الموضوع: سورة آل عمران
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 06:19 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قول الله تعالى:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثانية: قوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {ولا هم ينظرون} [86 مدنية / آل عمران / 3].)[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 30-31]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّالثة والرّابعة والخامسة: قوله تعالى: {كيف يهدي اللّه قوماً كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {ينظرون}.
اختلف المفسّرون فيمن نزلت هذه الآيات على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّها نزلت في الحارث بن سويدٍ كان قد أسلم ثمّ ارتدّ ولحق بقومه. فنزلت فيه هذه الآيات فحملها إليه رجلٌ من قومه فقرأهنّ عليه فرجع وأسلم، قاله مجاهد.
والثّاني: أنّها نزلت في عشرةٍ آمنوا ثمّ ارتدّوا، ومنهم طعمة ووحوح والحارث بن سويدٍ، فندم منهم الحارث وعاد إلى الإسلام. رواه أبو صالحٍ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما.
والثّالث: أنّها نزلت في أهل الكتاب آمنوا بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن يبعث ثمّ كفروا به. رواه عطيّة عن ابن عبّاسٍ، وبه قال الحسن.
وقوله: {كيف يهدي اللّه قوماً كفروا} استفهام في معنى الجحد، أي: لا يهديهم اللّه. وفيه طرفٌ من التّوبيخ، كما يقول الرّجل لعبده: كيف أحسن إلى من لا يطيعني. أي: لست أفعل ذلك والمعنى: أنّه (لا يهدي) من عاند بعد أن بان له الصّواب. وهذا محكمٌ لا وجه لدخول النّسخ عليه وقد زعم قومٌ منهم السّدّيّ أنّ هذه الآيات منسوخاتٌ بقوله: {إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك}.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريشٍ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا محمد بن الحسين، قال: بنا أحمد بن المفضل، قال: بنا أسباطٌ عن السّدّيّ، {كيف يهدي اللّه قوماً كفروا} قال:نزلت في الحارث ثمّ أسلم فنسخها الله عز وجل فقال: {إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا}.قلت: وقد بيّنّا فيما تقدّم أنّ الاستثناء ليس بنسخٍ وإنّما هو مبيّنٌ، أنّ اللّفظ الأوّل لم يرد به العموم وإنّما المراد به من عاند ولم يرجع إلى الحقّ بعد وضوحه، ويؤكّد هذا أنّ الآيات خبرٌ، والنسخ لا يدخل في الأخبار بحالٍ.
)[نواسخ القرآن: 237-246]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الرابع والخامس والسادس: من قوله عز وجل: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {ولا هم ينظرون} الآية [آل عمران: 86-88].قالوا نسخها قوله: {إلا الذين تابوا} الآية [آل عمران: 89] وهذا ليس بناسخ ولا منسوخ)[جمال القراء : 1/272-275]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس