عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) )

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فريقاً كذّبوا) (70): مقدم ومؤخر، مجازه كذبوا فريقاً. (وفريقاً يقتلون) (70) مجازه: يقتلون فريقاً). [مجاز القرآن: 1/173]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلّما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذّبوا وفريقا يقتلون (70)
المعنى كلما جاءهم رسول كذبوا فريقا وقتلوا فريقا.
أمّا التكذيب فاليهود والنصارى مشتركة فيه، وأمّا القتل فكانت اليهود خاصّة – دون النّصارى - يقتلون الأنبياء، وكانت الرسل على ضربين، رسل تأتي بالشرائع والكتب نحو موسى وعيسى وإبراهيم ومحمد - صلى الله عليهم وسلم -، فهؤلاء معصومون من الخلق، لم يوصل إلى قتل واحد منهم، ورسل تأتي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث على التمسك بالدين نحو يحيى وزكريا - صلى الله عليهما وسلم). [معاني القرآن: 2/194-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون} قال: اليهود والنصارى يشتركون في التكذيب واليهود تنفرد بالقتل خاصة وكانت الرسل منها من يأتي بالشرائع والكتب والأحكام نحو محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وعيسى وهؤلاء معصومون.
ومنهم من يأتي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالدين نحو يحيى وزكريا عليهما السلام). [معاني القرآن: 2/340-341]

تفسير قوله تعالى: (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فعموا وصمّوا ثمّ تاب اللّه عليهم ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ مّنهم...}
فقد يكون رفع الكثير من جهتين:
إحداهما: أن تكرّ الفعل عليها؛ تريد: عمي وصمّ كثير منهم.
وإن شئت جعلت {عموا وصمّوا} فعلا للكثير؛ كما قال الشاعر:
يلومونني في اشترائي النخيـ=ل أهلي فكلّهم ألوم
وهذا لمن قال: قاموا قومك.
وإن شئت جعلت الكثير مصدرا فقلت: أي ذلك كثير منهم، وهذا وجه ثالث. ولو نصبت على هذا المعنى كان صوابا.
ومثله قول الشاعر:
وسوّد ماء المرد فاها فلونه=كلون النؤور وهي أدماء سارها
ومثله قول الله تبارك وتعالى: {وأسرّوا النّجوى الذين ظلموا} إن شئت جعلت (وأسرّوا) فعلا لقوله: {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النجوى} ثم تستأنف (الذين) بالرفع. وإن شئت جعلتها خفضا (إن شئت) على نعت الناس في قوله "اقترب للناس حسابهم" وإن شئت كانت رفعا كما يجوز (ذهبوا قومك) ).[معاني القرآن: 1/315-317]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ) (71) فتكون: مرفوعةٌ على ضمير الهاء، كأنه قال: (أنه لا تكون فتنةٌ)، ومن نصب تكون فعلى إعمال (أن) فيها ولا تمنع (لا) النصب أن يعمل في الفعل.
(عوا وصمّوا كثيرٌ منهم) (71) مجازه على وجهين:
أحدهما: أن بعض العرب يظهرون كناية الاسم في آخر الفعل مع إظهار الاسم الذي بعد الفعل كقول أبي عمر والهذليّ (أكلوني البراغيث).
والموضع الآخر أنه مستأنف لأنه يتم الكلام إذا قلت: عموا وصمّوا، ثم سكتّ، فتستأنف فتقول: كثير منهم.
وقال آخرون: كثير صفةٌ للكناية التي في آخر الفعل، فهي في موضع، مرفوع فرفعت كثير بها). [مجاز القرآن: 1/174]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وحسبوا ألاّ تكون فتنةٌ فعموا وصمّوا ثمّ تاب اللّه عليهم ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ مّنهم واللّه بصيرٌ بما يعملون}
[و] قال: {ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ مّنهم} ولم يقل: "ثمّ عمي وصمّ" وهو فعل مقدم لأنه أخبر عن قوم إنهم عموا وصمّوا، ثم فسر كم صنع ذلك منهم كما تقول: "رأيت قومك ثلثيهم" ومثل ذلك {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} وإن شئت جعلت الفعل للآخر فجعلته على لغة الذين يقولون "أكلوني البراغيث" كما قال:
ولكن ديافيٌّ أبوه وأمّه=بحوران يعصرن السّليط أقاربه). [معاني القرآن: 1/228-229]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {وحسبوا ألا تكون فتنة} رفع كأنه قال "أنه" لا تكون فتنة"، وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب.
الأعرج وشيبة وأبو جعفر ونافع {وحسبوا ألا تكون فتنة} لا يضمرون شيئا وتعمل "أن" ). [معاني القرآن لقطرب: 483]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {ثم عموا وصموا كثير منهم} ولم يقل: وصم كثير منهم، والفعل مقدم، مثل قام إخوتك.
وكذلك قوله عز وجل {وأسروا النجوى الذين ظلموا} ولا نعلم في القرآن غيرهما؛ وذلك على ثلاثة أوجه:
[معاني القرآن لقطرب: 506]
فوجه منها: أن يكون أراد البدل من الواو [...] مررت بهم أكثرهم، على البدل من الهاء والميم؛ وكذلك قوله عز وجل {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}؛ أي عن قتال فيه؛ وكذلك {لنسفعا بالناصية ناصية}؛ أي بناصية؛ و{إلى صراط مستقيم صراط الله الذي}؛ أي إلى صراط الله الذي؛ وهذا حسن كثير.
والوجه الآخر: أن تبتدئ فتقول: "أولئك كثير منهم، أو هم كثير منهم"؛ كأنه قيل له: من؟ لما قال {عموا وصموا} قال: هم كثير منهم.
والوجه الثالث: أني ريد لغة من قال "أكلوني البراغيث"؛ قال: وأحسبني سمعت العرب تقول: اجتمع القيسيون تصير الألف في هذه اللغة في الاثنين والواو في الجميع علامة للتثنية والجمع، كالتاء للتأنيث في ضربت وقامت؛ ولا تصيرها اسمًا، فتقول في هذه اللغة: قاما صاحباك، وقاموا أصحابك، كما تقول قامت جاريتك؛ تكون الواو كالتاء.
وقال عمرو بن ملقط:
يا أوس لو نالتك أرماحنا = كنت كمن تهوي به الهاويه
ألفيتا عيناك عند القفا = أولى فأولى لك ذا واقيه
فقال: "ألفيتا عيناك"، مثل ضربا صاحباك.
وقال أبو النجم أيضًا:
وجاوبا هدهده ويممه
مقتفذ الذفرى تدانى لهزمه
ينتصبان رأسه وشجغمه
وقال ابن الرقيات:
[معاني القرآن لقطرب: 507]
باتت بحي يعوين نسوتهم = بحرها مثل ما عوى جرس
فقال "يعوين نسوتهم"، مثل: يمضين نسوتهم). [معاني القرآن لقطرب: 508]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وحسبوا ألا تكون فتنة}: بلاء). [غريب القرآن وتفسيره: 131]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وحسبوا ألّا تكون فتنة فعموا وصمّوا ثمّ تاب اللّه عليهم ثمّ عموا وصمّوا كثير منهم واللّه بصير بما يعملون (71)
تقرأ (ألّا تكون) بالنصب، و (ألّا تكون) بالرفع.
فمن قرأ بالرفع فالمعنى أنه لا تكون فتنة، أي حسبوا فعلهم غير فاتن لهم وذلك أنهم كانوا يقولون إنهم أبناء اللّه وأحباؤه.
(فعموا وصمّوا).
هذا مثل، تأويله أنهم لم يعملوا بما سمعوا ولا بما رأوا من الآيات.
فصاروا كالعمى الصّمّ.
(ثمّ تاب اللّه عليهم).
أي أرسل إليهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم أن اللّه جلّ وعزّ قد تاب عليهم إن آمنوا وصدّقوا، فلم يؤمنوا أكثرهم، فقال عزّ وجلّ: (ثمّ عموا وصمّوا كثير منهم).
أي بعد أن ازداد لهم الأمر وضوحا بالنبي عليه السلام (كثير منهم) يرتفع من ثلاثة أوجه:
أحدها أن تكون بدلا من الواو، كأنه لما قال: (عموا وصمّوا) أبدل الكثير منهم، أي عمي وصم كثير منهم كما تقول: جاءني قومك أكثرهم.
وجائز أن يكون جمع الفعل مقدّما كما حكى أهل اللغة أكلوني البراغيث.
والوجه أن يكون كثير منهم خبر ابتداء محذوف، المعنى ذوو العمى والصمم كثير منهم).[معاني القرآن: 2/195-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا}
قال الحسن: يعني بالفتنة البلاء.
وقال غيره: معنى فعموا وصموا تمثيل أي لم يعملوا بما سمعوا ولا انتفعوا بما رأوا فهم بمنزلة العمي الصم). [معاني القرآن: 2/341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ثم تاب الله عليهم} أي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم يخبرهم بأن الله عز وجل يتوب عليهم إن تركوا الكفر
ثم عموا وصموا أي بعد وضوح الحجة). [معاني القرآن: 2/341-342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِتْنَةٌ}: بلاء). [العمدة في غريب القرآن: 122]


رد مع اقتباس