عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 03:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)}

قَالَ أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية، قال ابن عباس: (إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة). وقال عطاء: (إلا آيتين وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أتته أحبار اليهود فقالوا: يا محمد بلغنا أنك تقول {وما أُوتيتُم مِن العِلم إلا قليلاً} تعنينا أم قومك؟ قال: ((كلا قد عنيت)). قالوا: وإنك تتلو أنا قد أوتينا التوراة وفيها بيان كل شيء فقال: ((هنّ في عِلم الله قليل))؛ فأنزل الله جل وعز: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} إلى آخر الآيتين) ). [البيان: 206] (م)
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(قوله تعالى: {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ} الآية.

قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله بمكة: {وَيَسألونَكَ عَنِ الرُوحِ قُلِ الرُوح ُمِن أَمرِ رَبّي وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً}، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول: {وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلاّ قَليلاً} أفتعنينا أم قومك؟ فقال: ((كلاً قد عنيت)) قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي في علم الله سبحانه قليل وقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به)) فقالوا: يا محمد كيف تزعم هذا وأنت تقول: {وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيرًا كَثيرًا} فكيف يجتمع هذا علم قليل وخير كثير؟؛ فأنزل الله تعالى: {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ..} الآية.). [أسباب النزول: 363-364]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح، فأنزل الله:{يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} فقالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا، وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فنزلت: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} الآية.
وأخرج ابن إسحاق عن عطاء بن يسار قال: (نزلت بمكة: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} فلما هاجر إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: ألم يبلغنا عنك إنك تقول: {وما أتيتم من العلم إلا قليلا}، إيانا تريد أم قومك؟ فقال: ((كلا عنيت))، قالوا: فإنك تتلو أنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي في علم الله قليل)) فأنزل الله: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام}).
وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس.
وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة وابن جرير عن قتادة قال: (قال المشركون: إنما هذا كلام يوشك أن ينفذ؛ فنزل: {ولو أنما في الأرض..} الآية) ). [لباب النقول: 202-203]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية، وعن ابن عباس: غير ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة؛ وذلك أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتته أحبار اليهود فقالوا: يا محمد! بلغنا آية {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} أفينا أو [عَنَيْتَ] قومَك؟ فقال: (([عنيت] الجميع))، فقالوا: يا محمد! أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى فينا ومعنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: ((التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله عز وجل))؛ فأنزل الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ..} إلى تمام الآيات الثلاث.). [القول الوجيز: 260] (م)


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس