عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17 ربيع الثاني 1434هـ/27-02-2013م, 08:44 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان في قول اللّه جلّ وعزّ: {أوفوا بعهدي} قال:
«بأمري»، {أوف بعهدكم} قال: «بما أمرتكم به»). [تفسير الثوري: 44]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا بني إسرائيل}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {يا بني إسرائيل} ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرّحمن؛ وكان يعقوب يدعى إسرائيل، بمعنى عبد اللّه وصفوته من خلقه؛ وإيل هو اللّه؛ وإسرا: هو العبد، كما قيل جبريل بمعنى عبد اللّه.
- وكما حدّثنا به ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاءٍ، عن عميرٍ، مولى ابن عبّاسٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«إنّ إسرائيل كقولك: عبد اللّه».
- وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد اللّه بن الحارث، قال:
«إيل: اللّه بالعبرانيّة».
وإنّما خاطب اللّه جلّ ثناؤه بقوله: {يا بني إسرائيل} أحبار اليهود من بني إسرائيل الّذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنسبهم جلّ ذكره إلى يعقوب، كما نسب ذرّيّة آدم إلى آدم، فقال: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ} وما أشبه ذلك.
وإنّما خصّهم بالخطاب في هذه الآية والّتي بعدها من الآي الّتي ذكّرهم فيها نعمه، وإن كان قد تقدّم ما أنزل فيهم وفي غيرهم في أوّل هذه السّورة ما قد تقدّم أنّ الّذي احتجّ به من الحجج فى الآيات الّتي فيها أنباء أسلافهم وأخبار أوائلهم، وقصص الأمور الّتي هم بعلمها مخصوصون دون غيرهم من سائر الأمم ليس عند غيرهم من العلم بصحّته وحقيقته مثل الّذي لهم من العلم به إلاّ لمن اقتبس علم ذلك منهم. فعرّفهم بإطلاع محمّدٍ على علمها مع بعد قومه وعشيرته من معرفتها، وقلّة مزاولة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم دراسة الكتب الّتي فيها أنباء ذلك، أنّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم لم يصل إلى علم ذلك إلاّ بوحيٍ من اللّه وتنزيلٍ منه ذلك إليه؛ لأنّهم من علم صحّة ذلك بمحلٍّ ليس به من الأمم غيرهم. فلذلك جلّ ثناؤه خصّ بقوله: {يا بني إسرائيل} خطابهم.
- كما حدّثنا به ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«قوله: {يا بني إسرائيل} قال: يا أهل الكتاب، للأحبار من يهود»). [جامع البيان: 1/ 593-594]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم}.
ونعمته الّتي أنعم بها على بني إسرائيل جلّ ذكره اصطفاؤه منهم الرّسل، وإنزاله عليهم الكتب، واستنقاذه إيّاهم ممّا كانوا فيه من البلاء والضّرّاء من فرعون وقومه، إلى التّمكين لهم في الأرض، وتفجير عيون الماء من الحجر، وإطعام المنّ والسّلوى. فأمر جلّ ثناؤه أعقابهم أن يكون ما سلف منه إلى آبائهم على ذكرٍ منهم، وألا لا ينسوا صنيعه إلى أسلافهم وآبائهم، فيحلّ بهم من النّقم ما أحلّ بمن نسي نعمه عنده منهم وكفرها وجحد صنائعه عنده.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم} أي: بلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجّاهم به من فرعون وقومه».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: في قوله: {اذكروا نعمتي} قال:
«نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرّسل، وأنزل عليهم الكتب».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
«{اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم} يعني نعمته الّتي أنعم على بني إسرائيل فيما سمّى وفيما سوى ذلك، فجّر لهم الحجر، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى، وأنجاهم عن عبوديّة آل فرعون».
- وحدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: في قوله: {نعمتي الّتي أنعمت عليكم} قال:
«نعمه عامّةً، ولا نعمة أفضل من الإسلام، والنّعم بعد تبعٌ لها». وقرأ قول اللّه {يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمنّوا عليّ إسلامكم} الآية.
وتذكير اللّه الّذين ذكرهم جلّ ثناؤه بهذه الآية من نعمه على لسان رسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، نظير تذكير موسى صلوات اللّه عليه أسلافهم على عهده الّذي أخبر اللّه عنه أنّه قال لهم، وذلك قوله: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين}). [جامع البيان: 1/ 594-596]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}
قال أبو جعفرٍ: قد تقدّم بياننا معنى العهد فيما مضى من كتابنا هذا واختلاف المختلفين في تأويله والصّواب عندنا من القول فيه. وهو في هذا الموضع عهد اللّه ووصيّته الّتي أخذ على بني إسرائيل في التّوراة أن يبيّنوا للنّاس أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه رسولٌ، وأنّهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة أنّه نبيّ اللّه، وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند اللّه.
{أوف بعهدكم}
وعهده إليّهم: أنّهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنّة، كما قال جلّ ثناؤه: {ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا} الآية، وكما قال: {فسأكتبها للّذين يتّقون ويؤتون الزّكاة والّذين هم بآياتنا يؤمنون الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ} الآية.
- وكما حدّثنا به ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وأوفوا بعهدي} الّذي أخذت في أعناقكم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاءكم {أوف بعهدكم} أي: أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتّباعه، بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال الّتي كانت في أعناقكم بذنوبكم الّتي كانت من إحداثكم».
- وحدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: في قوله: {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«عهده إلى عباده: دينه الإسلام أن يتّبعوه. و{أوف بعهدكم} يعني الجنّة».
- وحدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}:
«أمّا {أوفوا بعهدي}: فما عهدت إليكم في الكتاب، وأمّا {أوف بعهدكم}: فالجنّة، عهدت إليكم أنّكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنّة».
- وحدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«ذلك الميثاق الّذي أخذ عليهم في المائدة {ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا} إلى آخر الآية. فهذا عهد اللّه الّذي عهد إليهم، وهو عهد اللّه فينا، فمن أوفى بعهد اللّه وفّى اللّه له بعهده».
- وحدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}:
«يقول: أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفي غيره {أوف بعهدكم} يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنّة».
- وحدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«أوفوا بأمري، أوف بالّذي وعدتكم»، وقرأ: {إنّ اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} حتّى بلغ: {ومن أوفى بعهده من اللّه}، قال: «هذا عهده إليكم الّذي عهده لهم»). [جامع البيان: 1/ 596-598]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإيّاي فارهبون}.
قال أبو جعفرٍ: وتأويل قوله: {وإيّاي فارهبون} وإيّاي فاخشوا، واتّقوا أيّها المضيّعون عهدي من بني إسرائيل والمكذّبون رسولي الّذي أخذت ميثاقكم فيما أنزلت من الكتب على أنبيائي أن تؤمنوا به وتتّبعوه، أن أحلّ بكم من عقوبتي، إن لم تنيبوا وتتوبوا إليّ باتّباعه والإقرار بما أنزلت إليه ما أحللت بمن خالف أمري وكذّب رسلي من أسلافكم.
- كما حدّثني به محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وإيّاي فارهبون} أى: أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النّقمات الّتي قد عرفتم من المسخ وغيره».
- وحدّثنا المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثني آدم العسقلانيّ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: في قوله: {وإيّاي فارهبون}:
«يقول: فاخشون».
- وحدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وإيّاي فارهبون}:
«يقول: وإيّاي فاخشون»). [جامع البيان: 1/ 598-599]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {يا بني إسرائيل}
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهرٍ، حدّثني عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: حضرت عصابةٌ من اليهود نبيّ اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال لهم:
«هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب؟»، فقالوا: اللّهمّ نعم، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أشهد عليهم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 94]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«قال: يا أهل الكتاب، للأحبار من يهود، {اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم} أي: بلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجّاهم به من فرعون وقومه».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قال:
«نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرّسل وأنزل عليهم الكتب».
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
«قوله: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي الّتي أنعمت عليكم} فنعمة اللّه الّتي أنعم بها على بني إسرائيل فيما سمّى وفيما سوى ذلك، فجّر لهم الحجر، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى، وأنجاهم من عبوديّة آل فرعون»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 95]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وأوفوا بعهدي}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، أنبأ بشرٌ، عن أبى ورق، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأوفوا بعهدي}:
«يقول: ما أمرتكم به من طاعةٍ ونهيتكم عنه من معصيةٍ في النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وغيره».
- وروي عن الرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك من رواية حاتم ابن إسماعيل عن أبي جعفرٍ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«أوفوا بعهدي الّذي أخذت في أعناقكم للنّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذ جاءكم».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: {وأوفوا بعهدي} قال:
«عهده إلى عباده: دينه الإسلام أن يتّبعوه».
- وروي عن الضّحّاك، وقتادة والسّدّيّ، والرّبيع نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 95]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {أوف بعهدكم}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {أوف بعهدكم}:
«يقول: أرضى عنكم وأدخلكم الجنّة».
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{أوف بعهدكم} أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتّباعه، فوضع عنكم ما كان عليكم من الإصر والأغلال الّتي كانت في أعناقكم بذنوبكم الّتي كانت من إحداثكم».
- وروي عن أبي العالية والضّحّاك والسّدّيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو ما ذكرنا عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 96]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وإيّاي فارهبون}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وإيّاي فارهبون} أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النّقمات الّتي قد عرفتم من المسخ وغيره».
- حدّثنا عصام بن الرّوّاد العسقلاني، ثنا آدم ؟؟ أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {وإيّاي فارهبون}:
«فاخشون».
قال أبو محمّدٍ: وكذا روي عن السدى والربيع بن أنسٍ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون * وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}.
- أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس قال:
«إسرائيل: يعقوب».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال:
«إسرائيل هو يعقوب».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مجلز قال:
«كان يعقوب رجلا بطيشا، فلقي ملكا فعالجه فصرعه الملك، فضربه على فخذيه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به، فقال: ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما، فسماه إسرائيل»، قال أبو مجلز: ألا ترى أنه من أسماء الملائكة إسرائيل وجبريل وميكائيل وإسرافيل».
- وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال:
«كانت الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومحمد عليه السلام، ولم ؟ من الأنبياء من له اسمان إلا إسرائيل وعيسى، فإسرائيل: يعقوب، وعيسى: المسيح.
- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: إن إسرائيل وميكائيل وجبريل وإسرافيل كقولك: عبد الله
».
- وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث البصري قال:
«ايل: الله بالعبرانية».
- وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا بني إسرائيل} قال:
«للأحبار من اليهود {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} أي: آلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجاهم به من فرعون وقومه، {وأوفوا بعهدي} الذي أخذت بأعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءكم {أوف بعهدكم} أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقكم معه وأتباعه بوضع ما كان عليهم من الإصر والأغلال {وإياي فارهبون} أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به} وعندكم به من العلم ما ليس عند غيركم {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم».
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأوفوا بعهدي}:
«يقول: ما أمرتكم به من طاعتي، ونهيتكم عنه من معصيتي، في النّبيّ صلى الله عليه وسلم وغيره {أوف بعهدكم} يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة».
- وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود، مثله.
- وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«هو الميثاق الذي أخذ عليهم في سورة ؟ {لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل} [المائدة: 12] الآية».
- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«العهد الذي أخذ الله عليهم وأعطاهم الآية التي في سورة المائدة {لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل} [المائدة: 12] إلى قوله: {ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار}».
- وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«أوفوا بما افترضت عليكم، أوف لكم بما رايت الوعد لكم به على نفسي».
- وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«أوفوا بطاعتي، أوف لكم بالجنة»). [الدر المنثور: 1/ 337-340]

تفسير قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}.
يعني بقوله: {آمنوا} صدّقوا، كما قد قدّمنا البيان عنه قبل، ويعني بقوله: {بما أنزلت} ما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من القرآن، ويعني بقوله: {مصدّقًا لما معكم} أنّ القرآن مصدّقٌ لما مع اليهود من بني إسرائيل من التّوراة. فأمرهم بالتّصديق بالقرآن، وأخبرهم جلّ ثناؤه أنّ في تصديقهم بالقرآن تصديقًا منهم للتّوراة؛ لأنّ الّذي في القرآن من الأمر بالإقرار بنبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وتصديقه واتّباعه نظير الّذي من ذلك في الإنجيل والتّوراة. ففي تصديقهم بما أنزل على محمّدٍ تصديقٌ منهم لما معهم من التّوراة، وفي تكذيبهم به تكذيبٌ منهم لما معهم من التّوراة.
وقوله: {مصدّقًا} قطعٌ من الهاء المتروكة في {أنزلت} من ذكر ما. ومعنى الكلام: وآمنوا بالّذي أنزلته مصدّقًا لما معكم أيّها اليهود. والّذي معهم هو التّوراة والإنجيل.
- كما حدّثنا به محمّد بن عمرٍو الباهليّ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: في قول اللّه: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}:
«يقول: إنّما أنزلت القرآن مصدّقًا لما معكم: التّوراة والإنجيل».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: أخبرنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية:
«{وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم} يقول: يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت على محمّدٍ مصدّقًا لما معكم. يقول: لأنّهم يجدون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل»). [جامع البيان: 1/ 599-600]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}.
قال أبو جعفرٍ: فإن قال لنا قائلٌ: كيف قيل: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} والخطاب خبر لجميعٍ وقوله: {كافرٍ} واحدٍ؟ وهل نجيز إن كان ذلك جائزًا أن يقول قائلٌ: لا تكونوا أوّل رجلٍ قام؟
قيل له: إنّما يجوز توحيد ما أضيف له أفعل، وهو خبرٌ لجمعٍ، إذا كان مشتقًّا من فعل ويفعل لأنّه يؤدّي عن المراد معه المحذوف من الكلام، وهو من، ويقوم مقامه في الأداء عن معنى ما كان يؤدّي عنه من من الجمع والتّأنيث وهو في لفظٍ واحدٍ. ألا ترى أنّك تقول: ولا تكونوا أوّل من يكفر به فمن بمعنى جمعٍ وهو غير متصرّفٍ تصرّف الأسماء للتّثنية والجمع والتّأنيث. فإذا أقيم الاسم المشتقّ من فعل ويفعل مقامه، جرى وهو موحّدٌ مجراه في الأداء عمّا كان يؤدّي عنه من معنى الجمع والتّأنيث، كقولك: الجيش منهزم، والجند مقبل؛ فتوحّد الفعل لتوحيد لفظ الجيش والجند، وغير جائزٍ أن يقال: الجيش رجلٌ، والجند غلامٌ، حتّى تقول: الجند غلمانٌ، والجيش رجالٌ؛ لأنّ الواحد من عدد الأسماء الّتي هي غير مشتقّةٍ من فعل ويفعل لا يؤدّي عن معنى الجماعة منهم، ومن ذلك قول الشّاعر:

وإذا هم طعموا فألأم طاعمٍ ....... وإذا هم جاعوا فشرٌّ جياع
فوحّد مرّةً على ما وصفت من نيّة من، وإقامة الظّاهر من الاسم الّذي هو مشتقٌّ من فعل ويفعل مقامه. وجمع أخرى على الإخراج على عدد أسماء المخبر عنهم. ولو وحّد حيث جمع أو جمع حيث وحّد كان صوابًا جائزًا.
وأمّا تأويل ذلك فإنّه يعني به: يا معشر أحبار أهل الكتاب صدّقوا بما أنزلت على رسولي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من القرآن المصدّق كتابكم، والّذي عندكم من التّوراة والإنجيل المعهود إليكم فيهما أنّه رسولي ونبيّي المبعوث بالحقّ، ولا تكونوا أوّل أمتكم كذّب به وجحد أنّه من عندي وعندكم من العلم به ما ليس عند غيركم.
وكفرهم به: جحودهم أنّه من عند اللّه.
والهاء الّتي في به من ذكر ما الّتي مع قوله: {وآمنوا بما أنزلت}.
- كما حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: في قوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}:
«بالقرآن».
- وروي عن أبي العالية في ذلك ما حدّثني به المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} يقول: لا تكونوا أوّل من كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
».
وقال بعضهم: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} يعني بكتابكم، ويتأوّل أنّ في تكذيبهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم تكذيبًا منهم بكتابهم؛ لأنّ في كتابهم الأمر باتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وهذان القولان من ظاهر ما تدلّ عليه التّلاوة بعيدان. وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه أمر المخاطبين بهذه الآية في أوّلها بالإيمان بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال جلّ ذكره: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}
ومعقولٌ أنّ الّذي أنزله اللّه في عصر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم هو القرآن لا محمّدٌ، لأنّ محمّدًا صلوات اللّه عليه رسولٌ مرسلٌ لا تنزيلٌ منزّلٌ، والمنزّل هو الكتاب. ثمّ نهاهم أن يكونوا أوّل من يكفر بالّذي أمرهم بالإيمان به في أوّل الآية من أهل الكتاب. فذلك هو الظّاهر المفهوم، ولم يجر لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية ذكرٌ ظاهرٌ فيعاد عليه بذكره مكنّيًا في قوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} وإن كان غير محالٍ في الكلام أن يذكر مكنيّ اسمٍ لم يجر له ذكرٌ ظاهرٌ في الكلام.
وكذلك لا معنى لقول من زعم أنّ العائد من الذّكر في به على ما الّتي في قوله: {لما معكم} لأنّ ذلك وإن كان محتملاً ظاهر الكلام فإنّه بعيدٌ ممّا يدلّ عليه ظاهر التّلاوة والتّنزيل، لما وصفنا قبل من أنّ الأمر بالإيمان به في أوّل الآية هو القرآن، فكذلك الواجب أن يكون المنهيّ عن الكفر به في آخرها هو القرآن. وإمّا أن يكون المأمور بالإيمان به غير المنهيّ عن الكفر به في كلامٍ واحدٍ وآيةٍ واحدةٍ، فذلك غير الأشهر الأظهر في الكلام، هذا مع بعد معناه في التّأويل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم»). [جامع البيان: 1/ 600-603]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً}.
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك.
- فحدّثني المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية:
«{ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً} يقول: لا تأخذوا عليه أجرًا». قال: «هو مكتوبٌ عندهم في الكتاب الأوّل: يا ابن آدم علّم مجّانًا كما علّمت مجّانًا».
- وقال آخرون بما حدّثني به، موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ:
«{ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً} يقول: لا تأخذوا طعمًا قليلاً وتكتموا اسم اللّه. فذلك الطّعم هو الثّمن».
فتأويل الآية إذًا: لا تبيعوا ما أتيتكم من العلم بكتابي وآياته بثمنٍ خسيسٍ وعرضٍ من الدّنيا قليلٍ. وبيعهم إيّاه تركهم إبانة ما في كتابهم من أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم للنّاس، وأنّه مكتوبٌ فيه أنّه النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل بثمنٍ قليلٍ، وهو رضاهم بالرّياسة على أتباعهم من أهل ملّتهم ودينهم، وأخذهم الأجر ممّن بيّنوا له ذلك على ما بيّنوا له منه.
وإنّما قلنا معنى ذلك: لا تبيعوا؛ لأنّ مشتري الثّمن القليل بآيات اللّه بائعٌ الآيات بالثّمن، فكلّ واحدٍ من الثّمن والمثمّن مبيعٌ لصاحبه وصاحبه به مشتري.
وأما معناه على ما تأوّله أبو العالية: بيّنوا للنّاس أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا تبتغوا عليه منهم أجرًا. فيكون حينئذٍ نهيه عن أخذ الأجر على تبيينه هو النّهي عن شراء الثّمن القليل بآياته). [جامع البيان: 1/ 603-604]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإيّاي فاتّقون}.
قال أبو جعفرٍ: يقول: فاتّقون في بيعكم آياتي بالخسيس من الثّمن، وشرائكم بها القليل من العوض، وكفركم بما أنزلت على رسولي، وجحودكم نبوّة نبييّ؛ أن أحلّ بكم ما أحللت بأسلافكم الّذين سلكوا سبيلكم من المثلات والنّقمات). [جامع البيان:1/ 604-605]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}
[الوجه الأول]
- به، عن أبي العالية، في قوله: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}:
«يقول: يا معشر أهل الكتاب، آمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم. يقول: لأنّهم يجدون محمّدًا مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ:
«قوله: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم} يقول: {بما أنزلت}: القرآن، {لما معكم}: الإنجيل».
- قال: وروي عن الرّبيع بن أنسٍ وقتادة نحو قول أبي العالية). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 96-97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق فيما حدّثنا محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به}:
«يقول: لا تكونوا أوّل من كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم».
- حدّثنا أبي، أخبرني عبيد اللّه بن حمزة، قال: سمعت أبي، ثنا أبو سنانٍ، في قوله: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} قال:
«أنزلت في يهود يثرب».
قال أبو محمّدٍ: وروي عن الحسن والسّدّيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو قول أبي العالية). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا وإيّاي فاتّقون}
- حدّثنا عصام بن روّاد بن الجرّاح، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا}:
«يقول: لا تأخذوا عليه أجرًا، قال: «وهو مكتوبٌ عندهم في الكتاب الأوّل: يا ابن آدم، علّم مجّانًا كما علّمت مجّانا»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {بآياتي}
- ذكر عن الحسن بن عليٍّ الحلوانيّ، عن سعيد بن أبي مريم، أخبرني ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا}:
«وإنّ آياته كتابه الّذي أنزل إليهم، وإنّ الثّمن القليل هو الدّنيا وشهواتها»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {ثمنًا قليلا}
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ:
«{ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا} يقول: لا تأخذوا طمعًا قليلا، وتكتموا اسم اللّه، فذلك الطّمع وهو الثّمن».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عليّ بن حمزة المروزيّ، ثنا عليّ بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن هارون بن يزيد، قال: سئل الحسن عن قوله: {ثمنًا قليلا} قال:
«الثّمن القليل: الدّنيا بحذافيرها»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 97-98]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وإيّاي فاتّقون}
- حدّثنا أبو عمر الدّوريّ، ثنا أبو إسماعيل المؤدّب، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية، عن طلق بن حبيبٍ قال:
«التّقوى أن يعمل بطاعة اللّه رجاء رحمة اللّه على نورٍ من اللّه، والتّقوى أن يترك معصية اللّه مخافة عذاب اللّه على نورٍ من الله»). [تفسير القرآن العظيم: 1 /98]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم، قال: نا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: «{آمنوا بما أنزلت} يعني: القرآن، {مصدقا لما معكم} يعني: الإنجيل»). [تفسير مجاهد: 74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون * وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}.
- أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس قال:
«إسرائيل: يعقوب».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال:
«إسرائيل هو يعقوب».
- وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مجلز قال:
«كان يعقوب رجلا بطيشا، فلقي ملكا فعالجه فصرعه الملك، فضربه على فخذيه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به، فقال: ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما، فسماه إسرائيل»، قال أبو مجلز: «ألا ترى أنه من أسماء الملائكة إسرائيل وجبريل وميكائيل وإسرافيل».
- وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال:
«كانت الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومحمد عليه السلام، ولم ؟ من الأنبياء من له اسمان إلا إسرائيل وعيسى، فإسرائيل: يعقوب، وعيسى: المسيح».
- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: إن إسرائيل وميكائيل وجبريل وإسرافيل كقولك: عبد الله
».
- وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث البصري قال:
«ايل: الله بالعبرانية».
- وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا بني إسرائيل} قال:
«للأحبار من اليهود {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} أي: آلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجاهم به من فرعون وقومه، {وأوفوا بعهدي} الذي أخذت بأعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءكم {أوف بعهدكم} أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقكم معه وأتباعه بوضع ما كان عليهم من الإصر والأغلال {وإياي فارهبون} أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به} وعندكم به من العلم ما ليس عند غيركم {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم».
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأوفوا بعهدي}:
«يقول: ما أمرتكم به من طاعتي، ونهيتكم عنه من معصيتي، في النّبيّ صلى الله عليه وسلم وغيره {أوف بعهدكم} يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة».- وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود، مثله.
- وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«هو الميثاق الذي أخذ عليهم في سورة ؟ {لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل}[المائدة: 12] الآية».
- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«العهد الذي أخذ الله عليهم وأعطاهم الآية التي في سورة المائدة {لقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل}[المائدة: 12] إلى قوله:{ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار}».
- وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«أوفوا بما افترضت عليكم، أوف لكم بما رايت الوعد لكم به على نفسي».
- وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال:
«أوفوا بطاعتي، أوف لكم بالجنة»). [الدر المنثور: 1/ 337-340] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {وآمنوا بما أنزلت} قال:
«القرآن»، {مصدقا لما معكم} قال: «التوراة والإنجيل».
- وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: {ولا تكونوا أول كافر به} قال:
«بالقرآن».
- وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية قال:
«يقول: يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت على محمد مصدقا لما معكم، لأنكم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل {ولا تكونوا أول كافر به} يقول: لا تكونوا أول من كفر بمحمد {ولا تشتروا بآياتي ثمنا} يقول: لا تأخذوا عليه أجرا»، قال: «وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأول: يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا».
- وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} قال:
«لا تأخذ على ما علمت أجرا، فإنما أجر العلماء والحكماء على الله، وهم يجدونه عندهم: يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا».
- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال:
«لا تخلطوا الصدق بالكذب»، {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، قال: «لا تكتموا الحق وأنتم قد علمتم أن محمدا رسول الله»). [الدر المنثور: 1/ 340-341]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل}.
قال أبو جعفرٍ: يعني بقوله: {ولا تلبسوا} لا تخلطوا، واللّبس: هو الخلط، يقال منه: لبّست عليهم الأمر ألبّسه لبسًا: إذا خلطته عليه.
- كما حدّثت عن المنجاب، عن بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وللبسنا عليهم ما يلبسون}:
«يقول: لخلطنا عليهم ما يخلطون».
ومنه قول العجّاج:

لمّا لبسن الحقّ بالتّجنّي ....... غنين واستبدلن زيدًا منّ
يعني بقوله: (لبسن): خلطن.
وأمّا اللّبس فإنّه يقال منه: لبسته ألبسه لبسًا وملبسًا، وذلك في الكسوة يكتسيها فيلبسها.
ومن اللّبس قول الأخطل:

لقد لبست لهذا الدّهر أعصره ....... حتّى تجلّل رأسي الشّيب واشتعلا
ومن اللّبس قول اللّه جلّ ثناؤه: {وللبسنا عليهم ما يلبسون}.
فإن قال لنا قائلٌ: وكيف كانوا يلبسون الحقّ بالباطل وهم كفّارٌ، وأيّ حقٍّ كانوا عليه مع كفرهم باللّه؟
قيل: إنّه كان فيهم منافقون منهم يظهرون التّصديق بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ويستبطنون الكفر به وكان عظمهم يقولون: محمّدٌ نبيٌّ مبعوثٌ إلاّ أنّه مبعوثٌ إلى غيرنا. فكان لبس المنافق منهم الحقّ بالباطل إظهاره الحقّ بلسانه وإقراره لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاء به جهارًا، وخلطة ذلك الظّاهر من الحقّ بالباطل الّذي يستبطنه. وكان لبس المقرّ منهم بأنّه مبعوثٌ إلى غيرهم الجاحد أنّه مبعوثٌ إليهم إقراره بأنّه مبعوثٌ إلى غيرهم وهو الحقّ، وجحوده أنّه مبعوثٌ إليهم وهو الباطل، وقد بعثه اللّه إلى الخلق كافّةً. فذلك خلطهم الحقّ بالباطل ولبسهم إيّاه به.
- كما حدّثنا به أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} قال:
«لا تخلطوا الصّدق بالكذب».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل}:
«يقول: لا تخلطوا الحقّ بالباطل، وأدّوا النّصيحة لعباد اللّه في أمر محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام».
- وحدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال مجاهدٌ:
«{ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام».
- وحدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: في قوله: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} قال:
«الحقّ: التّوراة الّذي أنزل اللّه على موسى، والباطل: الّذي كتبوه بأيديهم»). [جامع البيان: 1/ 605-607]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}.
قال أبو جعفرٍ: وفي قوله: {وتكتموا الحقّ} وجهان من التّأويل:

أحدهما: أن يكون اللّه جلّ ثناؤه نهاهم عن أن يكتموا الحقّ كما نهاهم أن يلبسوا الحقّ بالباطل. فيكون تأويل ذلك حينئذٍ: ولا تلبسوا الحقّ بالباطل، ولا تكتموا الحقّ. ويكون قوله: {وتكتموا} عند ذلك مجزومًا بما جزم به: {تلبسوا} عطفًا عليه.
والوجه الآخر منهما: أن يكون النّهي من اللّه جلّ ثناؤه لهم عن أن يلبسوا الحقّ بالباطل، ويكون قوله: {وتكتموا الحقّ} خبرًا منه عنهم بكتمانهم الحقّ الّذي يعلمونه، فيكون قوله: وتكتموا، حينئذٍ منصوبًا، لانصرافه عن معنى قوله: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} إذ كان قوله: {ولا تلبسوا} نهيًا، وقوله: {وتكتموا الحقّ} خبرًا معطوفًا عليه غير جائزٍ أن يعاد عليه ما عمل في قوله: {تلبسوا} من الحرف الجازم، وذلك هو المعنى الّذي يسمّيه النّحويّون صرفًا.
ونظير ذلك في المعنى والإعراب قول الشّاعر:

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ....... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
فنصب تأتي على التّأويل الّذي قلنا في قوله: {وتكتموا} الآية، لأنّه لم يرد: لا تنه عن خلقٍ ولا تأت مثله، وإنّما معناه: لا تنه عن خلقٍ وأنت تأتي مثله. فكان الأوّل نهيًا والثّاني خبرًا، فنصب الخبر إذ عطفه على غير شكله.
- فأمّا الوجه الأوّل من هذين الوجهين اللّذين ذكرنا أنّ الآية تحتملهما، فهو على مذهب ابن عبّاسٍ الّذي حدّثنا به أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ:
«قوله: {وتكتموا الحقّ} يقول: ولا تكتموا الحقّ وأنتم تعلمون».
- وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وتكتموا الحقّ} أي: ولا تكتموا الحقّ».
- وأمّا الوجه الثّاني منهما فهو على مذهب أبي العالية ومجاهدٍ.
- حدّثني المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} قال:
«كتموا نعت محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم».
- وحدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
وأمّا تأويل الحقّ الّذي كتموه وهم يعلمونه فهو ما حدّثنا به ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وتكتموا الحقّ} يقول: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب الّتي بأيديكم».
- وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ:
«{وتكتموا الحقّ} يقول: إنّكم قد علمتم أنّ محمّدًا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فنهاهم عن ذلك».
- وحدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: في قول اللّه: {وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} قال:
«يكتم أهل الكتاب محمّدًا، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل».
- وحدّثني المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- وحدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} قال:
«الحقّ هو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} قال:
«كتموا بعث محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم».
- وحدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ:
«تكتمون محمّدًا وأنتم تعلمون، وأنتم تجدونه عندكم في التّوراة والإنجيل».
فتأويل الآية إذًا: ولا تخلطوا على النّاس أيّها الأحبار من أهل الكتاب في أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وما جاء به من عند ربّه، وتزعموا أنّه مبعوثٌ إلى بعض أجناس الأمم دون بعضٍ أو تنافقوا في أمره، وقد علمتم أنّه مبعوثٌ إلى جميعكم، وجميع الأمم غيركم، فتخلطوا بذلك الصّدق بالكذب، وتكتموا به ما تجدونه في كتابكم من نعته وصفته، وأنّه رسولي إلى النّاس كافّةً، وأنتم تعلمون أنّه رسولي، وأنّ ما جاء به إليكم فمن عندي، وتعرفون أنّ من عهدي الّذي أخذت عليكم في كتابكم الإيمان به وبما جاء به والتّصديق به). [جامع البيان: 1/ 607-610]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون (42)}
قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}
[الوجه الأوّل]
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل}:
«يقول: ولا تخلطوا الحقّ بالباطل، وأدّوا النّصيحة لعباد اللّه في أمر محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة في قول اللّه: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} قال:
«لا تلبسوا اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام، إنّ دين اللّه الإسلام، واليهوديّة والنّصرانيّة بدعةٌ ليست من اللّه».
قال أبو محمّدٍ: وروي عن سعيد بن جبيرٍ والرّبيع بن أنسٍ نحو ما ذكرنا عن أبي العالية، وروي عن الحسن نحو قول قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1 /98]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وتكتموا الحقّ}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قول اللّه: {وتكتموا الحقّ} قال:
«كتموا نعت محمّدٍ، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم».
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} أي: تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب الّتي بأيديكم».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وتكتموا الحقّ} قال:
«الحقّ هو محمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم-». وروي عن مجاهدٍ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 98-99]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وأنتم تعلمون}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:
«{وأنتم تعلمون} أي: أنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب الّتي بأيديكم».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {وأنتم تعلمون} قال:
«وهم يعلمون أنّه رسول اللّه، وكتموا الإسلام وهم يعلمون أنّه دين اللّه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال:
«لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام، وأنتم تعلمون أن دين الله الإسلام، وأن اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله»، {وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}، قال: كتموا محمدا وهم يعلمون أنه رسول الله، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث».
- وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال:
«الحق: التوراة التي أنزل الله، والباطل: الذي كتبوه بأيديهم».
- وأخرج ابن جرير عن السدي عن مجاهد في قوله: {وتكتموا الحق} قال:
«هو محمد صلى الله عليه وسلم».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {واركعوا} قال:
«صلوا».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {واركعوا مع الراكعين} قال:
«أمرهم أن يركعوا مع أمة محمد، يقول: كونوا منهم ومعهم»). [الدر المنثور: 1/ 341-342]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة واركعوا مع الرّاكعين}.
قال أبو جعفرٍ: ذكر أنّ أحبار اليهود والمنافقين كانوا يأمرون النّاس بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة ولا يفعلونه؛ فأمرهم اللّه بإقام الصّلاة مع المسلمين المصدّقين بمحمّدٍ وبما جاء به وإيتاء زكاة أموالهم معهم وأن يخضعوا للّه ولرسوله كما خضعوا.
- كما حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة: في قوله: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} قال:
«فريضتان واجبتان، فأدّوهما إلى اللّه».
وقد بيّنّا معنى إقامة الصّلاة فيما مضى من كتابنا هذا فكرهنا إعادته فى هذا الموضوع.
وأمّا إيتاء الزّكاة: فهو أداء الصّدقة المفروضة؛ وأصل الزّكاة: نماء المال وتثميره وزيادته، ومن ذلك قيل: زكا الزّرع: إذا كثر ما أخرج اللّه منه؛ وزكت النّفقة: إذا كثرت. وقيل: زكا الفرد، إذا صار زوجًا بزيادة الزّائد عليه حتّى صار به شفعًا، كما قال الشّاعر:

كانوا خسًا أو زكًا من دون أربعةٍ ....... لم يخلقوا وجدود النّاس تعتلج
قال أبو جعفرٍ: خسا: الوتر وزكا: الشفع.
وقال الراجز:

فلا خسا عديده ولا زكا ....... كما شرار البقل أطراف السّفا
قال أبو جعفرٍ: السّفا: شوك البهمى، والبهمى: الّذي يكون مدوّرًا في السّلاّء. يعني بقوله: (ولا زكا) لم يصيّرهم شفعًا من وترٍ بحدوثه فيهم.
وإنّما قيل للزّكاة زكاةٌ وهي مالٌ يخرج من مالٍ لتثمير اللّه بإخراجها ممّا أخرجت منه ما بقي عند ربّ المال من ماله.

وقد يحتمل أن تكون سمّيت زكاةً لأنّها تطهيرٌ لما بقي من مال الرّجل، وتخليصٌ له من أن تكون فيه مظلمةٌ لأهل السّهمان، كما قال جلّ ثناؤه مخبرًا عن نبيّه موسى صلوات اللّه عليه: {أقتلت نفسًا زكيّةً} يعني بريئةً من الذّنوب طاهرةً، وكما يقال للرّجل: هو عدلٌ زكيٌّ لذلك المعنى.
قال أبو جعفرٍ: وهذا الوجه أعجب إليّ في تأويل زكاة المال من الوجه الأوّل، وإن كان الأوّل مقولاً في تأويلها.

وإيتاؤها: إعطاؤها أهلها.
وأمّا الرّكوع: فهو الخضوع للّه بالطّاعة، يقال منه: ركع فلانٌ لكذا وكذا: إذا خضع له، ومنه قول الشّاعر:

بيعت بكسر لئيمٍ واستغاث بها ....... من الهزال أبوها بعد ما ركعا
يعني: بعدما خضع من شدّة الجهد والحاجة.
وهذا أمرٌ من اللّه جلّ ثناؤه لمن ذكر من أحبار بني إسرائيل ومنافقيها بالإنابة والتّوبة إليه، وبإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والدّخول مع المسلمين في الإسلام، والخضوع له بالطّاعة.

ونهيٌ منه لهم عن كتمان ما قد علموه من نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد تظاهر حججه عليهم بما قد وصفنا قبل فيما مضى من كتابنا هذا، وبعد الإعذار إليهم والإنذار، وبعد تذكيرهم نعمه إليهم وإلى أسلافهم تعطّفًا منه بذلك عليهم وإبلاغًا إليهم في المعذرة). [جامع البيان: 1/ 611-613]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة واركعوا مع الرّاكعين (43)}
قوله: {وأقيموا الصّلاة}

- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن في قوله: {وأقيموا الصّلاة} قال:
«فريضةٌ واجبةٌ لا تنفع الأعمال إلا بها وبالزّكاة».
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ، ثنا الوليد، ثنا عبد الرّحمن بن نمير، قال: سألت الزّهريّ عن قول اللّه {وأقيموا الصّلاة} قال الزّهريّ:
«إقامتها أن تصلّي الصّلوات الخمس لوقتها»، قال أبو سعيد: وكذا روي عن عطاء بن أبي رباحٍ وقتادة نحو قول الحسن.
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ أبو هب، ثنا بكير ابن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان، قال:
«قوله لأهل الكتاب: {أقيموا الصّلاة} أمرهم أن يصلّوا مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 99]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وآتوا الزكاة}
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن طلحة، عن ابن عبّاسٍ:
«قوله: {وآتوا الزّكاة} يعني الزكاة طاعة لله والإخلاص».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكرٍ وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا وكيعٌ، عن أبي جنابٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وآتوا الزّكاة} قال: ما يوجب الزّكاة؟ قال:
«مائتين فصاعدًا».
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، ثنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة: {وآتوا الزّكاة} قال:
«زكاة المال من كلّ مائتي درهمٍ قفلة خمسة دراهم».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن: {وآتوا الزّكاة} قال:
«فريضةٌ واجبةٌ لا تنفع الأعمال إلا بها مع الصّلاة».
قال أبو محمّدٍ: وكذا روي عن قتادة.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن أبي حيّان التّيميّ، عن الحارث العكليّ، في قوله: {وآتوا الزّكاة} قال:
«صدقة الفطر».
الوجه الرّابع:
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان:
«قوله لأهل الكتاب: {وآتوا الزّكاة} أمرهم أن يؤتوا الزّكاة، يدفعونها إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 99-100]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {واركعوا مع الرّاكعين}
- حدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا رجلٌ سمّاه، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {واركعوا} قال:
«صلّوا».
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ الشّقيقيّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان:
«قوله لأهل الكتاب: {واركعوا مع الرّاكعين} أمرهم أن يركعوا مع الرّاكعين، مع أمّة محمّدٍ يقول: كونوا منهم ومعهم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 100]


رد مع اقتباس