عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 37 إلى 56]

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى} [طه: 37] فذكّره النّعمة الأولى يعني قوله: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى} [طه: 38] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى...}

قبل هذه. وهو ما لطف له إذ وقع إلى فرعون فحببّه إليهم حتّى غذوه. فتلك المنّة الأخرى (مع هذه الآية).
وقد فسّره إذ قال: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى...}
{أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ} ). [معاني القرآن: 2/179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد مننّا عليك مرّة أخرى}
قد بين المرة على ما هي وهي قوله:
{إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى * أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالسّاحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبّة منّي ولتصنع على عيني}
لأنه نجّاه بهذا من القتل، لأنّ فرعون كان يذبح الأبناء). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى} [طه: 38]، شيءٌ قذف في قلبها، ألهمته، وليس بوحي نبوّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى...}

قبل هذه. وهو ما لطف له إذ وقع إلى فرعون فحببّه إليهم حتّى غذوه. فتلك المنّة الأخرى (مع هذه الآية).
وقد فسّره إذ قال: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى...}
{أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ}). [معاني القرآن: 2/179] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ أوحينا إلى أمّك} أي قذفنا في قلبها. ومثله: {وإذ أوحيت إلى الحواريّين}). [تفسير غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أن اقذفيه في التّابوت} [طه: 39] أي: اجعليه في التّابوت.
{فاقذفيه في اليمّ} [طه: 39] أي: فألقيه في البحر، فألقي التّابوت في البحر.
{فليلقه اليمّ} [طه: 39] البحر.
{بالسّاحل يأخذه عدوٌّ لي وعدوٌّ له} [طه: 39] يعني فرعون.
قوله: {وألقيت عليك محبّةً منّي} [طه: 39] سعيدٌ، عن قتادة قال: ألقى اللّه عليه محبّةً منه فأحبّوه حين رأوه.
قوله: {ولتصنع على عيني} [طه: 39] سعيدٌ، عن قتادة قال: يقول: ولتغذّى على عيني، أي بعيني). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
({أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ} ثم قال: {فليلقه اليمّ بالسّاحل} هو جزاء أخرج مخرج الأمر كأن البحر أمر.

وهو مثل قوله: {اتّبعوا سبيلنا ولنحمل} المعنى. والله أعلم: اتبعوا سبيلنا نحمل عنكم خطاياكم. وكذلك وعدها الله: ألقيه في البحر يلقه اليمّ بالسّاحل.
فذكر أن البحر ألقاه إلى مشرعة آل فرعون، فاحتمله جواريه إلى مرأته.
وقوله: {وألقيت عليك محبّةً مّنّي} حبّب إلى (كلّ من رآه) ). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولتصنع على عيني...}
{إذ تمشي أختك فتقول...}
ذكر المشي وحده، ولم يذكر أنها مشت حتّى دخلت على آل فرعون فدلّتهم على الظّئر وهذا في التنزيل كثير مثله قوله: {أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون يوسف}
ولم يقل فأرسل فدخل فقال يوسف. وهو من كلام العرب: أن تجتزئ (بحذف كثير) من الكلام وبقليله إذا كان المعنى معروفاً.
وقوله: {وفتنّاك فتوناً} ابتليناك بالغم: غمّ القتل ابتلاء.
وقوله: {على قدرٍ يا موسى} يريد على ما أراد الله من تكليمه). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاقذفيه في اليمّ} أي ارمي به في البحر، واليم معظم البحر، قال العجاج:

كباذخ اليمّش سقاه اليمّ). [مجاز القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقيت عليك محبّةً منّي} مجازه: جعلت لك محبة مني في صدور الناس، ويقول الرجل إذا أحب أخاه: ألقيت عليك رحمتي، أي محبتي). [مجاز القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولتصنع على عيني} مجازه ولتغذى ولتربى على ما أريد وأحب، يقال: اتخذه لي على عيني، أي على ما اردت وهويت).
[مجاز القرآن: 2/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اليم}:أعظم البحر.
{وألقيت عليك محبة مني}: أي حببتك إلى خلقي في التفسير.
{ولتصنع على عيني}: يقول لتربى وتغدى على محبتي. يقولون: اتخذ لي شيئا على عيني، أي على محبتي، وقال بعضهم بعلمي). [غريب القرآن وتفسيره: 246،245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{اليمّ}: البحر.
{ولتصنع على عيني} أي لتربي بمرأى مني، على محبّتي فيك). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}، فإنه ليس على تأوّلهم، وإنما أراد أنه يجعل لهم في قلوب العباد محبّة.
فأنت ترى المخلص المجتهد محبّبا إلى البرّ والفاجر، مهيبا مذكورا بالجميل. ونحوه قول الله سبحانه في قصة موسى صلّى الله عليه وسلّم: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}، ولم يرد في هذا الموضع أني أحببتك، وإن كان يحبه، وإنما أراد أنه حبّبه إلى القلوب، وقرّبه من النفوس، فكان ذلك سببا لنجاته من فرعون، حتى استحياه في السّنة التي كان يقتل فيها الولدان).
[تأويل مشكل القرآن: 79] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى * أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالسّاحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبّة منّي ولتصنع على عيني}
وقوله عزّ وجلّ: {ولتصنع على عيني}.قالوا معناه ولتغذى.
ومعنى أزري، يقال آزرت فلانا على فلان إذا أعنته عليه وقوّيته، ومثله:{فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه}.
فتأويله أقوى به واستعين به على أمري.
فأما الوزير في اللغة فاشتقاقه من الوزر، والوزر الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهكلة، وكذلك وزير الخليفة معناه الذي يعتمد عليه في أموره ويلتجئ إلى رأيه وقوله: {كلّا لا وزر} معناه لا شيء يعتصم به من أمر الله - عزّ وجلّ -). [معاني القرآن: 3/357-356]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :({ولتصنع على عيني أخبرنا أبو عمر- قال: أخبرنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: معناه: تربي حيث أراك).
[ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليَـمِّ}: البحر.
{مَحَبَّةً مِنِّي}: حبّبتك إلى خلقي.
{وَلِتُصْنَعَ}: تقدّر.
{على عَيْنِي}: محبّـتي). [العمدة في غريب القرآن: 201،200]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذ تمشي أختك فتقول هل أدلّكم على من يكفله} [طه: 40] على من يضمّه.
قال الكلبيّ: فقالوا: نعم.
فجاءت بأمّه، فقبل ثديها.
وقال في سورة طسم القصص: {وحرّمنا عليه المراضع من قبل} [القصص: 12] فكان كلّما جيء به إلى امرأةٍ لم يقبل ثديها.
{فقالت هل أدلّكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون {12} فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن} [القصص: 12-13]، {فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه: 40] وقال في هذه الآية: {فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه: 40].
{وقتلت نفسًا} [طه: 40] يعني القبطيّ الّذي كان قتله خطأً، ولم يكن يحلّ له
[تفسير القرآن العظيم: 1/259]
ضربه ولا قتله.
{فنجّيناك من الغمّ} [طه: 40] قال الحسن وقتادة: من النّفس الّتي قتلت.
وقال الحسن: من الخوف، فلم يصل إليك القوم، وغفرنا لك ذلك الذّنب.
{وفتنّاك فتونًا} [طه: 40] سعيدٌ، عن قتادة قال: ابتليناك ابتلاءً.
وقال الكلبيّ: هو البلاء في أثر البلاء.
وقال السّدّيّ: {وفتنّاك فتونًا} [طه: 40] يعني: ابتليناك ابتلاءً على أثر ابتلاءٍ.
قوله: {فلبثت سنين في أهل مدين} [طه: 40] عشرين سنةً، أقام عشرًا ثمّ آخر الأجلين، ثمّ أقام بعد ذلك عشرًا.
{ثمّ جئت على قدرٍ يا موسى} [طه: 40] يعني: على موعدٍ يا موسى في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {على من يكفله}أي يضمه، وقال {وكفلها زكريّا} أي ضمها).
[مجاز القرآن: 2/19]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وفتنّاك فتوناً} مجازه: وابتليناك). [مجاز القرآن: 2/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يكفله}: يضمه إليه
{و فتناك فتونا}: اختبرناك اختبارا). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على من يكفله} أي يضمه. ومثله: {وكفّلها زكريّا} ). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفتنّاك فتوناً} أي اختبرناك). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الفتنة: الاختبار، يقال: فتنت الذهب في النّار: إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: اختبرناهم.
وقال لموسى عليه السلام: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}.
ومنه قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} أي: جوابهم، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول). [تأويل مشكل القرآن: 472] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ تمشي أختك فتقول هل أدلّكم على من يكفله فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجّيناك من الغمّ وفتنّاك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثمّ جئت على قدر يا موسى}
{وفتنّاك فتونا} معناه اختبرناك اختبارا.
وقوله: {ثمّ جئت على قدر يا موسى} قيل في التفسير: على موعد، وقيل على قدر من تكليمي إياك). [معاني القرآن: 3/357]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَفَتَنَّاكَ}: أي: اختبرناك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41] قال: واخترتك لنفسي ولرسالتي.
والاختيار والاجتباء والاصطفاء واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري} [طه: 42] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: ولا تضعّفًا في ذكري.
قال الحسن: في الدّعاء إليّ والتّبليغ عنّي رسالتي). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تنيا...}

يريد: ولا تضعفا ولا تفترا عن ذكري وفي ذكري سواء). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري}
وقال: {ولا تنيا} وهي من "ونى" و"يني" ونياً" و"ونيّاً"). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا تينا في ذكري}: تفترا. يقال ونيت في الأمر إذا فترت عنه). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تنيا} أي لا تضعفا ولا تفترا. يقال: ونى في الأمر يني.
وفيه لغة أخرى: وني يوني). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري}
معناه ولا تضعفا، يقال: ونى يني ونيا وونيّا إذا ضعف، وقولك قد توانى فلان في هذا الأمر أي قد فتر فيه وضعف). [معاني القرآن: 3/357]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تنيا في ذكري} أي: لا تضعفا ولا تفترا). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا تَنِيَا}: أي تضعفا وتفترا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {اذهبا إلى فرعون إنّه طغى} [طه: 43] إنّه كفرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]

تفسير قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فقولا له قولا ليّنًا} [طه: 44] سمعت بعض الكوفيّين يقول: كنّياه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قال: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} [طه: 44] وتفسير السّدّيّ أنّ الألف هاهنا صلةٌ يقول: لعلّه يذّكّر ويخشى اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قولاً لّيّناً...}

... حدثني محمد بن أبان القرشيّ قال: كنّياه. قال محمد بن أبان قال يكنى: أبا مرّة، ... ويقال: أبو الوليد).
[معاني القرآن: 2/180]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فقولا له قولاً لّيّناً لّعلّه يتذكّر أو يخشى}
وقال: {لّعلّه يتذكّر} نحو قول الرجل لصاحبه: "افرغ لعلّنا نتغدّى" والمعنى: "لنتغدّى" و"حتّى نتغدّى". وتقول للرجل: "اعمل عملك لعلّك تأخذ أجرك" أي: لتأخذه). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقولا له قولا ليّنا لعلّه يتذكّر أو يخشى}
لعل في اللغة ترجّ وطمع، تقول: لعلي أصير إلى خير، فمعناه أرجو وأطمع أن أصير إلى خير، واللّه - عزّ وجلّ - خاطب العباد بما يعقلون والمعنى عند سيبويه فيه: اذهبا على رجائكما وطمعكما.
والعلم من الله عزّ وجلّ قد أتى من وراء ما يكون. وقد علم الله عزّ وجلّ أنه لا يتذكر ولا يخشى، إلا أن الحجة إنما تجب عليه بالإبانة، وإقامتها عليه، والبرهان.وإنما تبعث الرسل وهي لا تعلم الغيب ولا تدري أيقبل منها أم لا، وهم يرجون ويطمعون أن يقبل منهم، ومعنى " لعل " متصور في أنفسهم، وعلى تصور ذلك تقوم الحجة، وليس علم الله بما سيكون تجب به الحجة علم الآدميين، ولو كان كذلك لم يكن في الرسل فائدة.
فمعنى: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} هو الذي عليه بعث جميع - الرّسل). [معاني القرآن: 3/358،357]

تفسير قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا} [طه: 45] أن يعجّل علينا بالعقوبة يطغى فيقتلنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن يفرط علينا...}

و (يفرط) يريد في العجلة إلى عقوبتنا. والعرب تقول: فرط منه أمر. وأفرط: أسرف، وفرّط: توانى ونسي). [معاني القرآن: 2/180]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن يفرط علينا} مجازه أن يقدم علينا ببسطٍ وعقوبة ويعجل علينا، وكل متقدم أو متعجل فارطٌ، قال:
قد فرط العلج علينا وعجل
وإذا أدخلوا في أوله الألف فقالوا أفرط علينا فإن معناه اشتط وتعدى {إنّني معكما} مجازه أعينكما). [مجاز القرآن: 2/20،19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يفرط علينا}: أن يجعل علينا ببسط. والفارط المتقدم إلى الماء). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نخاف أن يفرط علينا} أي يعجل ويقدم. والفرط: التقدم والسّبق). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى}
معنى يفرط علينا يبادر بعقوبتنا، يقال: قد فرط منه أمر أي قد بدر منه أمر، وقد أفرط في الشيء إذا سقط فيه، وقد فرط في الشيء أي قصّر ومعناه كله التقدم في الشيء، لأن الفرط في اللغة المتقدم.
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - " أنا فرطكم على الحوض "). [معاني القرآن: 3/358]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أن يفرط علينا} أي: أن يعجل بجهله). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَفْرُطَ}: يعجل ويقدم. والفرط: التقدم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَفْرُطَ}: يعجل علينا). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46] فإنّه ليس بالّذي يصل إلى قتلكما حتّى تبلّغا الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم} [طه: 47] كان بنو إسرائيل عند القبط بمنزلة أهل الجزية فينا.
قوله: {قد جئناك بآيةٍ من ربّك} [طه: 47] قال الحسن: العصا واليد.
{والسّلام على من اتّبع الهدى} [طه: 47]
- حدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن مسلم بن أبي مريم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا كتب إلى المشركين كتب: «السّلام على من اتّبع الهدى»). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا رسولا ربّك...}

ويجوز رسول ربك لأن الرسول قد يكون للجمع وللاثنين والواحد.
قال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسو =ل أعلمهم بنواحي الخبر
أراد: الرّسل). [معاني القرآن: 2/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّلام على من اتّبع الهدى...}
يريد: والسلامة على من اتّبع الهدى، ولمن اتّبع الهدى سواء (قال أمر موسى أن يقول لفرعون والسلام على من اتّبع الهدى) ). [معاني القرآن: 2/180]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم قد جئناك بآية من ربّك والسّلام على من اتّبع الهدى}
{والسّلام على من اتّبع الهدى} ليس يعنى به التحية، وإنما معناه أن من اتبع الهدى سلم من عذاب اللّه وسخطه والدليل على أنه ليس بسلام أنه ليس ابتداء لقاء وخطاب.
ومعنى {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك}.
ولم يقل فأتياه فقالا له إنا رسولا ربّك، لأن الكلام قد دل على ذلك فاستغنى عنه أن يقال فيه فأتياه فقالا، لأن قوله: {قال فمن ربّكما يا موسى}.
فيه دليل على أنهما أتياه فقالا له:
وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}. [معاني القرآن: 3/358]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا قد أوحي إلينا} [طه: 48] وهذا تبعٌ للكلام الأوّل.
{أنّ العذاب على من كذّب وتولّى} [طه: 48] سعيدٌ، عن قتادة قال: كذّب بآيات اللّه وتولّى عن طاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا قد أوحي إلينا أنّ العذاب على من كذّب وتولّى...}

دليل على معنى قوله: يسلم من اتّبع الهدى). [معاني القرآن: 2/180]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال فمن رّبّكما يا موسى...}
يكلّم الاثنين ثم يجعل الخطاب لواحد؛ لأن الكلام إنما يكون من الواحد لا من الجميع. ومثله مما جعل الفعل على اثنين وهو لواحدٍ.
قوله: {نسيا حوتهما} وإنما نسيه واحد ألا ترى أنه قال لموسى: {فإنّي نسيت الحوت} ومثله {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من الملح). [معاني القرآن: 2/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 291،290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فمن ربّكما يا موسى {49} قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 49-50] قال قتادة: صلاحه.
وقال الحسن: صلاحه وقوّته الّذي يقوم به ويعيش به.
{ثمّ هدى} [طه: 50]
[تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قال قتادة: إلى أخذه.
قال يحيى: يقول ثمّ هداه فدلّه حتّى أخذه.
وقال مجاهدٌ: سوّى خلق كلّ دابّةٍ، ثمّ هداها لما يصلحها وعلّمها إيّاه.
وقال الكلبيّ: أعطاه شكله من نحوه: أعطى الرّجل المرأة، والجمل النّاقة، والذّكر الأنثى، ثمّ هداه: عرّفه كيف يأتيها.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن أنّه قال: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} [النمل: 88] ثمّ قال: أم تر إلى كلّ دابّةٍ كيف تتّقي على نفسها.
وقال السّدّيّ: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 50] يعني: صورته الّتي تصلح له.
قال: {ثمّ هدى} [طه: 50] يعني: ألهمه لمرعاه، فمنها ما يأكل النّبت، ومنها ما يأكل الحبّ، ومنها ما يأكل اللّحم، ألهمه كيف يأتي معيشته ومرعاه). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أعطى كلّ شيء خلقه} [يقال: أعطى الذكر من الناس امرأة مثله من صنفه، والشاة شاة، والثور بقرة] ).
[معاني القرآن: 2/181]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ هدى...}
ألهم الذكر المأتي). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} أي أعطي كل ذكر خلقا مثله من الإناث.
{ثمّ هدى} أي هدى الذكر لإتيان الأنثى). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالإلهام، كقوله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}، أي صورته من الإناث، ثم هدى أي ألهمه إتيان الأنثى، ويقال: طلب المرعى وتوقّى المهالك.
وقوله عز وجل: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}، أي هدى الذكر بالإلهام لإتيان الأنثى). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}
معناه خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع، والتي هي أصلح الخلق له، ثم هداه لمعيشته، وقد قيل ثم هداه لموضع ما يكون منه الولد.
والأول أبين في التفسير، وهذا جائز، لأنا نرى الذّكر من الحيوان يأتي الأنثى ولم ير ذكرا قد أتى أنثى قبله فألهمه اللّه - عزّ وجلّ - ذلك وهداه إلى المأتي.
والقول الأول ينتظم هذا المعنى، لأنّه إذا هداه لمصلحته فهذا داخل في المصلحة، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/359،358]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] دعاه موسى إلى الإيمان بالبعث فقال له فرعون: {فما بال القرون الأولى} [طه: 51] قد هلكت فلم تبعث). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال قتادة: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] أي أين أعمال القرون الأولى؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما بال القرون الأولى} أي ما خبر الأمم الأولى وما حديثهم).
[مجاز القرآن: 2/20]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما بال القرون الأولى} أي فما حالها؟ يقال: أصلح اللّه بالك، أي حالك). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {قال فما بال القرون الأولى}
قال له موسى عليه السلام:{قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى} . [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَمَا بَالُ القرون الأولى}: ما حالها؟). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] لا يضلّه فيذهب ولا ينسى ما فيه.
هذا تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] قال قتادة: يعني ذلك الكتاب، {ولا ينسى} [طه: 52] علم أعمالها وآجالها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/262]
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة قال: قال فرعون: يا هامان، إنّ موسى يعرض عليّ أنّ لي ملكي حياتي ما بقيت، وأنّ لي الجنّة إذا متّ.
وقال له هامان: بينما أنت إلهٌ تعبد إذ صرت عبدًا تعبد، فردّه عن رأيه). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {في كتابٍ لاّ يضلّ ربّي...}

ربّي أي لا ينساه و(ربّي) في موضع رفع تضمر الهاء في يضلّه (ولا ينسى) وتقول: أضللت الشيء إذا ضاع؛ مثل الناقة والفرس وما انفلت منك. وإذا أخطأت الشيء الثابت موضعه مثل الدار والمكان قلت: ضللته وضللته لغتان ولا تقل أضللت ولا أضللته). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى}
معناه لا يضلها ولا ينساها، ولا يضله ربي ولا ينساه، يعنى به الكتاب.
ومعنى ضللت الشيء وضللت بكسر اللام وفتحها أضلّه وأضلّه، إذا جعلته في مكان لم تدر أين هو، ويضل من أضللته، ومعنى أضللته أضعته.
قال أبو إسحاق من قرأ بالفتح فمعناه لا يضل أي لا يضل عن ربّي..
وإذا ضممت الياء فمعناه لا يوجد ربي ضالّا عنها). [معاني القرآن: 3/359]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدًا} [طه: 53] مثل قوله: {جعل لكم الأرض بساطًا} [نوح: 19].
{فراشًا} [البقرة: 22] قوله: {وسلك لكم فيها سبلا} [طه: 53] أي: وجعل لكم فيها طرقًا.
{وأنزل} [طه: 53] لكم.
{من السّماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نباتٍ شتّى} [طه: 53] مختلفٌ في لونه وطعمه.
وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوجٌ.
قال: فالّذي ينبت هذه الأزواج الشّتّى قادرٌ على أن يبعثكم بعد الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى...}

مختلف الألوان والطعوم). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السّماء ماء فأخرجنا به أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى}
وقال: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى} يريد: "أزواجاً شتّى من نباتٍ" أو يكون النبات هو شتى. كلّ ذلك مستقيم). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أزواجاً} أي ألوانا كل لون زوج). [تفسير غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلوا وارعوا أنعامكم} [طه: 54] من ذلك النّبات.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى} [طه: 54] سعيدٌ، عن قتادة قال: لأولي الورع.
وقال الحسن: لأولي العقول). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى...}

يقول: في اختلاف ألوانه وطعمه آيات لذوي العقول. وتقول للرجل. إنه لذو نهية إذا كان ذا عقل). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لأولي النّهى} مجازه لذوي الحجى واحدتها نهية، أي أحلام وعقول وانتهى إلى عقول أمرهم ورأيهم،
ومجاز قولهم لذي حجى أي لذي عقل ولب). [مجاز القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لأولي النهى}: العقول. واحده نهية. يقال إنه لذو رأي ونهية). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لأولي النّهى} أي أولي العقول. والنّهية: العقل. قال ذو الرّمة:
[لعرفانها والعهد ناء] وقد بدا لذي نهية إلا إلى أمّ سالم). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كلوا وارعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}
{إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى} معناه لذوي العقول، واحد لنهى نهية.
يقال: فلان ذو نهية ومعناه ذو عقل ينتهي به عن المقابح ويدخل به في المحاسن.
وقال بعض أهل اللغة: ذو النهية الذي ينتهى إلى رأيه وعقله.
وهذا حسن أيضا). [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لأولي النهى} أي: لأولي العقول). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِّأُوْلِي النُّهَى}: أولي العقول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {النُّهـى}: العقول). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {منها خلقناكم} [طه: 55] يعني من الأرض خلقناكم.
قال الحسن: يعني خلق آدم.
{وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] سعيدٌ 1: 264 -، عن قتادة قال: مرّةً أخرى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/263]
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يومًا نطفةً، ثمّ يكون علقةً أربعين يومًا، ثمّ يكون مضغةً أربعين يومًا، ثمّ يؤمر الملك أن يكتب أربعًا: رزقه، وعمله، وأثره، وشقيًّا أو سعيدًا.
والّذي لا إله غيره إنّ العبد ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار حتّى يدخلها، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبين النّار إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة حتّى يدخلها ".
قال يحيى: وبلغني أنّه يؤخذ من تربة الأرض الّتي يموت فيها، فيخلط بخلقه أو فتذرى على خلقه وهو قوله: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تارةً أخرى...}

مردودة على قوله: {منها خلقناكم} لا مردودة على {نعيدكم} لأن الأخرى والآخر إنما يردّان على أمثالهما. تقول في الكلام: اشتريت ناقةً وداراً وناقة أخرى فتكون (أخرى) مردودة على الناقة التي هي مثلها ولا يجوز أن (تكون مردودةً) على الدار. وكذلك قوله: {منها خلقناكم} كقوله: (منها أخرجناكم، ونخرجكم بعد الموت (مرة أخرى) ). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
يعنى به الأرض، لأن اللّه - عزّ وجلّ - خلق آدم من تراب، وجرى الإضمار على قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا}.
وقوله: {تارة أخرى}.
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
متعلق بقوله {منها نخرجكم}، لأن المعنى كمعنى الأول.
لأن معنى {ومنها نخرجكم} بمنزلة منها خلقناكم، فكأنّه قال - واللّه أعلم -: ومنها نخلقكم تارة أخرى، لأن إخراجهم وهم تراب بمنزلة خلق آدم من تراب). [معاني القرآن: 3/360،359]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أريناه آياتنا كلّها} [طه: 56] التّسع: يده، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} [الأعراف: 130] قال: {فكذّب وأبى} [طه: 56] أن يؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]


رد مع اقتباس