عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 09:53 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) }
[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وهذا ما يذكر من الليل والنهار وساعاتهما
فالليل، يقال: الليلة، لليلتك التي أنت فيها). [الأزمنة: 31]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«الرِّياح» كلها إناث. قال: أنشدني بعض بني أسد:


كم من جراب عظيم جئت تحمله ....... ودهـنـة ريـحـهـا يـغـطـي عـلــى الـتـفـل

قال: أنشدنيه عدة من بني أسد كلهم يقول: «يغطى» فيذكرونه، وكأنهم اجترءوا على ذلك؛ إذ كانت «الريح» ليس فيها هاء، وربما ذهب بالريح إلى الأرج والنشر. وأما قول الشاعر:
فإن المسك مذكر، ولكنه ذهب به إلى ريح المسلك لا إلى المسك. وقد يقال إن المسك يؤنث، وليس تأنيثه إلا إرادة ريحه). [المذكور والمؤنث: 87]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (أسماء السحاب
سحابة وجماعها السحاب). [كتاب المطر: 13]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما الخفض فيمتنع؛ لأنك تعطف بحرف واحد على عاملين، وهما الباء وليس. فكأنك قلت: زيد في الدار، والحجرة عمرو. فتعطف على في والمبتدأ.

وكان أبو الحسن الأخفش يجيزه. وقد قرأ بعض القراء: {واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون} فعطف على إن وعلى في. وهذا عندنا غير جائز.
ومثل البيت المتقدم قوله:


هون عليـك فـإن الأمـور ....... بــكــف الإلــــه مـقـاديـرهـا
فـلـيــس بـآتـيــك مـنـهـيـهـا ....... ولا قاصر عنك مأمورها

لأن المأمور راجع إلى الأمور. ومنهيها بعضها.
فالرفع على مثل قولك: ليس زيد قامتاً، ولا عمرو منطلق، قطعته من الأول، وعطفت جملة على جملة. والنصب قد فسرناه على الموضع.
وكان سيبويه يجيز الجر في هذا وفي الذي قبله، فيقول: ولا قاصر، ولا مستنكر ويذهب إلى أن الرد متصل بالخيل، وأن المنهي متصل بالأمور، فإذا رد إلى المنهي، فكأنه قد رد إلى الأمور، ويحتج بهذه الأبيات التي أذكرها، وهي قول الشاعر:


وتشـرق بالـقـول الــذي قــد أذعـتـه ....... كما شرقت صدر القناة من الدم

فأنث؛ لأن الصدر من القناة. وكذلك قوله:


لمـا أتـى خيـر الزيبـر تواضعـت ....... سور المدينة والجبال الخشع

ومثله:


مشين كما اهتزت رماح تسفهت ....... أعـالـيــهــا مــــــر الـــريـــاح الــنــواســـم

ومثله:


إذا مــــــر الـسـنــيــن تـعـرقـتــنــا ....... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفي كتاب الله عز وجل: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} ومثل هذا كثير جداً.
وليس القول عندي كما ذهب إليه، وسنفصل بين هذا وبين ما ذكر إن شاء الله.
أما قوله: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} ففيه قولان: أحدهما: أنه أراد بأعناقهم جماعاتهم. من قولك: أتاني عنق من الناس، أي جماعة وإلى هذا كان يذهب بعض المفسرين، وهو رأي أبي زيد الأنصاري.
وأما ما عليه جماعة أهل النحو، وأكثر أهل التفسير فيما أعلم فإنه أضاف الأعناق إليهم، يريد الرقاب، ثم جعل الخبر عنهم؛ لأن خضوعهم بخضوع الأعناق. ومن ذلك قول الناس: ذلت عنقي لفلان، وذلت رقبتي لك. قال عمارة:


فإني امرؤ من عصبـة خندقيـة ....... أبت للأعادي أن تذيخ رقابها

جعل للأعادي تبييناً، ولم يدخله في صلة أن). [المقتضب: 4/ 195-199]


رد مع اقتباس