عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 09:16 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وروي عن أبي عبيدة من غير وجه، أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس، فقال: أرأيت نبي الله سليما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع ما خوله الله وأعطاه، كيف عني بالهدهد على قلته وضؤولته?
فقال له ابن عباس: «إنه احتاج إلى الماء، والهدهد قناء، والأرض له كالزجاجة، يرى باطنها من ظاهرها، فسأل عنه لذلك»،
قال ابن الأزرق: قف يا وقاف، كيف يبصر ما تحت الأرض، والفخ يغطى له بمقدار إصبع من تراب فلا يبصره حتى يقع فيه!
فقال ابن عباس: «ويحك يا ابن الأزرق! أما علمت أنه إذا جاء القدر عشي البصر».
ومما سأله عنه: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ}، فقال ابن عباس:«تأويله: هذا القرآن». هكذا جاء، ولا أحفظ عليه شاهدًا عن ابن عباس، وأنا أحسبه أنه لم يقبله إلا بشاهد، وتقديره عند النحويين: إذا قال: "ذلك الكتاب" أنهم قد كانوا وعدوا كتابًا؛ هكذا التفسير، كما قال جل ثناؤه: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}؛ ويعني بذلك اليهود، وقال: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}، فمعناه: هذا الكتاب الذي كنتم تتوقعونه.
وبيت خفاف بن ندبة على ذلك يصح معناه. وكان من خبره أنه غزا مع معاوية بن عمرو -أخي الخنساء- مرة وفزارة، فعمد ابنا حرملة: دريد وهاشم المريان عمد معاوية، فاستطرد له أحدهما، فحمل عليه معاوية، فطعنه، وحمل الآخر على معاوية فطعنه متمكنًا، وكان صميم الخيل، فلما تنادوا معاوية: قال خفاف بن ندبة -وهي أمه، وكانت حبشية، وأبوه عمير، وهو أحد بني سليم بن منصور-: قتلني الله إن رمت حتى أثأر به، فحمل على مالك بن حمار -وه سيد بن شمخ بن فزارة- فطعنه فقتله، فقال خفاف بن ندبة:
وإن تك خيلي قد أصيب صميمها ....... فعـمـدًا عـلـى عيـنـي تيمـمـت هالـكـا
وقفت له علوى وقد خـام صحبتـي ....... لأبـــنـــي مـــجـــدًا أو لأثــــــأر هــالــكـــا
أقــــــول لــــــه والـــرمـــح يـــأطـــر مــتــنــه ....... تـــأمـــل خــفــافًــا إنـــنـــي أنـــــــا ذلـــكــــا
يريد: أنا ذلك الذي سمعت به. هذا تأويل هذا.
وقوله: "يأطر متنه" أي: يثني. يقال: أطرت القوس آطرها أطرًا، وهي مأطورة. وعلوى: فرسه.
ومما سأله عنه قوله عز وجل: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}، فقال ابن عباس: «غير مقطوع»، فقال: هل تعرف ذلك العرب? فقال:«قد عرفه أخو بني يشكر حيث يقول:

وترى خلفهن من سرعة الرجــ....... ـع مــنــيـــنًـــا كـــــأنـــــه إهـــــبــــــاء
».
قال أبو العباس: منين، يعني الغبار، وذلك أنها تقطعه قطعًا وراءها.
والمنين: الضعيف المؤذن بانقطاع، أنشدني التوزي عن أبي زيد:
يـا ريهـا إن سلـمـت يميـنـي ....... وسلم الساقي الذي يليني
ولم تخني عقد المنين
يريد الحبل الضعيف، فهذا هو المعروف.
ويقال: منين وممنون، كقتيل ومقتول، وجريح ومجروح. وذكر التوزي في كتاب الأضداد أن المنين يكون القوي، فجعله "فعيلا" من "المنة"، والمعروف هو الأول.
وقال غير ابن عباس: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} لا يمن عليهم فيكدر عندهم). [الكامل: 3/ 1149-1152] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ({فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي: من علم محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا يكتمونه. ومثله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}، وهو محمد صلى الله عليه وسلم). [مجالس ثعلب: 174-175] (م)

تفسير قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وتقول: لا يلبث أن يأتيك، أي: لا يلبث عن إتيانك، وقال تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا} فـ(أن) محمولة على كان، كأنه قال: فما كان جواب قومه إلا قول كذا وكذا، وإن شئت رفعت الجواب فكانت (أن) منصوبةً.
وتقول: ما منعك أن تأتينا، أراد: من إتياننا، فهذا على حذف حرف الجر.
وفيه ما يجيء محمولاً على ما يرفع وينصب من الأفعال، تقول: قد خفت أن تفعل، وسمعت عربياً يقول: أنعم أن تشده، أي: بالغ في أن يكون ذلك، هذا المعنى، و(أن) محمولة على (أنعم)، وقال جل ذكره: {بئسما اشتروا به أنفسهم} ثم قال: {أن يكفروا} على التفسير، كأنه قيل له: ما هو؟ فقال: هو أن يكفروا). [الكتاب: 3/ 155] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وراء يكون خلف وقدام). [الغريب المصنف: 2/ 629] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وفي قوله عز وجل: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} فإنه قال: إذا جاء بعد المجهول مؤنث ذكر وأنث، إنه قام هند وإنه قامت هند؛ لأن الفعل يؤنث ويذكر. وقوله:
مثل الفراخ نتقت حواصله، مثل: الأقصرين أمازره.
وقوله عز وجل: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ} قال: وصف فعل آبائهم وما تقدم منهم، فتابعوهم هؤلاء على ما كانوا عليه، كما تقول: قتلنا بني فلان. وأنت لم تقتلهم، إنما قتلهم آباؤك من قبل.
قال: إذا أسقطت الإضافة ضم وترك تنوين ما كان منونًا، فقيل: من قبل ومن قبل. فمن كسر كانت الإضافة قائمة، ومن ضم جعله بدلا من الإضافة). [مجالس ثعلب: 102-103] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ} قال: تابعوا هؤلاء أولئك فنسب القتل إليهم). [مجالس ثعلب: 401]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ووراء من الأضداد. يقال للرجل: وراءك أي: خلفك، ووراءك أي: أمامك، قال الله عز وجل: {من ورائهم جهنم}، فمعناه: (من أمامهم). وقال تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}، فمعناه: (وكان أمامهم). وقال الشاعر:
ليس على طول الحياة ندم ....... ومـــن وراء الـمــرء مـــا يـعـلـم
أي: من أمامه، وقال الآخر:
أترجو بنوا مروان سمعي وطاعتي ....... وقــومـــي تـمــيــم والــفـــلاة ورائـــيـــا
أراد: قدامي. وقال الآخر:
ألـيـس ورائــي إن تـراخــت منـيـتـي ....... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
وقال الآخر:
أليس ورائي أن أدب على العصا ....... فيـأمـن أعـدائـي ويسـأمـنـي أهـلــي
والوراء: ولد الولد، قال حيان بن أبجر: كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل من هذيل، فقال له: ما فعل فلان؟ لرجل منهم، فقال: «مات وترك كذا وكذا من الولد، وثلاثة من الوراء»؛ يريد: من ولد الولد.
وحكى الفراء عن بعض المشيخة، قال: أقبل الشعبي ومعه ابن ابن له، فقيل له: أهذا ابنك؟ فقال:«هذا ابني من الوراء»، يريد من ولد الولد.
وقال الله عز وجل: {ومن وراء إسحاق يعقوب} يريد: من ولد ولده.
والورى مقصور: الخلق، يقال: ما أدري أي الورى هو؟ يراد: أي الناس هو؟ قال ذو الرمة:
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح ....... بلاد الـورى ليسـت لـه ببـلاد
والورى: داء يفسد الجوف، من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا»، أي: حتى يفسد جوفه منه، قال الشاعر:

هـلــم إلـــى أمـيــة إن فـيـهـا....... شفاء الواريات من الغليل
وقال الآخر:
وراهـن ربـي مثـل مـا قـد وريننـي ....... وأحمي على أكبادهن المكاويا
وقال آخر:
قـالــت لـــه وريـــا إذا تـنـحـنـح ....... يا ليته يسقى على الذرحرح
الذرحرح: واحد الذراريح.
ويقال في دعاء للعرب: به الورى، وحمى خيبري، وشر ما يرى، فإنه خيسرى.
وقال أبو العباس: الورى: المصدر، بتسكين الراء، والورى -بفتح الراء- الاسم، وأنشد قطرب للنابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة....... وليس وراء الله للمـرء مذهـب
أراد: وليس قدامه، ويقال: معناه: وليس سواء الله؛ كما قال جل اسمه: {ويكفرون بما وراءه} أي: بما سواءه، ويقال للرجل إذا تكلم: ليس وراء هذا الكلام شيء، أي: ليس يحسن سواءه. وأنشد قطرب أيضا:
أتـوعـدنــي وراء بــنــي ريــــاح ....... كذبت لتقصرن بذاك عني
). [كتاب الأضداد: 68-71] (م)


رد مع اقتباس