عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:42 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا (1) إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2) إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا (3)}
يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنّه أوجده بعد أن لم يكن شيئًا يذكر لحقارته وضعفه، فقال: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا}؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 285]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ بين ذلك فقال: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ} أي: أخلاطٍ. والمشج والمشيج: الشّيء الخليط، بعضه في بعضٍ.
قال ابن عبّاسٍ في قوله: {من نطفةٍ أمشاجٍ} يعني: ماء الرّجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا، ثمّ ينتقل بعد من طورٍ إلى طورٍ، وحالٍ إلى حالٍ، ولونٍ إلى لونٍ. وهكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والحسن، والرّبيع بن أنسٍ: الأمشاج: هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
وقوله: {نبتليه} أي: نختبره، كقوله: {ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} [الملك: 2]. {فجعلناه سميعًا بصيرًا} أي: جعلنا له سمعًا وبصرًا يتمكّن بهما من الطّاعة والمعصية). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 285-286]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا هديناه السّبيل} أي: بيّنّاه له ووضّحناه وبصّرناه به، كقوله: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} [فصّلت: 17]، وكقوله: {وهديناه النّجدين} [البلد: 10]، أي: بيّنّا له طريق الخير وطريق الشّرّ. وهذا قول عكرمة، وعطيّة، وابن زيدٍ، ومجاهدٍ -في المشهور عنه-والجمهور.
وروي عن مجاهدٍ، وأبي صالحٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ أنّهم قالوا في قوله: {إنّا هديناه السّبيل} يعني خروجه من الرّحم. وهذا قولٌ غريبٌ، والصّحيح المشهور الأوّل.
وقوله: {إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا} منصوبٌ على الحال من "الهاء" في قوله: {إنّا هديناه السّبيل} تقديره: فهو في ذلك إمّا شقيٌّ وإمّا سعيدٌ، كما جاء في الحديث الّذي رواه مسلمٌ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "كلّ النّاس يغدو، فبائعٌ نفسه فموبقها أو معتقها". وتقدّم في سورة "الروم" عند قوله: {فطرة اللّه الّتي فطر النّاس عليها} [الرّوم: 30] من رواية جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "كلّ مولودٍ يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه، فإمّا شاكرًا وإمّا كفورًا".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، عن عثمان بن محمّدٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من خارجٍ يخرج إلّا ببابه رايتان: رايةٌ بيد ملك، ورايةٌ بيد شيطان، فإن خرج لما يحبّ الله اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتّى يرجع إلى بيته. وإن خرج لما يسخط اللّه اتّبعه الشّيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشّيطان، حتّى يرجع إلى بيته".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمر، عن ابن خثيم، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابر بن عبد اللّه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لكعب بن عجرة: "أعاذك اللّه من إمارة السّفهاء". قال: وما إمارة السّفهاء؟ قال: "أمراءٌ يكونون من بعدي، لا يهتدون بهداي، ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منّي ولست منهم، ولا يردون على حوضي. ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منّي وأنا منهم، وسيردون على حوضي. يا كعب بن عجرة، الصّوم جنّةٌ، والصّدقة تطفئ الخطيئة، والصّلاة قربانٌ -أو قال: برهانٌ-يا كعب بن عجرة، إنّه لا يدخل الجنّة لحمٌ نبت من سحت، النّار أولى به. يا كعب، النّاس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائعٌ نفسه فموبقها".
ورواه عن عفّان، عن وهيب، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 286]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالًا وسعيرًا (4) إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا (5) عينًا يشرب بها عباد اللّه يفجّرونها تفجيرًا (6) يوفون بالنّذر ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا (7) ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا (8) إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا (9) إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا (10) فوقاهم اللّه شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسرورًا (11) وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريرًا (12)}
يخبر تعالى عمّا أرصده للكافرين من خلقه به من السّلاسل والأغلال والسّعير، وهو اللّهب والحريق في نار جهنّم، كما قال: {إذ الأغلال في أعناقهم والسّلاسل يسحبون * في الحميم ثمّ في النّار يسجرون} [غافر: 71، 72]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 287]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولمّا ذكر ما أعدّه لهؤلاء الأشقياء من السّعير قال بعده: {إنّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورًا} وقد علم ما في الكافور من التّبريد والرّائحة الطّيّبة، مع ما يضاف إلى ذلك من اللّذاذة في الجنّة.
قال الحسن: برد الكافور في طيب الزّنجبيل؛ ولهذا قال: {عينًا يشرب بها عباد اللّه يفجّرونها تفجيرًا} أي: هذا الّذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عينٌ يشرب بها المقرّبون من عباد اللّه صرفًا بلا مزجٍ ويروون بها؛ ولهذا ضمّن يشرب "يروى" حتّى عدّاه بالباء، ونصب {عينًا} على التّمييز.
قال بعضهم: هذا الشّراب في طيبه كالكافور. وقال بعضهم: هو من عينٍ كافورٍ. وقال بعضهم: يجوز أن يكون منصوبًا بـ {يشرب} حكى هذه الأقوال الثّلاثة ابن جريرٍ.
وقوله: {يفجّرونها تفجيرًا} أي: يتصرّفون فيها حيث شاؤوا وأين شاؤوا، من قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالّهم.
والتّفجير هو الإنباع، كما قال تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90]. وقال: {وفجّرنا خلالهما نهرًا} [الكهف: 33].
وقال مجاهدٌ: {يفجّرونها تفجيرًا} يقودونها حيث شاؤوا، وكذا قال عكرمة، وقتادة. وقال الثّوريّ: يصرفونها حيث شاؤوا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 287]

تفسير قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوفون بالنّذر ويخافون يومًا كان شرّه مستطيرًا} أي: يتعبّدون للّه فيما أوجبه عليهم من [فعل] الطّاعات الواجبة بأصل الشّرع، وما أوجبوه على أنفسهم بطريق النذر.
قال الإمام مالكٌ، عن طلحة بن عبد الملك الأيليّ، عن القاسم بن مالكٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من نذر أن يطيع اللّه فليطعه، ومن نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه"، رواه البخاريّ من حديث مالكٍ.
ويتركون المحرّمات الّتي نهاهم عنها خيفةً من سوء الحساب يوم المعاد، وهو اليوم الّذي شره مستطيرٌ، أي: منتشرٌ عامٌّ على النّاس إلّا من رحم اللّه.
قال ابن عبّاسٍ: فاشيًا. وقال قتادة: استطار -واللّه-شرّ ذلك اليوم حتّى ملأ السّماوات والأرض.
قال ابن جريرٍ: ومنه قولهم: استطار الصّدع في الزّجاجة واستطال. ومنه قول الأعشى:
فبانت وقد أسأرت في الفؤا = د صدعًا، على نأيها مستطيرًا
يعني: ممتدًّا فاشيًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 287-288]

تفسير قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه} قيل: على حبّ اللّه تعالى. وجعلوا الضّمير عائدًا إلى اللّه عزّ وجلّ لدلالة السّياق عليه. والأظهر أنّ الضّمير عائدٌ على الطّعام، أي: ويطعمون الطّعام في حال محبّتهم وشهوتهم له، قاله مجاهدٌ، ومقاتلٌ، واختاره ابن جريرٍ، كقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه} [البقرة: 177]، وكقوله تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} [آل عمران: 92].
وروى البيهقيّ، من طريق الأعمش، عن نافعٍ قال: مرض ابن عمر فاشتهى عنبًا -أوّل ما جاء العنب- فأرسلت صفيّة -يعني امرأته- فاشترت عنقودًا بدرهمٍ، فاتّبع الرسول السّائل، فلمّا دخل به قال السّائل: السّائل. فقال ابن عمر: أعطوه إيّاه. فأعطوه إيّاه. ثمّ أرسلت بدرهمٍ آخر فاشترت عنقودًا فاتّبع الرسول السائل، فلمّا دخل قال السّائل: السّائل. فقال ابن عمر: أعطوه إيّاه. فأعطوه إيّاه. فأرسلت صفيّة إلى السّائل فقالت: واللّه إن عدت لا تصيب منه خيرًا أبدًا. ثمّ أرسلت بدرهمٍ آخر فاشترت به.
وفي الصّحيح: "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ، شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر" أي: في حال محبّتك للمال وحرصك عليه وحاجتك إليه؛ ولهذا قال تعالى: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا} أمّا المسكين واليتيم، فقد تقدّم بيانهما وصفتهما. وأمّا الأسير: فقال سعيد بن جبيرٍ، والحسن، والضّحّاك: الأسير: من أهل القبلة. وقال ابن عبّاسٍ: كان أسراؤهم يومئذٍ مشركين. ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدرٍ أن يكرموا الأسارى، فكانوا يقدّمونهم على أنفسهم عند الغداء، وهكذا قال سعيد بن جبير، وعطاء، والحس، وقتادة.
وقد وصّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بالإحسان إلى الأرقاء في غير ما حديثٍ، حتّى إنّه كان آخر ما أوصى أن جعل يقول: "الصلاة وما ملكت أيمانكم".
وقال عكرمة: هم العبيد -واختاره ابن جريرٍ-لعموم الآية للمسلم والمشرك.
قال مجاهدٌ: هو المحبوس، أي: يطعمون لهؤلاء الطّعام وهم يشتهونه ويحبّونه، قائلين بلسان الحال: {إنّما نطعمكم لوجه اللّه} أي: رجاء ثواب اللّه ورضاه {لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} أي: لا نطلب منكم مجازاةً تكافئونا بها ولا أن تشكرونا عند النّاس.
قال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ: أما واللّه ما قالوه بألسنتهم، ولكن علم اللّه به من قلوبهم، فأثنى عليهم به ليرغب في ذلك راغبٌ).[تفسير القرآن العظيم: 8/ 288-289]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا نخاف من ربّنا يومًا عبوسًا قمطريرًا} أي: إنّما نفعل هذا لعلّ اللّه أن يرحمنا ويتلقّانا بلطفه، في اليوم العبوس القمطرير.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ {عبوسًا} ضيّقًا، {قمطريرًا} طويلًا.
وقال عكرمة وغيره، عنه، في قوله: {يومًا عبوسًا قمطريرًا} أي: يعبس الكافر يومئذٍ حتّى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران.
وقال مجاهدٌ: {عبوسًا} العابس الشّفتين، {قمطريرًا} قال: تقبيض الوجه بالبسور.
وقال سعيد بن جبيرٍ، وقتادة: تعبس فيه الوجوه من الهول، {قمطريرًا} تقليص الجبين وما بين العينين، من الهول.
وقال ابن زيدٍ: العبوس: الشّرّ. والقمطرير: الشّديد.
وأوضح العبارات وأجلاها وأحلاها، وأعلاها وأولاها -قول ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه.
قال ابن جريرٍ: والقمطرير هو: الشّديد؛ يقال: هو يومٌ قمطريرٌ ويومٌ قماطر، ويومٌ عصيب وعصبصب، وقد اقمطرّ اليوم يقمطرّ اقمطرارًا، وذلك أشدّ الأيّام وأطولها في البلاء والشّدّة، ومنه قول بعضهم:
بني عمّنا، هل تذكرون بلاءنا؟ = عليكم إذا ما كان يوم قماطر
). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 289]


رد مع اقتباس