عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 05:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 22]

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)}

تفسير قوله تعالى:{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {حم * والكتاب المبين}
قد فسرنا معنى {حم} ، ومعنى {الكتاب المبين}: الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة، وأبان كل ما تحتاج إليه الأمّة). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين}: أي إبان الهدى من الضلالة,والحق من الباطل,ويكون المبين البين). [معاني القرآن: 6/333]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا جعلناه قرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون} معناه: إنا بيّنّاه قرآنا عربيا). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} أي: بيناه). [معاني القرآن: 6/333]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه في أمّ الكتاب} أي: في أصل الكتب عند اللّه). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}
{أم الكتاب}: أصل الكتاب، وأصل كل شيء أمّه، والقرآن مثبت عند اللّه في اللوح المحفوظ، والدليل على ذلك قوله: {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} ). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}
روى معمر, عن قتادة قال: {في أم الكتاب}:قال: في أصل الكتاب, وجملته عندن.
قال أبو جعفر: ونظير هذا على قول قتادة: {إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ}
وقيل {وإنه في أم الكتاب}: يعني ما قدر من الخير والشر لعلي لقاهر لا يقدر أحد أن يدفعه حكيم محكم). [معاني القرآن: 6/334]

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً أن كنتم...}
قرأ الأعمش: (إن كنتم): بالكسر، وقرأ عاصم والحسن: {أن كنتم}: بفتح {أن}، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا، وأنت تقول في الكلام: أأسبّك أن حرمتني؟ تريد إذ حرمتني، وتكسر إذا أردت أأسبك إن حرمتني، ومثله: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم} تكسر {إن} وتفتح.
ومثله: {فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم}, (إن لم يؤمنوا)، و(أن لم يؤمنوا)، والعرب تنشد قول الفرزدق:

أتـــجــــزع إن أذنـــــــا قـتــيــبــة حــــزتــــا = جهاراً، ولم تجزع لقتل ابن خازم؟
وأنشدوني:-
أتجزع أن بـان الخليـط المـودّع = وجبل الصفا من عزة المتقطع؟
وفي كل واحد من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح..
والعرب تقول: قد أضربت عنك، وضربت عنك إذا أردت به: تركتك، وأعرضت عنك). [معاني القرآن: 3/27-28]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً أن كنتم قوماً مّسرفين}
قال: {أن كنتم قوماً مّسرفين}: يقول: "لأن كنتم"). [معاني القرآن: 4/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أفنضرب عنكم الذكر صفحا}: يقال: مر بنا فلان صفحا إذا مر ولم يقف). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً}: أي نمسك عنكم فلا نذكركم صفحا، أي إعراضا. يقال: صفحت عن فلان، إذا أعرضت عنه.
والأصل في ذلك: انك توليه صفحة عنقك, قال كثير يصف امرأة:
صـفـوحـا فـمــا تـلـقـاك إلا بحـيـلـة = فمن مل منها ذلك الوصل ملت
أي : معرضة بوجهها.
ويقال: ضربت عن فلان كذا، أي أمسكته , وأضربت عنه.
{أن كنتم قوماً مسرفين} أي: لأن كنتم قوما مسرفين). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
ويقرأ: {إن كنتم قوما مسرفين}: فمن فتحها, فالمعنى أفنضرب عنكم الذكر صفحا لأن كنتم، ومن كسرها فعلى معنى الاستقبال، على معنى إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذكر، ويقال: ضربت عنه الذكر, وأضربت عنه الذكر.
والمعنى: أفنضرب عنكم ذكر العذاب , والعذاب بأن أسرفتم.
والدليل على أن المعنى هذا, وأنه ذكر العذاب). [معاني القرآن: 4/405-406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
روى إسماعيل عن أبي صالح: {أفنضرب عنكم الذكر}, قال: العذاب.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: أتكذبون بالقرآن, ولا تعاقبون
قال أبو جعفر المعنى على هذين القولين: أفنضرب عنكم ذكر العذاب.
ومذهب قتادة: أن المعنى أفنهملكم, ولا نأمركم ولا ننهاكم
قال أبو جعفر يقال: ضربت عنه, وأضربت, أي: تركته .
ثم قال جل وعز: {صفحا} أي: إعراضا
يجوز أن يكون المعنى: أفنصفح عنكم صفحا, كما يقال هو يدعه تركا .
ويجوز أن يكون المعنى: أفنضرب عنكم الذكر صافحين, كما يقال: جاء فلان مشيا .
ومعنى صفحت عنه: أعرضت عنه , أي وليته صفحة عنقي .
قال الشاعر:
صـفـوحـا فـمــا تـلـقـاك إلا بخـيـلـة = فمن مل منها ذلك الوصل ملت
ثم قال جل وعز: {أن كنتم قوما مسرفين}
- قال قتادة: أي: مشركين .
- قال أبو جعفر: المعنى لأن كنتم إذا فتحت أن, وبذلك قرأ الحسن, وأبو عمرو, وابن كثير.
- وقرأ أهل المدينة, وأهل الكوفة بالكسر وهو عند قوم من أهل اللغة لحن: منهم أبو حاتم, وإنما صار عندهم لحنا لأنهم إنما وبخوا على شيء قد ثبت , وكان فهذا موضع أن مفتوحة كما قال سبحانه: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}
قال أبو جعفر: وهذا عند الخليل , وسيبويه , والكسائي, والقراء جيد.
قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله -يعني الفرزدق- :
أتـغــضــب إن أذنـــــا قـتـيـبــة حـــزنـــا = جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم
فقال هي إن مكسورة لأنه قبيح أن يفصل بين أن والفعل
قال أبو جعفر: وهذا شيء قد مضى.
قال أبو إسحاق: وهذا يكون بمعنى الحال إذا كان في الكلام معنى التوبيخ والتقرير, أي: أهذه حالك؟.
قال أبو جعفر: فعلى هذا قوله: {إن كنتم قوما مسرفين}). [معاني القرآن: 6/334-338]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَفْحًا}: أي أعراضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَفْحًا}: مر, ولم تقف). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: { فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {فأهلكنا أشدّ منهم بطشا ومضى مثل الأوّلين}
أي مضت سنتهم، ويكون {أفنضرب عنكم الذكر}: أي نهملكم, فلا نعرفكم ما يجب عليكم لأن أسرفتم، ومثله:{أيحسب الإنسان أن يترك سدى} ).[معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين}
- قال مجاهد: أي: سنة الأولين.
- قال قتادة: أي: عقوبة الأولين). [معاني القرآن: 6/338]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{الّذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلّكم تهتدون}
{وجعل لكم فيها سبلا}: طرقا). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وجعل لكم فيها سبلا}: أي: طرقا). [معاني القرآن: 6/338]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأنشرنا به بلدةً مّيتاً} أي: أحيينا, ونشرت الأرض: أي حييت .
قال الأعشى:
حتى يقول الناس مما رأوا = يــا عجـبـاً للـمـيِّـت الـنـاشـر).
[مجاز القرآن: 2/202]

تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والّذي خلق الأزواج كلّها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}
معناه خلق الأصناف كلها، تقول عندي من كلّ زوج أي من كلّ صنف.
{وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} أي: خلق لكم وسخرها لكم:{ لتستووا على ظهوره}). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {والذي خلق الأزواج كلها}
أي: الأصناف كلها, ثم قال جل وعز: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}
قال مجاهد: الأباعر, والخيل, والبغال, والحمير). [معاني القرآن: 6/338-339]

تفسير قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لتستووا على ظهوره...}.
يقول القائل: كيف قال: { على ظهوره}, فأضاف الظهور إلى واحد؟
يقال له: إن ذلك الواحد في معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع، فإن قال: فهلا قلت: لتستووا على ظهره، فجعلت الظهر واحداً إذا أضفته إلى واحد؟
قلت: إن الواحد فيه معنى الجمع، فرددت الظهور إلى المعنى ولم تقل: ظهره، فيكون كالواحد الذي معناه ولفظه واحد، فكذلك تقول: قد كثرت نساء الجند، وقلت: ورفع الجند أعينه ولا تقل عينه, وكذلك كل ما أضفت إليه من الأسماء الموضوعة، فأخرجها على الجمع، فإذا أضفت إليه اسما في معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك: رفع الجند صوته وأصواته أجود، وجاز هذا لأن الفعل لا صورة له في الاثنين إلا كصورته في الواحد.
وقوله: {وما كنّا له مقرنين...}.
مطيقين، تقول للرجل: قد أقرنت لهذا أي أطقته، وصرت له قرنا). [معاني القرآن: 3/28]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والّذي خلق الأزواج كلّها وجعل لكم مّن الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره}: " التذكير لـ " ما ".
{وما كنّا له مقرنين}: ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان أي ضابط له مطيق، قال الكميت:
ركبتم صعبتي أشرّاً وحيناً = ولستم للصّعـاب بمقرنينـا ).
[مجاز القرآن: 2/202]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين}
وقال: {لتستووا على ظهوره} فتذكيره يجوز على {ما تركبون}.
و{ما} هو مذكر كما تقول: "عندي من النساء ما يوافقك ويسرك", وقد تذكر "الأنعام" وتؤنّث , وقد قال في موضع {مّمّا في بطونه}, وقال في موضع آخر {بطونها}). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وما كنا له مقرنين}: أي ضابطين مطيقين: يقال فلان مقرن لفلان أي ضابط له. يقال أقرنت لك أي صرت لك قرنا). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وما كنّا له مقرنين}: أي مطيقين.
يقال: أنا مقرن لك، أي مطيق لك.
ويقال: هو من قولهم: أنا قرن لفلان، إذا كنت مثله في الشدة.
وإن فتحت. فقلت: أنا قرن لفلان, أردت: أنا مثله في السن). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين}
أي: تحمدون اللّه وتعظمونه، فيقول القائل إذا ركب السفينة: بسم اللّه مجراها ومرساها، ويقول إذا ركب الدابة: الحمد للّه سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، أي مطيقينز
واشتقاته من قولك: أنا لفلان مقرن, أي: مطيق، أي: قد صرت قرنا له). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {لتستووا على ظهوره} أي: على ظهور هذا الجنس.
{ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} أي: تقولوا الحمد لله
كما روى أبو إسحاق عن علي بن ربيعة قال: رأيت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه جعل رجله في الركاب فقال: بسم الله , فلما استوى راكبا قال: الحمد لله , ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}, اللهم لا إله إلا أنت قد عملت سوء, فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كفعلي .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد من ركب, ولم يقل: سبحان الذي سخر لنا هذا , وما كنا له مقرنين .
قال له الشيطان: تغنه, فإن لم يحسن, قال له: تمنه
قال قتادة: مقرنين أي : في القوة .
قال أبو جعفر: حكى أهل اللغة أنه يقال: أقرن له إذا أطاقه , وأنشدوا:
ركبتم صعبتي أشرا وحينا = ولستم للصعـاب بمقرنينـا
وحقيقة أقرنت له: صرت له قرنا, يقال: هو قرنه في القتال, وهو على قرنه: أي: مثله في السن). [معاني القرآن: 6/339-341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُقْرِنِينَ} أي مطيقين, يقال: أنا مقرن لك, أي: مطيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُقْرِنِينَ}: مطيقين). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون} :أي: نحن مقرّون بالبعث). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} أي: إنا لمبعوثون). [معاني القرآن: 6/341]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عباده جزءاً } أي : نصيباً). [مجاز القرآن: 2/202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جزءا}: نصيبا). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وجعلوا له من عباده جزءاً} أي: نصيبا, ويقال: شبها ومثلا، إذ عبدوا الملائكة والجن.
وقال أبو إسحاق الزجاج: إن معنى (جزأ) هاهنا: بنات. يقال:له جزء من عيال، أي بنات
قال: وأنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى (جزء): إناث.
قال: ولا ادري: البيت قديم؟ أم مصنوع؟ -:
إن أجزأت حرة يوما، فلا عجب = قد تجـزي الحـرة المذكـار أحيانـا
فمعنى : إن أجزأت, أي آنثت، أي: أتت بأنثى.
وقال المفضل بن سلمة: حكي لي بعض أهل اللغة: أجزأ الرجل، إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات.
وانشد المفضل:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة = اللدن في أبياتها زجل ).
[تفسير غريب القرآن: 396]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وجعلوا له من عباده جزءا إنّ الإنسان لكفور مبين}
يعنى: به الذين جعلوا الملائكة بنات اللّه، وقد أنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى جزء معنى الإناث ولا أدري البيت، قديم أم مصنوع، أنشدني:
إن أجزأت حرّة يوما فلا عجب = قــــد تــجــزئ الــحــرّة الـمــذكــار
أحيانا: أي إن أنثت، ولدت أنثى). [معاني القرآن: 4/406-407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وجعلوا له من عباده جزء إن الإنسان لكفور مبين}
قال قتادة: جزء أي عدلا
قال أبو جعفر: والمعنى على قولهم أنهم عبدوا الملائكة , فجعلوا لله جل وعز شبها ومثلا .
وقال عطاء: (جزء) أي : نصيبا وشركا
قال أبو جعفر: وهذا أبين كما يقال "هذا جزء فلان", وقيل لهم هذا لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله, هذا قول مجاهد.
ومعنى:{ وجعلوا}, قالوا: هذا ووصفوه). [معاني القرآن: 6/340-342]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ظلّ وجهه مسودّاً...} الفعل للوجه، فلذلك نصبت الفعل، ولو جعلت {ظلّ} للرجل رفعت الوجه والمسود، فقلت: ظل وجهه مسودٌّ وهو كظيم). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلًا} يريد:
جعلتهم البنات للّه: وأنتم إذا ولد لأحدكم بنت، {ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} أي حزين؟!). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهُوَ كَظِيمٌ}: الحزين الحابس حزنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أومن ينشّأ في الحلية...}
يريد الإناث، يقول: خصصتم الرحمن بالبنات، وانتم هكذا إذا ولد لأحدكم بنت أصابه ما وصف، فأما قوله: {أومن} فكأنه قال: ومن لا ينشأ إلاّ في الحلية , وهو في الخصام غير مبين، يقول: لا يبلغ من الحجة ما يبلغ الرجل، وفي قراءة عبد الله: { أومن لا ينشّأ إلاّ في الحلية} ، فإن شئت جعلت "من" في موضع رفع على الاستئناف، وإن شئت نصبتها على إضمار فعل يجعلون ونحوه، وإن رددتها على أول الكلام على قوله:
{وإذ بشّر أحدهم بما ضرب} خفضتها وإن شئت نصبتها، وقرأ يحيى بن وثاب وأصحاب عبد الله والحسن البصري: (ينشّأ), وقرأ عاصم, وأهل الحجاز: {ينشأ في الحلية}). [معاني القرآن: 3/29]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو من ينشؤ في الحلية}: يعني الحلى, وهذه الجواري). [مجاز القرآن: 2/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ينشأ في الحلية}: الحلى يعني الجواري).[غريب القرآن وتفسيره: 333]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أومن ينشّأ في الحلية}, أي ربي في الحلي، يعني: البنات.
و{الخصام}: جمع «خصيم». ويكون مصدرا لـ «خاصمت».
{غير مبينٍ}: للحجة). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}،وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ).
[تأويل مشكل القرآن: 365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
ويقرأ {ينشأ} ، وموضع "من" نصب.
المعنى أجعلوا من ينشّأ في الحلية - يعني البنات - للّه.
{وهو في الخصام غير مبين}: يعنى البنات، أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين.
وقد قيل في التفسير: إن المرأة لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها.
وقد قيل: إنّه يعني به الأصنام, والأجود أن يكون يعني به المؤنث). [معاني القرآن: 4/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
قال ابن عباس: يعني النساء: جعل زيهن غير زي الرجال.
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون المعنى {أومن ينشأ في الحلية}: يجعلون لله جل وعز نصيبا, ويجوز أن يكون في موضع رفع
ثم قال جل وعز: {وهو في الخصام غير مبين}
قال قتادة: قل ما تكلمت امرأة, ولها حجة إلا جعلتها عليها).[معاني القرآن: 6/342-343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}: يعني البنات يريد من ربي في الحلي, وهو لا يبين عن نفسه , جعلتموه لله, ويسود وجه أحدكم إذا بشر بذلك لنفسه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحِلْيَةِ}: الحلي يعني به الجواري). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {عباد الرّحمن...}.
قرأها عبد الله بن مسعود وعلقمة، وأصحاب عبد الله: "عباد الرحمن"، وذكر عن عمر (رحمه الله) : أنه قرأها: { عند الرحمن} ، وكذلك عاصم، وأهل الحجاز، وكأنهم أخذوا ذلك من قوله: {إنّ الذين عند ربّك لا يستكبرون عن عبادته} وكل صواب.
وقوله: {أشهدوا خلقهم...}, نصب الألف من "أشهدوا" عاصم، والأعمش، ورفعها أهل الحجاز على تأويل: {أشهدوا خلقهم}؛ لأنه لم يسم فاعله، والمعنى واحد, قرءوا بغير همز يريدون الاستفهام .
قال أبو عبد الله: كذا قال الفراء). [معاني القرآن: 3/29-30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثاً} أي: عبيده, يقال: عبد وعبيد وعباد). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}
الجعل ههنا في معنى القول, والحكم على الشيء, تقول: قد جعلت زيدا أعلم الناس، أي قد وصفته بذلك وحكمت به.
وقوله عزّ وجلّ: { ستكتب شهادتهم}
وتقرأ سنكتب، ويجوز سيكتب، المعنى سيكتب اللّه شهادتهم ولا نعلم أحدا قرأ بها.
والقراءة بالتاء والنون). [معاني القرآن: 4/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا}, جعلوا هنا بمعنى وصفوا , وهذا من وجوه جعل التي ذكرها الخليل, وسيبويه كما تقول: جعلت فلانا أعلم الناس أي وصفته بهذا). [معاني القرآن: 6/344]

تفسير قوله تعالى: { وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون}
المعنى : ما لهم بقولهم إنّ الملائكة بنات اللّه من علم، ولا بجميع ما تخرصوا به). [معاني القرآن: 4/408]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون}
هذه آية مشكلة وقد تكلم فيها العلماء..
- فمن أحسن ما قالوا أن قوله عز وجل: {ما لهم بذلك من علم} مردود إلى قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا}
فالمعنى إن الله جل وعز لم يرد عليهم قولهم: {لو شاء الرحمن ما عبدناهم}, وإنما المعنى ما لهم بقولهم الملائكة بنات الله من علم وما بعده يدل على أن المعنى على هذا لأن بعده {أم آتيناهم كتابا من قبله} أي: أم أنزلنا عليهم كتابا فيه هذا
- وفي الآية قول آخر: وهو أن معنى ما لهم بذلك من علم: ما لهم عذر في هذا لأنهم رأوا أن ذلك عذر لهم فرد الله ذلك عليهم, فالرد محمول على المعنى , وقوله: {أم آتيناهم كتابا}). [معاني القرآن: 6/344-345]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ} أي: إلا يكذبون). [ياقوتة الصراط: 459]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون}
أي: أم هل قالوا عن كتاب؟
المعنى: أشهدوا خلقهم أم آتيناهم بكتاب بما قالوه من عبادتهم ما يعبدون من دون اللّه). [معاني القرآن: 4/408]

تفسير قوله تعالى: { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ...}.
قرأها القراء بضم الألف من {أمّة}, وكسرها مجاهد، وعمر بن عبد العزيز، وكأن (الإمّة) مثل السنة والملة، وكأن (الإمّة) الطريقة: والمصدر من أممت القوم، فإن العرب تقول: ما أحسن إمته وعمّته وجلسته إذا كان مصدرا، والإمة أيضا الملك والنعيم. قال عدي:
ثم بعد الفلاح والملك والإمّة = وارثـــــهــــــم هـــــنــــــاك الـــقــــبــــور
فكأنه أراد: إمامة الملك ونعيمه.
وقوله: {وإنّا على آثارهم مّهتدون...} و{مّقتدون...}.
رفعتا ولو كانتا نصبا لجاز ذلك؛ لأنّ الوقوف يحسن دونهما، فتقول للرجل: فدمت ونحن بالأثر متبعين ومتبعون). [معاني القرآن: 3/30]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({على أمّةٍ}: على ملة واستقامة). [مجاز القرآن: 2/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({آباءنا على أمة}: أي على استقامة، وقرئت {أمة} بهذا المعنى، أي على حال). [غريب القرآن وتفسيره: 333]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} أي: على دين واحد). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمّة: الدّين، قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: على دين.
قال النابغة:

حلفتُ فَلَمْ أتركْ لنفسـكَ رِيبَـةً = وهل يَأْثَمَن ذُو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟
أي: ذو دين.
والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد: أمة، فتقام الأمة مقام الدين، ولهذا قيل للمسلمين: أمّة محمد، صلّى الله عليه وسلم، لأنهم على أمر واحد، قال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} مجتمعة على دين وشريعة.
وقال الله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}
أي: مجتمعة على الإسلام).
[تأويل مشكل القرآن: 446]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (ثم أعلم اللّه -عزّ وجلّ– أن فعلهم اتباع ضلالة آبائهم فقال:{ بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مهتدون}
ويقرأ (على إمّة): بالكسر، فالمعنى على طريقة). [معاني القرآن: 4/408]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة}
وقرأ مجاهد وعمر بن عبد العزيز: (على إمة), قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد
قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن الإمة بالكسر الطريقة من الدين والمذهب كما قال:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وهل يأثمن ذو امة وهو طائـع
والأمة السنة والملة, وقد يكون لها غير هذا المعنى, وقد تكون الإمة بمعنى الملك والتمام كما قال:
ثم بعد الفلاح والملك والإمة = وارتـــهـــمـــوا هــــنـــــاك الـــقـــبــــور
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد: {إنا وجدنا آباءنا على أمة}: على ملة.
وقوله جل وعز: {وإنا على آثارهم مهتدون}
يجوز أن يكون خبرا بعد خبر, ويجوز أن يكون المعنى: مهتدون على آثارهم). [معاني القرآن: 6/345-347]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({على أمة}: أي: على دين). [ياقوتة الصراط: 459]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَلَى أُمَّةٍ} أي على دين واحد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({على أمة}: حال). [العمدة في غريب القرآن: 268]


رد مع اقتباس