الموضوع: سورة الشورى
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 شوال 1433هـ/25-08-2012م, 09:30 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

سورة الشورى:
قوله عز وجل: {ويستغفرون لمن في الأرض}
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): ( سورة الشورى: مكية، وجميعها محكم غير ثماني آيات:
أولاهن: قوله تعالى: {يسبحون تحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض...} الآية [15 / الشورى / 42]
نسخت بالآية التي في سورة المؤمن {يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفروهن للذين آمنوا...} الآية [7 / غافر / 40]).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 53]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): ( باب ذكر الموضع الأوّل منها
قال جلّ وعزّ: {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5]
حدّثنا جعفر بن مجاشعٍ، قال: حدّثنا إبراهيم الحربيّ، قال حدّثنا أحمد بن منصورٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن خالدٍ، قال: حدّثنا داود بن قيسٍ الصّنعانيّ، قال دخلت على وهب بن منبّهٍ مع ذي جولان فسألته عن قوله عزّ وجلّ {ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5] فقال: " نسختها الآية الّتي في الطّول: {ويستغفرون للّذين آمنوا} [غافر: 7] "
هذا لا يقع فيه ناسخٌ ولا منسوخٌ لأنّه خبرٌ من اللّه تعالى ولكن يجوز أن يكون وهب بن منبّهٍ أراد هذه الآية على نسخة تلك الآية لأنّه لا فرق بينهما وكذا يجب أن يتأوّل للعلماء ولا يتأوّل عليهم الخطأ العظيم إذا كان لما قالوه وجهٌ، والدّليل على ما قلنا
ما حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5] قال: «للمؤمنين منهم»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/612-613] (م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة الشورى
مكّيّة وفيها من المنسوخ تسع آيات
الآية الأولى قوله تعالى {والملائكة يسبّحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض} نسختها الآية الّتي في المؤمن وهي {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة الشورى (مكية)
قد ذكرنا قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض} وأن الصواب فيه أنه مخصوص ومبين بآية غافر وليس بمنسوخ لها.).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 403]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر ما ادّعي عليه النّسخ في سورة حم عسق
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الآرض}.
زعم قومٌ منهم ابن منبّهٍ والسّدّيّ، ومقاتل بن سليمان، أنّها منسوخةٌ بقوله: {ويستغفرون للّذين آمنوا}. وهذا قبيحٌ، لأنّ الآيتين خبرٌ، والخبر لا ينسخ، ثمّ ليس بين الآيتين تضادٌّ؛ لأنّ استغفارهم للمؤمنين استغفارٌ خاصٌّ لا يدخل فيه إلا من اتّبع الطّريق المستقيم فلأولئك طلبوا الغفران والإعادة من النّيران وإدخال الجنان.
واستغفارهم لمن في الأرض لا يخلوا من أمرين:
إمّا أن يريدوا به الحلم عنهم والرّزق لهم، والتّوفيق ليسلموا.
وإمّا أن يريدوا به من في الأرض من المؤمنين فيكون اللّفظ عامًّا والمعنى خاصاً، وقد دلت على تخصيص عمومه قوله:

{ويستغفرون للّذين آمنوا} والدليل الموجب لصرفه عن العموم إلى الخصوص أنّ الكافر لا يستحقّ أن يغفر له فعلى هذا البيان
لا وجه للنّسخ، وكذلك قال قتادة {ويستغفرون لمن في الآرض} قال: للمؤمنين منهم.
وقال أبو الحسين بن المنادي: في الكلام مضمرٌ، تقديره: لمن في الأرض من المؤمنين.
وقال أبو جعفرٍ النّحّاس: يجوز أن يكون وهب بن منبّهٍ أراد أنّ هذه الآية على نسخ تلك الآية، لأنه لا فرق بينهما.).[نواسخ القرآن: 447]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة حم عسق
الأولى: {ويستغفرون لمن في الأرض} قال وهب وغيره: نسخت بقوله: {ويستغفرون للّذين آمنوا} وليس بصحيح لأن المراد بمن في الأرض المؤمنين.).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 50]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الشورى: ليس فيها نسخ، وما ذكروه عن وهب بن منبه، أنه قال في قوله عز وجل: {ويستغفرون لمن في الأرض} الآية [الشورى: 5] هو منسوخ بقوله عز وجل في سورة "المؤمن": {ويستغفرون للذين آمنوا}الآية [غافر: 7]، وقيل: هو منسوخ بقوله عز وجل: {فاغفر للذين تابوا}الآية [الشورى: 7] وهذا تفسير استغفارهم وليس غير الأول، وعلى الجملة فليس هذا بناسخ لما في "الشورى" فإن استغفارهم للمؤمنين ليس بمعارض لقوله: {ويستغفرون لمن في الأرض}الآية [الشورى: 5] وهذا خبر من الله عز وجل، فلا يصح أن تتناقض أخباره، وينسخ بعضها بعضا، وأيضا فإن سورة "المؤمن" نزلت قبل "الشورى" فيؤدي هذا إلى أن الله عز وجل أنزل كلاما منسوخا حين أنزله).[جمال القراء:1/358]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس