عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 12:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والذين هاجروا في سبيل الله} الآية ابتداء معنى آخر: وذلك أنه لما مات بالمدينة عثمان بن مظعون، وأبو سلمة بن عبد الأسد قال بعض الناس: من قتل من المهاجرين أفضل ممن مات حتف أنفه، فنزلت هذه الآية مسوية بينهم في أن الله -تبارك وتعالى- يرزق جميعهم رزقا حسنا. وليس هذا بقاض بتساويهم في الفضل، وظاهر الشريعة أن المقتول أفضل، وقال بعض الناس: المقتول والميت في سبيل الله شهيدان، ولكن للمقتول مزية ما أصابه في ذات الله -تعالى- و"الرزق الحسن" يحتمل أن يريد به رزق الشهداء عند ربهم في البرزخ، ويحتمل أن يريد بعد يوم القيامة في الجنة). [المحرر الوجيز: 6/267]


تفسير قوله تعالى: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: "مدخلا" بضم الميم من "دخل"، فهو محمول على فعل مقدر تقديره: فيدخلون مدخلا، وقرأت فرقة: "مدخلا" بضم الميم من "أدخل".
وأسند الطبري عن سلمان بن عامر قال: كان فضالة برودس أميرا على أرباع، فخرج بجنازتي رجلين أحدهما قتيل والآخر متوفى، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل، فقال: أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل وتفضلونه، فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت، اقرءوا قول الله تعالى: {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا} إلى {لعليم حليم} ). [المحرر الوجيز: 6/267]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك ومن عاقب} إلى قوله سبحانه: {هو العلي الكبير} المعنى: الأمر ذلك. ثم أخبر -تعالى- عمن عاقب من المؤمنين من ظلمه من الكفرة.
[المحرر الوجيز: 6/267]
ووعد المبغي عليه بأنه ينصره، وسمى الذنب في هذه الآية باسم العقوبة كما تسمى العقوبة كثيرا باسم الذنب، وهذا كله تجوز واتساع
وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من المؤمنين لقيهم كفار في الشهر الحرام، فأبى المؤمنون من قتالهم، وأبى المشركون إلا القتال، فلما اقتتلوا جد المؤمنون ونصرهم الله -تعالى- فنزلت هذه الآية فيهم). [المحرر الوجيز: 6/268]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بأن الله يولج الليل في النهار} معناها: نصر الله -تعالى- أولياءه ومن بغي عليه بأنه القادر على العظائم، الذي لا تضاهى قدرته، فأوجز العبارة بأن أشار بـ"ذلك" إلى النصر، وعبر عن القدرة بتفصيلها، فذكر منها مثلا لا يدعى لغير الله -تعالى- وجعل تقصير الليل وزيادة النهار وعكسها إيلاجا تجوزا وتشبيها). [المحرر الوجيز: 6/268]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ذلك بأن الله هو الحق} معناه نحو ما ذكرناه، وقرأت فرقة: "تدعون" بالتاء من فوق، وقرأت فرقة: "يدعون"، والإشارة بما يدعى من دونه، قالت فرقة: هي إلى الشيطان، وقالت فرقة: هي إلى الأصنام، والعموم هنا حسن). [المحرر الوجيز: 6/268]

رد مع اقتباس