد لا نبت فيها.
و(الأمت): النّبك). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فيذرها قاعا صفصفا}
القاع من الأرض المكان الذي يعلوه الماء، ويقال المكان الطيب والصّفصف، المستوي من الأرض). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قاعا صفصفا} القاع: الأرض الملساء بلا نبات ولا بناء، والصفصف: القرعاء. والعوج: التعوج في الفجاج).
[ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصفصف): الذي لا نبت فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (القَـاع): الذي يعلوه المـاء يمينا وشمالا.
{الصّفْصَفُ}: المستوي). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال مجاهدٌ: {لا ترى فيها عوجًا} [طه: 107] يعني انخفاضًا.
{ولا أمتًا} [طه: 107] : ولا ارتفاعًا.
وقال الحسن: غمار البحور ورءوس الجبال سواءٌ.
- سليمان بن يزيد، عن شيخٍ من أهل الجزيرة، عن أبي حازمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: العوج: الوادي.
وقال قتادة: الأمت: الحدب). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا أمتاً...}

الأمت: موضع النبك من الأرض: ما ارتفع منها ويقال: مسايل الأودية (غير مهموزٍ) ما تسفل وقد سمعت العرب يقولون: ملأ القربة ملأ لا أمت فيها إذا لم يكن فيها استرخاء.
ويقال سرنا سيراً لا أمت فيه ولا وهن فيه ولا ضعف). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عوجاً} مجازه مصدر ما أعوج من المحاني والمسايل والأدوية والارتفاع يميناً وشمالا إذا كسرت أوله، وإنه فتحته فهو في كل رمح وسنٍ وحائطٍ.
{ولا أمتاً} مجازه لا ربى ولا وطئاً أي لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه أمتاً، أي استرخاءً وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتا، أي انثناءً.
وقال يزيد بن ضبة:
منعّمةٌ بيضاء ليس بها أمت
وقال الراجز:
ما في انجذاب سيره من أمت).
[مجاز القرآن: 2/30،29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عوجا ولا أمتا}: العوج ما اعوج يمينا وشمالا والأمت ما كان يرتفع فيه مرة ويهبط فيه أخرى.
يقال: مد حبله حتى ما فيه أمت وملأ سقاءه حتى لم يدع فيه أمتا). [غريب القرآن وتفسيره: 251،250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا}
العوج في العصا والجبل ألا يكون مستويا، والأمت أن يغلظ مكان ويدقّ مكان). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (والأمتً): النبك). [ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والأمت): النبك، وهو ما قام في الأرض من الطين فجف، واحده: نبكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عِوَجـاً}: مائـلاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] يوم تكون الأرض والجبال كذلك {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] صاحب الصّور، يسرعون إليه حين يخرجون من قبورهم إلى بيت المقدس.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ: يقوم ملكٌ بين السّماء والأرض بالصّور فينفخ فيه.
وقال قتادة: من الصّخرة من بيت المقدس.
قوله: {لا عوج له} [طه: 108] لا معدل عنه، في تفسير عاصمٍ عن مجاهدٍ، لا يتعوّجون أي عن إجابته يمينًا ولا شمالًا.
قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن} [طه: 108] يعني سكنت لقوله: {لا يتكلّمون} [النبأ: 38] قال: {فلا تسمع إلا همسًا} [طه: 108] الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: وطء الأقدام.
- وحدّثنا فطرٌ، عن رجلٍ، عن أبي العالية الرّياحيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الهمس الوطء.
- سعيدٌ، عن قتادة قال: في قراءة أبيّ بن كعبٍ: لا ينطقون إلا همسًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتّبعون الدّاعي...}

يتّبعون صوت الداعي للحشر {لاعوج له} يقول لا عوج لهم عن الداعي فجاز أن يقول (له) لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تقول في الكلام: دعوتني دعوةً لا عوج لك عنها أي إنّي لا أعوج لك ولا عنك.
وقوله: {إلاّ همساً} يقال: نقل الأقدام إلى المحشر. ويقال: إنه الصّوت الخفيّ. وذكر عن ابن عباس أنه تمثّل:
وهنّ يمشين بنا هميساً =إن تصدق الطير ننك لميسا
فهذا صوت أخفاف الإبل في سيرها). [معاني القرآن: 2/192]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلا تسمع إلّا همساً} أي صوتاً خفياً وهو مثل الركز، ويقال: همس إلي بحديثٍ، أي أخفاء: {وعنت الوجوه للحيّ القيوّم} فهي تعنو عنواً أي استأسرت فهي عوان لربها، واحدها عانٍ بمنزلة الأسير العاني لأسره، أي ذليل، ومنه قولهم: النساء عوانٍ عند أزواجهن). [مجاز القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إلا همسا}: الهمس والركز واحد وهو الصوت الخفي. يقال همس إلى بكذا وكذا أي أخفاه). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعون الدّاعي لا عوج} أي لا يعدلون عنه ولا يعرجون في اتباعهم.
{وخشعت الأصوات} أي خفيت.
{فلا تسمع إلّا همساً} أي إلا صوتا خفيا. يقال: هو صوت الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ} أي لا عوج لهم عنه). [تأويل مشكل القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {يومئذ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلّا همسا}
المعنى لا عوج لهم عن دعائه، لا يقدرون أن لا يتبعوا وقوله - عزّ وجلّ -: {فلا تسمع إلّا همسا}.
الهمس في اللغة الشيء الخفيّ، والهمس - ههنا - في التفسير صوت وطء الأقدام). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وخشعت الأصوات للرحمن}: خشعت خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا همسا} قال: الهمس: صوت الأقدام، بعضها على بعض). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا عِوَجَ لَهُ}: أي لا يعدلون عنه. {إِلَّا هَمْسًا}: أي صوتاً خفيا هو صوت الأقدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الهَمْـسُ}: الصوت الخفـيّ). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا} [طه: 109] التّوحيد.
خالدٌ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لأنّ اللّه....».
كقوله: {يوم يقوم الرّوح} [النبأ: 38] روح كلّ شيءٍ في جسده، {والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النبأ: 38] التّوحيد.
إنّ الكفّار ليست لهم شفاعةٌ، لا يشفع لهم كقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يومئذٍ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له...}

{من} في موضع نصب لا تنفع إلا من إذن له أن يشفع فيه.
وقوله: {ورضي له قولاً} كقولك: ورضي منه عمله وقد يقول الرجل. قد رضيت لك عملك ورضيته منك). [معاني القرآن: 2/192]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يعلم ما بين أيديهم} [طه: 110] من أمر الآخرة.
{وما خلفهم} [طه: 110] من أمر الدّنيا، أي: إذا صاروا في الآخرة.
وقال قتادة: يعلم...
من أمر السّاعة.
{ولا يحيطون به علمًا} [طه: 110] ويعلم ما لا يحيطون به علمًا.
تبعٌ للكلام الأوّل.
أي: ويعلم ما لا يحيطون به علمًا، ما لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم...}

يعني ملائكته الذين عبدهم من عبدهم. فقال: هم لا يعلمون ما بين أيديهم وما خلفهم، هو الذي يعلمه. فذلك قوله: {ولا يحيطون به علماً}). [معاني القرآن: 2/192]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما}.
ما بين أيديهم من أمر القيامة، وجميع ما يكون، وما خلفهم ما قد وقع من أعمالهم). [معاني القرآن: 3/377]


رد مع اقتباس