عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:39 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أقام تعالى الحجّة على منكري قدرته على بعث الأجساد، بأن وقفهم على مواضع العبرة في مخلوقاته.
و{الإبل} في هذه الآية هي الجمال المعروفة، هذا قول الجمهور من المتأوّلين، وفي الجمل آياتٌ وعبرٌ لمن تأمّل ليس في الحيوان ما يقوم من البروك بحمله سواه، وهو على قوّته غايةٌ في الانقياد.
قال الثّعلبيّ في بعض التفاسير: إنّ فأرةً جرت بزمام ناقةٍ، فتبعتها حتى دخلت الجحر، فبركت الناقة، وأدنت رأسها من فم الجحر.
وكان شريحٌ القاضي يقول لأصحابه: اخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت. وقال أبو العبّاس المبرّد: الإبل هنا: السّحاب؛ لأنّ العرب قد تسمّيها بذلك؛ إذ تأتي أرسالاً كالإبل، وتزجى كما تزجى الإبل، وهي في هيئتها أحياناً تشبه الإبل والنّعام، ومنه قول الشاعر:
كأنّ السّحاب دوين السّماء.......نعامٌ تعلّق بالأرجل
وقرأ أبو عمرٍو –بخلافٍ– وعيسى: (الإبلّ) بشدّ اللام، وهي السّحاب، كما ذكر قومٌ من اللّغويّين والنّقّاش، وقرأ الجمهور: {خلقت} بفتح القاف وضمّ الخاء، وقرأ عليّ بن أبي طالبٍ: (خلقت) بفتح الخاء وسكون القاف، على فعل المتكلّم، وكذلك (رفعت، ونصبت، وسطحت).
وقرأ أبو حيوة: (رفّعت، ونصّبت، وسطّحت) بالتشديد فيها). [المحرر الوجيز: 8/ 601-602]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{نصبت} معناه: أثبتت قائمةً في الهواء، لا تنبطح). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {سطحت} بتخفيف الطاء، وقرأ هارون الرّشيد: (سطّحت) بشدّ الطاء على المبالغة، وهي قراءة الحسن.
وظاهر هذه الآية أنّ الأرض سطحٌ لا كرةٌ، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكريّتها –وإن كان لا ينقض ركناً من أركان الشّرع– فهو قولٌ لا يثبته علماء الشّرع). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالتذكير بهذه الآيات ونحوها). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ نفى تعالى أن يكون مسيطراً على الناس، أي: قاهراً، مجبراً لهم مع تكبّرٍ، متسلّطاً عليهم، يقال: تسيطر علينا فلانٌ.
وقرأ بعض الناس: {بمسيطرٍ} بالسين، وبعضهم {بمصيطرٍ} بالصاد، وقرأ هارون: (بمسيطرٍ) بفتح الطاء، وهي لغة تميمٍ، وليس في كلام العرب على هذا البناء غير (مسيطرٍ، ومبيطرٍ، ومبيقرٍ، ومهيمنٍ)، وفي الأسماء مديبرٌ، ومجيمرٌ وهو اسم وادٍ، ويحتمل أن يكون هذان مصغّرين). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إلاّ من تولّى وكفر} قالت بعض المتأوّلين: الاستثناء متّصلٌ، والمعنى: إلاّ من تولّى وكفر فأنت مسيطرٌ عليه. فالآية على هذا لا نسخ فيها.
وقال آخرون منهم: الاستثناء منفصلٌ، والمعنى: {لست عليهم بمصيطرٍ} وتمّ الكلام، وهي آية موادعةٍ منسوخةٌ بالسّيف.
ثمّ قال تعالى: {إلاّ من تولّى وكفر * فيعذّبه} وهذا هو القول الصحيح؛ لأنّ السورة مكّيّةٌ، والقتال إنما نزل بالمدينة.
و{من} بمعنى (الذي)، وقرأ ابن عبّاسٍ، وزيد بن أسلم، وقتادة، وزيد بن عليٍّ: (ألا من تولّى) بفتح الهمزة، على معنى استفتاح الكلام، و{من} على هذه القراءة شرطيّةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( و{العذاب الأكبر} عذاب الآخرة؛ لأنّهم قد عذّبوا في الدنيا بالجوع والقتل وغيرهما.
وقرأ ابن مسعودٍ: (فإنّه يعذّبه اللّه) ). [المحرر الوجيز: 8/ 602]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {إيابهم} مصدرٌ من (آب يئوب) إذا رجع، وهو الحشر والردّ إلى اللّه تعالى.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: (إيّابهم) بشدّ الياء، على وزن (فعّالٍ) بكسر الفاء، أصله (فيعالٍ)، من (أيّب) أصله (فيعل)، ويصحّ أن يكون من (أوّب) فيجيء (إيواباً) وسهّلت الهمزة، وكان اللازم في الإدغام ردّها (إوّاباً) لكن استحسنت فيه الياء على غير قياسٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 603]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}


رد مع اقتباس