عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:45 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولمّا فصلت العير} أي: خرجت من مصر، {قال أبوهم} يعني: يعقوب، عليه السّلام، لمن بقي عنده من بنيه: {إنّي لأجد ريح يوسف لولا أن تفنّدون} تنسبوني إلى الفند والكبر.
قال عبد الرّزّاق: أنبأنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: {ولمّا فصلت العير} قال: لمّا خرجت العير، هاجت ريحٌ فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف فقال: {إنّي لأجد ريح يوسف لولا أن تفنّدون} قال: فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيّامٍ.
وكذا رواه سفيان الثّوريّ، وشعبة، وغيرهما عن أبي سنان، به.
وقال الحسن وابن جريج: كان بينهما ثمانون فرسخًا، وكان بينه وبينه منذ افترقا ثمانون سنةً.
وقوله: {لولا أن تفنّدون} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وقتادة، وسعيد بن جبير: تسفّهون.
وقال مجاهدٌ أيضًا، والحسن: تهرّمون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 409]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقولهم: {إنّك لفي ضلالك القديم} قال ابن عبّاسٍ: لفي خطئك القديم.
وقال قتادة: أي من حبّ يوسف لا تنساه ولا تسلاه، قالوا لوالدهم كلمةً غليظةً، لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم، ولا لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكذا قال السدي، وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 409]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيرًا قال ألم أقل لكم إنّي أعلم من اللّه ما لا تعلمون (96) قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين (97) قال سوف أستغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرّحيم (98)}
قال ابن عبّاسٍ والضّحّاك: {البشير} البريد.
وقال مجاهدٌ والسّدّيّ: كان يهوذا بن يعقوب.
قال السّدّيّ: إنّما جاء به لأنّه هو الّذي جاء بالقميص وهو ملطّخٌ بدمٍ كذب، فأراد أن يغسل ذلك بهذا، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه، فرجع بصيرًا.
وقال لبنيه عند ذلك: {ألم أقل لكم إنّي أعلم من اللّه ما لا تعلمون} أي: أعلم أنّ اللّه سيردّه إليّ، وقلت لكم: {إنّي لأجد ريح يوسف لولا أن تفنّدون}؟
فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفّقين له: {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 410]

تفسير قوله تعالى: { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال سوف أستغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرّحيم} أي: من تاب إليه تاب عليه.
قال ابن مسعودٍ، وإبراهيم التّيميّ، وعمرو بن قيسٍ، وابن جريج وغيرهم: أرجأهم إلى وقت السّحر.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أبو السّائب، حدّثنا ابن إدريس، سمعت عبد الرّحمن بن إسحاق يذكر عن محارب بن دثارٍ قال: كان عمر، رضي اللّه عنه، يأتي المسجد فيسمع إنسانًا يقول: "اللّهمّ دعوتني فأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السّحر فاغفر لي". قال: فاستمع الصّوت فإذا هو من دار عبد اللّه بن مسعودٍ. فسأل عبد اللّه عن ذلك فقال: إنّ يعقوب أخّر بنيه إلى السّحر بقوله: {سوف أستغفر لكم ربّي}
وقد ورد في الحديث أنّ ذلك كان ليلة جمعةٍ، كما قال ابن جريرٍ: أيضًا: حدّثني المثنّى، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن أبو أيّوب الدّمشقيّ، حدّثنا الوليد، أنبأنا ابن جريج، عن عطاءٍ وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {سوف أستغفر لكم ربّي} يقول: حتّى تأتي ليلة الجمعة، وهو قول أخي يعقوب لبنيه.
وهذا غريبٌ من هذا الوجه، وفي رفعه نظر، والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 410]

رد مع اقتباس