عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (168) إلى الآية (171) ]

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمي: [وادَّارسُوا ما فيه]، وعباس عن الضبي عن الأعمش: [وادَّكَروا ما فيه].
قال أبو الفتح: [ادَّارسُوا] تدارسوا، كقوله: [ادَّاركوا]، والعمل فيهما واحد، وقد تقدم.
[المحتسب: 1/267]
وأما [وادَّكرُوا] فأراد تذكروا، وهذا كقوله تعالى: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا}). [المحتسب: 1/268]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ودرسوا ما فيه والدّار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون}
[حجة القراءات: 300]
{والّذين يمسكون بالكتاب} 169 و170
قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون} بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء إخبار عنهم
قرأ أبو بكر {والّذين يمسكون بالكتاب} بالتّخفيف أي يأخذون بما فيه من حلاله وحرامه وحجته قوله {فكلوا ممّا أمسكن عليكم} وقوله {أمسك عليك زوجك} ولم يقل مسك
وقرأ الباقون {يمسكون} بالتّشديد وحجتهم في ذلك أنهم قالوا إنّما يقال مسكت بالشّيء فإذا خففوا لم يدخلوا بالباء وقالوا أمسكت الشّيء ولا يقال أمسكت بالشّيء
الجواب عن قراءة أبي بكر أن العرب تزيد الباء وفي كتاب الله {عينا يشرب بها عباد الله} أي يشربها والباء زائدة فكذلك تقول أمسكت بالشّيء معناه أمسكت الشّيء). [حجة القراءات: 301] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (44- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} [آية/ 169] بالتاء:
قرأها نافع وابن عامر و- ص- عن عاصم ويعقوب.
والوجه أنه خاطبهم بعد الإخبار عنهم فقال أفلا تعقلون أن الدار الآخرة خير للذين يتقون؟، وقد تقدم خطابهم في قوله تعالى {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين}.
وقرأ الباقون {أَفَلا يَعْقِلُونَ} بالياء.
والوجه أن ما قبله على الغيبة في قوله {وإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} و{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ} و{أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم وما بعده أيضًا على الغيبة نحو {وإذْ نَتَقْنَا الجَبَلَ فَوْقَهُمْ} فحمله على الغيبة أولى؛ لموافقة ما قبله وما بعده). [الموضح: 562]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والّذين يمسّكون بالكتاب... (170).
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (يمسكون) ساكنة الميم خفيفة، وقرأ الباقون (يمسّكون) مشددة.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب في الممتحنة (ولا تمسّكوا بعصم الكوافر) مشددة، وخففها الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 1/428]
قال أبو منصور: يقال: أمسكت بالشيء، ومسّكت به، وتمسكت به، وامتسكت واستمسكت بمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 1/429]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (43- قوله تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب} [170].
قرأ عاصم في رواية ابي بكر بالتخفيف هاهنا وفي (الممتحنة) وقرأ أبو عمرو بالتشديد.
وقرأ الباقون في (الأعراف) بالتشديد، فمن خفف احتج بقوله تعالى: {فكلوا مما أمسكن عليكم} وبقوله: {أمسك عليك زوجك} ولم يقل مسك. ومن شدد احتج بقراءة أُبَي: {والذين مسكوا بالكتاب}). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/214]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد في قوله جلّ وعزّ: والذين يمسكون بالكتاب [الأعراف/ 170].
فقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: والذين يمسكون
[الحجة للقراء السبعة: 4/102]
خفيفا، وكذلك قرأ: ولا تمسكوا بعصم الكوافر [الممتحنة/ 10] خفيفا.
وروى عنه حفص: يمسكون مشدّدة، ولا تمسكوا خفيفا.
وقرأ ابن كثير ونافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائيّ، والذين يمسكون مشددة ولا تمسكوا خفيفة.
وقرأ أبو عمرو: والذين يمسكون وو لا تمسكوا مشدّدتين مضمومة التاء.
انفرد أبو عمرو بقوله: ولا تمسكوا أنّها مشدّدة، والباقون يخفّفونها.
[قال أبو علي] حجة من قرأ: يمسكون بتخفيف السين قوله: فإمساك بمعروف [البقرة/ 229].
وقوله: أمسك عليك زوجك، [الأحزاب/ 37]، وكلوا مما أمسكن عليكم [المائدة/ 4].
وقول الجميع: يمسكون بالكتاب أولى من الرواية التي انفرد بها من قال: يمسكون بالكتاب عن عاصم، وذلك أنّ التشديد هاهنا إذا أريد به الكثرة كان أولى من التخفيف لقوله:
[الحجة للقراء السبعة: 4/103]
وتؤمنون بالكتاب كله [آل عمران/ 119]، أي لا تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فأنتم خلاف من حكي عنهم: ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض [النساء/ 150] واتفاق الجماعة غير أبي عمرو في قوله: ولا تمسكوا بالتخفيف حسن، لأنّ ذلك في إمساك المرأة، وقد قال فيه: فإمساك بمعروف، وقال: أمسك عليك زوجك [الأحزاب/ 37]، وقال: فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف [البقرة/ 231]. وقال: فأمسكوهن في البيوت [النساء/ 15]، وقال: ولا تمسكوهن ضرارا [البقرة/ 231]، فعلى هذا قول الجماعة: ولا تمسكوا بعصم الكوافر [الممتحنة/ 10] وقول أبي عمرو: إنّ أفعل، وفعّل قد يكونان بمعنى واحد). [الحجة للقراء السبعة: 4/104]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ودرسوا ما فيه والدّار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون}
[حجة القراءات: 300]
{والّذين يمسكون بالكتاب} 169 و170
قرأ نافع وابن عامر وحفص {أفلا تعقلون} بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء إخبار عنهم
قرأ أبو بكر {والّذين يمسكون بالكتاب} بالتّخفيف أي يأخذون بما فيه من حلاله وحرامه وحجته قوله {فكلوا ممّا أمسكن عليكم} وقوله {أمسك عليك زوجك} ولم يقل مسك
وقرأ الباقون {يمسكون} بالتّشديد وحجتهم في ذلك أنهم قالوا إنّما يقال مسكت بالشّيء فإذا خففوا لم يدخلوا بالباء وقالوا أمسكت الشّيء ولا يقال أمسكت بالشّيء
الجواب عن قراءة أبي بكر أن العرب تزيد الباء وفي كتاب الله {عينا يشرب بها عباد الله} أي يشربها والباء زائدة فكذلك تقول أمسكت بالشّيء معناه أمسكت الشّيء). [حجة القراءات: 301] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (56- قوله: {والذين يمسكون بالكتاب} قرأه أبو بكر بالتخفيف، من «أمسك يمسك» لإجماعهم على قوله: {فإمساك بمعروف} «البقرة 239» وقوله: {أمسك عليك زوجك} «الأحزاب 37» وقوله: {مما أمسكن عليكم} «المائدة 4» وقوله: {فأمسكوهن في البيوت} «النساء 15» وقوله: {لا تمسكوهن ضرارا} «البقرة 231» فكله من «أمسك»، وقرأ الباقون بالتشديد على التكثير والتكرير للتمسك بكتاب الله ودينه، فبذلك يمدحون، وفيه معنى التأكيد وهو من مسك الأمر أي لزمه، فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك، فالتشديد يدل عيه، وكل ما ذكرنا من «أمسك» الذي لا يدل على تكرير ولا تأكيد، فإنما وقع في غير الدين في إمساك المرأة، وإمساك الصيد، فالتشديد أولى به وأحسن، وهو الاختيار، لما ذكرنا من المعنى؛ ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/482]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (45- {يُمَسِّكُونَ} [آية/ 170] بسكون الميم وتخفيف السين:
قرأها عاصم وحده- ياش-.
والوجه أن أمسك وتمسك ومسك واستمسك واحد في معنى التعلق والاعتصام، إلا أن أمسك أكثر ما يستعمل بغير باء، يقال أمسكت الشيء وتمسكت به واستمسكت، قال الله تعالى {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} و{فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} و{فَأَمْسِكُوهُنَّ ويمكن الفرق بين الإمساك والتمسك أن الإمساك ضبط الشيء عن الذهاب، فهو ضد التخلية، والتمسك التعلق بالشيء، فأراد وضع الإمساك موضع التمسك، فلذلك عداه بالباء.
وقرأ الباقون {يُمَسِّكُونَ} بتحريك الميم والتشديد، وكلهم قرأ في سورة الممتحنة {ولا تُمْسِكُوا} مخففة، غير أبي عمرو ويعقوب فإنهما قرآ {تُمَسِّكُوا} مشددة.
والوجه في التشديد أن مسك وتمسك أوقع في هذا المعنى من أمسك على ما بيناه، ثم إن التشديد ههنا لما أريد به من الكثرة أولى ههنا من التخفيف؛ لأن المراد يؤمنون بالكتاب كله، فلا يؤمنون ببعضه ويكفرون بالبعض). [الموضح: 563]

قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس